هل يمكن للصمت الجائر أن يبقى الجواب الوحيد على مأساة أهل غزة؟!

هل يمكن للعالم أن يغفر لنفسه الصمت والتقاعس في وجه الظلم والقهر الذي يعانيه شعب غزة؟

في قلب قطاع غزة، تتجلى مأساة الحرب بأشكالها المختلفة، لكن الصرخات الصامتة لمن يعيش هناك تزداد وضوحًا بكل ضربة صاروخية وانفجار يهز الأرض.

هناك، في أرض العزة والصمود، يعيش الغزيّون حياة من الرعب والخوف والمعاناة، تجعل كل لحظة تحولًا جديدًا في جحيم الحرب.

عندما تداهمهم طائرات القصف الإسرائيلية، يفقدون أحباءهم أمام أعينهم، يشهدون موت الأحباء، يبحثون عن الأمان في أحضان الأمهات المتألمات، لكن حتى هذا الأمان مهدد بكل لحظة.

بعيدًا عن مشاهد الدمار والخراب، يتقاطرون في خيام متواضعة، تصدح فيها صرخات الأطفال المرعوبين، وتشهد الأرض على أوجاعهم الجارية وأحلامهم المتحطمة.

يمتطون أمواج الفزع والخوف، بحثًا عن شبر من الأمان، ولكنهم يجدون أنفسهم محاصرين في قفص الحرب، بينما العالم ينظر بصمت إلى معاناتهم.

ومع كل ضوء يتسرب من بين فتحات الحياة، يرسمون لوحة المعاناة بألوان الجوع والخوف والحرمان، يتجولون بعيون تحمل وجع الفقد، يحملون بين طياتهم قصص الألم والمأساة التي لا تنتهي.

هم ليسوا مجرد أرقام إحصائية في تقارير الأخبار، بل هم أرواح تتألم وتتأوه تحت وطأة القصف والحرمان والخوف، فلنتذكر دائمًا أن أطفالهم هم المستقبل، وإذا كان مستقبلهم مهددًا، فمستقبل الإنسانية ككل في خطر.

فلنكن أصواتًا ترفع الضغط على القادة العالميين، من يدّعون أنهم رعاة الإنسانية، لندعوهم لوقف معاناة هؤلاء الأطفال الأبرياء وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية، فلنكن أملًا مشرقًا في حياتهم المظلمة، نحاول إنهاء هذا الجحيم الذي يعيشونه.

فلنصمت لحظة، ولننظر بعمق إلى عيون الأطفال في غزة، هم يعيشون في عالم من الألم والخوف والجوع والموت، صرخاتهم الصامتة تتردد في أرجاء العالم، تحاكي الأوجاع العميقة والجروح النازفة التي تخترق قلوبنا، نستطيع سماع صرخاتهم المكبوتة، ونرى دموعهم المنهمرة في ليل غزة الحالك.

لذا، أيها العالم، إنهم بحاجة إلى صوتكم، إلى دعمكم، إلى تضامنكم، إلى عملكم المشترك لإنقاذهم من هذا الجحيم، لنصرخ بصوت واحد، ولننادي بالحرية و العدالة.

ساجدة أبوعودة – الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إنسانية الإمارات.. حكايات من غزة

مهدي سليمان (أبوظبي)

تحقيقاً لنهجها الإنساني بالتزامها وتمسكها بتعزيز روح التضامن والتكافل الدولي بجميع صوره، واصلت دولة الإمارات سمتها الراسخة بقيم العطاء والتعاضد الإنساني للتخفيف من تداعيات الأزمة الإنسانية التي تواجه قطاع غزة. 

منارة سلام وصَرحٌ ينبعُ إنسانية.. ذاكَ هو نَهجُ الإماراتِ الذي تأسَّست عليهِ.. عَمل دؤوبٌ وجُهود كبيرة لإحلالِ السَلامِ والازدهارِ العَالميينِ.. نهر وسيل لا يتوقفُ من المُساعداتِ الخارجيةِ والعمل ِالإنسانيِّ، وضعَهَا على رأسِ الهَرمِ في أكبر المَانِحينَ في مَجالِ المُساعَداتِ التَنمويةِ ليستمر العَطاء والخيرُ الوفير. 

تصدُّرُ الإمارات منذُ عامِ ألفينِ وثلاثةَ عشَر 2013، جدولَ مُنظمةِ التَعاونِ الاقتصاديِّ والتَنميةِ لأكبرِ المَانحينَ في مَجالِ المُساعداتِ التنمويةِ الرسميةِ قياساً لدخلِها القوميِّ.. جَاءَ ليؤكدَ هذا النهجَ القَويم، حيثُ تأتي المُساعداتُ الإماراتيةُ من أكثرَ من أربعينَ مُنظمةً وتصلُ إلى مئةٍ وأربعينَ 140 دولةً ويَستفيدُ مِنها ملايينُ الأشخاص.
مبادئُ وضعتهَا الإمارات في دعمِ حُكوماتِ ومُجتَمعاتِ الدولِ النَاميةِ في السعي إلى تحقيقِ خُطَطِهَا الإنمائيةِ وأهدافِ التَنميةِ المُستَدامةِ الخَاصةِ بها وتطبيقِ الابتكارِ والمُساءَلَةِ والتركيزِ على النتائجِ لتحَقيقِ أكبرِ فائدةٍ مُجتمعيةٍ للدولِ وشعوبِهَا إضافةً إلى مُبادَراتٍ إنسانيةٍ أنارتهَا القيادةُ الإماراتيةُ في شتى المجالات التعليمِ، والاقتصادِ، والبِنيةِ التحتيةِ، والصحة.

