تحذيرات أممية جديدة.. الأمطار والفيضانات تودي بحياة 250 شخصاً باليمن
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
من المتوقع أن تشهد عدد من المرتفعات الوسطى في اليمن هطول أمطار غزيرة وفيضانات شديدة خلال الأيام القليلة القادمة. وسط تحذيرات أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) لأخذ الحيطة والحذر جراء موسم أمطار هذا العام الذي سيشهد زيادة في معدلات الهطول في جميع انحاء اليمن.
وبحسب البيانات الواردة عن نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية الصادرة عن منظمة "فاو"، تضرر أكثر من 14 ألف شخص بسبب الصراع، والفيضانات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأشارت النشرة التحذيرية إلى أن المناطق الأكثر عرضة للخطر، سفوح المنحدرات الشديدة في الأودية الرئيسية، مثل: وادي رماع، ووادي مور في الحديدة، ووادي بنا في محافظتي إب وأبين. موضحة أن بعض الزيادة المفاجئة لهطول الأمطار في الجزء الشرقي من البلاد ستؤدي إلى عواصف، ما قد يتسبب بفيضانات محتملة في بعض المناطق الأكثر عرضة للخطر في محافظة حضرموت.
من جانبه كشف مركز أبحاث وبائيات الكوارث (CRED)، وفاة 250 شخصا في اليمن جراء الكوارث المناخية، بما فيها الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها خلال العام الماضي 2023. وأوضح تقرير صادر عن المركز أن الوفيات سقطت بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات خلال الموسم المطري بين مارس وسبتمبر 2023. وأضاف التقرير إن اليمن احتلت العام الماضي المركز العاشر في قائمة أعلى معدل للوفيات الناتجة عن الكوارث الطبيعية، وذلك بسبب موسم الأمطار السنوي الطويل والمكثف الذي شهدته البلاد.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أنه خلال الربع الأول من هذا العام، سجلت آلية الأمم المتحدة للاستجابة السريعة نزوح عدد كبير من الأفراد اليمنيين لأسباب مرتبطة بتأثيرات النزاع المسلح، والكوارث الناجمة عن المناخ، مثل: الفيضانات، والأمطار الغزيرة.
وتعد مخيمات النزوح من أكثر المواقع المتضررة جراء الأمطار الغزيرة والسيول الموسمية في اليمن، حيث بلغت عدد الأسر المتضررة جراء سوء الأحوال الجوية أكثر من 6 آلاف أسرة نازحة معظمها في محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن. وبينت الوحدة الحكومية المختصة بقضايا النازحين أن هؤلاء بحاجة ماسة للغذاء، والمأوى ابتداء من الخيام ذات الجودة العالية، والأغطية البلاستيكية، بالإضافة إلى الملابس، والصرف الصحي.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الأمطار الغزیرة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مخلفات الحرب والألغام.. حرب جديدة تتربص بحياة السوريين
شهدت سوريا خلال أكثر من عقد من الزمان، حربًا شعواء شاركت فيها أقوى الدول الدولية والإقليمية وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني وروسيا وتركيا وإيران ومنظمات إرهابية وجماعات مسلحة متطرفة تركت وراءها آثارًا مدمرة على البنية التحتية والمجتمع، من بين أخطر التحديات التي تواجه السوريين اليوم هي مخلفات الحرب، التي باتت تشكل تهديدًا يوميًا لحياة المدنيين، خصوصًا الأطفال والعائلات العائدة من النزوح لقراهم ومنازلهم. تنتشر في أنحاء متفرقة من سوريا آلاف الألغام الأرضية والعبوات الناسفة والقنابل غير المنفجرة، التي تُركت في أعقاب الصراعات المسلحة، والاعتداءات الجوية لقوات الاحتلال “الإسرائيلي” على البنية العسكرية في سوريا. وتشير التقارير إلى أن هذه المخلفات تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين، سواء كانوا شهداء أو جرحى، حيث تتراوح الإصابات بين بتر الأطراف والإعاقات الدائمة، مما يُثقل كاهل الضحايا وعائلاتهم وكذا النظام الصحي المتعثر في سوريا ما بعد نظام الأسد. إحصائيات مقلقة ووفقًا لمنظمات دولية، تم تسجيل مئات الحالات شهريًا لإصابات ناتجة عن انفجار مخلفات الحرب، حيث تشير تلك التقارير إلى أن الأطفال يمثلون نسبة كبيرة من الضحايا، إذ غالبًا ما يكونون غير مدركين لخطورة هذه المواد ويتعرضون لها أثناء اللعب، أو أثناء البحث عن مصادر للتدفئة في الشتاء القارس خاصة البحث عن الصناديق الخشبية الخاصة بالأسلحة داخل المواقع العسكرية للجيش السابق والتي تعرضت لضربات جوية من قبل طيران الاحتلال الصهيوني تاركا صواريخ وقنابل لم تنفجر. وتواصل حصيلة ضحايا مخلفات الحرب ارتفاعها، إذ بلغ عدد الشهداء منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الجاري 83 مدنيًا، بينهم 14 طفلاً و7 نساء، بينما بلغ عدد الجرحى 104، بينهم 63 طفلاً و6 نساء. أمس الثلاثاء، شهدت بلدة البغيلية غرب دير الزور استشهاد شاب بانفجار لغم أرضي، بينما أسفر انفجار آخر في قرية شاش البوبنا بريف منبج عن استشهاد شاب وإصابة 3 أشخاص، بينهم امرأتان. وأول أمس الإثنين، استشهد مواطنان من أبناء عشيرة “المشارفة فخذ الحسن” في إعزاز شمالي حلب نتيجة انفجار لغم. تأثيرات إنسانية واجتماعية لا يقتصر تأثير مخلفات الحرب على الخسائر البشرية فحسب، بل يمتد ليشمل الآثار النفسية والاجتماعية للناجين منها، جراء معاناتهم من حالات نفسية حادة نتيجة ما يعرف بصدمة ما بعد الحوادث، بالإضافة إلى صعوبة التأقلم مع الإعاقات التي قد تُفرض عليهم، كما تشكل هذه المخلفات عائقًا أمام عودة النازحين إلى ديارهم وإعادة بناء مجتمعاتهم وترتيب حياتهم اليومية. جهود الإغاثة وإزالة الألغام على الرغم من تصاعد مخاطر مخلفات الحرب وحصد اعداد كبيرة من الضحايا، غابت الجهود الحكومية لحكام سوريا الجدد في إزالة تلك المخاطر من الأراضي السورية. وخلال الأيام الأخيرة حاولت منظمات دولية مثل الصليب الأحمر ومنظمات محلية بشكل شحيح إزالة بعض من مخلفات الحرب وتوعية السكان بمخاطرها، كما تُنفذ حملات تعليمية تستهدف الأطفال والبالغين على حد سواء، بهدف تقليل الحوادث. وفي سياق متصل، دعا المرصد السوري والمجتمع السوري المحلي إلى تكثيف الجهود الدولية والمحلية لنزع مخلفات الحرب وتأمين حياة المدنيين في المناطق المتأثرة، مع التركيز على حماية الأطفال والعائلات العائدة إلى قراهم ومنازلهم. وتُعد مخلفات الحرب في سوريا إحدى أكبر التحديات الإنسانية التي تواجه السوريين في مرحلة ما بعد نظام الأسد، وبدء مرحلة جديدة من النزاع المسلح بين الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا ونظيرتها المدعومة من الولايات المتحدة في شمال وشرق سوريا، كما تزداد حدة المشكلة في ظل عدم مبالاة “الحكومة السورية المؤقتة” في إزالة هذه المخلفات من المناطق المتضررة.