هاجمت جبهة البوليساريو شروط المغرب التي وضعها أمام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، لحل نزاع الصحراء الغربية، متهمة الرباط بـ"التعنت والعجرفة".

وأجرى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الخميس، مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء في العاصمة الرباط.

لاءات مغربية

وقال بيان للوزارة المغربية إن بوريطة جدد للمبعوث الأممي موقف الرباط وحدده في ثلاثة شروط، أولها أن لا عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة التي حددتها الأمم المتحدة، بمشاركة كاملة من الجزائر.

ولا حل خارج إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وأنه  لا عملية سياسية جدية، في وقت ينتهك وقف إطلاق النار يوميا من قبل "البوليساريو".

واتهمت البوليساريو الرباط بتأجيج التوتر وتهديد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.

ووصف بيان للجبهة شروط المغرب بأنها " اجترار لنفس مواقف التعنت والعجرفة"، وتعبر عن  غياب إرادة سياسية للتقدم باتجاه الحل العادل.

وفي نهاية أكتوبر 2022 دعا مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع إلى "استئناف المفاوضات" للتوصل إلى حل "دائم ومقبول من الطرفين".

لكن الجزائر تعارض استئناف المفاوضات على شكل موائد مستديرة على غرار تلك التي نظمها في سويسرا المبعوث الأممي السابق الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر الذي استقال من منصبه في منتصف عام 2019 بسبب عدم إحرازه نتائج تذكر.

ونددت البوليساريو "بشدة بما تضمنه ذلك التصريح من لغة الرفض والتعنت"، مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤوليته، وفق البيان الذي نقلته وكالة الأنباء  التابعة للجبهة.

وهددت البوليساريو بأنها ستواصل " الكفاح بكل الوسائل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح، حتى بلوغ الهدف".

تأجيج للنزاع

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيانها إن لقاءات بوريطة بالمبعوث الأممي "تندرج في  إطار جولة إقليمية لدى الأطراف الواردة في قرار مجلس الأمن 2703، من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا و"البوليساريو"، باعتبارها الإطار الوحيد الذي حددته قرارات مجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق.

الناشط الصحراوي من البوليساريو، محمد ميارة، يرى أن بيان الجبهة يدين محاولات التملص المغربية من كل الالتزامات وخرق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على الدخول في مفاوضات بدون شروط مسبقة.

ويقول ميارة في حديث لموقع "الحرة" إن لاءات المغرب تعبر عن عمق الأزمة التي تعانيها الرباط مع المبعوث الشخصي الذي زار جنوب أفريقيا ما دفعها إلى التهديد بوقف التعامل معه.

وكان دي ميستورا أثار غضب الرباط فبراير الماضي بعد زيارة قام بها إلى جنوب أفريقيا التي لا تعتبرها المملكة طرفا في النزاع و "لا تملك التأثير والفاعلية لتغيير الحقيقة"، وفق تعبير وزير الخارجية المغربي. 

واعتبر ميارة أن لاءات الرباط مجرد "فقاعة إعلامية من المغرب للهروب إلى الأمام وفرض الأمر الواقع."

لكن المحلل السياسي المغربي، عباس الوردي يرى أن شروط المغرب ليس تملصا من الالتزامات ولكنها تحدد المعالم الكبرى لمواصلة النقاش حول القضية.

ويقول الوردي في حديث لموقع "الحرة" إن المغرب لا يتملص من قرارات مجلس الأمن أو من الحوار،  مشيرا إلى أن "مقترح الحكم الذاتي حظي بدعم وإجماع من مجموعة من دول العالم".

وهذه لاءات، يقول الودري، تشير إلى أن المغرب لا يفاوض على صحرائه وأن تقرير المصير الذي تطالب به البوليساريو "لم يعد  أحد يتحدث عنه حتى بالأمم المتحدة".

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب والبوليساريو بشأن الصحراء الغربية التي تعتبرها الأمم المتحدة من بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي". 

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من الصحراء الغربية، خطة للحكم الذاتي تحت سيادتها، في حين تطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير أقرته الأمم المتحدة في اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991 لكن لم يتم تنفيذه.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الصحراء الغربیة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

الأمن المغربي يقترب من الوصول إلى نفق المخدرات مع سبتة (+فيديو)

قام المغرب بإجراء حفريات جديدة على المسار الذي يتبع نفق المخدرات الذي استُخدم لتهريب آلاف الكيلوغرامات من الحشيش إلى سبتة على مدار سنوات، والذي تم اكتشافه من قبل الحرس المدني الإسباني ضمن عملية « هاديس ».

هذا الأحد، ظهرت فتحة جديدة تؤدي إلى المعبر تحت الأرض، مما يؤكد أن مسار هذا النفق يمر عبر منطقة « أرويو دي لاس بومباس ».

