تكاد يكون هناك توافق تام بين كافة محللي أحداث الشرق الأوسط بصحف العالم، أن إيران قد تتخطى مرحلة "الأذرع" في صراعها مع إسرائيل، وذك في أعقاب الهجوم الكبير الذي شنته إسرائيل، وقتل 7 من أبرز قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث أصبحت فاتورة الرد المطلوب على أكبر خسائر للحرس الثوري الإيراني قد أوقعتها به إسرائيل خلال 4 أشهر فقط، بعد بدء معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.

وبحسب الخبراء، فإن أذرع مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، تقع تحت سقف محدد لعملياتها ضد إسرائيل، خصوصا في ظل وجودها في دول حاضنة قد تتعرض لضربات مؤلمة من إسرائيل، وهو الأمر الذي يجعل تلك الأذرع سلاحا غير فعال في المرحلة القادمة من الصراع الإسرائيلي الإيراني، لذا نرصد هنا حجم الضربات الإسرائيلية ضد طهران التي تجعل إيران على شفا حرب مباشرة مع تل أبيب. 

 

 

بـ4 أشهر فقط مقتل 18 قائد بارز بالحرس الثوري في سوريا 

 

 

حتى الآن قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 18 قائداً وعضواً بارزاً من الحرس الثوري في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، وهذه الإحصائية تظهر جدية حكومة بنيامين نتنياهو على الوقوف بوجه النظام الإيراني، وقد تشعل حرباً شاملة ومباشرة بين البلدين في أي لحظة، وبعد مقتل سبعة آخرين من قادة "فيلق القدس" في دمشق، نشرت صحيفة "اطلاعات" الإيرانية، تقريراً تناولت فيه قائمة قادة "فيلق القدس" الذين قتلوا في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، وقالت إنه منذ بداية معركة السابع من أكتوبر 2023 نفذت القوات الإسرائيلية 10 هجمات مباشرة على الموارد والممتلكات وعناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

 

كان أول هجوم صاروخي إسرائيلي على العاصمة السورية في الثاني من ديسمبر 2023، إذ قتل اثنان من قادة "فيلق القدس"، ثم في 25 ديسمبر 2023، قتل قائد الدعم واللوجستيات في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري في سوريا العميد سيد رضا موسوي إثر هجوم جوي على العاصمة دمشق، وفي الـ20 من يناير 2023 شنت المقاتلات الإسرائيلية هجوماً على العاصمة السورية وقتلت خمسة من قادة "فيلق القدس"، وفي الثاني من فبراير 2023، اغتال الجيش الإسرائيلي سعيد عليدادي العضو في فيلق القدس بالعاصمة دمشق باستخدام طائرات مقاتلة أميركية، واستمرت هجمات الجيش الإسرائيلي، وقتل العميد في الحرس الثوري رضا زارع، أحد القادة في البحرية التابعة للحرس الثوري في مدينة حمص السورية في الأول من مارس 2023، وفي الـ26 من مارس 2023 قتلت المقاتلات الإسرائيلية في منطقة دير الزور السورية العقيد في الحرس الثوري بهروز واحدي من القوات الميدانية والاستخباراتية لـ"فيلق القدس"، وأخيراً، في الأول من أبريل الجاري استهدفت المقاتلات الإسرائيلية سبعة من قادة وأعضاء بارزون في فيلق القدس، وقتلتهم بمبنى مجاوراً للقنصلية الإيرانية بحي المزة في العاصمة دمشق.

 

 

غضب في طهران .. والجميع يتوعد 

 

 

وأمس خلال تشييع جنازة المجموعة الأخيرة التي تم اغتيالها في بداية هذا الشهر، عبر آلاف الإيرانيين عن غضبهم ضد تل أبيب، مطالبين بالانتقام، ولفت جثامين القتلى السبعة، بينهم ضابطان كبيران، بالعلم الإيراني، ووضعت على متن شاحنتين وسط ميدان فردوسي، أحد أبرز الساحات فى العاصمة طهران، ورفع المشاركون الأعلام الإيرانية والفلسطينية، ورايات حزب الله اللبناني، إضافة إلى صور العسكريين القتلي، مرفقة بشعار «شهداء على طريق القدس».

كما رفعت فى الساحة لافتة كبيرة، كتبت فيها عبارة «سنجعل الصهاينة يندمون» على قصف القنصلية، والتى قالها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله خامنئى بعد ضربة الإثنين الماضى فى دمشق، وقد جرت مراسم التشييع فى إطار إحياء طهران «يوم القدس العالمي»، الذى دعا إليه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخمينى عام 1979، ويشهد هذا اليوم المقام سنويا فى يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، مسيرات مؤيدة للفلسطينيين فى إيران، وعدد من دول الشرق الأوسط.

 

كما بث التليفزيون الرسمى الإيرانى مشاهد من تحركات أخرى فى مناطق متعددة، خصوصا مدن كبري، مثل مشهد (شمال شرق) وقم (وسط) وسنندج وشهركرد (غرب)، وذكرت وسائل إعلام محلية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسى وسلفه حسن روحانى حضرا تشييع الجنازات، كذلك قائد الحرس الثورى الجنرال حسين سلامي، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى زياد النخالة، والقائد الحالى لفيلق القدس العميد إسماعيل قاآني.

