لجريدة عمان:
2025-05-03@00:14:03 GMT

حرية الصحافة المخنوقة في الحرب

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

حرية الصحافة المخنوقة في الحرب

قانون «قناة الجزيرة» الذي أقره الكنيست الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري والذي يمنح وزير الاتصالات الإسرائيلي سلطة إغلاق عمليات أي قناة أجنبية تضر بالأمن القومي الإسرائيلي ليس الوحيد في تعامل الغرب مع وسائل الإعلام التي تخالف سرديتها، يحدث ذلك دائما في تغطية جميع وسائل الإعلام الغربية للحرب على فلسطين طوال العقود الماضية، وحدث ذلك في جميع الحروب التي خاضتها أمريكا على سبيل المثال، وما فلت من الرقيب العسكري ونشر في الصحف الأمريكية أحدث هزة كبرى.

إن المثال الأكثر وضوحا لفهم مصطلح «حرية الإعلام» أو «حرية المعرفة» يتضح في تعامل الدول الغربية مع الحرب الروسية الأوكرانية التي لم يسمح الغرب فيها إلا بسرديته وحده حولها، وهي سردية عسكرية أمنية في الغالب.

ويتذكر العالم قرار الاتحاد الأوروبي في مارس 2022 عندما أصدر قرارا حظر بموجبه بث قناتي «روسيا اليوم» و«سبوتنيك» الروسيتَين في جميع دول الاتحاد الأوروبي وأغلق مكاتب القناتين بحجة نشرهما معلومات مضللة، كما أغلق حساباتهما على ومنصات التواصل الاجتماعي، وتم حجب موقعي القناتين على شبكة الإنترنت، بل تمادى الاتحاد الأوروبي وطلب من شركة جوجل حجب اسم القناتين تماما من جميع عمليات البحث! وأصبح المواطن في الاتحاد الأوروبي غير قادر على معرفة ما يحدث في أوكرانيا إلا عبر السردية الأوروبية الرسمية.

وعلينا أن نلاحظ أن هذا حدث في دول أوروبية «ديمقراطية» وليس في دول شمولية أو دكتاتورية كما يحلو لتقارير الغرب أن تصف دول العالم الثالث!

وهذه الحرب بين السرديات الإعلامية برزت خلال الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر الماضي. ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت أن تحدث اختراقا كبيرا في التغطية المستقلة فإن الكثير من وسائل الإعلام الكبرى وافقت على أن يقوم الجيش الإسرائيلي بمراجعة أخبارها وتقاريرها قبل بثها كما قالت CNN ذلك صراحة؛ معللة أن الأمر يتعلق بتدقيق المعلومات في منطقة استقطاب وصراع حساس!

لقد هدفت إسرائيل منذ بداية هذه الحرب إلى محاربة الصحافة حتى تستطيع ارتكاب مجازرها المروعة دون أن يفضحها أحد ولذلك قتلت حتى الآن أكثر من 140 صحفيا.. وعندما لم يجد القتل نفعا أصدرت هذا القانون الذي يسمى قانون «قناة الجزيرة» حيث تكاد الجزيرة تعمل وحدها الآن على فضح جرائم الاحتلال ومجازره المروعة.

ورغم الاحتجاجات العالمية المتزايدة على مجازر إسرائيل في قطاع غزة والتي تجاوزت كل توصيفات «جرائم الحرب» والتي كانت تنقل على الهواء مباشرة أو يتم توثيقها إعلاميا وتكشف أمام العالم أجمع، فإن إسرائيل المتغطرسة بالقوة والمدفوعة بمنظر الدماء التي سفكتها في غزة لا تعير أي اهتمام لأحد أبدا.. لكنّها تعرف خطر الصحافة وخطر ما توثقه ضدها سواء في إعادة بناء الوعي الشعبي في العالم أو عندما تقاد ذليلة إلى محاكم جرائم الحرب العالمية؛ ولذلك تمعن في قتل الصحفيين وفي اختراع قوانين جديدة تقيّد حرية الصحافة بل وتخنقها إلى الأبد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

منظمة: حرية الصحافة تتعرض للعرقلة بسبب شروط تعسفية يمارسها عمالقة التكنولوجيا وأصحاب المليارات 

حذرت منظمة مراسلون بلا حدود، من الضغوط الاقتصادية التي تهدد حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، مسلطة الضوء في هذا المجال على عمليات إغلاق واسعة النطاق لوسائل إعلام إخبارية وسيطرة عمالقة التكنولوجيا وهيمنة أصحاب المليارات، فيما أشارت خصوصا إلى « تدهور مقلق » في الولايات المتحدة في ظل ولاية دونالد ترامب.

