مصطفى شعبان: استشعرت نجاح «المعلم» قبل عرضه.. وسعيد بتفاعل الجمهور مع أحداث وشخصيات المسلسل
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
يواصل النجم مصطفى شعبان نجاحاته المتتالية فى الدراما التليفزيونية، وآخرها مسلسل «المعلم» المعروض حالياً فى السباق الرمضانى، والذى يتربع على عرش المسلسلات الشعبية من حيث نسب المشاهدة والتفاف الجمهور حول أحداثه وشخصياته الدرامية، لاسيما مع استعراض عالم سوق السمك الذى لم يُقدم كثيراً على الشاشات.
وكشف مصطفى شعبان، فى حواره مع «الوطن»، عن أبرز ردود الفعل التى تلقاها حول مسلسله الجديد، وأسباب خوضه لهذه التجربة التليفزيونية، كما تحدث عن الحريق الذى اندلع داخل استوديو الأهرام ودمر الديكور الرئيسى للعمل، وأعرب عن سعادته بحالة التنوع التى يشهدها الموسم الدرامى فى رمضان الحالى تحت مظلة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
كيف تابعت ردود الفعل على حلقات وأحداث مسلسلك الجديد «المعلم»؟
- سعيد بتفاعل الجمهور مع الأحداث والشخصيات، ولكنى استشعرت النجاح منذ طرح الإعلان الدعائى للعمل، حيث لمست حفظ الناس للجمل الحوارية آنذاك، وشعرت بانجذابهم للموضوع الذى نتعرض له.
وما الذى جذبك للموافقة على بطولة هذا العمل؟
- عالم تجارة السمك جديد على الشاشة، فلم نره إلا فى فيلم «شادر السمك» للراحل أحمد زكى فى الثمانينات، وفيلم آخر قدمه الفنان الراحل فريد شوقى، ولكننا لم نشاهد هذا العالم فى الدراما التليفزيونية رغم أنه لافت للانتباه، وبعيداً عن هذه الجزئية، فقد انجذبت لشخصية «المعلم» التى تشهد رحلة صعود وهبوط، حيث وجدتها ثرية درامياً على كل المستويات.
ألم تخش من ربط الجمهور بين مسلسلك وفيلم «شادر السمك» قبل انطلاق العرض؟
- لم أجد داعياً للقلق حتى ولو أعدت تقديم فيلم «شادر السمك» نفسه من جديد، وهنا دعنى أسألك: «هل رواية روميو وجولييت توقف تقديمها بعد عرضها لأول مرة؟ فقد قُدمت عشرات المرات وسيتم تقديمها على مدار الزمن طالما أن التناول مختلف، وأنا أؤمن بأن لكل ممثل طعمه ومذاقه الخاص، فقد سبق وقدمت مسلسل «العار» بعد سنوات طويلة من عرض الفيلم، وأذكر أن الفنان الراحل نور الشريف وقتها قال لى «انت أخدت شخصية كمال من منطقة أنا مافكرتش فيها، أنا قدمتها جد ولكن انت أخدته واتريقت عليه»، ولا أنسى حينها تصريحه فى مقابلة صحفية معه حين قال «مصطفى شعبان أبهرنى»، وانطلاقاً مما سبق ذكره، لا أجد أدنى مشكلة فى تقديم عمل سبق تقديمه، «المهم إنى أعمله بطريقة تانية والمخرج الموجود هيشوفه من زاوية غير اللى اتقدمت قبل كده».
وهل أجريت معايشة لعالم سوق السمك لرسم ملامح شخصيتك؟
- التقيت بـ6 من أصحاب رؤوس الأموال فى تجارة بيع الأسماك، للتعرف على التفاصيل والملاحظات التى تلفت انتباههم، «كنت عاوز أعرف إيه همهم فى الشغلانة»، ولكنى لم أسع لتقليد أى منهم على الإطلاق، ولكنى استخلصت تفاصيل من كل شخص منهم، ورسمت الشخصية التى كانت مرسومة بشكل جيد فى الأساس على مستوى السيناريو.