وفى كلمته، أكد قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء سلامي، أن أى اعتداء ضد إيران لن يبقى دون رد، وقال: "القائد الأعلى على خامنئى قال إنه سوف يقوم بمحاسبة الكيان الصهيوني، ولا يمكن لهذا الكيان التهرب من نتائج ما يقوم به"، وأضاف: "رجالنا الشجعان سيعاقبون الكيان الصهيونى على جريمة قصفه قنصليتنا فى دمشق".

 

 

الأنظار تتجه إلى طهران 

 

 

وبحسب تحليل عددا من الصحف الغربية، فقد أصبحت إيران محور اهتمام العالم، وذلك في ظل الوضع الذي توعد فيه عدد من المسؤولين الحكوميين وقادة الحرس الثوري وعدد من البرلمانيين الإيرانيين بـ"الانتقام المبكر" ومهاجمة إسرائيل، خصوصا بعد الهجوم الأخير على السفارة الإيرانية في سوريا، وتتجه الأنظار كلها إلى المرشد علي خامنئي، فهل سيأمر بهجوم عسكري مباشر على الأراضي الإسرائيلية أم يستهدف المؤسسات الدبلوماسية الإسرائيلية في بلدان أخرى. 

وقد أصبحت إيران في ورطة غير مسبوقة، لأن الانتقام لمقتل قادة "فيلق القدس" من خلال الهجوم الصاروخي والعسكري المباشر على إسرائيل، يمكن أن يدخل النظام الإيراني في حرب شاملة مع إسرائيل والقوى العالمية الأخرى الداعمة، ويشكل هذا بالضرورة خطراً على النظام الإيراني، وقد ينهار، ومن ناحية أخرى، إذا لم ترد إيران بصورة حاسمة فهذا يعني انتصاراً إسرائيلياً في هذه المرحلة، كما أنه قد يؤدي إلى استمرار اغتيال قادة الحرس الثوري من قبل الجيش الإسرائيلي وإحراج المرشد أمام أنصاره ومريديه.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی للحرس الثوری الحرس الثوری فیلق القدس الثوری فی فی سوریا من قادة

إقرأ أيضاً:

الأسير محمود عيسى.. مقدسي خطف جنديا إسرائيليا لتحرير الشيخ أحمد ياسين

عميد أسرى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأقدم أسير للحركة في سجون إسرائيل، محكوم عليه بالسجن ثلاث مؤبدات و46 عاما، قضى منها 13 سنة في العزل الانفرادي حرم أثناءها من زيارة عائلته.

انضم إلى حركة حماس بعد تأسيسها، ثم التحق بجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، وأسس أول خلية عسكرية لها في القدس أطلق عليها اسم الوحدة الخاصة 101، وكانت مهمتها خطف جنود إسرائيليين بغرض مبادلتهم بأسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.

قاد عملية خطف الجندي الإسرائيلي نسيم طوليدانو نهاية عام 1992 بهدف الضغط لإطلاق سراح مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، غير أن إسرائيل رفضت المقايضة مما أدى إلى مقتل الجندي، واعتقل محمود ورفاقه في يونيو/حزيران 1993 بعد ستة أشهر من البحث والتحريات والمطاردات.

تصنفه السلطات الإسرائيلية بأنه واحد من "أخطر" ثمانية أسرى في سجونها، لذلك رفضت الإفراج عنه ضمن صفقة الأحرار عام 2011 وضمن صفقة عام 2013، خاصة بعد اتهامه بتجنيد خلايا خارج السجن ومحاولته الهرب مع أفراد وحدته بعد حفر نفق بطول 10 أمتار أسفل سجن عسقلان.

الولادة والنشأة

ولد محمود موسى عيسى في بلدة عناتا شمال شرق مدينة القدس المحتلة يوم 21 مايو/أيار 1968، وهو أعزب، وله خمس شقيقات وثلاثة أشقاء.

توفي والده بعد عام على اعتقاله، في حين توفيت والدته عام 2021 بعد أن زارته خمس مرات فقط أثناء سجنه.

المسار التعليمي

تلقى تعليمه الأساسي في بلدته عناتا، وبعدها قرر الدراسة في الفرع العلمي، وهو ما لم يكن متاحا في بلدته، فاتجه إلى المدرسة الرشيدية في القدس.

إعلان

حصل على الثانوية العامة، ثم التحق بكلية الشريعة وأصول الفقه في جامعة أبو ديس في القدس.

المسار المهني

عمل مديرا لمكتب صحيفة "صوت الحق والحرية" في مدينة القدس، والتي كانت تصدر في مدينة أم الفحم منذ عام 1948.

محمود عيسى انخرط في صفوف حركة حماس فور تأسيسها عام 1987 (مواقع التواصل الاجتماعي) التجربة النضالية

انضم إلى الكتلة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس، ثم انخرط في صفوف حركة حماس فور تأسيسها عام 1987، وبعدها التحق بجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام.

