مفتي الجمهورية: الشرع الشريف لم يكتفِ بفرض الزكاة وإنما وسَّع وجوه الإنفاق ونوَّع أبواب التكافل
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
قال الأستاذ الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن معاني الرحمة من نقاء المعدن وسمو الروح ونبل الطبع قد بلغت نسقها الأعلى في رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث اكتملت شمائله ونضجت فضائله، فكان مظهرَ رحمة الله تعالى للخلق كافة، قال الله تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ [الأنبياء: 107].
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان مصدرًا للرحمة، وباعثًا لها، ومتخلِّقًا بها في جميع أحواله، خاصة مع المخالف، حيث أمر بحسن معاملته ومنع من انتقاصه ولو بكلمة، بل يأتي ذكر مفردة الرحمة في كثير من الأوقات سواء في الصلاة أو عند إلقاء السلام، وهذا من شأنه أن يعمل على سريان معنى الرحمة في الأوصال وعلى اللسان.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن أول حديث يتعلَّمه طالبُ العلم الشرعي هو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء".
وأوضح مفتي الجمهورية أن هذه المعاني تُظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الرحمة العظمى لجميع الخلق، فهي رحمة غير مسبوقة في شمولها كل الخلق واتساع نطاقها، وهي تستوجب من أهل الإسلام التحليَ بها وبمظاهرها والابتعاد عن أضدادها كالغلظة والتسلط والعنف وجفاف المشاعر، امتثالًا لقول رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ».
كما تحدَّث المفتي عن ترجمة المسلمين العملية لقيمة الرحمة، وكيف حوَّلوها إلى منظومة متكاملة طبَّقوها في شتى مناحي الحياة: في الأسرة والمجتمع، وفي المستشفيات، وكذلك في إنشاء الأوقاف للإنسان والحيوان.
وشدَّد مفتي الجمهورية على أن الشرع الشريف لم يكتفِ بفرض الزكاة، وإنما وسَّع وجوه الإنفاق ونوَّع أبواب التكافل والتعاون على الخير والبر، فحثَّ على التبرعات ورغَّب في الهدايا والصلات والصدقات.
وأكد مفتي الجمهورية على أن الوقف في الإسلام قُربة لله تعالى، وهو مشروع وتأتي مشروعيته لأجل أن تنفق هذه الأصول والأموال الموقوفة بصورة فردية أو جماعية على المشروعات الخيرية كما أن التجربة المصرية في "الوقف" كانت تجربة رائدة وملهمة للغرب، حيث استفاد منها الغرب في وقف بعض الأموال والأصول على الجامعات ورعاية البحث العلمي للنهوض بالمجتمع.
وردًّا على سؤال عن حكم انحياز الزوج لزوجته على حساب شقيقته شدد فضيلة المفتي على ضرورة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الجميع مؤكدًا أننا في حاجة ماسة وشديدة إلى إدارة حضارية للخلاف العائلية.
وفي معرض رده على سؤال يستفسر عن حكم حرمان المرأة من ميراثها مضيفًا فضيلته أن الإسلام ضَمِن للمرأة حقَّها في الميراث وحرَّم أكله بالباطل، مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد الفاسدة هي التي رسَّخت لمفهوم حرمان المرأة من الميراث، وينبغي أن نصحِّح ذلك لأن القرآن عندما نزل حدَّد للمرأة ميراثها وحقوقها.
واختتم المفتي حواره بالتأكيد على أن حرمان المرأة من الميراث فيه عدَّة محاذير شرعية، منها: أنه يعدُّ من قبيل منع حقوق العباد التي أعطاها الله تعالى لهم، فضلًا عن أن تقسيم الميراث بحسب الشرع فيه الخير كله، لأن الله تعالى برحمته وعدله وحكمته هو الذي قسمه، وقد بدأ آيات الميراث بالوصية بالأبناء، لأنه أرحم بنا من أنفسنا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإعلامي حمدي رزق التجربة المصرية الزكاة الشرع الشريف العادات والتقاليد الميراث فرض الزكاة مفتي الجمهورية صلى الله علیه وسلم مفتی الجمهوریة الله تعالى
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: التقوى ركيزة أساسية تميز الإنسان وتدفعه إلى الخير
أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، أن التقوى تُعد الركيزة الأساسية التي تميز الإنسان وتدفعه إلى فعل الخير والابتعاد عن المعاصي، موضحًا أن مفهوم التقوى يتجسد في الخوف من الله، الرضا بالقليل، العمل بأوامره، والاستعداد للقاء الله سبحانه وتعالى.
أضاف الدكتور عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن التقوى ليست مجرد مظاهر أو أفعال ظاهرية يراها الناس، بل هي سمة قلبية وروحية تُظهر الإيمان الحقيقي.
كما أوضح أن التقوى بمثابة الحارس الذي يحمي الإنسان من الوقوع في المعصية، ويوجهه إلى قول الحق وفعل الخير، حتى إذا تطلب الأمر التضحية بمصلحة نفسه.
وفي سياق حديثه، استشهد المفتي بموقف شهير للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث سمع فتاة تتحدث عن خشيتها لله سبحانه وتعالى رغم وحدتها، مما يعكس كيف كانت التقوى سمة مميزة لجيل الصحابة رضوان الله عليهم. وتابع المفتي موضحًا أن صدق الإيمان كان هو الدافع الأساسي لاستحضار التقوى في حياتهم، فقد كان الصحابة يعملون بتقوى الله في كل لحظة من حياتهم، مستشعرين مسؤوليّتهم تجاه الله في كل قول وفعل.
وأكد الدكتور عياد أن التقوى هي صفة يجب على المسلم أن يتحلى بها باستمرار، لأنها تضمن له الاستقامة في القول والعمل، وتمنحه القوة الروحية لمواجهة التحديات الحياتية، وتجعله يسير في درب الطاعة والتقوى، مما يحقق له السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة.