موضوع خطبة عيد الفطر 2024.. النص كامل
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف، عن موضوع خطبة عيد الفطر 1445هــ - 2024م، ويأتي ذلك بالتزامن مع قرب حلول عيد الفطر.
لذا يستعرض موقع «الأسبوع» لمتابعيه وزواره خلال السطور التالية، نص خطبة عيد الفطر المبارك 2024، وذلك ضمن خدمة مستمرة يحرص الموقع على تقديمها لزواره.
نص خطبة عيد الفطر 2024وجاء نص الخطبة كالتالي: «الحمد لله رب العالمين الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين».
نص خطبة عيد الفطر 2024: «فاليوم تشرق علينا شمس عيد الفطر المبارك ببهجته وفرحته، وأنسه ومسرته، ليفرح الناس وينعموا بفضل الله تعالى وجوده وكرمه، حيث يقول الحق سبحانه: {قُلْ بِفَضْل اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ.. إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِي رَبَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ فَرِحَ يصَوْمِهِ)، ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "إظهار السُّرُورِ فِي الْأَعْيَادِ مِنْ شِعَارِ الدين».
موضوع خطبة العيد 2024نص خطبة عيد الفطر 2024: «اليوم هو يوم التكريم لعباد الله المؤمنين في الحياة الدنيا، حيث ينتظرهم بفضل الله تعالى التكريم الأعظم يوم القيامة، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَي رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفْعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفَعْنِي فِيهِ)، قَالَ صلى الله عليه وسلم): (فَيُشَفَعَانِ)، ويقول (صلوات ربي وسلامه عليه: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ). والعيد فرصة للترويح عن النفس، لتستريح بعد التعب، وتفرح بعد الجد والنصب لتعود أكثر عملاً وأعظم نشاطاً، فعن أنس رضي الله عنه) قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا تَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ). ومن مظاهر الفرحة في العيد التوسعة على الأهل، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (إِنَّكَ لَنْ تَنْفِقَ نَفَقَةٌ تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أَجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امراتك)، على أن تكون تلك التوسعة من غير إسراف ولا تبذير».
واستشهد نص خطبة عيد الفطر 2024 بقول الحق سبحانه: (وَالَّذِينَ إِذا انْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولم يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا، ويقول سبحانه: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ويقول (جل وعلا): (وَلا تبذر تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا). وفي العيد فرصة عظيمة لتوطيد العلاقات الاجتماعية بالتزاور والتلاقي ونشر المودة والرحمة والمودة والصفاء وتوثيق الروابط الإنسانية، ففي حديث النبي (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَنْ رَجُلًا زَارَ أَخَا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخَالِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرَبُّهَا قَالَ: لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ، قَالَ: "فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحَبُّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ).
واستكملت: لا شك أن أولى الناس بالبر والصلة والتزاور والسؤال في هذه المواسم الطيبة هم ذوو الأرحام، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه)، وفى الحديث القدسي يقول سبحانه: (أنا) الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَتَهَا قطعته) ويقول صلوات ربي وسلامه عليه أنها الناس أفشوا السلام وأطيعوا الطعام، وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.
واختتمت: اللهم اجعله عيد خير وبركة واحفظ بلادنا مصر، وسائر بلاد العالمين.
ضوابط صلاة عيد الفطر المبارك 2024وكانت وزارة الأوقاف، قد أعلنت عن ضوابط صلاة عيد الفطر المبارك 2024، مشيرة إلى أنها هي نفس ضوابط العام الماضى، وتعمل المديريات بالمحافظات على حصر الساحات التى ستقام بها صلاة عيد الفطر المبارك لعام 2024، وذلك بعد إعلان الوزارة بأن صلاة العيد سيتم إقامتها فى جميع المساجد التى تقام بها الجمعة أيضا.
