الزحف لاحتلال تلة الرادار والزحف لاختراق الحدود . . !
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
الزحف لاحتلال #تلة_الرادار والزحف لاختراق الحدود . . !
#موسى_العدوان
من المعارك الهامة التي خاضها الجيش الأردني، على أرض فلسطين المقدّسة في حرب عام 1948، معركة ” تل الرادار “. كانت تلة الرادار تعتبر مفتاحا للدفاع في مرتفعات القدس. وكانت قوة يهودية بحجم سرية من لواء هارل اليهودي تحتل هذا التل. وكان تواجدها به يشكل خطرا دائما على رام الله، وعلى الطريق بينها وبين القدس.
هذا الأمر فرض على الجيش الأردني التفكير باحتلاله، لتفادي خطره في هذه المنطقة. كان الموقع محصنا بالأسلاك الشائكة، كما زُرعت الأرض على امتداد الطريق الضيق، المؤدي إلى المرتفع شديد الانحدار، بالألغام المضادة للأفراد والآليات. ثم قام العدو بإغلاقه بحواجز من الأسمنت المسلّح وحفر الألغام.
مقالات ذات صلة الانسان الاردني..بين الدُوار الاعلامي ووهم الصورة..رؤيا نفس سياسية. 2024/04/06في تلك الأثناء قَدِمت الكتيبة الثانية من القدس وتمركزت في جبال يالو، لتكون سندا للكتيبة الرابعة في الدفاع عن تلك المنطقة. وبتاريخ 24 أيار 1948 أصدر قائد اللواء الأول المقدم البريطاني ( جولدي ) أوامره إلى قائد الكتيبة الثانية المقدم البريطاني ( سليد )، بالهجوم على تلة الرادار، على أن يتم ذلك في صباح يوم 26 أيار 1948.
وعند العصر اجتمع قائد الكتيبة بقادة السرايا وأبلغهم بصدور الأمر لاحتلال تلة الرادار. فتطوع الملازم سلامه عتيق قائد السرية الرابعة برجاء قائد الكتيبة، أن يهدي إليه هذا الواجب المقدّس، فلبّى قائد الكتيبة طلبه.
استعدت السرية الرابعة لتنفيذ هذا الواجب، وكانت الخطة تقتضي أن يسبقها قصف مدفعي تمهيدي من مدفعيّ 25 رطل، ومدافع هاون 3 بوصة لمدة 9 دقائق فقط لقلّة الذخيرة. كما اقتضت الخطة أن تبقى السرية الثانية في الاحتياط، لمساندة الهجوم عند الضرورة.
وعند الساعة 45 :03 يوم 26 أيار مهّدت المدفعية والها ونات للهجوم حسب التوقيت المحدد، وزحف جنود السرية نحو الهدف ببسالة فائقة، تحت تغطية كثيفة من الرشاشات والبنادق، إضافة لإسنادها من قبل 4 مدرعات.
وصل أول جندي إلى حاجز الأسلاك الشائكة وبدأ بقصها، وما لبث أن أصابته رصاصة معادية فسقط على الأرض. ولكن العريف عودة النهري استحكم بجانب جثته وراح يطلق نيرانا كثيفة من رشاشة على قوات العدو المقابلة، بينما تقدم آخرون لقص الأسلاك الشائكة، تحت نيران كثيفة ومقاومة شديدة من قبل العدو، ولكن الهجوم كان جريئا ويتقدم بثبات.
وبعد وقت قصير توقفت مؤقتا إحدى فصائل السرية، فتقدم قائد السرية الملازم سلامه عتيق ليستطلع الأمر، وحينها أصابته شظية قنبلة كسرت ساقه، ولكنه رفض أن يحمله الجنود ويعيدوه إلى الوراء لتلقي العلاج.
وفي الساعة 04:30 اندفع المقاتلون داخل موقع العدو يرافقهم قائد السرية الذي زحف على يديه ورجله السليمة، يجرّ ساقه المكسورة إلى أن وصل الموقع، واشتبك المهاجمون مع العدو بقتال شديد بالسلاح الأبيض، بينما فرّ بعضهم باتجاه المستعمرات القريبة، وتمكنت السرية من احتلال الموقع، فاطلق قائد السرية شارة النصر بنفسه.
