انتهت مرحلة الأذرع.. لماذا أصبحت إيران على شفا حرب مباشرة مع إسرائيل؟| حصاد مؤلم لضربات تل أبيب للحرس الثوري بـ4 أشهر فقط
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
تكاد يكون هناك توافق تام بين كافة محللي أحداث الشرق الأوسط بصحف العالم، أن إيران قد تتخطى مرحلة "الأذرع" في صراعها مع إسرائيل، وذك في أعقاب الهجوم الكبير الذي شنته إسرائيل، وقتل 7 من أبرز قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث أصبحت فاتورة الرد المطلوب على أكبر خسائر للحرس الثوري الإيراني قد أوقعتها به إسرائيل خلال 4 أشهر فقط، بعد بدء معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.
وبحسب الخبراء، فإن أذرع مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، تقع تحت سقف محدد لعملياتها ضد إسرائيل، خصوصا في ظل وجودها في دول حاضنة قد تتعرض لضربات مؤلمة من إسرائيل، وهو الأمر الذي يجعل تلك الأذرع سلاحا غير فعال في المرحلة القادمة من الصراع الإسرائيلي الإيراني، لذا نرصد هنا حجم الضربات الإسرائيلية ضد طهران التي تجعل إيران على شفا حرب مباشرة مع تل أبيب.
بـ4 أشهر فقط مقتل 18 قائد بارز بالحرس الثوري في سوريا
حتى الآن قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 18 قائداً وعضواً بارزاً من الحرس الثوري في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، وهذه الإحصائية تظهر جدية حكومة بنيامين نتنياهو على الوقوف بوجه النظام الإيراني، وقد تشعل حرباً شاملة ومباشرة بين البلدين في أي لحظة، وبعد مقتل سبعة آخرين من قادة "فيلق القدس" في دمشق، نشرت صحيفة "اطلاعات" الإيرانية، تقريراً تناولت فيه قائمة قادة "فيلق القدس" الذين قتلوا في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، وقالت إنه منذ بداية معركة السابع من أكتوبر 2023 نفذت القوات الإسرائيلية 10 هجمات مباشرة على الموارد والممتلكات وعناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
كان أول هجوم صاروخي إسرائيلي على العاصمة السورية في الثاني من ديسمبر 2023، إذ قتل اثنان من قادة "فيلق القدس"، ثم في 25 ديسمبر 2023، قتل قائد الدعم واللوجستيات في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري في سوريا العميد سيد رضا موسوي إثر هجوم جوي على العاصمة دمشق، وفي الـ20 من يناير 2023 شنت المقاتلات الإسرائيلية هجوماً على العاصمة السورية وقتلت خمسة من قادة "فيلق القدس"، وفي الثاني من فبراير 2023، اغتال الجيش الإسرائيلي سعيد عليدادي العضو في فيلق القدس بالعاصمة دمشق باستخدام طائرات مقاتلة أميركية، واستمرت هجمات الجيش الإسرائيلي، وقتل العميد في الحرس الثوري رضا زارع، أحد القادة في البحرية التابعة للحرس الثوري في مدينة حمص السورية في الأول من مارس 2023، وفي الـ26 من مارس 2023 قتلت المقاتلات الإسرائيلية في منطقة دير الزور السورية العقيد في الحرس الثوري بهروز واحدي من القوات الميدانية والاستخباراتية لـ"فيلق القدس"، وأخيراً، في الأول من أبريل الجاري استهدفت المقاتلات الإسرائيلية سبعة من قادة وأعضاء بارزون في فيلق القدس، وقتلتهم بمبنى مجاوراً للقنصلية الإيرانية بحي المزة في العاصمة دمشق.
غضب في طهران .. والجميع يتوعد
وأمس خلال تشييع جنازة المجموعة الأخيرة التي تم اغتيالها في بداية هذا الشهر، عبر آلاف الإيرانيين عن غضبهم ضد تل أبيب، مطالبين بالانتقام، ولفت جثامين القتلى السبعة، بينهم ضابطان كبيران، بالعلم الإيراني، ووضعت على متن شاحنتين وسط ميدان فردوسي، أحد أبرز الساحات فى العاصمة طهران، ورفع المشاركون الأعلام الإيرانية والفلسطينية، ورايات حزب الله اللبناني، إضافة إلى صور العسكريين القتلي، مرفقة بشعار «شهداء على طريق القدس».
كما رفعت فى الساحة لافتة كبيرة، كتبت فيها عبارة «سنجعل الصهاينة يندمون» على قصف القنصلية، والتى قالها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله خامنئى بعد ضربة الإثنين الماضى فى دمشق، وقد جرت مراسم التشييع فى إطار إحياء طهران «يوم القدس العالمي»، الذى دعا إليه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخمينى عام 1979، ويشهد هذا اليوم المقام سنويا فى يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، مسيرات مؤيدة للفلسطينيين فى إيران، وعدد من دول الشرق الأوسط.
كما بث التليفزيون الرسمى الإيرانى مشاهد من تحركات أخرى فى مناطق متعددة، خصوصا مدن كبري، مثل مشهد (شمال شرق) وقم (وسط) وسنندج وشهركرد (غرب)، وذكرت وسائل إعلام محلية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسى وسلفه حسن روحانى حضرا تشييع الجنازات، كذلك قائد الحرس الثورى الجنرال حسين سلامي، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى زياد النخالة، والقائد الحالى لفيلق القدس العميد إسماعيل قاآني.
وفى كلمته، أكد قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء سلامي، أن أى اعتداء ضد إيران لن يبقى دون رد، وقال: "القائد الأعلى على خامنئى قال إنه سوف يقوم بمحاسبة الكيان الصهيوني، ولا يمكن لهذا الكيان التهرب من نتائج ما يقوم به"، وأضاف: "رجالنا الشجعان سيعاقبون الكيان الصهيونى على جريمة قصفه قنصليتنا فى دمشق".
