#الانسان_الاردني..بين الدُوار الاعلامي ووهم الصورة..رؤيا نفس سياسية.
ا.د حسين محادين*
تساؤلات ملحة؛
-هل يعيش #المواطن العربي/الاردني دُوارا اعلاميا منذ #حرب_غزة في السابع من اكتوبر الماضي افقده القدرة على التركيز وفهم مايجري استراتجيا بعيد حرب غزة..، كيف ولماذا..؟.
(1)
لاشك ان ما مثلته انطلاقة حرب غزة من مفاجآت هائلة، توقيتا وسرعة إنقضاض على العدو الصهيوني المحتل بكل ما يملك من دعم وانحياز امريكي وغربي مطلقين له، ولإستمرار إحتلاله لفلسطين/غزة، فجاءت الصدمة لنا عربا ومسلمين التي انجزتها المقاومة، ان هذا المحتل “الذي لا يُقهر” قد تحطمت اسطورته النفس/ العسكرية والاعلامية العالمية التي زرعت في وجداننا الشعبي مثل ذلك الاعتقاد الزائف والمبالغ فيه.

وبناء على ماسبق،
يمكنني التأكيد كمحلل اكاديمي في علم اجتماع السياسة ، بناء على ما ذُكر باعلاه، أن هذه المعطيات الميدانية النفس/عسكرية الجديدة التي صنعتها المقاومة الاسلامية بالضد من العدو، رغم هول التضحيات في غزة وجوارها، قد شكلت اولى صدامات العقل العربي الرسمي والاهلي من ذاته اليائسة كمتطلب اساس لتعديل وعينا رسميين واهليين نحو حقيقية هذا العدو اقليميا وليس انتهاءً بهذا التعديل والغزو الاعلامي وهو الاخطر جراء سعة انتشاره عالميا، بدليل حجم وتنوع الاحتجاجات الشعبية في مختلف دول العالم بالضد من حرب الابادة التي يقودها العدو وحلفائه الملوّنيين ضد الشعب الفلسطيني.
(2)
لعل المحطة الثانية التي ساهمت في خلق ما اسميته بالدوار الاعلامي/البصري هو هول وحجم تضحيات اهلنا في غزة /فلسطين التي تجاوزت اثنان وثلاثون الفا من اهلنا ، والتي مازالت تُبث اشكالها الدامية بالصورة والصوت فضائيا وبكل لغات الارض، حيث اصبحت وكانها مسلسلات تلفازية حيٌة نشاهدها لحظيا ويعيش مع اوجاعها ودمويتها الانسان العربي والغربي معا ،ترابطا مع الخسائر الكبيرة في افراد الجيش المحتل كذلك.
(3)
إن هذه المزاوجة التفاعلية الدامية المحمولة اعلاميا عبر الفضاء بين الصوت والصورة ، انما هي نوع جديد وهادف من الرسائل الاعلامية الحية” المراد تحميلها اعلى درجات التأثير على شجرة حواس المتلقي والمتابع أكثر. إذ تقوم هذه السياسية الاعلامية على:-
ا-مُرسل فضائي، عابر للحكومات واللغات والجغرافيا من غزة ومحيطها المنكوب.
ب- وسط ديمغرافي”جغرافيا وسكان” دام ِ من ميدان الحرب في غزة ومحيطها.
ج- متلقِ ادمن السماع والمشاهدة معا” تسمّر اما شاشات التلفزة والهواتف الخلوية معا، وهما الاداتان اللتان وفرتهما ووظفتهما تكنولوجيا العولمة المُسيسة من قِبل جميع الاطراف، والتي وقع ضحيتها المواطن المتلق الذي هو اشبه بالصفحة البيضاء التي ترسم عليها اطراف الصراع وتحالفاتهما مضامين واشكال الرسائل الاعلامية الملونة حسب درجة اتقان وبراعة توظيف كل طرف”اسرائيل والمقاومة” لرسائلة الاعلامية عما يجري في ميدان وتعدد انزياحات هذه المعركة عسكريا وسياسيا اقليميا وعالميا بما يخدم ايدلوجيتة الفكرية من كلا الطرفين .
اخيرا…
لاحظنا كيف التبس وما زال مضمون المعركة بالمعنى الميداني لدى المواطن الاردني والعربي بدليل حالات الانقسام والتمايز بين مواقف الافراد والحكومات العربية والعالمية نحو احقية من في الدفاع عن نفسه، واحقية من في الانتصار مثلا نتيجة لدعم الاطراف الاقليمية والعالمية للمتقاتلين بغض النظر عن الحق التاريخي للفلسطيين في وطنهم وكذل الحال مع عدم الاهتمام العالمي حجم الخسائر البشرية والاقتصادية المصاحبة لحرب غزة.. ثم زاد المشهد غموضا وارتفع منسوب دواره، جراء عدم معرفتنا اليقينية كمواطنيين، من الذي بداء الحرب، ومن بوسعه ان يوقفها، وما جدوى تصاعد التظاهرات عالميا وفي النتائج ، مادامت لم تسقط الحكومات المؤججة والمُغذية لاستمرار هذه الحرب في كل من ؛ اسرائيل المحتلة، او حتى الدول الغربية الداعم الاساس التي شهدت مظاهرات كبيرة ومقدرة فلسطينا…وحتى الشرعية الدولية/مجلس الامن ما قدرته ورغبته الحقيقية في الحد من ابادة الفلسطيين ،وهو الذي أفشلت من خلاله اميركا ثلاث مشاريع قرارات لوقف اطلاق النار عبر امتلاكها”الفيتو”..امام ذهول المواطن العادي المصاب حاليا بالدُوارين الاعلامي والسياسي في آن .
فهل يمكنني كباحث القول والاستنتاج هنا ؛ بان حرب غزة هي صراع دولي ضد استمرار هيمنة القطب العالمي الواحد بقيادة امريكا وسعي داعمي المقاومة الفلسطينية اقليميا وعالميا لخلخلته ،ولكن على الساحة الشرق اوسطية وتحديدا غزة/فلسطين انموذج هذه الحرب المفتوحة على الاستمرار وعلى كل الاحتمالات في المدى المنظور… والتي لا يتوقع ايقافها الا بوجود توافق عابر للاقليم تقتضي مصالحه ذلك بغض النظر عن طول امد معركة غزة خسائرها وندرة ارباحها.. ؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المواطن حرب غزة حرب غزة

إقرأ أيضاً:

صندوق مكافحة السرطان يحذر اليمنيين من أمر خطير جداً يحدث بسبب هذا الأمر

يمانيون /

دشن صندوق مكافحة السرطان بصنعاء، الحملة الوطنية السابعة للتوعية بمخاطر الافراط في استخدام المواد البلاستيكية تحت شعار “لحماية صحتك وبيئتك”.

تهدف الحملة التي تستمر من منتصف شهر نوفمبر الحالي حتى نهايته، إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الإفراط في استخدام الأكياس البلاستيكية في تلوث البيئة، ومخاطر حفظ الأغذية والمشروبات الساخنة في الأوعية البلاستيكية وذلك من خلال الإصابة بالعديد من الأمراض وأبرز هذه الأمراض الإصابة بالسرطان.

وأوضح رئيس مجلس إدارة الصندوق الدكتور عبدالسلام المداني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن الكثير من الأوعية البلاستيكية مصنعة من مادة الفينيل كلورايد التي أثبتت الكثير من الدراسات العلمية بأنها مادة مسرطنة، وأشار إلى أن هذه الدراسات أكدت بأن متوسط الجسيمات البلاستيكية التي تتسرب داخل الجسم عن طريق الشرب من كوب بلاستيكي بلغت حوالي 3 مليغرامات لكل كوب.

كما بين أن هذه الحملة تهدف إلى عملية رفع مستوى الوعي المجتمعي بهذه المخاطر والتي يجهلها غالبية أفراد المجتمع، ويأمل أن يدرك الجميع أهمية الموضوع ويتعاطى معه بمسئولية تامة لينقذ حياته وصحته من خطر قاتل يحيق به دون أن يدري.

وأفاد بأن الكارثة ليست محصورة فقط على استخدام الأكواب والأوعية البلاستيكية، بل الافراط في استخدام الأكياس أيضاً يشكل خطراً أولاً على البيئة وبدوره يؤثر على صحة الانسان فهذه الأكياس غير قابلة للتحلل، حتى لو مر عليها مئات السنين، وجزيئات هذه الأكياس يختلط بالتربة وبمصادر المياه لتشكل تهديداُ لصحة الانسان وبنفس الدرجة من المخاطر التي تحدثنا عنها في استخدام الانسان للأوعية والأكواب البلاستيكية في حفظ وتناول الأغذية والمشروبات الساخنة.

وناشد الدكتور المداني، جميع الجهات المعنية بالتعاون في مواجهة هذه الظاهرة التي تشكل خطراً كبيراً وتهديداً حقيقياً لسلامة البيئة وسلامة صحة الإنسان وذلك من خلال التكاتف والتكامل في إيجاد البدائل لهذه المواد وجعلها سلوكاً مجتمعياً دائماً يصحح به مسار الحياة العامة.

ودعا رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان، كافة أفراد المجتمع ومؤسساته إلى التفاعل الإيجابي مع الحملة والإسهام الفاعل في إنجاحها من خلال نشر الرسائل التوعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية للحفاظ على البيئة وعلى صحة الجميع.

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«النواب»: «بداية» من أهم المبادرات التي تعمل على تحسين حياة المواطنين
  • قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
  • حكومة البرهان والانقلاب-ما بين خوف القصاص واستثمار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل ماضية في الحرب ولا يوجد بصيص أمل في معاقبتها
  • باحثة سياسية: الكرة في ملعب إسرائيل لوقف الحرب على لبنان
  • باحثة سياسية: الكرة في ملعب إسرائيل لوقف الحرب في لبنان
  • باحثة سياسية: الكرة الآن في ملعب إسرائيل لوقف الحرب على لبنان
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل ماضية في الحرب ولا يوجد بصيص أمل لمعاقبتها
  • صندوق مكافحة السرطان يحذر اليمنيين من أمر خطير جداً يحدث بسبب هذا الأمر