شعرت بـ«خضة» بعد حريق استوديو الأهرام «كان كل همى الناس والبيوت»تعرضتم لموقف عصيب بعد اندلاع حريق ضخم داخل استوديو الأهرام الذى دمر الديكور الرئيسى لمسلسلك بالكامل.. فكيف تعاملتم مع هذه الأزمة؟
- الحريق اندلع بعد ساعة من مغادرتنا «اللوكيشن»، وشعرت بـ«خضة» عندما علمت بتفاصيل ما حدث، وتضرر بنايات سكنية بسبب هذا الحريق، وفتحت خط اتصال حينها مع الكاتب عمرو الدرديرى والمخرج مرقس عادل، «نسينا المسلسل وكل تفكيرنا كان فى البيوت والناس»، وأحمد الله على عدم حدوث أى خسائر فى الأرواح وإن كانت الخسائر المادية كبيرة عند جميع الأطراف، ولكننا ظللنا لمدة يومين فى حالة نفسية سيئة.
هل اضطررتم لإعادة تصوير عدد من المشاهد بعد هذا الحريق؟ وماذا عن مشاهد الديكور نفسه؟
- أعدنا تصوير عدد من المشاهد، وهناك مشاهد غيرنا أماكنها درامياً، لأن ديكور شادر السمك كله «طار»، وكذلك الحارة الشعبية أيضاً، ومعالجة هذه المسألة كانت مرهقة للغاية على مستوى الكتابة، لاسيما مع مواصلتنا التصوير بالتزامن مع عرض الحلقات.
سهر الصايغ ممثلة عملاقةبعيداً عن الحريق.. حدثنا عن الخط الدرامى بين «المعلم» و«زمزم» الذى التف الجمهور حوله وتفاعل معه حتى مشهد وفاة الأخيرة؟
- توقعت نجاح هذا الخط الدرامى قبل انطلاق عرض المسلسل، لأن هناك كيمياء جمعتنى بـ«سهر» فى مسلسل «بابا المجال»، الذى يُعد أول تعاون يجمعنا معاً، والحقيقة أنها ممثلة عملاقة وموهوبة للغاية، وأراها من أهم 3 ممثلات فى مصر، واختيار «سهر» جاء منذ الاستقرار على الفكرة الرئيسية للعمل، لأن شخصيتها تتضمن جانباً كوميدياً ورومانسياً بالإضافة إلى مشاهد تراجيديا قدمتها بمنتهى البراعة.
«جان» طفل موهوب وذكىوماذا عن الطفل جان رامز؟
- «جان» كان مرشحاً لتجسيد دورى فى مرحلة الطفولة، ولكنى حينما أجريت بروفة معه وشاهدت إعلان فيلم «البعبع»، الذى لم أشاهده بعد حتى الآن، قلت له: «تعالى نعمل كده بروفة على دور الابن»، واقترحت على المخرج والمؤلف والجهة المنتجة إنه يجسد دورى فى مرحلة الطفولة وشخصية ابنى أيضاً، وقد حالفنا التوفيق فى اختيارنا لأنه طفل موهوب للغاية، فعمره 8 أعوام أى فى بداية حياته، ولكنه شخص ذكى وموهوب واجتماعى، ولديه شغف المعرفة والتعلم طوال الوقت.
