بوابة الوفد:
2025-03-10@19:23:06 GMT

النجاح الحقيقى للطبيب

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

كما قال القائل «بلد بتاعت شهادات صحيح»، فقد عشنا زمانًا على هذه المقولة وتعشمنا أن «النجاح من أول مرة» هو الأمل، ولكن لا سبيل له إلا برضا بعض الناس عنك الذين لا علاقة لهم بالمذاكرة أو الاجتهاد. فقد ترجو أن تحصل على شهادة النجاح ولكن هيهات هيهات وإن بقيت هذه المهزلة العلمية «Local» فى بلادنا لا ترمز إلى شيء ولا تعنى شيئاً فليس لها تفسير عقلى حتى الآن فكيف يجتمع «أساتذة» محترمون فى جامعات جدرانها محترمة ليمتحنوا طلابًا ثم بعد ذلك لا تؤخذ آراؤهم ولا يتم رصد درجاتهم وتكون النتيجة لصالح شخص دون آخر والنجاح والشهادة قد تكون هى خلاصة عملك لمدة تزيد عن أربعين عاماً إلى ما شاء الله، ولكنها مهمّة لتعرف كيف ستقف بين يدى المولى سبحانه وتعالى وهى شهادة الناس لك بحسن الخلق وهى شهادة الناس أنك أمين وهى شهادة الخلق للخلق أنهم يحبوك.

وكم من شباب أطباء وشابات ظُلموا فى النجاح والشهادة ولم يأخذوا حقهم ولم يجدوا من يساندهم حتى استبد بهم اليأس وانزووا إلى ركن بعيد حتى يأتيهم قضاء الله ومنهم من تحوّل إلى النقيض وبلا رجعة ولا يقبل أن يناقشه أحد وإذا حدثته فى أمر ما «انفجر» فيك وأخذ يعدد لك الأمثلة التى أنت تعرفها ولا تجد لها حلًا وبعيدًا عن النجاح والشهادات الجامعية والشهادات الإدارية والتقرير السنوى والشهرى التى من الممكن أن «تتحكم فيها»، فما هى قيمتك أنت أمام نفسك؟ وهذا هو السؤال الأهم!! ففى ظل المنظومات الطبية «العريقة» يرتطم الطبيب بكم كبير من المصدات والمشقات التى تعصف به هو وغيره من الباحثين فى كل المجالات، والتى تكون عندهم الهمة العالية والأداء الأوفر فى جمع المعلومة وترجمتها إلى أعمال ولكنهم ينهارون سريعًا أمام مثل هذه الصدمات وقد تكون فى السنوات الأولى فى الجامعة عندما يجدون ويلمسون أن الامتحانات والوقوف بين يدى الممتحنين بعيدة تمامًا عن العلم، ويكفى أن يكون فى اللجنة «محظوظ» أو «ابن أستاذ» فذلك يعصف بالطلاب والممتحنين وبطبيعة الحال لسنا بسبب محاسبة أفراد منهم من رحل عنا ومنهم من ينتظر ولا يجوز لنا التحدث عن أرزاق العباد، فقد رأينا من الدنيا وسنرى إلى أن «نموت» أن الرزق هو الذى يطاردك وقد تكون فى أضيق الأمور وأعسرها ولكنك بعد هذا العمر الطويل أدركت أن «الواقع» جزء من المكتوب والمقدور، فما عليك إلا أن تؤمن به.

فقط الطبيب والباحث الذى يبغى الرفعة لوطنه وأمته هو الذى يصعُب عليه سياسة تضييع الطب بين أهله، لأن الطب كان ليدار بأفضل من ذلك ومع إعطاء «المحظوظين والمرتاحين» ما يريدون ولكن ليس على حساب تدمير المنظومة الطبية كلها وبأكملها كما يفعل البعض لحساب بعضٍ آخر والمقارنة واضحة بين أشقائنا فى الخليج كيف كانوا وكيف أصبحوا وسيصبحون وأنت أهل المنظومة وسيد الأقدمية فى هذا المجال، وعندك من الكفاءات والنظم ما يجعلك تعود فى أى لحظة ولكن متى تعود؟ وأدركت ويدرك غيرى أن المعاملة مع المرضى «حرفة» تؤثّر فيها كثيرٌ من الأشياء، ولكننى أدركت أيضاً أن الدول لن تتقدم إلا بالعمل على إصلاح الشهادات، وأن كل ما يقال عن التنظيم والتحصيل والإبداع والإقناع والتعليم المستمر لا يجدى شيئًا أمام أن تكون هناك أمانة فى التعليم لكل الطلاب على السواء، ولا ينحنى المعلم إلا أمام العلم، أما الشهادات التى تعطى بلا مقابل وبلا تعب لمن لا يستحقها ثم تُفتح لهم أبواب العمل على مصراعيها وتغلق دون غيرهم وتوصد بأقفال يستحيل على الطالب أن يقف أمامها، فهذه جامعات لا تساوى شيئًا وشهادات لا ترفع من أخذوها بل تظل محلية الصنع «رديئة المحتوى» ويقول العارفون بالشهادات إنه قد أتى علينا زمان كثُرت فيه الفتوى ونقُصت فيه التقوى عَظُم فيه أمر الجهلاء وجفت أقلام العقلاء، فما زدنا إلا جهلًا وما علانا إلا سخطًا وظهرت علينا الأمم فعابوا فينا الهمم فمتى يكون السكوت عن هذا اللمم؟!. 

