6 أبريل، 2024

بغداد/المسلة الحدث: في خطوة مثيرة للجدل، قررت وزارة المالية العراقية في الرابع من إبريل عام 2024، تحويل مبالغ نقدية إلى إقليم كردستان. وتضمنت المبالغ المحولة رواتب موظفي الإقليم ومستحقات شبكة الحماية الاجتماعية والمتقاعدين، ومستحقات شؤون الشهداء، إضافة إلى “المؤنفلين والعقود ومستحقات دوائر الإقليم”.

وقد تم التأكيد على أن هذا التمويل يشمل تمويلًا كاملًا للموازنة التشغيلية للإقليم، وليس فقط رواتب الموظفين كما كان معتادًا.

يأتي هذا القرار في خلاف مع قرارات المحكمة الاتحادية العليا، بموجب القرار رقم 224 وموحدته 269/اتحادية/2024، الذي أكد على ضرورة توطين رواتب الموظفين في الإقليم وعدم تمويلها عن طريق القروض. كما فرض القرار على الإقليم تسليم كافة إيراداته النفطية وغير النفطية إلى خزينة الدولة.

من اللافت للانتباه أن هذا التمويل تم بموافقة المحكمة الاتحادية العليا، بحسب مخاطبات رسمية. ولكن، يبقى السؤال: ما هي الملابسات التي أدت إلى هذه الخطوة الجريئة؟

تحليل  :

انتهاك للقانون والدستورية : يظهر من خلال هذا القرار أن هناك تجاوزًا واضحًا لقرارات المحكمة العليا، مما يشكل انتهاكًا صريحًا للقانون والدستورية.

ضعف سلطة المحكمة العليا : يتجلى ضعف سلطة المحكمة العليا وتذبذبها في المواقف، حيث تم التراجع عن قراراتها السابقة بشكل واضح.

تفويضات خارجة عن الاختصاص : يبرز قرار المحكمة العليا كتفويض غير متناسب للحكومة الإقليمية، حيث يتم تجاهلها في تحديد وتوجيهاتها.

تصعيد الخلاف الدستوري : يؤدي هذا القرار إلى تصعيد الخلاف الدستوري بين الحكومة الاتحادية والحكومة الإقليمية، مما قد يزيد من التوترات

وابرز المحلل السياسي عزيز صادق سنية عدة ملاحظات على الاجراء بقوله ان  ان المحكمة الاتحادية العليا وافقت على تسليم رواتب شهر آذار-وفقا للبيان- وهذه مخالفة قانونية ودستورية واضحة لتجاوز قرارها الذي هو بات ونافذ المفعول ولايمكن إيقافه وفقا للمادة 94 من الدستور، وكذلك المادة 12 من قانون الموازنة لعام 2023، ولايمكن تفسير هذا الموقف سوى انه تراجع “من الباطن” عن قرارها، وبذلك فان مهابة المحكمة وسطوة قرارتها باتت في مهب الريح، او بالأحرى انها غير نافدة في الإقليم، فالمحكمة من خلال هذه الموافقة منحت نفسها اختصاصين، الأول يقوم على استثناء الإقليم من انفاذ قراراتها مالم يوافق الإقليم نفسه على تنفيذ القرار، والثاني منحت نفسها اختصاص إيقاف نفاد القرار، وكلا الجانبين باطلان لمخالفتهما للدستور.

واعتبر سنية أن قرار المحكمة يخرج عن سلطتها بمجرد صدوره، فيكتسب قوة دستورية ذاتية لايمكن حتى للمحكمة نفسها من التدخل فيه وإيقافه او عمل استثناء عليه.

و يضيف : بهذه الموافقة أصبحت قرارات المحكمة الاتحادية العليا مسلوخَة المحتوى بعد فقدان جوهرها الذي يتحقق بقوة انفاذها نحو الجميع وارغام السلطات باجمعها على الامتثال لها، وبذلك باتت قرار المحكمة الدستورية بمرتبة القرار الأداري، يمكن تغييره او القفز عليه من قبل السلطات عبر التوافق فيما بينها. مما يفتح الباب للالتفاف على أي قرار أخر من خلال الاتفاق مع المحكمة على “إيقاف تنفيذه”.

واستطرد بأن المحكمة بهذه الموافقة تكون قد تذبذبت في مواقفها إزاء حصة إقليم كردستان وتحديدا ما يتعلق بـ(رواتب موظفي الاقليم)، ففي أول الامر كانت ترفض التدخل في القرارات الصادرة عن السلطات في الإقليم بحجة عدم الاختصاص، كما في قراراها (146/اتحادية/2017)، و(79/اتحادية/2019) فقد طلب فيهما المدعي الزام السلطات في الإقليم بتسليم رواتبهم وإلغاء “الادخار الاجباري”الذي تستقطعه سلطات الإقليم من رواتب الموظفين. ثم بدأت تنظر هذا الموضوع حين الغت قرارات مجلس الوزراء العراقي التي كانت تمنح الإقليم مبالغا مالية بعنون “سلفة” خلافا لقانون الموازنة لعام 2021 وفقا لقرارها (170/اتحادية/2022)، وتلالها عدد من القرارات ومنها القرار -موضوع النقاش-(224 وموحدتها269/اتحادية/2024)، ثم -حاليا- وبموافقة المحكمة على تسليم حصة الإقليم (الرواتب) تكون قد نقضت قرارها (224/2022) وقرارها السابق(170/2022)، وسلّمت الامر للتوافق السياسي. أي العودة الى حالة “عدم التدخل في موضوع حصة إقليم كردستان”.