«لزمات» أدوارى ليست متعمدةبعد انتشار لزمات «على الله إن شاء الله» و«اللى جاى طلق حى».. هل تحرص دوماً على وجود «لزمات» فى أعمالك؟
- على الإطلاق، فأول لزمة قدمتها فى الدراما كانت «إذا كان كده ماشى» فى مسلسل «العار»، ولم أكن متعمداً حينها استخدامها كـ«لزمة»، ولكن المؤلف أحمد محمود أبوزيد كتبها فى مشهد وكررناها من منطلق أن «مختار» يتساهل فى كل شىء بحياته، ونالت هذه الجملة رواجاً واسعاً حينها، وبعدها كتب السيناريست أحمد عبدالفتاح جملة «كله بما يرضى الله» فى مسلسل «الزوجة الرابعة»، ثم جملة «يتوب علينا ربنا» فى مسلسل «مزاج الخير»، وأخيراً جملة «حبيبى يا ربنا» فى مسلسل «مولانا العاشق»، ومن بعدها لم يكن هناك لزمات لأدوارى فى مسلسلات «أيوب»، «أبوجبل»، «ملوك الجدعنة»، و«دايماً عامر»، وأؤكد أن وجود لزمات لم يكن مقصوداً من جانبى، ولكن وجود اللزمة من عدمه يتحدد وفقاً لطبيعة الشخصية نفسها، فهل تتحمل الشخصية المراد تجسيدها استخدام لزمة فيها؟ وهل اللزمة نفسها جيدة أم لا؟.
معنى كلامك أن هذه اللزمات مكتوبة على الورق وليست من وحى خيالك؟
- هناك «لزمات» تراود ذهنى قبل انطلاق التصوير، فأنقلها للمؤلف «ونشوفها ماشية ولا لأ»، وربما يعمل على تطويرها أو استبعادها لو لم تكن مناسبة.
بما أن «المعلم» ينتمى للدراما الشعبية.. ما رأيك فيما يُثار بأن هذه النوعية من الدراما تُعد بمثابة لعب فى المضمون للقائمين عليها؟
- لست مؤيداً لهذا الرأى وأراه خاطئاً، بدليل عدم نجاح الكثير من الأعمال الشعبية، ولكن العمل الشعبى الجيد ينجح فى مصر والوطن العربى، لأن الشعب المصرى متقارب إلى نسبة 99% مع الشارع العربى، بمعنى أن الأعمال الشعبية الناجحة فى مصر ستراها ناجحة فى السعودية واليمن والمغرب والعراق والسودان، لأن كلنا عندنا نفس الطباع والأحلام وإن اختلفت المفردات.
أقول لمنتقدى تجسيد «انتصار» لدور والدة منذر رياحنة: العمل الإبداعى لا يُقاس بالمنطقوما تعليقك على منتقدى تجسيد الفنانة «انتصار» دور والدة الفنان منذر رياحنة بحسب الأحداث؟
- دعنى أسألك سؤالاً آخر: ما المنطق من وجود موسيقى فى مشهد بكاء ممثل؟ لا يجوز قياس العمل الفنى والإبداعى بالمنطق، فطالما تقدم عملاً إبداعياً فأنت خارج حدود المنطق، وبالعودة لأصل سؤالك، فأود أن أسأل سؤالاً آخر «انتوا صدقتوا إنها أمه ولا لأ؟» فلو صدقتم فلا تشغلوا تفكيركم بأى أمر آخر، خصوصاً أننا قد نرى فى حياتنا العادية مثلاً فتاة نظن أنها ما زالت تدرس فى الجامعة، ولكن نفاجأ أنها أم لشاب جامعى، فنكتشف أنها تزوجت فى سن صغيرة وأنجبت بعدها.
وما رأيك فى حالة التنوع التى تشهدها الأعمال الدرامية فى رمضان الحالى تحت مظلة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية؟
- التنوع فى تيمات المسلسلات أمر رائع، والشركة المتحدة تحمست لـ«المعلم» منذ فترة، وتحديداً منذ معرفتهم بفكرته من الصيف الماضى، وكذلك الحال بالنسبة لشركة «سينرجى» لمالكها تامر مرسى، حيث دعموا المسلسل بشدة، وبنوا ديكوراً ضخماً لشادر السمك.
وماذا عن تقديم «مليحة» فى الموسم الرمضانى الحالى كأول مسلسل مصرى وعربى عن القضية الفلسطينية منذ الأحداث الأخيرة؟
- مصر تساند القضية الفلسطينية فى كل العصور، وكلامى هنا بعيداً عن الدراما التليفزيونية، حيث إن الدولة المصرية تقوم بواجبها بامتياز منذ حرب 1948، وعن نفسى قدمت فيلماً بعنوان «جوبا» عام 2007، وكان أول فيلم يتوقع الانفصال الذى وقع فى القيادة الفلسطينية.