وعندما حاول رفاقه إخلائه للمرة الثانية لتلقي العلاج، إلاّ أنه رفض ذلك إلاّ بعد أن يتم إخلاء الجرحى من أفراد سريته قبل إخلائه. كانت خسائر العدو في تلك المعركة 13 قتيلا، بينما خسرت السرية 5 شهداء وإصابة 16 فردا بجراح.
في الختام أقول : أن هذا هو الزحف المقدّس المطلوب، وليس زحف الفوضى لاختراق الحدود دون استعداد . . !
رحم الله المقاتل البطل سلامه عتيق، وكل شهداء الجيش الأردني في مختلف المواقع، على أرض فلسطين والأردن في جميع الأوقات.
المرجع : كتاب أيام لا تنسى / المؤرخ الأردني سليمان موسى.
التاريخ : 6 / 4 / 2024
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قائد الکتیبة قائد السریة
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات مسؤوليها.. ما حقيقة المخطط الخارجي لاحتلال مناطق في بيلاروسيا؟
موسكو- تحدث ألكسندر فولفوفيتش، وزير الدولة لشؤون مجلس الأمن في بيلاروسيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، عن مخاطر جديدة على الأمن القومي والأوضاع الداخلية في بلاده. وهذه المرة من جانب جماعات وصفها بالمتطرفة وتتمركز في الخارج.
وقال المسؤول البيلاروسي، في مقابلة صحفية، إن "تشكيلات من المتطرفين البيلاروس في الخارج تخطط للاستيلاء على مناطق حدودية في بيلاروسيا".
ووفقا له، فإن "المعارضة المتطرفة والقوى المدمرة الأخرى التي غادرت الجمهورية تتلقى دعما في الغرب من أجل تنفيذ خطة للإطاحة بالسلطات في بيلاروسيا بالقوة".
وتابع بأنه "وفقا للبيانات المتاحة، يتم النظر في إمكانية استخدام هذه التشكيلات المتطرفة في عملية مسلحة للاستيلاء على منطقة حدودية واحدة أو أكثر في بيلاروسيا، وإعلان هذه المنطقة حرة وإدخال قوات حفظ سلام غربية إلى هناك".
وأشار إلى أنه من أجل قيادة عمليات تدريب هؤلاء المسلحين، تم إنشاء مركز "الكومنولث البولندي الليتواني" للقيادة والتنسيق، متهما أوكرانيا كذلك بأنها تحولت إلى "منطقة رمادية" يستخدمها الغرب لشن حرب بالوكالة مع روسيا وبيلاروسيا.
وقال في هذا السياق إن "هؤلاء المسلحين يشاركون في عمليات القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية، ويكتسبون هناك خبرة قتالية".
خريطة بيلاروسيا (الجزيرة) على صفيح ساخنوتمر العلاقات البيلاروسية مع الغرب بمرحلة توتر شديد ارتفع منسوبها بشكل حاد بسبب ما ترى فيه بروكسل دعما من مينسك لموسكو في الحرب مع أوكرانيا، بالإضافة إلى التجاذبات بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في بيلاروسيا، حيث تتهم بروكسل مينسك بانتهاكها بشكل منهجي، بما في ذلك تزوير الانتخابات الرئاسية في عام 2022.
إعلانوعلى ضوء ذلك، رفضت أوكرانيا، على غرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الاعتراف بألكسندر لوكاشينكو رئيسا منتخبا شرعيا.
وتدهورت علاقات بيلاروسيا مع أوكرانيا والغرب بشكل دراماتيكي كذلك بسبب حادثة هبوط طائرة أيرلندية من طراز بوينغ 737 في مينسك في 23 مايو/أيار 2021، بعد 3 دقائق من مغادرتها الأجواء البيلاروسية، عندما تلقى الطيارون رسالة من مراقب الحركة الجوية المحلي تفيد بأنه وفقًا للمعلومات الواردة فقد تم تلغيم الطائرة.
