تقارير: إيران سترد على هجوم دمشق لخلق الردع
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين أن طهران يجب أن ترد بشكل مباشر على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق لخلق الردع.
وأوضحت المصادر أن إيران قد وضعت قواتها المسلحة في "حالة تأهب قصوى وتم اتخاذ قرار بأنه يجب الرد مباشرة"، وذلك ضمن التوترات الأمنية وتهديدات إيران بالرد على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القسم القنصلي بسفارتها في دمشق وأسفر عن مقتل 13 شخصا بينهم قادة ومستشارون في الحرس الثوري الإيراني، منهم العميد محمد رضا زاهدي أحد قادة فيلق القدس، ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي.
يترافق ذلك مع ما تذكره تقارير أميركية عن استعداد الولايات المتحدة لهجوم إيراني "كبير" قد يأتي خلال هذا الأسبوع، والذي سيشمل -وفق تقييمهم- "سربًا من الطائرات دون طيار وصواريخ كروز ضد أصول إسرائيلية أو أميركية في المنطقة".
ويعتقد كبار المسؤولين الأميركيين أن الهجوم الإيراني "حتمي" وأن الموقع الذي سينطلق منه الهجوم غير معروف، سواء كان إيران أو سوريا أو العراق، وفقا لما نقلته شبكة "سي بي إس"عن مصادر أميركية.
وعلى الرغم من أن توقيت وهدف الهجوم الإيراني المتوقع غير معروفين، إلا أن المصادر التي تحدثت مع شبكة سي بي إس قالت إن "الرد المتناسب على هجوم دمشق سيكون ضرب منشأة دبلوماسية إسرائيلية".
وصرح مصدر دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" أمس الجمعة بأن نحو 30 سفارة إسرائيلية في جميع أنحاء العالم أغلقت أبوابها يوم الجمعة وسط مخاوف من هجوم إيراني انتقامي.
وقال المصدر أيضًا إن الإجراءات الأمنية شددت في جميع أنحاء المؤسسات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم منذ هجوم في 7 أكتوبر/ تشرين ال
الأول الماضي الذي نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية.
والأربعاء الماضي، أفاد إعلام إسرائيلي بأن السلطات في تل أبيب تدرس فتح الملاجئ العامة على خلفية التوترات الأمنية بعد تهديدات إيران بالرد على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القسم القنصلي بسفارتها في دمشق.
وأكد موقع والا الإسرائيلي أن الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي ستطلق قريبا ما سماها حملة لإعداد المواطنين وتهيئتهم لتصعيد كبير على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، في حين نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس يادلين قوله إنه لن يتفاجأ إذا أطلقت إيران صواريخ مباشرة على إسرائيل.
خامنئي خلال تشييع عناصر من الحرس الثوري قتلوا في الهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق (رويترز)وفي وقت سابق، نقلت تقارير عن مسؤولين إيرانيين من بينهم السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري قوله إن "هذا العمل سيؤدي الى رد حاسم من جانبنا".
واعتبرت الخارجية الإيرانية الهجوم على القنصلية عمل عدائي وانتهاك للقانون الدولي، مشيرة إلى أنها تدرس أبعاد الهجوم وحمّلت إسرائيل مسؤولية وتداعيات ذلك، وأن طهران تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات المضادة على الهجوم ونوع الرد وشكل "العقاب".
كما توعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي -عبر حسابه في منصة "إكس"- إسرائيل، قائلا إنها "ستتلقى صفعة لاستهدافها القنصلية الإيرانية في دمشق"، مؤكدا أن "إيران سترد على الضربة".
ومنذ بدء حربها المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ183، كثفت إسرائيل شن غارات على ما تسميه أهدافا وبنى لحزب الله بلبنان والحرس الثوري الإيراني في سوريا إلى جانب استهدافها بعض القوات السورية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی دمشق
إقرأ أيضاً:
خيبة أمل إسرائيلية.. الشاباك وقع في ثلاثة إخفاقات أمنية
مع استمرار تورّط الاحتلال الإسرائيلي في العدوان الجاري على غزة ولبنان، تتواصل الانتقادات الداخلية الموجهة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، كونها وقعت في العديد من الإخفاقات المتلاحقة، خلال الشهور الأربعة عشر الماضية، ما يستدعي العمل على إجراء تحقيقات مفصّلة فيها، والحيلولة دون سقوطها كلياً، مع تصاعد التهديدات المحيطة بدولة الاحتلال.