وجاء في التصنيف السنوي للمنظمة غير الحكومية الذي نشر الجمعة عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن وسائل الإعلام والصحافيين يواجهون مواقف « إشكالية » أو « صعبة » أو « خطرة للغاية » في ثلاثة أرباع البلاد الـ180 التي تم تقييم الأوضاع فيها.

وفيما أكدت « مراسلون بلا حدود » أن « الوضع بات « صعبا للمرة الأولى » على مستوى العالم، فقد أشارت خصوصا إلى وطأة القيود الاقتصادية، الأمر الذي تعكسه الحالة الأميركية.

وبعيدا عن النروج التي تصدرت التصنيف للعام التاسع على التوالي، تراجعت الولايات المتحدة مرتبتين وباتت تحتل المرتبة السابعة والخمسين وراء سيراليون.

وقالت المديرة التحريرية للمنظمة آن بوكاندي لوكالة فرانس برس، إن « الوضع لم يكن مدعاة للافتخار أصلا » في البلاد التي تراجعت عشر مراتب في العام 2024. إلا أنه تدهور منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا بسبب « هجماته اليومية » على الصحافة.

وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى أن « إدارته سيست المؤسسات وخفضت الدعم لوسائل الإعلام المستقلة وهمشت الصحافيين » الذين باتوا يتعرضون « لعدائية متنامية » فيما « تنهار الثقة بوسائل الاعلام ».

وكانت لجنة حماية الصحافيين رأت في تقرير عن الأيام المئة الأولى من ولاية ترامب الثانية في وقت سابق هذا الأسبوع، أن « حرية الصحافة لم تعد حقا مكتسبا في الولايات المتحدة ».

وبدأ ترامب بتفكيك وسائل الإعلام العامة الأميركية في الخارج، مثل « فويس أوف أميركا » (Voice of America)، ما أدى إلى حرمان « أكثر من 400 مليون شخص » من « الوصول إلى معلومات موثوقة » وفقا للمنظمة غير الحكومية.

وأضافت أن « تجميد أموال المساعدات الدولية « من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو أس إيد) « أغرق مئات وسائل الإعلام في عدم استقرار اقتصادي حرج » وأضطر البعض « إلى الإغلاق ولا سيما في أوكرانيا » التي حلت في المرتبة الـ62 متراجعة مرتبة واحدة.

بموازاة ذلك، بدأت تتشكل « صحارى معلومات شاسعة » في الولايات المتحدة، في ظل اختفاء الكثير من وسائل الإعلام المحلية التي تواجه صعوبات مالية.

وأضافت مراسلون بلا حدود، أن هذه « الضغوط الاقتصادية » التي يتم إلقاء الضوء عليها بشكل أقل من الانتهاكات الجسدية التي يتعرض لها الصحافيون، تشكل « عقبة رئيسية » أمام حرية الصحافة.

وأشارت إلى أنه « في حوالى ثلث دول العالم »، بما في ذلك تونس، التي حلت في المرتبة 129 متراجعة 11 مرتبة) والأرجنتين (87 متراجعة 21 مرتبة)، « يلجأ الكثير من سائل الإعلام الإخبارية إلى الإغلاق، نتيجة للصعوبات الاقتصادية المستمرة ».

وشهد حوالى ثلاثين بلدا « عمليات إغلاق ضخمة تسببت في السنوات الأخيرة، في نفي صحافيين »، كما حصل في نيكاراغوا (التي احتلت المرتبة 172 متراجعة تسعة مراتب) وأفغانتسان (175 متقد مة ثلاث مراتب).