بعد هبوط الطائرة في مطار مينسك، اعتقل عناصر من المخابرات البيلاروسية اثنين من الركاب وهما المعارض البيلاروسي رومان بروتاسيفيتش وصديقته المواطنة الروسية صوفيا سابيغا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توجيه اتهامات للغرب بمساندة جماعات بيلاروسية معارضة موجودة خارج البلاد؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، عرضت قناة "أو إن تي" البيلاروسية تحقيقا صحفيا ذكرت فيه بأن المعارضة والغرب يستعدان منذ عدة سنوات لشن هجوم على 4 مناطق في جنوب غرب بيلاروسيا لمحاولة فتح جبهة ثانية في البلاد، يكون هدفها الانقلاب على الرئيس ألكسندر لوكاشينكو وإنشاء معقل جديد مناهض لروسيا.
وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه، أعلن الرئيس البيلاروسي أن المعارضة في الخارج تخطط لشن هجوم مسلح على بلاده وطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر منظومة صواريخ "أوريشنيك" على أراضي بيلاروسيا. بينما قال بوتين إن ذلك سيكون ممكنا في النصف الثاني من عام 2025.
تجربة قتاليةوبينما لم يذكر وزير الدولة لشؤون مجلس الأمن القومي البيلاروسي في حديثه أسماء وأماكن وجود هذه المجموعات، فإن شواهد كثيرة تشير إلى أن الحديث يدور عن المتطوعين البيلاروس الذين يقاتلون إلى جانب أوكرانيا في الحرب مع روسيا، والذين ينضوي أغلبهم في فوج "قسطنطين كالينوفسكي"، العامل ضمن ما يسمى بالفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا.
إعلانوهذا الفوج عبارة عن مشاة من المتطوعين (كان في السابق كتيبة)، تم تشكيله في فبراير/شباط 2022 بهدف الدفاع عن أوكرانيا وخصوصا العاصمة كييف ضد الغزو الروسي، كما يقول على موقعه الإلكتروني.
وأغلبية المتطوعين فيه هم مواطنون من بيلاروسيا لكنه يضم كذلك مواطنين ليتوانيين. وقد تمت تسميته بهذا الاسم تكريما لزعيم الانتفاضة البولندية ضد الإمبراطورية الروسية في عامي 1863-1864 قسطنطين كالينوفسكي.
وجدير بالذكر أن المتطوعين البيلاروس شاركوا في العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا منذ ربيع عام 2014، كما شاركوا في معركة بيسكي بالقرب من مطار دونيتسك في يوليو/تموز 2014.
وفي يونيو/حزيران 2015، تأسست المجموعة التكتيكية "بيلاروسيا" والتي شاركت إلى جانب القوات الأوكرانية في معارك أفدييفكا، وبيسكي، وفولنوفاخا، وماريينكا.
بعد انطلاق الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، أعلن المتطوعون البيلاروس توحيدهم في تشكيل واحد هو فوج "قسطنطين كالينوسكي". ووفق تقارير إعلامية بيلاروسية، تضم الكتيبة أكثر من ألف شخص، وأن عدة مئات آخرين مستعدون للانضمام إلى الفوج بعد تلقيهم تدريبات في بولندا.
وحظي إنشاء الفوج بدعم زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي قالت إن "المزيد والمزيد من الناس من بيلاروسيا ينضمون لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم".
وكانت بيلاروسيا عززت قواتها حول مدينتي غوميل وموزير بعد تدمير طائرات دون طيار أوكرانية في أجوائهما. واتهمت مينسك كييف بانتهاك المجال الجوي لبيلاروسيا وحذرت من أن "أي استفزازات لن تمر دون رد".
من جانبه، أعلن المتحدث باسم هيئة الحدود الحكومية الأوكرانية أندريه ديمشينكو في أوائل يناير/كانون الثاني الجاري عن بناء تحصينات على الحدود مع بيلاروسيا، مضيفًا أن هذا ضروري لكي "تتاح لجنودنا الموجودين على الحدود (مع بيلاروسيا) كل الفرص لمواجهة أي تهديد".
إعلانوترتبط بيلاروسيا مع أوكرانيا بحدود مشتركة تبلغ 1084 كيلومترا. والمناطق الحدودية البيلاروسية التي يمكن أن تكون هدفًا لعملية استيلاء من قبل المسلحين المناهضين للسلطات في مينسك تعد بالمئات، لكن أبرزها: كوفالي، وبارانتسي، وبيكي، وتريخوفكا، وكذلك نوفايا، وغوتا، ولوييف، فضلا عن مناطق شيتسي، وخميليشي، ودروشيفا.