الأنظار تتجه إلى طهران
وبحسب تحليل عددا من الصحف الغربية، فقد أصبحت إيران محور اهتمام العالم، وذلك في ظل الوضع الذي توعد فيه عدد من المسؤولين الحكوميين وقادة الحرس الثوري وعدد من البرلمانيين الإيرانيين بـ"الانتقام المبكر" ومهاجمة إسرائيل، خصوصا بعد الهجوم الأخير على السفارة الإيرانية في سوريا، وتتجه الأنظار كلها إلى المرشد علي خامنئي، فهل سيأمر بهجوم عسكري مباشر على الأراضي الإسرائيلية أم يستهدف المؤسسات الدبلوماسية الإسرائيلية في بلدان أخرى.
وقد أصبحت إيران في ورطة غير مسبوقة، لأن الانتقام لمقتل قادة "فيلق القدس" من خلال الهجوم الصاروخي والعسكري المباشر على إسرائيل، يمكن أن يدخل النظام الإيراني في حرب شاملة مع إسرائيل والقوى العالمية الأخرى الداعمة، ويشكل هذا بالضرورة خطراً على النظام الإيراني، وقد ينهار، ومن ناحية أخرى، إذا لم ترد إيران بصورة حاسمة فهذا يعني انتصاراً إسرائيلياً في هذه المرحلة، كما أنه قد يؤدي إلى استمرار اغتيال قادة الحرس الثوري من قبل الجيش الإسرائيلي وإحراج المرشد أمام أنصاره ومريديه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی للحرس الثوری الحرس الثوری فیلق القدس الثوری فی فی سوریا من قادة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة.. كيف نفذت إسرائيل هجومها على غزة؟
نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، تفاصيل جديدة عن الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحة أنه تم بمشاركة سلاحي الجو والبحرية، وشمل ضرب طائرات مسيرة وأنظمة استطلاع وأهداف قتالية متنوعة، كما أن الغارات استهدفت بشكل رئيسي الصفوف الوسطى في حركة "حماس"، بمن فيهم قادة سرايا وقادة كتائب ونواب قادة كتائب وشخصيات بارزة في حكومة حماس.
وأضافت "يسرائيل هيوم" تحت عنوان "هكذا فاجأ جيش الاحتلال حماس.. التحضيرات والمسؤولون الكبار الذين تمت تصفيتهم خلال دقائق"، أن الجيش الإسرائيلي شن الهجوم الواسع الإثنين - الثلاثاء، وشمل نحو 80 هدفاً في آن واحد، ولم يستغرق ذلك سوى أقل من 10 دقايق كمفاجأة كاملة لحماس، وبعد إعداد عملياتي دقيق استمر عدة أسابيع.
تجدد القتال في غزة.. "اختبار" لإسرائيل وحماس والرهائنhttps://t.co/klc9eZqERL pic.twitter.com/yJHV5M9ltI
— 24.ae (@20fourMedia) March 18, 2025 تفاصيل جديدةوفقاً للصحيفة، بدأ الهجوم الساعة 2:10 فجراً في منطقة تخضع لإجراءات أمنية مشددة، كجزء من خطة عملياتية وافق عليها رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، بالتعاون مع الاستخبارات العسكرية وأجهزة أخرى، وشاركت في الهجوم قوات جوية وبحرية، وشمل ضرب طائرات بدون طيار وأنظمة استطلاع وأهداف قتالية مختلفة.
وأشارت إلى أن أهداف الهجوم بشكل رئيسي كانت الرتب المتوسطة في حماس وبينهم قادة السرايا، وقادة الكتائب، ونواب قادة الكتائب، وكبار الشخصيات في حكومة حماس.
معلومات استخباراتية
وتقول يسرائيل هيوم، إن الهجوم استند إلى معلومات استخباراتية دقيقة من شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك"، اللذين كانا شريكين كاملين في التخطيط والتنفي. وكان رئيس الأركان ورئيس جهاز الشاباك حاضرين معاً في مقر سلاح الجو أمس الأول مع قائد القوة أثناء العملية. وتشير القوات الإسرائيلية إلى أن هناك خطة منهجية سيتم تطويرها على مراحل وبكثافات مختلفة، ويتم إدارتها من خلال تقييمات مستمرة للوضع.
تكثيف المعارك
وأضافت الصحيفة، أن الخطة العملياتية تستمر في التطور على مراحل تدريجية تهدف إلى توفير استجابة شاملة لأهداف الحرب، مشيرة إلى أن تحقيق أهداف الحرب سيتطلب اتخاذ إجراءات إضافية.
إقالة رونين بار "المتهورة" تعمق الانقسامات الإسرائيليةhttps://t.co/dQ7ItliiYF pic.twitter.com/TBOCXF7rLZ
— 24.ae (@20fourMedia) March 17, 2025 النشاط في القطاعات الأخرىفي الوقت نفسه، تستعد إسرائيل لتهديد محتمل من جانب الحوثيين في اليمن، الذين هددوا بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وذكرت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى.
كما أشارت إلى أن القوات الجوية هاجمت بطاريات مدفعية شكلت تهديداً لإسرائيل، وهي تواصل رصد القدرات الإضافية، وسيعمل ضد أي تهديد يتم تحديده.
وفي الضفة الغربية، تزيد إسرائيل من نشاط وحداتها الخاصة هناك، وخصوصاً وحدة دوفديفان" التي تعمل ضد المقاومة الفلسطينية المسلحة، وزاد التركيز هناك بشكل كبير خلال فترة شهر رمضان.