وشددت « مراسلون بلا حدود » على أن الوضع « كارثي في فلسطين التي حلت 163 بتراجع ست مراتب »، متهمة الجيش الإسرائيلي « بتدمير مكاتب تحرير وقتل نحو200 صحافي »، بينما « يدفع غياب الاستقرار السياسي » في هايتي (112 متراجعة 18 مرتبة) « اقتصاد الإعلام هناك إلى الغرق في الفوضى ».

على نطاق أوسع، يتعرض اقتصاد هذا القطاع « للتقويض » من قبل شركات « غافام » (GAFAM/غوغل وآبل وفيسبوك وأمازون ومايكروسوفت)، التي تستحوذ منص اتها « غير الخاضعة لضوابط إلى حد كبير، على حص ة متزايدة من عائدات الإعلانات »، بينما تساهم في « انتشار محتويات مضل لة أو متلاعب بها ».

ولفتت منظمة مراسلون بلا حدود إلى أن حرية المعلومات « تتعرض بشكل متزايد للعرقلة بسبب شروط تمويلية غير شفافة أو تعسفية »، كما هو الحال في المجر (المرتبة 68 متراجعة مرتبة واحدة)، حيث « تعمد الحكومة إلى خنق وسائل الإعلام النقدية، من خلال التوزيع غير العادل للإعلانات الحكومية ».

 

وحتى في البلدان « التي تتمتع بتصنيف جيد » مثل فنلندا (المرتبة الخامسة) أو أستراليا (المرتبة 29 متقدمة عشر مراتب)، فإن تركز وسائل الإعلام ضمن مجموعات محددة يشكل « تهديدا للتعددية » و »يستدعي الحذر ».

 

وفي فرنسا (المرتبة 25 متراجعة أربع مراتب)، فإن « جزءا مهما من الصحافة الوطنية يخضع لسيطرة عدد قليل من الثروات الكبيرة »، وفقا لمراسلون بلا حدود، التي تتساءل عن « الاستقلال الحقيقي لهيئات التحرير ».

 

ووصفت المنظمة حرية الصحافة بأن ها في وضع « خطر للغاية » في 42 دولة، سبعة منها أ درجت أخيرا في هذه الفئة (الأردن، هونغ كونغ، أوغندا، إثيوبيا، رواندا، قيرغيزستان وكازاخستان).

 

وتبقى إريتريا في المرتبة الأخيرة بعد كوريا الشمالية والصين.

 

وأعد ت منظمة مراسلون بلا حدود هذا التصنيف استنادا إلى « مسح كم ي للانتهاكات المرتكبة ضد الصحافيين » و »دراسة نوعية » أجراها خبراء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية المعلومات تقرير تمويل حرية الصحافة مراسلون بلا حدود منظمة

مقالات مشابهة

  • تركيا تحتل المرتبة 159 عالمياً في حرية الصحافة لعام 2025م
  • لميس الحديدي لمصراوي: حرية الصحافة التحدي الأكبر أمام مجلس النقابة
  • تحسن نسبي في مؤشر حرية الصحافة.. ليبيا في المرتبة 137
  • تقرير: الضغوط الاقتصادية تهدد حرية الصحافة عالميًا ووسائل الإعلام تُغلق في ثلث دول العالم
  • الأمين العام للأمم المتحدة: حرية الصحافة ركيزة الشعوب ودعامة العدالة
  • السلامة في العمل: ما هي دول الاتحاد الأوروبي التي تشهد أكبر عدد من الوفيات والإصابات في مكان العمل؟
  • منظمة: حرية الصحافة تتعرض للعرقلة بسبب شروط تعسفية يمارسها عمالقة التكنولوجيا وأصحاب المليارات 
  • المغرب يحقق تقدماً ملحوظاً في تصنيف حرية الصحافة 2025 متفوقاً على الجزائر ودول عربية أخرى
  • منظمة مراسلون بلا حدود: المغرب يتحسن في مؤشر حرية الصحافة مع بقاء الوضع "صعبا"
  • رابطة الصحفيين في الاتحاد الأوروبي تفتتح مركزاً لمراقبة حرية الصحافة في إقليم كوردستان