أخيراً.. ألا تخطط للعودة للسينما خلال الفترة المقبلة؟
- أعمل على مشروع فيلم بدأت التحضير له منذ العام الماضى، ولدىّ أمل كبير فى تنفيذه خلال العام الجارى.
حالة النجاحأشعر برضا كبير أمام هذا النجاح الذى لم يقتصر على حب الناس للشخصيات الدرامية والأحداث فحسب، وإنما وجدت منتجات تستخدم اسم المسلسل واللوجو الخاص به، فرأيت نوعاً جديداً من الشاى يحمل اسم «المعلم»، بالإضافة إلى المقاهى والمحال التجارية التى تحمل الاسم نفسه، وهو ما يعكس نجاح المسلسل فى الشارع، وهذا أمر يُسعدنى بكل تأكيد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى المعلم مصطفى شعبان شادر السمک فى مسلسل
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام
من أحاجي الحرب ( ١٧٦١١ ):
○ كتب: د. إدريس عبدالله الله ليمان
□□ والغفلة تصنع الفوضى.
□ لم تعرف الدولة السودانية على إمتداد تأريخها إنزلاقات مجتمعية خطيرة كما تَجَسَّدَتْ فى أعمال الإبادة التى تقوم بها مليشيا آل دقلو الإرهابية بالسلاح الإماراتى والتى خرجت من كهوف الجبال وكثبان الصحراء الأفريقية ووصلت إلى حواضرنا وهى تعتريها حالة من الإعاقة النفسية لعدم تقبل المجتمع السودانى لوجودهم بينهم فهم غرباء فى لسانهم المتفرنس وفى مشاعرهم المتبلدة وطقوسهم البهيمية وثقافتهم الوثنية وجميع تفاصيل حياتهم البائسة .. فأسروها فى أنفسهم لحين إندلاع الحرب التى فجَّرَتْ المشهد السياسى المختَّل أصلاً بصورة كبيرة وأظهرت حقيقة كل القوى السياسية الفاعلة ، فهنالك من وقف مع القوات المسلحة الموقف الوطنى والأخلاقى الذى يشبهه ، ومجموعة أخرى عميقة الوضاعة شديدة الوضوح والصراحة فى دعمها للإرهابيين والسعى للنيل من بركة آل دقلو ومن بيده المال والقوة والسلاح فتهافتوا لإرضاء المجتمع الدولى المنافق والتزلف إليهم بهذا الصنيع وعدم إغضابهم ولاندرى كيف نشأوا وعلى أى شئ قامت شهرتهم ولا إلى أين تمضى أهدافهم وقد لوَّثوا ضمائرهم وأخلاقهم وعزائمهم بتلك المواقف الإماء ..!!؟ ، وفئةً أخرى إلتزمت الصمت المعيب والحياد المصطنع والمفضوح مع دعمها للمليشيا سراً من الباطن .
فكيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان وآخرها التى حدثت بالأمس فى الصالحة أن يعيشوا معهم بسلام وقد تعاظم البناء والحاجز النفسى ..!!؟ وكيف يمكن لأهل السودان أن يتعايشوا معهم بسلام وقد حولوا مساجدهم وبيوت الله إلى منصَّاتٍ للإعدام وبيوتاً للدعارة *وإندايات* يمارسون فيها المُنكر ..!!؟ كيف يمكننا أن نسامحهم وقد أسرفوا فى سفك الدماء والبطش والإيذاء ..!!؟ *كيف ..!!؟* لقد حفرت هذه الحرب الظالمة أخاديد عميقة فى الذاكرة الجمعية لأهل السودان من الصعب محوها بسهولة لاسيما بعد جريمتهم التى يندى لها جبين الإنسانية بالأمس القريب ، وبعد الذى تفوه به مستشار الهالك فى حديثه لقناة الجزيرة مباشر ..!!؟ إنهم وبصراحة ودون مواربة لايشبهوننا أبداً ، وأصبح المرء يجد صعوبة فى مجرد التفكير أن يعيشوا معنا فى دولةٍ واحدة وأن تُقِلَّنا أرضٌ وتُظَّلنا سماء تحت دستور واحد وقوانين تنظم الحياة ..!! فكيف نعيش مع تلك الكائنات التى دمَّرت بنيتنا التحتية وبيوتنا ومساجدنا ومؤسساتنا الصحية والتعليمية والثقافية ونهبت ثرواتنا ومدخراتنا وتراثنا وتأريخنا وأسرفت فى الدماء ..!!؟ *كيف ..!!؟*
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من تورط فى دماء السودانيين وسجله حافل بالمخازى والدماء ولايزال يتوعدنا ..!! بل من الصعب التعايش حتى مع من يُنكر علينا منازلة المليشيا والسعى لإمتلاك عناصر القوة للدفاع عن إرادتنا وحقنا فى الحياة ممن كُنَّا نُحسن الظَّن بهم ونَعُدَّهم من بنى جلدتنا ..!!؟
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من يُبرًَرُ للمليشيا الإرهابية جرائمها وفظاعاتها الدموية ويروِّجُ للسردية البائسة التى تقول أن جيش الإسلاميين هو من أشعل الحرب ويشوه صورة المقاومة الشعبية التى إنتظمت البلاد من أجل أهدافهم القذرة ويهلل فرحاً مع كل تدميرٍ بالمسيرات للمنشآت المدنية ومحطات الكهرباء ويُعظِّم فعل المليشيا المجرمة ويمارس حقده على الشعب السودانى المكلوم الذى يصفه بالكيزان والفلول ودولة ٥٦ المفترى عليها بكل أشكال الشماتة وقلة الأخلاق وإنعدام المروءة .!!؟
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من يمارس الصمت تجاه جرائم آل دقلو الذين دمروا المدن والقرى ودفعوا بمئات الآلاف إلى النزوح واللجوء
لدول الجوار بل وينتظر إنتصارهم على الشعب السودانى وإنهيار الدولة إرضاءًا لنزولتهم الإنعزالية ..!!؟
إنهم لا يشبهوننا بل إن أهل السودان الذين حملوا أرواحهم فى أكفهم ويقاتلونهم بكل بسالةٍ وفدائية لايشبهونهم .. فمعركة الكرامة القائمة تمثل عنواناً لسودانٍ جديد يَتَخلَّق الآن مهما علت أصوات الراجمات الهاونات والمدافع الثنائية والرباعية ومهما علت أصوات العملاء فلاصوت يعلو فوق صوت الكرامة .
*هذا من ناحية* .. ومن ناحيةٍ أخرى هل يا تُرى أن دولتنا على ما يُرام فى تعاملها مع هذا الإنسان المكلوم ، وأنها قادرة على ملامسة جروحه ومكامن التضييق عليه ..!!؟
وهل ياتُرى أن دولتنا تُدرِك أن من حق هذا هذا الإنسان السودانى الكادح المعروق من القهر اليومى أن يعيش ولو بقليلِ حُلمٍ وبعض إهتمام ليعَوِّض زمَنَاً أغبَرَ بزمنٍ قابلٍ للحياة وأنَّ من حقِّه الخروج من الوحل الأمنى والوحل الصِحِّى والمعيشى وإنعدام الخدمات الضرورية أو ضعفها الذى إنغرست أقدامه فيه ..!!؟
وهل ياتُرى أن دولتنا تُدرِك أنها وحدها من يَحِقُّ لها إمتلاك القوة القاهرة والباطشة ، وأنها وحدها من يسمح لها القانون بإستخدام تلك القوة ولاينبغى لها أن تتنازل عنها إلاَّ وفق وضوابط صارمة كشرط من شروط الإباحة المسموح بها ..!!؟
وهل ياُترى أن دولتنا إستمعت لذلك الخطاب الفوضوى المتحدى لمؤسسات الدولة ولمشاعر الناس وكل شروط الإستقرار أم أنها غافلة ولاهية ..!!؟ وآمل أن يخيب ظنَّى وأنَّ الدولة ليست بضعيفة ولا غائبة بل هى واعية لكل المحاذير الأمنية وأنَّ عينها *لاتنام* ولن تُفَرِّط فى هيبة الدولة *والأنام*.. !! فمثل تلك الخطابات التى تطحن الدولة وتهرسها فى طاحونة القبلية وتُذيبها فى ماء المناطقية علناّ ودونما حَرَجْ فيه خطر كبير يجب أن لاتصبِر أو تصمت عليه الدولة مهما كان الثمن .. *فالتأريخ لايُعيد نفسه إلاَّ عندما لايفهمه الناس ولايستلهمون منه العِبَر .. !!* فلو أضحى كل من يملك البندقية ورصاصاتها هو صاحب الصوت الأعلى ولو كان فاقداً للتمييز وجاهلاً بأمور الدنيا والدين ، وهو الذى يُقرر فى شأن الدولة ويطرح شروط وطنيته وشروط إنضباطه وشروط إحترامه لقانون الدولة وإن لم تكن الدولة دولة قانون ستكون فوضى وخروج عن التنظيم والأعراف والإنضباط .. *فالفوضى ليست صُدفة والغَفلَة تصنعُ الفوضى ..!!* .
فعندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن وأمنه وإستقراره فعلى الجميع أن يلتزموا السمع والطاعة دون تذمر أو إحتجاج ومن غير نقاش لأن الوطن وبعيداً عن كل المطامع فى السلطة والثروة يجب أن يظل فى منأى عمَّا قد يمس هيبته وسمعته وكبريائه وكرامته *وإلاَّ فالعازة ستكون فى خطر*.. ومن أجل ذلك يجب أن تكون المرحلة القادمة هى مرحلة الرجال الصادقين الذين عهدناهم أبطالاً أيام المحنة وسنوات الحرب لتتجاوز بلادنا هذا التحدى وليحقق كل مواطن أمله فى مستقبل أفضل .. وكُلنا يقين وثقة برب العالمين أنه وعلى الرغم من كل تلك المنغصات والمُسيَّرات الغادرة التى إستهدفت الإستقرار والأمن المجتمعى فالأحوال تُبَشِّر بفجرٍ جديد ملؤه الثقة والإصرار على النهوض من جديد وستستعيد الدولة عافيتها وقوتها وقواها وسنوات مجدها بحول الله وقوته وبتكامل وتكاتف وتضحيات أبنائها فليس بعد المخاض إلاَّ ميلاد الفرح .. !! وكل الذى يرجوه أهل السودان من حكامهم أن يُعلوا من مشروع دولة المواطنة الحَقَّة والعدالة الإجتماعية والمساواة والقانون وأن يَعمَلوا على نقض بناء مشروع المحاصصة .. كما يأملوا منهم أن يقودوا سفينة الدولة السودانية إلى شاطئ الأمان ، والاَّ يجعلوا منهم جسراً للعبور نحو المستقبل .. وأن يتلطفوا بهم ويُنعِموا عليهم بإعفاءات جمركية لجميع مدخلات الإنتاج وتشجيع الإعمار مهما تسبب هذا الأمر فى عجز الميزانية .. فأهل السودان دفعوا ثمن غفلة الحكام مع الهالك وجنوده دماءًا ودموعاً وجوعاً ومسغبة ونزوحاً ولجوءًا وهم راضون بقدر الله ومحتسبون الأجر عند الله .. فهل المواطن المنكوب بعد كل الذى حدث له يستحق قسوة الدولة التى تنظر إلى جيبه الخالى فى سنوات القحط والسنبلات اليابسات ..!!؟
إنها أسئلة لاتنتظر إجابات بل لتغيير الحال .
نسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن يحفظ بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍???? *لواء شرطة (م) ????
*د . إدريس عبدالله ليمان*
*الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥م*