وكشف عن  اطلاق هذه الرواتب يضع حكومة إقليم كردستان في رتبة أعلى من الحكومة الاتحادية، خلافا للدستور، فارادة الإقليم مضت وحصلت على ما تريد، اما إرادة الحكومة الاتحادية المتمثلة بقراراتها وقوانيها الاتحادية ومنها قانون الموازنة العامة بات نفدها مرهوناً بموافقة الإقليم.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: المحکمة الاتحادیة العلیا قرارات المحکمة المحکمة العلیا إقلیم کردستان فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

مساران أمام إسرائيل للرد على قرارات "الجنائية الدولية"

قالت صحيفة إسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، سيكون أمام مسارين فقط لمواجهة أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده، وضد وزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

وبحسب ما ذكر صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، سيتعين على نتانياهو أن يتخذ في الأيام المقبلة قراراَ مهماً حول كيفية رد فعل إسرائيل على قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مشيرة إلى مهلة محدودة أمامه لاختيار أي المسارين الذي سيسلكه. الاستئناف ضد القرار ويتمثل المسار الأول، للتحرك عبر المحكمة ذاتها للاستئناف ضد القرار، وسيكون أمام إسرائيل مهلة حتى الأربعاء المقبل فقط، لإبلاغ المحكمة رسمياً إذا كانت تنوي استئناف القرار.
 وقالت الصحيفة "من المنتظر أن يجري نتانياهو مناقشة حول الموضوع بمشاركة المستشار القانوني للحكومة، وكبار الوزراء لاتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً".
وأشارت إلى أن هذا القرار سيمنح المحكمة في لاهاي "فرصة النزول من الشجرة العالية التي تسلقتها"، بعد إصدار أوامر الاعتقال بحق نتانياهو وغالانت.
وأضافت "إذا أعلنت إسرائيل عن نيتها تقديم الاستئناف، فلا يزال أمامها الوقت لصياغة محتواه، لكنها ملزمة في كل الأحوال بالإعلان خلال خمسة أيام عن نيتها تقديم الاستئناف".
قرار اعتقال نتانياهو يطوق كلّ إسرائيل بجدران العزلة - موقع 24تهدد أوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب بتعميق العزلة العالمية لبلد يخضع بالفعل لضغوط في مختلف أنحاء العالم، بسبب حربه على قطاع غزة. تجاهل القرار أما المسار الثاني، بحسب الصحيفة فيتمثل في تجاهل القرار والذهاب حتى النهاية في تحدي محكمة الجنايات الدولية، و"حل المشكلة من جذورها مرة واحدة وإلى الأبد"، وفق تعبيرها.
وقال مسؤول إسرائيلي إن "المحكمة ستنهار في نهاية المحاكمة، لأن الضغوط التي ستمارس عليها غير مسبوقة ولم تعهد مثلها من قبل"، مشيرة إلى أن نتانياهو يعول على وصول إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ووفق الصحيفة، تخشى إسرائيل أن يقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، على إصدار أوامر اعتقال سرية ضد الجنود والضباط الإسرائيليين.
وحول تعامل دول العالم مع القرار، قالت الصحيفة "ستكون هناك دول لن تعتقل نتانياهو، لكنها ستطلب منه ألا يأتي، وهناك من سيلتقي قادته برئيس الحكومة في أماكن أخرى، أو سيحاول إخفاء اللقاءات، وستكون هناك دول لن تتم دعوة نتانياهو إليها بالتأكيد". إظهار التحدي ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها، إن نتانياهو "على عكس" المتوقع ينوي السفر إلى الخارج كثيراً ليظهر تحديه لقرار المحكمة، مضيفة "لا تعتقد إسرائيل أن الطائرة التي ستقل نتانياهو سيُطلب منها الهبوط لاعتقاله".
وأضافت الصحيفة "العالم لا يُبنى وفق أوامر الاعتقال، بل وفق مصالح اللاعبين، ولا يمكن أن تتجنب ألمانيا وبريطانيا لقاء نتانياهو، في حين أنهما يريدان التحدث مع إسرائيل حول كيفية التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
ترامب يخطط لمعاقبة "الجنائية الدولية" بعد مذكرات اعتقال نتانياهو - موقع 24قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب يخطط لفرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية، بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه المقال يوآف غالانت. وحول ما إذا كانت إسرائيل ستفكر بنفسها في اتخاذ إجراء قانوني ضد المدعي العام للمحكمة كريم خان والقضاة، قال مصدر إسرائيلي: "كل شيء مطروح على الطاولة"، بحسب الصحيفة.
وأضافت "في الوقت نفسه، من المرجح أن تكون هناك إجراءات قاسية جداً من الجانب الأمريكي ستفاجئ المحكمة، كما سبق للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن قال في لقاء صحافي لمراسلين إسرائيليين سنفرض عليهم عقوبات جهنمية".

مقالات مشابهة

  • صور ونصوص.. تحذيرات علب السجائر تبلغ المحكمة العليا الأميركية
  • إقليم كردستان يعلن نتائج التعداد السكاني
  • اعلان نتائج التعداد السكاني في إقليم كردستان
  • المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة غزة الإنسانية
  • رئاسة إقليم كردستان: سنصدر أمراً إقليمياً بتحديد الجلسة الأولى للبرلمان
  • قرار المفوضية بالمصادقة على نتائج انتخابات برلمان إقليم كردستان (وثيقة)
  • خطر لم يكن بالحسبان.. الثكنات التركية في إقليم كردستان بين المطرقة والسندان - عاجل
  • جامعة عالمية تشدد معايير قبول الدراسات العليا.. 3 دول تتضرر من القرار
  • قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانوني يثير الجدل
  • مساران أمام إسرائيل للرد على قرارات "الجنائية الدولية"