ففي فلسطين، واصلت دولة الإمارات تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء في قطاع غزة، عبر الجسر الإماراتي لنقل المستلزمات الطبية والغذائية لسكان القطاع.

وجاءت المساعدات الإنسانية والإغاثية الإماراتية، من أجل تخفيف معاناة المدنيين في القطاع، خاصةً النساء والأطفال، حيث بلغ إجمالي المساعدات الإغاثية إلى غزة 22300 طن.

ووصل عدد طائرات الشحن الإماراتية حتى الآن، إلى 214 طائرة، و720 شاحنة نقل بري، و3 سفن حملت المساعدات إلى أهالي القطاع، إضافةً إلى سفينة رابعة عبارة عن مستشفى عائم، و6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون جالون يومياً، و5 مخابز بقدرة إنتاجية تبلغ 12500 - 15000 رغيف في الساعة.
وبلغ عدد أطنان الإنزال الجوي ضمن عملية «طيور الخير» 2189 طناً، كما تمّ استقبال 611 حالة طبية في الدولة، و16335 بالمستشفى الميداني الإماراتي في غزة، و133 حالة في المستشفى العائم بالعريش، ليبلغ إجمالي الحالات الطبية 17275 حالة.

الإمارات نجحت في تعميقِ مَفهومِ العملِ الخَيريِّ وتَحويلهِ إلى سمةٍ مُجتَمعيةٍ وقَاعدةٍ أخلاقيةٍ راسِخَة، مُستفيدةً من الإرثِ الأخلاقيِّ لأفرادِ المُجتمعِ، وحَوَّلتهُ إلى عَملٍ مستدامٍ بتَأثيرهِ، وثَقافةٍ راسِخةٍ لدى أفرادِ المُجتَمعِ كافةً.. 
تخفيفُ مُعاناةِ المحتاجينَ، ومدُّ يدِ العَونِ والمساعدةِ لهُم في كلِ زمانٍ ومكانٍ أولويةٌ قُصوى للأعمالِ والأنشطةِ الخيريةِ التي تُقدِّمُها الدولةُ لجميعِ الشُعوبِ والدولِ إزاءَ الكوارثِ والأزماتِ والحُروبِ والصِراعاتِ وتَقديمِ يدِ العونِ والمُساعَدَةِ لجَميعِ المُحتاجينَ والمُتضررينَ، من جرَّاءِ الزلازلِ والفيضاناتِ والصِراعاتِ في جميعِ قارَّاتِ العالم.وجسد النهج الإنساني لدولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني مواقفها الراسخة على مدار العقود الماضية، بمدّ يد العون لهم في مختلف الأحوال، وتنفيذ المبادرات الإنسانية لغوثهم من تداعيات الأحداث التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي، وتكمل عامها الأول، حيث سعت الدولة عبر جهود دبلوماسية، وحضورها في المنصات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن آنذاك، لحشد المجتمع الدولي، من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام، وحماية المدنيين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم باستمرار.

أكدت دولة الإمارات، أنها تعاملت مع هذه الأزمة منذ بدايتها، وفق عدد من الأولويات الثابتة تتمثل في ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من دون عوائق أو قيود، وبشكل آمن وعاجل ومستدام. والرفض التام لأي شكل من أشكال محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه. وتوحيد الجهود الدبلوماسية بما يؤدي إلى وقف الحرب والتوصل إلى خريطة طريق واضحة وملزمة تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وطالبت دولة الإمارات فور اندلاع الأحداث، بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، فكل تأخير في إخماد هذه الحرب يعني وقوع مزيد من الضحايا والدمار، مشددة على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق، مع إنهاء الحصار الذي طال أمده، داعية إلى احترام إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، وإلغاء أوامرها بإجلاء نحو مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها.

 

أخبار ذات صلة «خيام غزة» لا تصمد في وجه الريح مع استمرار النزوح تنبيه من سفارة الإمارات في بانكوك

مقالات مشابهة

  • إنسانية الإمارات.. حكايات من غزة
  • عباس: أولويتنا وقف الحرب الوحشية على غزة
  • سلطات تنغير تكثف الجهود لفتح الطرقات المغلقة بالثلوج
  • 2025.. ربع قرن من الخدع والأكاذيب في عمر الألفية الثانية!
  • نائب وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى المملكة
  • أطول نفق سريع في العالم سيفتح أبوابه عبر جبال الصين العام المقبل
  • مركز اللغات بجامعة القاهرة يكرم الفائزين بمسابقة حكايات شعبية مصرية بلغات العالم
  • مركز اللغات الأجنبية بجامعة القاهرة يكرم الفائزين في مسابقة "حكايات شعبية مصرية بلغات العالم"
  • شاهد..طيار يمني يهبط في لحظة قصف مطار صنعاء ويجذب انتباه العالم
  • جامعة القاهرة تكرم الفائزين في مسابقة "حكايات شعبية مصرية بلغات العالم"