أسس مع ثلاثة شباب مقدسيين -هم موسى عكاري ومحمود عطون وماجد قطيش- أول خلية عسكرية تابعة لكتائب القسام في منطقة القدس تحت اسم الوحدة الخاصة 101، وأوكلت لها مهمة أسر جنود الاحتلال الإسرائيلي لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

نفذت هذه الوحدة عدة عمليات من أبرزها خطف الرقيب الأول في الجيش الإسرائيلي نسيم طوليدانو قرب مدينة اللد يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 1992، وطالبت الوحدة بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مقابل الإفراج عن طوليدانو، وعرفت هذه العملية لدى المقاومة باسم "عملية الوفاء للشيخ أحمد ياسين".

أمهلت الوحدة الحكومة الإسرائيلية التي كان يترأسها إسحاق رابين عشر ساعات لتنفيذ مطلبها، غير أن إسرائيل رفضت الاستجابة، فنفذت الوحدة وعيدها بعد انتهاء المهلة وقتلت الجندي وألقت جثته في أحد الشوارع.

بعد ذلك شنت إسرائيل حملة انتقام عنيفة ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي، فاعتقلت الآلاف من عناصرهما في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأبعدت المئات من القادة إلى مرج الزهور في جنوبي لبنان.

تابعت الوحدة الخاصة تنفيذ عملياتها العسكرية، فدهست جنديا في مدينة الخضيرة يوم 17 مارس/آذار 1993، وقتلت شرطيين في المدينة نفسها في الـ30 من الشهر نفسه، واستولت على مسدسيهما، وأطلقت النار على عقيد في جيش الاحتلال وأصابته بجراح خطيرة على مفرق "بيلو" في مدينة الرملة يوم 6 مايو/ أيار من العام نفسه.

مشهد من مدينة الخضيرة التي نفذ فيها محمود عيسى أشهر عملياته ضد الاحتلال (غيتي) الاعتقال

بعد ستة أشهر من البحث والتحري، اعتقلت إسرائيل محمود عيسى من منزله في بلدة عناتا في 3 يونيو/حزيران 1993 وكان عمره آنذاك 25 عاما، واعتقل أيضا رفاقه ماجد قطيش وموسى العكاري ومحمود عطون، واجتمع البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) حينها وأعلن عن اعتقال أخطر خلية في شرق القدس.

إعلان

خضع محمود ورفاقه للتحقيق العسكري لأكثر من شهرين في مركزي المسكوبية في القدس والرملة، وتعرض أثناءها لكافة أشكال التعذيب من الضرب والخنق والمنع من النوم، لكنه رفض الاعتراف بالتهم الموجهة إليه.

حياة السجن

وجهت له محكمة إسرائيلية تهم المشاركة في خطف وقتل جندي إسرائيلي ومحاولة قتل جنديين إسرائيليين آخرين، وحكمت عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات و46 عاما، وكان يُنقل من سجن لآخر كل ستة أشهر لمنعه من الاستقرار.

أمضى في العزل الانفرادي حوالي 13 سنة، فأطلق عليه عميد الأسرى المعزولين، حرم فيها من الزيارات العائلية ما عدا والدته التي زارته خمس مرات فقط بسبب تدهور وضعها الصحي، وكان لا يراها إلا من وراء الزجاج ويكلمها عبر الهاتف.

تعرض للعزل الانفرادي عدة أشهر بعد اعتقاله، ثم أعيد للعزل مدة شهرين عام 1996 عقابا له لمحاولته الهرب مع أفراد وحدته بعد حفرهم نفقا تحت سجن عسقلان طوله 10 أمتار.

وفي عام 1998 أعيد للتحقيق بعد أن وجهت له تهمة قتل مستوطن قبل عملية خطف الجندي الإسرائيلي، وظل في العزل عامين متتاليين.

في عام 2002 استدعي للتحقيق مرة أخرى بتهمة تجنيد مجموعة عسكرية من داخل السجن كانت تخطط لشن عمليات عسكرية على جنود الاحتلال، تعرض لتعذيب وحشي أثناء التحقيق، وحكمت عليه المحكمة بست سنوات إضافية، ووضع في زنزانة الحبس الانفرادي عشر سنوات.

مقالات مشابهة

  • وزير الأمن الإيراني: الولايات المتحدة ستمارس ضغوطا علينا للتصالح مع إسرائيل
  • إسرائيل تعتقل 27 فلسطينياً في القدس الشرقية
  • رعب وهلع في تل أبيب.. أمريكي يخدع الشرطة الإسرائيلية ويطعن 4 مستوطنين مباغتة
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة شخصين بجروح خطيرة في عملية طعن بتل أبيب
  • بعد استقالة هاليفي..المعارضة الإسرائيلية لنتانياهو: جاء دورك
  • لماذا زادت إسرائيل من خروقاتها؟
  • الأسير محمود عيسى.. مقدسي خطف جنديا إسرائيليا لتحرير الشيخ أحمد ياسين
  • قرقاش: حان الوقت لإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • قرقاش: انتهت أشهر الموت وحان وقت إقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • قرقاش: حان وقت إقامة دولة فلسطينية بعد نهاية «أشهر الموت والدمار»