صلاة عيد الفطر2024وأشارت وزارة الأوقاف إلى أن إقامة صلاة عيد الفطر بالساحات العامة فتكون وفق ترتيب كل مديرية مع المحافظة التابعة لها، من خلال التنسيق الكامل بين المديرية والمحافظة في تحديد الساحات التي تقام بها صلاة العيد.
اقرأ أيضاً«الأوقاف» تعلن موضوع خطبة عيد الفطر 2024
مدتها 10 دقائق.. الأوقاف تعلن تفاصيل خطبة عيد الفطر 2023
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الخطبة خطبة خطبة الجمعة خطبة الجمعة القادمة خطبة العيد خطبة عيد الفطر یقول نبینا صلى الله علیه وسلم عید الفطر المبارک صلاة عید الفطر موضوع خطبة الله أکبر ى الله ع
إقرأ أيضاً:
وزارة الأوقاف تحدد خطبة الجمعة القادمة
حددت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة القادمة 15من نوفمبر 2024م بعنوان : "المالُ العَامُّ وَحُرْمةُ التَّعَدِّي عَلَيْهِ".
وزير الأوقاف ينعى شقيقة الإمام الأكبر وزير الأوقاف يخصص مكافأة مالية للإمام المثاليوقالت وزارة الأوقاف أن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد أن المال العام منفعة عامة للجميع، وبيان حرمة التعدي عليه بأي صورة من الصور.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة :
"المالُ العَامُّ وَحُرْمةُ التَّعَدِّي عَلَيْهِ"
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلهًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ المُتَأَمِّلَ فِي البَيَانِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ يَجِدُ وَعِيدًا شَدِيدًا وَتَرْهِيبًا حَادًّا مِنَ التَّعَدِّي عَلَى المَالِ العَامِّ بِأَيِّ صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ، حَيْثُ يَقُولُ نَبِيُّنَا صَلَوَاتُ ربِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ»، أَرَأَيْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ قُدْسِيَّةَ المالِ العَامِّ وَعَظَمَتَهُ؟! أَرَأْيْتُمْ مَاذَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إِنَّ المالَ العَامَّ هُوَ مَالُ اللهِ تَعَالَى.
أَيُّهَا المُعْتَدِي عَلَى المالِ العَامِّ أَفِقْ! أَنْتَ لَا تَعْتَدِي عَلَى مَالِ الوَطَنِ وَالمُوَاطِنِينَ فَقَطْ، أَنْتَ تَعْتَدِي عَلَى مَالِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ! أَعَلِمْتَ هَوْلَ الأَمْرِ وَشِدَّتَهُ وَعَظَمَتَهُ؟! إِنَّ المالَ العَامَّ هُوَ المالُ المُقَدَّسُ، إِنَّ التَّعَدِّي عَلَى المالِ العَامِّ جَوْرٌ وَبَغْيٌ عَلَى المالِ الَّذِي نُسِبَ إِلَى اللهِ تَعَالَى نِسْبَةَ صِيَانَةٍ وَحِمَايَةٍ وَحِفْظٍ! أَيُّهَا المُعْتَدي عَلَى المَالِ العَامِّ تَأَمَّلْ عِقَابَ الَّذِينَ يَعْتَدُونَ عَلَى مَالِ اللهِ بِتَضْيِيعِهِ وَسُوءِ التَّصَرُّفِ فِيهِ وَالأَخْذِ مِنْهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، إِنَّ الجَزَاءَ نَارٌ حَامِيَةٌ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ»، وَيَقُولُ صَلَوَات رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «أَيُّمَا لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ».