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي معهد القلب

إقرأ أيضاً:

ما مفهوم القلة والكثرة في القرآن؟ ومتى تكون محمودة ومذمومة؟

جاء ذلك في الحلقة السابعة من برنامج الشريعة والحياة في رمضان، وتناولت مفهوم القلة والكثرة في القرآن الكريم ودلالاتها وحكمة السياقات التي وردت فيها واختلاف هذه المفاهيم السائدة بين الناس.

وحسب الدكتور خميس، فإن القلة لها دلالات في القرآن والسنة ولغة العرب، وتدل على الرفعة والعلو والتفرد، مشيرا إلى أن مفهومها يدور حول أن "القلة العاملة تهزم الكثرة النائمة".

وقال أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة في جامعة قطر إن القلة تكون محمودة عندما تكون مؤثرة وعاملة وواعية ومؤمنة، ويعرف كل واحد دوره بصورة أساسية.

وتنحصر القلة في 17 أصلا جامعا من أصول سنن الله في القلة وهم: السابقون إلى الإيمان دائما، والثابتون في الأزمات والاختبار، ويختارون بعد الابتلاء والاختبار، والناصرون للدعوات والرسالات.

وكذلك: الشاكرون قولا وعملا، والفقهاء والعلماء الواعون بسنن الله، والراضون بعطاء الله، وخلاصة زمانهم وبقية دهرهم، والمنصورون المؤيدون، والذين لا يحفلون بالمال والمتاع والجاه، ومن يتصفون بشدة صلتهم بالله.

في المقابل، يدل مفهوم الكثرة على الوفرة والسعة، حسب الدكتور خميس الذي قال إن الأثر والقبول والتأثير هو المعيار عند الله تعالى للقياس بين القلة والكثرة، مشيرا إلى أن القلة ليست محمودة لأنها قلة ولكن لأنها قلة عاملة ومؤثرة ومقبولة.

إعلان

ولفت إلى أن الكثرة في غالبيتها مذمومة لأنها فارغة وغير فاعلة وغير مؤثرة، إذ يصل تعداد الأمة الإسلامية إلى ملياري نسمة، لكنهم في ميزان الحياة أصفار مقابل قلة محمودة في قطاع غزة قارعوا الاحتلال.

لكن الكثرة تكون محمودة -حسب الشيخ خميس- إذا جمعت صفات الثبات والرسوخ والبركة والعطاء والنماء والاستقرار والاستمرار والخير، وذكر أن الكثرة ذكرت محمودة في مواطن الطاعات والذكر والخيرات والأعداد المؤثرة.

الرواد قلة

وقال إن "المؤمن خاضع لميزان الله والتاريخ وتجارب البشر، فالتاريخ يخبرنا أن الرواد في كل زمان قلة"، مشددا على أن معيار العمل والتأثير والتغيير والبقاء هو الأصل لذلك، ومن ثم "نحتاج إلى نخبة وقلة رائدة تؤثر ولا تتأثر وتغير ولا تتغير".

وأكد الدكتور خميس أن المعارك في الحياة ليست في ميدان القتال والحرب فحسب، بل في العلم والإعلام والاقتصاد والسياسة والتربية والدعوة والأخلاق.

وأوضح أن المتتبع لتاريخ المسلمين عادة ما يجد النصر دائما بجانب القلة وليس الكثرة، "فالنصر مرتبط بالقلة في حين الاغترار بالكثرة مذموم".

ولفت إلى أن المعركة الوحيدة التي كثر فيها عدد المسلمين هي التي انهزم فيها المسلمون، في إشارة منه إلى غزوة حنين، إذ كانت الهزيمة بسبب الكثرة عندما قالوا "لن نغلب اليوم من قلة".

وقال إن كل المعارك التي انتصر فيها المسلمون لم يزد عددهم فيها على ثلث عدد عدوهم، "فالله يلقي البركة في هذه الأعمال"، مشددا على ضرورة أن يستنفد المؤمن الأخذ بالأسباب.

وخلص إلى أنه "قد لا نستطيع هزيمة عدونا بعدد أو عُدد، ولكن نستطيع هزيمته بنقاط قوتنا التي تتلاقى مع نقاط ضعفه".

7/3/2025

مقالات مشابهة

  • المطر يعيش ساعاته الأخيرة في العراق ولكن: موجة بـ3 دفعات قادمة والعيد قد يكون “طينيًا”
  • أبي أوصى بالحج عنه ولكن التكاليف مرتفعة فماذا أفعل؟.. الإفتاء تجيب
  • إعلام أمريكي عن ترامب: اتفاقية المعادن مع أوكرانيا لن تكون كافية
  • ما حكم نقل الدم أثناء الصيام؟.. الإفتاء: يجوز ولكن بشرط
  • ضبط سوق الوظائف بشهادات مهارة| تفاصيل جديدة أمام البرلمان لمشروع قانون العمل
  • الحريري: من حق المرأة اللبنانية أن تكون في مقدمة الاهتمامات
  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
  • وزير الري: تنفيذ 561 منشأً متنوعًا للحماية من السيول بشمال وجنوب سيناء
  • بعد العاصفة المطيرة.. وزير الري يتابع استقرار الأوضاع فى سيناء
  • ما مفهوم القلة والكثرة في القرآن؟ ومتى تكون محمودة ومذمومة؟