وركّزت الكاتبة في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، سارة هعتسني كوهين، في حديثها عن إخفاقات الأجهزة الأمنية على جهاز الأمن العام- الشاباك، معتبرة أنّ: "حالة التآكل التي يعيشها ليس بسبب آلة سموم متخيلة معادية له في الأوساط الحكومية، بل بسبب الإخفاقات، والطرق السيئة التي يلجأ إليها"، مشيرة إلى: "الإخفاق الأول الأخطر المتمثل في فشله في التصدي لعملية السابع من أكتوبر".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه "حتى قبل تشكيل لجنة التحقيق التي ستحقق في النقاط الرئيسية لما حصل في ذلك الهجوم، فإنها سوف تشير لمفاهيم السياسة الانتحارية التي قادت الدولة إلى هذه الكارثة".
"لأن الفشل الواضح في ذلك الهجوم أتى من الناحية العملية، فقد فشل الشاباك في قراءة الواقع في قطاع غزة، وفشل في تفعيل عناصره البشرية من الجواسيس والعملاء، واعتمد أكثر من اللازم على التكنولوجيا، وتجاهل كل المؤشرات الأولية قبل الهجوم" بحسب المقال نفسه.
وأردفت بأنه: "رغم أن رئيس الشاباك، رونين بار، هو الذي حذر المستوى السياسي من الحرب بعد شروع الحكومة في تنفيذ الانقلاب القانوني، لكنه نفسه لم يستعد للهجوم، ولم يهيّئ الجهاز تحت قيادته، رغم أنه في ليلة السادس والسابع من أكتوبر، رأى كل المؤشرات الواردة من غزة، لكنه مع ذلك لم يفعل ما يكفي لإثارة كل الأنظمة الأمنية، وبنى المتحمّسون للمؤامرة نظريات بعيدة المنال، في حين أن الواقع أبسط بكثير ويتمثل بوجود فشل مهني عميق لجهاز الشاباك".
وأوضحت أن: "جهاز الشاباك بات عقب تنفيذ عملية حماس "سفينة مفقودة"، تطفو في هذه الأثناء على سطح الماء، وتتمتع برأس المال البشري المذهل، والإنجازات الماضية، لكن البلل فيها واضح بالفعل، بسبب الإخفاقات والطرق السيئة التي يلجأ إليها الجهاز وقادته مرة أخرى، مما يكشف عن فشل مهني وقيمي، أدّى لتآكل ثقة الجمهور فيه، بسبب قلة احترافيته".
وأضافت أن: "الفشل الثاني للشاباك تمثّل أخيرا في محاولته دخول اللعبة السياسية الذي قد يكسره، خاصة عقب فشله بحماية رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من الهجوم على بيته بالقنابل الضوئية في قيسارية"، مرددة: "صحيح أن الحادث انتهى دون وقوع إصابات، لكنه لم يكن مفاجئا، ولا يحتاج الشاباك لذكاء بشري أو تكنولوجي لرؤية تدهور الاحتجاج ضد الحكومة".
وأكدت أنه: "قبل أسبوع من حادث قيسارية، ألقت الشرطة القبض على متظاهر في القدس المحتلة وبحوزته قنابل ضوئية في حقيبته، كان ينوي إعطاءها لمتظاهرين آخرين لإطلاقها على منزل نتنياهو، ويضاف هذا لحوادث خطيرة وقعت في الماضي مثل محاولات اختراق الحواجز القريبة من منزله".
ووفق المقال نفسه، قد "نشر قفل بوابته، مما يطرح التساؤلات المشروعة: أين الشاباك، وما الذي ينتظره بالضبط، ولماذا لا توجد اعتقالات وقائية، ولا معلومات استخباراتية، ولا حتى ذرة دافع للتحرك ضد هذه الظواهر الخطيرة؟".
وأضافت أن: "الفشل الثالث للشاباك هو قضية الوثائق المتعلقة بالناطق باسم رئيس الحكومة، إيلي فيلدشتاين، صحيح أنه ليس لدي معلومات غير ما تم نشره، لكن عندما يتم احتجاز المشتبه به، الذي ليس قنبلة موقوتة، ولا مشتبهًا به في جريمة قتل، لأسابيع في أقبية الشاباك، وحرمانه من الاجتماع مع شخص ما، بمن فيهم المحامي، فهذا استخدام غير مقيد لوسائل وصلاحيات الشاباك، والجمهور يراقب، ويطرح الأسئلة، والخلاصة أن الإسرائيليين يخسرون الشاباك، المكلف بحمايتهم من الأخطار".