وَهُنَا يَتَحَرَّكُ فِي عُقُولِنَا جَمِيعًا سُؤَالٌ: مَا هُوَ المَالُ العَامُّ؟ وَنُجِيبُ فَنَقُولُ: المَالُ نَوْعَانِ، مَالٌ خَاصٌّ وَمَالٌ عَامٌّ، أَمَّا المال الخَاصُّ فَهُوَ مُمْتَلَكَاتُكَ أَنْتَ الشَّخْصِيَّةُ، مِثْلَ مَنْزِلِكَ، وَثَوْبِكَ، وَكِتَابِكَ، وَمَكْتَبِكَ، وَأَغْرَاضِكَ وَمُتَعَلّقَاتِكَ الشَّخْصِيَّةِ، وَهَذِهِ لَهَا حُرْمَةٌ عَظِيمَةٌ؛ حِمَايَةً مِنَ الشَّرْعِ لَكَ وَلِحُقُوقِكَ، حَيْثُ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ}، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ»، وَقَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»، فَهَذَا هُوَ المالُ الخَاصُّ.
وَأَمَّا المالُ العَامُّ فَهُوَ الَّذِي لَا تَمْلِكُهُ وَحْدَكَ، وَلَا يَخُصُّكَ وَحْدَكَ، وَلَا يَقْتَصِرُ نَفْعُهُ عَلَيْكَ وَحْدَكَ، بَلْ يَمْلِكُهُ النَّاسُ جَمِيعًا، وَيَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ جَمِيعًا، مِثْلَ المُوَاصَلَاتِ العَامَّةِ، وَالشَّوَارِعِ، وَالكَهْرُبَاءِ، وَالماءِ، وَالمَدَارِسِ، وَالمُسْتَشْفَيَاتِ، وَالمَرَافِقِ العَامَّةِ المُخْتَلِفَةِ، فَرُبَّما يَتَسَاهَلُ فِيهِ بَعْضُ النَّاسِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَمْلَاكِهِم الخَاصَّةِ، فَيَتَجَرَّأُونَ عَلَيْهِ وَيَعْتَدُونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَسْهِلُونَ أَمْرَهُ، أَلَا إنَّ هَذَا الأَمْرَ عَظِيمٌ! وَإِذَا كَانَ اللهُ تَعَالَى عَظَّمَ أَمْلَاكَكَ الخَاصَّةَ وَحَرَّمَ عَلَى النَّاسِ العُدْوَانَ عَلَيْهَا، فَهَلْ يُبَاحُ لَكَ أَنْتَ العُدْوَانُ عَلَى مَالِ النَّاسِ جَمِيعًا؟! وَهَلْ أَمْلَاكُكَ الخَاصَّةُ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِمَّا هُوَ مَمْلُوكٌ لِلنَّاسِ جَمِيعًا وَيَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ جَمِيعًا، وَأَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ؟!
إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الغَفْلَةِ عَنِ اللهِ وَعَنْ حُرُمَاتِ اللهِ أَنْ يَخْتَلَّ مِيزَانُكَ، وَأَنْ تَنْعَكِسَ الأُمُورُ وَتَلْتَبِسَ عَلَيْكَ، فَتُعَظِّمَ حُرُمَاتِ أَمْوَالِكَ وَأَمْلَاكِكَ أَنْتَ، وَتَسْتَبِيحَ مَا يَمْلِكُهُ وَيَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ جَمِيعًا، إِنَّ المالَ العَامَّ أَعْظَمُ حُرْمَةً، وَأَشَدُّ حِمَايَةً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُرْمَةِ المالِ الخَاصِّ، مَعَ شِدَّةِ تَعْظِيمِ حُرْمَةِ المالِ الخَاصِّ، يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ مَا المفلِسُ؟ قَالُوا: المفلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فقال: إنَّ المفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فيُعطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِه، فَإن فَنِيَتْ حَسَنَاتُه قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ أَخَذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، فَإِذَا كَانَ هَذَا الوَعِيدُ فِيمَنْ أَكَلَ مَالَ فَرْدٍ وَاحِدٍ «وَأَكَلَ مَالَ هَذَا»، فَكَيْفَ بِمَنْ أَكَلَ أَمْوَالَ شَعْبٍ، وَضَيَّعَ مُقَدَّرَاتِ وَطَنٍ؟!
إِنَّ المِيزَانَ النَّبَوِيَّ فِي التَّعَدِّي عَلَى الأَمْوَالِ الخَاصَّةِ يُعَظِّمُ غُصْنًا ضَئِيلًا مَقْطُوعًا مِنْ شَجَرَةٍ، فَمَا الحالُ إِذَا كَانَ المالُ المُتَعَدَّى عَلَيْهِ عَامًّا مُتَعَلِّقًا بِذِمَمٍ كَثِيرَةٍ وَحُقُوقٍ مُتَعَدِّدَةٍ؟! يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ».
*
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَيَا أَيُّهَا الكِرَامُ! تَحَمَّلُوا مَسْئُولِيَّاتِكُمْ تِجَاهَ وَطَنِكُمْ وَمُجتَمَعَكِمْ، حَافِظُوا عَلَى مَوَارِدِ وَمُقَدَّرَاتِ وَاقْتِصَادِ بِلَادِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ جَرَائِمَ الاخْتِلَاسِ، وَالرِّشْوَةِ، وَالتَّرَبُّحِ، وَتَسْخِيرِ الوَظِيفَةِ لِخِدْمَةِ مَصَالِحَ شَخْصِيَّةٍ، وَغَيْرَهَا مِنْ صُوَرِ التَّعَدِّي عَلَى المالِ العَامِّ غُلُولٌ وَخِيَانَةٌ وَإِثْمٌ مُبِينٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ}، وَتَأَمَّلُوا هَذِهِ الصُّورَةَ البَدِيعَةَ فِي حُسْنِ التَّعَامُلِ مَعَ المالِ العَامِّ، حِينَ طَلَبَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ (أَمِيرُ المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ) مِنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ أَنْ يُمِدَّهُ بِمَزِيدٍ مِنَ الأَوْرَاقِ الَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا فِي قَضَاءِ مَصَالِحِ المُسْلِمِينَ، فَوَجَّهَهُ إِلَى قَانُونٍ عَظِيمٍ فِي التَّرْشِيدِ وَالتَّدْبِيرِ، حِينَ كَتَبَ إِلَيْهِ: «أَدِقَّ قَلَمَكَ، وَقَارِبْ بَيْنَ أَسْطُرِكَ، وَاجْمَعْ حَوَائِجَكَ؛ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُخْرِجَ مِنْ أَمْوَالِ المُسْلِمِينَ مَا لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ».
وَيَا مَنْ تَبْتَغِي البَرَكَةَ فِي مَالِكَ وَأَهْلِكَ وَأَوْلَادِكَ، لَا تَأْكُلْ إِلَّا طَيِّبًا، لَا تُطْعِمْهُمْ إِلَّا طَيِّبًا، يَا مَنْ تُرِيدُ مِنَ الوَهَّابِ سُبْحَانَهُ إِجَابَةَ دُعَائِكَ وَتَحْقِيقَ آمَالِكَ، حَافِظْ عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ وَمَرَافِقِهِمْ وَمُمْتَلَكَاتِهِمُ العَامَّةِ؛ حَتَّى تَبْرَأَ ذِمَّتُكَ، وَيِطيبَ كَسْبُكَ، وَتُرْضِيَ رَبَّكَ، وَتَنْصَحَ لِوَطَنِكَ وَأُمَّتِكَ، وَلْيَكُنْ هَادِيكَ قَوْلُ المَوْلَى جَلَّ وَعَلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، وَحَادِيكَ قَوْلُ المُصْطَفَى صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «أَطِبْ مَطْعَمَكَ؛ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ».
اللَّهُمَّ أَفِضْ عَلَى بِلَادِنَا الخَيْرَاتِ وَالبَرَكَاتِ
وَابْسُطْ فِيهَا بِسَاطَ الأَمَانِ وَالمَحَبَّةِ وَالرَّخَاء.