شاءت الأقدار أن ينتقل إلى جوار ربه فى ليلة مباركة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.. إنه العلامة الفقيه الدستورى أستاذ الأساتذة الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق الذى أثرى الحياة السياسية والبرلمانية على وجه الخصوص والقانونية بعلمه وفقهه ورؤيته وبمؤلفاته.
والدكتور أحمد فتحي مصطفى كامل سرور هو رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق منذ عام 1991، حيث تولّى هذا المنصب لـ21 عامًا على التوالي.
وقبلها كان وزيرا للتعليم من نوفمبر ١٩٨٦ حتى ديسمبر ١٩٩٠.
ولد الدكتور سرور في 9 يوليو 1932 في محافظة قنا وهو متزوج ولديه ولد وبنتان.
وبوفاة الدكتور سرور تكون مصر قد فقدت رجلاً من رجالات الدولة من الوزن الثقيل.
فقد عاصرت هذا الرمز الكبير سنوات عديدة فى مجلس النواب بصفتى محرراً برلمانياً، وكنت وزملائى نتعلم من الرجل ونستفيد علماً وإدارة، فهو بارع فى إدارة الجلسات وتوزيع الكلمات وإحداث حالة التوازن بين المعارضة والأغلبية.
وكان الرجل يكسب ود واحترام المعارضين قبل المؤيدين، ورغم أن فترة رئاسته للبرلمان امتدت طويلاً وشهدت العديد من الأزمات وكان معه عمالقة وقامات سياسية كبيرة سواء من المعارضة أم الأغلبية، إلا أن الدكتور سرور كان يملك كاريزما تجعل الكل يجله ويحترمه، بما يمكنه من السيطرة على المجريات داخل القاعة مهما كانت المناقشات ساخنة.
وكان الدكتور سرور حريصاً على التواصل المباشر مع المحررين البرلمانيبن ويقدر الجميع بلا استثناء ويقرأ بنفسه كل ما ينشر فى الصحف ويعقب.
وإذا كنا نتحدث عن شخصية الدكتور سرور داخل البرلمان والأداء البارع فى إدارة الأمور وإنجازاته التى جعلته أحد أهم الرموز البرلمانية فى تاريخ مصر، فإن الدكتور سرور أيضا ترك بصمات طيبة عندما كان وزيراً للتعليم قرابة ٦ سنوات، فضلاً عن دوره الأكاديمى كأستاذ قانون له العديد من المؤلفات والتلامذة الذين تخرجوا على يديه.
كان الدكتور سرور محباً للصحافة مقدراً للصحفيين ويقبل النقد واختلاف الرأى، يحترم ويقدر الصغير قبل الكبير.
حقيقة كان مثالاً للقائد الملهم المحبوب داخل البرلمان أحبه الموظفون والنواب والإعلاميون وكل من عمل داخل البرلمان.
رحم الله الفقيد وغفر له وأدخله فسيح جناته، وقد رحل وترك وراءه إرثًا كبيرًا وسيرة عطرة وتاريخاً ستذكره الأجيال القادمة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر رمضان المبارك رئيس مجلس الشعب الأسبق الدكتور أحمد فتحي سرور الدکتور سرور
إقرأ أيضاً:
القانونية النيابية: بإرادة سياسية مجلس النواب انتهى عمره التشريعي والرقابي
آخر تحديث: 27 أبريل 2025 - 12:10 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال عضو اللجنة القانونية النيابية محمد عنوز ،الاحد، إن “عمر مجلس النواب العراقي التشريعي والرقابي انتهى، بسبب وجود إرادة سياسية لتعطيل عمل المجلس، لغاية موعد انتخابات البرلمان المقبلة، خاصة أن هذه الدورة شهدت تعطيل متعمد بسبب الخلافات السياسية منذ بداية الدورة ولغاية هذا اليوم”.وبين في حديث صحفي، أن “هناك تعمد بأن يكون مجلس النواب معطلاً حتى لا يتم تفعيل طلبات الاستجواب ومحاسبة بعض المسؤولين الذين لديهم حماية سياسية وحزبية، وكذلك لتعطيل إقرار بعض القوانين حتى تبقى أداة مساومة وابتزاز بيد بعض الجهات السياسية خلال المرحلة المقبلة، ولهذا نقول عمر المجلس التشريعي والرقابي انتهى بسبب تلك الأطراف السياسية المتنفذة”.وفي مشهد سياسي بات مألوفاً ومؤلماً في آن واحد، يقف البرلمان العراقي اليوم على أعتاب مرحلة يُغيب فيها صوته التشريعي والرقابي، بعدما أثقلت كاهله صراعات المصالح والخلافات السياسية العميقة.وانتهاء عمر البرلمان ليس مجرد موعد دستوري أو إجراء شكلي، بل هو صورة حزينة لواقع سياسي معقد اختلطت فيه الحسابات الحزبية بالمصالح الخاصة، على حساب المصلحة الوطنية. وبين تعمد تعطيل الاستجوابات ومنع تمرير القوانين الحيوية، يظهر جلياً كيف أُفرغت العملية التشريعية من مضمونها الحقيقي، وكيف أصبح الغياب عن المسؤولية خياراً ممنهجاً للبقاء في لعبة النفوذ حتى آخر لحظة من عمر الدورة البرلمانية.