إحدى الفتحات تقع داخل مستودع في « تراخال » (المنطقة التجارية المحاذية لمعبر باب سبتة)، الذي كان يُستخدم لسنوات كمصنع للرخام، ويمر عبر قناة مائية قُبالة منزل يقع مباشرة أمام المنطقة الصناعية. وكانت أولى الحفريات قد أجريت هناك، ما سمح بالكشف عن مسار النفق.

وبعد التحقق من أن هذا الهيكل يمتد نحو سقيفة، أجريت هذا الأحد عملية حفر أخرى، أكدت مجددًا وجود النفق.

ودخل أفراد من الوقاية المدنية إلى هذه الفتحات الجديدة، وكذلك إلى الحفريات التي أُجريت على بُعد أمتار قليلة خلال الأسبوع الماضي.

وحضر إلى الموقع مسؤولون رفيعو المستوى من قوات الأمن المغربي، التي تشرف على التحقيق المتعلق بالجزء المغربي من الشبكة الإجرامية المسؤولة عن تهريب المخدرات عبر هذا النفق إلى سبتة. يقع هذا النفق على طول محيط الحدود، وبالقرب من وحدة عسكرية كبيرة.

على مدار الأيام الأخيرة، قام المغرب بدراسة عمق النفق، وطوله، والمسار الذي يتبعه. وحتى الآن، تم التعرف على مسارين يؤديان إلى نقطة المواجهة مع المنطقة الصناعية، ولكن لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تُحسم بعد.

إحدى النقاط الرئيسية التي تحتاج إلى توضيح هي ما إذا كانت هناك عدة أنفاق فرعية داخل الأراضي المغربية تلتقي في نقطة دخول واحدة داخل سبتة.

العمل الميداني وتعاون أمني مشترك

وطوال يوم الأحد، عمل أفراد الوقاية المدنية في الموقع، مسترشدين بتوجيهات الضباط الموجودين في المكان. ويشارك في التحقيقات كل من الشرطة المغربية والدرك الملكي.

وقد شوهد هؤلاء المسؤولون وهم يتنقلون بين المواقع المختلفة، يراقبون مسار النفق أثناء مروره عبر السقائف والمباني السكنية المجاورة. وأصبح هذا الموقع مركزًا لعمليات التحقيق في واحدة من أكبر شبكات تهريب المخدرات عبر الحدود.

كما تم رصد ضباط الأمن وهم يجرون عمليات تفتيش للبنية التحتية، ويفحصون المستندات، ويبحثون عن أدلة جديدة. وهم نفس المسؤولين الذين التقوا قبل أيام مع وحدات الشؤون الداخلية الإسبانية بحضور الملحقة الأمنية للحرس المدني في المغرب.

في هذه الفترة، تم إجراء قياسات وتحديد مسارات النفق للتحقيق بشكل أكثر دقة في كيفية تشغيله.

أكبر شبكة لتهريب المخدرات عبر الأنفاق

بينما اعتقلت السلطات الإسبانية ما لا يقل عن 14 شخصًا وأجرت عمليات تفتيش كشفت عن النفق، لا تزال نتائج التحقيقات المغربية غير واضحة.

عملية « هاديس » كشفت عن شبكة تهريب متطورة استخدمت هذا النفق لإدخال كميات كبيرة من الحشيش إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، عبر شاحنات ومقطورات.

وقد استُخدم هذا النفق لمدة لا تقل عن عامين، مما سمح بمرور المخدرات دون أن يتم اكتشافها.

وأدت سلسلة الاعتقالات التي نفذتها وحدات الشؤون الداخلية إلى كشف الحقيقة التي طالما كانت محل شك: وجود هذا النفق السري.

ومن المتوقع وصول وحدات الاستطلاع تحت الأرض التابعة للحرس المدني الإسباني قريبًا، لدخول النفق مجددًا والتحقق من الصلة بين جانبيه الإسباني والمغربي، في إطار التعاون الأمني والقضائي بين البلدين.

—————————————-

فيديو ملتقط من سبتة يوضح التحرك الأمني المغربي الكبير بحثا عن مدخل نفق المخدرات

المصدر: إل فارو

كلمات دلالية أمن المغرب حدود سبتة مخدرات نفق

مقالات مشابهة

  • أسواق كارفور تبتر الصحراء من خريطة المغرب
  • الأمن المغربي يقترب من الوصول إلى نفق المخدرات مع سبتة (+فيديو)
  • صحف عالمية: الحواجز الإسرائيلية تفرض واقعا معيشيا صعبا بالضفة الغربية
  • مجلس الأمن يبحث الاستيطان وغزة ضمن جلساته الأسبوع المقبل
  • مجلس الأمن يبحث الاستعمار وغزة ضمن جلساته الأسبوع المقبل
  • تساؤلات حول تصريحات عمدة الرباط بشأن هدم مباني حي المحيط
  • مجلس الأمن يدين "عمليات القتل" في سوريا ويطالب بحماية المدنيين
  • الاستيطان وغزة والجولان ولبنان أمام مجلس الأمن الأسبوع المقبل
  • جون بولتون: الصين تمثل عائقا كبيرا أمام النظام التجاري العالمي
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة