طوارئ في إسرائيل ورعب عالمي.. تلك خيارات طهران العسكرية لضرب تل أبيب| أين تكون العملية المنتظرة؟
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
طوارئ في إسرائيل، وتخوف عالمي، وتسريبات في الصحف العالمية، وأصبح العالم أجمع في حالة ترقب لرد الفعل الإيراني على الضربات المؤلمة التي وجهتها تل أبيب للحرس الثوري الإيراني، فخلال 4 أشهر فقط، استطاعت الضربات الجوية الإسرائيلية في اغتيال 18 من قادة الحرس الثوري داخل الأراضي السورية، وكان آخرها الهجوم على سفارة طهرات بدمشق، ومقتل 7 من قادة فيلق القدس.
والسؤال الذي يشغل بال الجميع الآن، ما هي سيناريوهات طهران للرد على تل أبيب، وهل بالفعل أن النبوءات التي تحدثت عن حرب شاملة بين طهران وتل أبيب أصبحت واقع يمكن أن يحدث في أي لحظة، أم أن قادة الحرس الثوري يمتلكون من الخيارات التي يمكن أن تؤلم تل أبيب، وتحفظ ماء وجه طهران، وفي نفس الوقت تجنبها الحرب المباشرة، وهنا أصبح الحديث عن خيارات ثلاثة يدور البحث حولهم.
طوارئ في تل أبيب
حالة الغضب والوعيد الإيراني للرد على تل أبيب، وصلت إلى مرحلة مقلقة من شددتها، وتنوع أشكالها، وخرجت على لسان كافة رؤوس النظام الإيراني، فى المقابل، رفعت إسرائيل حالة الطوارئ القصوي، تحسبا لانتقام إيرانى محتمل، شملت إغلاق 28 من قنصلياتها حول العالم، وتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي، ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مصادر بالجيش، قولها إن الجيش أوقف منح العسكريين الإجازات، وقالت المصادر إن إسرائيل تأخذ كل تهديد ضدها على محمل الجد، ولكن لا يوجد تغيير فى تعليمات قيادة الجبهة الداخلية.
ومن جانبه، قال دانيال هاجارى المتحدث باسم الجيش، إن إسرائيل فى حرب متعددة الجبهات فى الأشهر الستة الماضية، مؤكدا جهوزية القوات لكل السيناريوهات، وتعزيز حالة التأهب فى الوحدات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي، وسلاح الجو، وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع، فى خطوة دفاعية فى مواجهة أسلحة معينة، مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة.
فيما شهدت أسواق السلع داخل إسرائيل حالة من موجة شراء كبيرة من مواطني إسرائيل، وذلك بهدف تخزينها تحسبا لرد الفعل الإيراني، حيث يقومون بتخزين الأغذية والسلع الأساسية للحياة، وسط مخاوف شعبية بنشوب حرب شاملة بين تل أبيب وطهران، أ على أفل تقدير هجوم إيراني مؤلم داخل العمق الإسرائيلي، وتحاول السلطات الإسرائيلية تهدئة الجبهة الداخلية، وأصدرت عدة بيانات تطالب المواطنين بعدم الاستجابة لأهدف طهران، ونشر الرعب داخل المجتمع الإسرائيلي.
إسرائيل تتخذ "إجراءات دفاعية"
وبالفعل تأخذ إسرائيل تلك التهديدات على محمل الجد، فقد اتخذت تل أبيب عددا من الإجراءات الدفاعية، فقد أعلنت حجب نظام تحديد المواقع في مساحات كبيرة من البلاد من أجل عرقلة الصواريخ والطائرات دون طيار، مع تصاعد التوترات مع إيران، وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضًا أنه سيوقف جميع عطلات الجنود العاملين في الوحدات القتالية، ويأتي ذلك بعد يوم من استدعاء جنود الاحتياط لدعم وحدات الدفاع الجوي، ويبدو أن السلطات الإسرائيلية تعتقد أن الرد الإيراني وشيك، فيوم الخميس، تم تعطيل أنظمة تحديد المواقع (في الأجزاء الوسطى من إسرائيل، وهو إجراء دفاعي يهدف إلى عرقلة الأسلحة التي تعتمد عليه لتحديد موقعها.
فيما أفاد مواطنون إسرائيليون بعدم قدرتهم على استخدام خدمات التطبيقات التي تعتمد على تحديد الموقع في المدن الكبرى مثل تل أبيب والقدس البعيدة عن مناطق القتال، وأظهر موقع المراقبة GPSJAM تداخلًا واسع النطاق في إشارات الموقع في جميع أنحاء إسرائيل، فنظام تحديد المواقع معطل بالفعل في شمال إسرائيل، بالقرب من الحدود مع لبنان، حيث تتبادل إسرائيل وحزب الله، المدعوم من إيران، إطلاق النار بشكل شبه يومي خلال الأشهر الستة الماضية.
خيارات ثلاث.. وانتهاء مرحلة الأذرع
وسائل الإعلام العالمية العالمية تتحدث عن 3 سيناريوهات متوقعة للرد الإيراني، أولهما هو استخدام أذرعها بمنطقة الشرق الأوسط لضرب مصالح إسرائيلية، أما الخيار الثاني، فهو توجه ضربات مباشرة لإسرائيل، وذلك عبر قصف الصواريخ طويلة المدى على مدن إسرائيل، فيما يظل الخيار الثالث، هو الأقرب للحدوث بحسب تسريبات متعددة بصحف أمريكية، وهو استهداف شخصيات أو منشئات إسرائيلية خارج حدود الدولة، وهو ما دفع تل أبيب لاتخاذ قرار إخلاء عدد من سفاراتها حول العالم.
ولكن كافة تحليلات صحف الغرب، تشير إلى مرحلة الأذرع لم تعد مناسبة لحالة الصراع الحالي بين البلدين، فالسقف المنخفض لتحركات تلك المجموعات سوف يكون عائقا أمام رد كافي لحجم الضربة الإسرائيلية لطهران، خصوصا أن هناك تخوفات من تعرض الدول الحاضنة لتلك الأذرع لضربات مؤلمة من إسرائيل، فبحسب الخبراء، فإن أذرع مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، تقع تحت سقف محدد لعملياتها ضد إسرائيل، خصوصا في ظل وجودها في دول حاضنة قد تتعرض لضربات مؤلمة من إسرائيل، وهو الأمر الذي يجعل تلك الأذرع سلاحا غير فعال في المرحلة القادمة من الصراع.
صحف إيرانية تتحدث عن خياران طهران
وقد تحدثت صحيفة "اعتماد" الإيرانية عن "الخيار الوحيد" أمام إيران للرد على هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق، وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، الخميس 4 أبريل، إنه نظرا لعدم وجود حدود برية مع إسرائيل فإن الخيار الوحيد الذي بيد طهران هو القيام بـ"أعمال غير متعارفة" بالحروب والصراعات السابقة، وعن طبيعة هذه الأعمال، أوضحت الصحيفة أن إيران لا تستطيع سوى القيام بضربات محددة هنا وهناك دون الإعلان عن حرب مباشرة وواسعة، وذلك لغياب الحدود البرية والبحرية بين البلدين، ووجود دول تفصل بينهما.
أما صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، فدعت بشكل صريح إلى رد "فوري" على إسرائيل، وقالت إنه يجب على إيران أن تأخذ بعين الاعتبار عامل الوقت، وتعمل على رد فوري، وقبل أن يهدأ غضب الإيرانيين من إسرائيل، حسب ما جاء في الصحيفة، وأشارت "كيهان" إلى ضرورة استهداف المقار الدبلوماسية لإسرائيل في الدول الأخرى، مع وضع احتياطات إسرائيل الأمنية في الاعتبار، وكتبت أنه يجب أن يكون الرد الإيراني بطريقة غير متوقعة من قبل تل أبيب.
باقي الصحف الأقل صدى اكتفت بالحديث عن "مظاهرات يوم القدس العالمي"، وضرورة محاسبة إسرائيل من قبل مجلس الأمن، ما يبدو أنها رسائل توحي بإدراك هذه الصحف والقائمين عليها بأن خيارات النظام محدودة، وسوف تقتصر على المظاهرات والتنديد والاستنكار.
لذلك أصبحت إيران بين خياري الرد أو إعلان الهزيمة، وفي حالة الرد يكون السؤال الأهم: "أين ستكون العملية المنتظرة؟".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
خبراء إيرانيون يقيّمون التصعيد بين طهران وتل أبيب
طهران- تتزايد التصريحات والتحركات الإسرائيلية بشأن إمكانية تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران، وكان منها تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، حيث أعلن أن "كل منظومات إسرائيل تستعد لعملية ضد إيران"، وأن "الدبلوماسية لن تحقق نتائج ملموسة مع طهران".
وجاء تصريح كاتس بالتزامن مع تقارير إسرائيلية متعددة أشارت إلى تكثيف الاستعدادات العسكرية، حيث وصف مسؤول في الجيش الإسرائيلي المهمة المقبلة بأنها "كبرى"، خاصة مع إمكانية حصولها على دعم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي يتبنى سياسة ضغوط قصوى تجاه إيران، واحتمالية دعمه أي عمل عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وإضافة لذلك، تأتي هذه التطورات في ظل ما تسميه وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"الفرصة التاريخية" لتحقيق مكاسب عسكرية وإستراتيجية، بعد سنوات من التركيز على ساحات أخرى مثل غزة ولبنان وسوريا، ويرى مراقبون أن إسرائيل تسعى لاستغلال جملة من المتغيرات الإقليمية، أبرزها ضعف حلفاء إيران في المنطقة مثل حزب الله اللبناني، وتراجع نفوذ طهران في سوريا.
ويرفع التوجه الإسرائيلي منسوب التوتر في المنطقة، ويفتح المجال لتساؤلات عن طبيعة هذه الخطط، وردود الفعل الإيرانية المحتملة، حسب ما يرى محللون، إذ من المتوقع أن تُجري طهران حسابات دقيقة في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة.
إعلانويتوقع هؤلاء أن تلجأ إيران إلى تصعيد إستراتيجي عبر توسيع عملياتها الإقليمية، أو تسريع برنامجها النووي كخطوة مضادة.
النفوذ الإيرانييعتبر الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في طهران علي أكبر داريني أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يعد هزيمة إستراتيجية للسياسات الإقليمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن أكبر خسارة للمصالح الأمنية الإيرانية تتمثل في قطع الاتصال البري بين طهران وبيروت، الذي كان يمر عبر العراق وسوريا، وبالتالي فإن خروج سوريا من مدار "محور المقاومة" سيحمل عواقب ثقيلة على الأمن القومي الإيراني.
ورأى داريني أن غياب الدعم اللوجيستي عن حزب الله سيمهد الطريق لمزيد من التصعيد الإسرائيلي، ومن المرجح أن تنتهك إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار وتهاجم الحزب مجددا، وتوقع أن يتم استهداف أعضاء آخرين في محور المقاومة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، خاصة أنصار الله في اليمن.
وأضاف أن "ما يحدث في سوريا ليس سوى جزء صغير من لعبة شطرنج معقدة"، وأن إيران هي المستهدفة، مما يعني "دعم العدو جماعات إرهابية انفصالية داخل إيران مثل جيش العدل، ومحاولات تهريب السلاح إلى داخل البلاد، وتأجيج النزاعات العرقية، وزيادة العقوبات والضغوط الاقتصادية والسياسية لزعزعة استقرارها".
وتوقع الباحث زيادة الضغوط السياسية على إيران في الأشهر المقبلة، ورجح عودة جميع قرارات العقوبات الأممية ضد إيران، ولم يستبعد أن توجه إسرائيل ضربة لإيران، حيث خصصت تل أبيب، حسب كلامه، ميزانية للهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية. ولذلك فإن الحل أمام طهران يكمن في تعظيم قوتها، يضيف.
تكلفة الهجوم باهظةمن جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية مصطفى نجفي أن التهديد بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية يُطرح من قبل المسؤولين الإسرائيليين أكثر من أي وقت مضى، "لكن مثل هذا الإجراء سيدخل منطقة الشرق الأوسط في حرب شاملة وأزمة واسعة النطاق".
إعلانوأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هناك إجماعا في طهران -سواء على مستوى السياسيين أو القادة العسكريين- على أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية سيعتبر إعلانا للحرب، وسيتم تحديد وتنفيذ رد إيران بناء على ذلك، وتوقع أن "إيران لن تكتفي بعملية على غرار عمليات الوعد الصادق، بل ستشن هجوما مدمرا وواسع النطاق على المنشآت النووية والبنية التحتية الإسرائيلية".
وأشار إلى أن إيران أوضحت مستوى ردها على أي هجوم يستهدف منشآتها النووية، مضيفا أنه "من مصلحة كافة دول المنطقة أن تعمل على تفعيل أدواتها الدبلوماسية والسياسية لمنع أي مغامرة من جانب إسرائيل وأميركا".
أما أستاذ العلوم السياسية فؤاد إيزدي، فيقول للجزيرة نت إن عودة ترامب للرئاسة الأميركية ستحمل إيران ضغوطا سياسية واقتصادية.
"لكن عدم إقدام أميركا على شن هجوم عسكري على إيران يعود لقدرات طهران العسكرية وردعها، والتي ازدادت مع ارتفاع وتيرة التوتر في المنطقة، مما جعلهم مدركين أن تكلفة الهجوم على إيران باهظة"، على حد قوله.