القمة الروسية الأفريقية.. كيف تسعي روسيا لتعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي في القارة السمراء
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
تباينت أراء الخبراء، بشأن التحركات الروسية الأخيرة، وتوجهها نحو ما اعتبروه «استقطاب» روسي لدول قارة أفريقيا، خاصة بعد القمة «الأفريقية الروسية الأخيرة» وتأثير تحركات موسكوا نحو فتح أسواق جديدة لمنتجات روسيا من الحبوب، للدول النامية وخاصة دول قارة أفريقيا، فضلًا عن الهجوم المتكرر من جانب موسكو لدول الغرب، فيما يخص اتفاق الحبوب، المعروف إعلاميًا باتفاق البحر الأسود، لتأمين صادرات أكورانيا من الحبوب، والتي قالت موسكو إن دول الغرب والدول الغنية هي الأكثر استفادة من هذا الاتفاق، لتأمين احتياجاتهم من الغذاء على حساب الدول النامية والدول الأكثر فقرًا.
أخبار متعلقة
نص كلمة الرئيس السيسي في الجلسة العامة للقمة الروسية الإفريقية الثانية
زاخاروفا: الدول الإفريقية واجهت ضغوطًا لعدم المشاركة فى قمة سانت بطرسبرج
بوتين: روسيا وأفريقيا تعملان على تشكيل نظام عالمي متعدد الأطراف
بوتين: أنظر للمستقبل بتفاؤل.. والعلاقات الروسية الأفريقية تستند إلى صلات متينة
الحرية المصرى: القمة «الروسية- الإفريقية» تعزز الشراكة الاقتصادية والتجارية وتوطين الصناعة
بوتين: روسيا ستساعد في منع اندلاع نزاعات في القارة الأفريقية
وأكد خبراء أن روسيا تسعى من خلال هذا الاستقطاب، لإعادة صياغة طبيعة العلاقات الروسية الأفريقية، لتعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي في القارة الأفريقية. بالمقابل، تسعى الدول الأفريقية إلى استكشاف فرص التعاون مع روسيا في مجالات مختلفة والحصول على الدعم الروسي في التنمية والبنية التحتية والقضايا الأمنية.
اقرأ أيضا
تداعيات الخروج الروسى من اتفاق الحبوب
قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، إن القمة الروسية الأفريقية تنعقد في ظروف شديدة التعقيد، يمر بها العالم أجمع والقارة الإفريقية على وجه التحديد، وذلك على اعتبار أن القارة الافريقية من أكثر القارات تضررا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ونتيجة عدم تمديد اتفاق الحبوب.
تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بين أوكرانيا وروسيا
وأكد «فارس» في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن روسيا وأوكرانيا لاعبان رئيسيان، في إمداد العالم بأكثر من 34% من احتياجاته من الأ قماح والأسمدة، وبالتالي هذة القمة (الأفريقية الروسية) ستؤسس لشراكة جديدة بين الجانبين، على اعتبار أن روسيا تمد يدها بالخير للقارة الأفريقية خاصة بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل واضح، باإمداد افريقيا بالقمح سواء بشكل اقتصادي أو مجاني، لتعويض النقص في إمدادات الغذاء الخاصة بأوكرانيا.
جانب من القمة الروسية- الإفريقية
وأشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن القمة لها بعد آخر، بعد أن قررت «موسكو» إسقاط أكثر من 20 مليار دولار من الديون على دول القارة الإفريقية كبادرة حسن نية ورسالة طمأنة من أن روسيا تسعى بشكل كبير إلى أن تكون القارة الإفريقية محورًا مهمًا في اللنظام العالمي الجديد، لافتا إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين الطرفين ليصل لحوالي 18مليار دولار.
وأكد «فارس» أن هذه القمة ستمثل نقلة نوعية في العلاقات الروسية الافريقية بشكل واضح، وتنفيذ الكثير من المشروعات، التي من شأنها إقامة علاقات أكثر عمقاً وأكثر ثباتاً.
فيما قال الدكتور عمرو يوسف، الخبير الاقتصادي، إن القمة الروسية الأفريقية، جاءت لإعادة صياغة طبيعة العلاقات الروسية الأفريقية، في محاولة استقطاب القارة السمراء عكس الأهواء الغربية، والتى حاولت زعزعة تلك العلاقات لعدم وجود جبهات جديدة في المنطقة، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقمة، تبعث برسالة طمأنة فيما يتعلق بخروج روسيا من اتفاقية الحبوب موخرا، مع عرض ما يمكن خسارته من حبوب بالجانب الأوكراني لتكون روسيا على أتم الاستعداد لتعويض هذا الفاقد.
وأوضح «يوسف» لـ«المصري اليوم» أن القارة السمراء، هي أكبر مستورد للحبوب من دول البحر الأسود، وتمتد العلاقات الثنائية بين دول القارة والجانب الروسي منذ عشرات السنين، خاصة تلك العلاقات مع مصر والتى تعد من أقوى العلاقات الدولية، نتيجة حجم التعاون بين البلدين، سواء الصناعية أو الغذائية أو حتى المتعلقة بتنويع مصادر التسليح ،ولذلك تاتى القمة الروسية الأفريقية تأكيدا وترسيخا لتلك العلاقات لتحقيق التوازن المطلوب في المنطقة والخروج من تحت وطأة هيمنة القطب الواحد .
لقاء السيسي و بوتين ضمن القمة الروسية الإفريقية 2023
وأكد الخبير الاقتصادي، أن خروج روسيا من اتفاقية الحبوب أثار مخاوف العديد من الدول للدخول في صراع اخر متعلق بحق البقاء حيث سوف يكون هذا الخروج لولا وجود ما تم طرحه بالقمه من رسائل طمأنه عبء إضافي جديد على كاهل موازانات الدول المستوردة في ظل تقلبات الأسعار وزيادة معدلات التضخم العالمي والذي أرهق معه اقتصادات الدول الناشئة والنامية بعد التعرض لموجات غلاء غير اعتيادية ،ولذلك نجد أن ما تم ارساله عبر جنبات هذا الملتقي الروسي الإفريقي هام جدا في تلك المرحلة الراهنة
من جانبه أكد الدكتور كرم سلام، الخبير الاقتصادي ومستشار العلاقات الاقتصادية الدولية، أن أهم وأبرز القضايا الاقتصادية المطروحة على جدول أعمال القمة الروسية الأوكرانية في سان بطرسبورج، هي قضية الأمن الغذائي للشعوب الأفريقية حيث تمتلك روسيا 48 مليون من الأراضي المزروعة بالقمح، مما يجعل ملف الأمن الغذائي العالمى والحبوب على رأس الملفات، بالأضافة إلى ملف الأسمدة، خاصةً وأن الرئيس الروسي وعد بالتبرع بـ300 ألف طن أسمدة للدول الأفريقية، التي تتطلع إلى أن يفي بوتين بهذا الوعد، وبالطبع ستكون تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على بلدان القارة، أحد ملفات النقاش في القمة، حيث تلقى الحرب بظلالها على الدول الأفريقية والدول الأكثر احتياجا منها.
وأوضح «سلام» أهمية القمة الروسية الأفريقية، في أنها جاءت بالتزامن مع أزمة الحبوب الحالية، بعد انهيار اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وذلك بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نيته بعدم رغبته في تجديد هذا الاتفاق مجددا، ليأتي هذا الإعلان في وقت يعاني منه العالم من موجة تضخم عارمة مما قد يعرض العالم أجمع وتعرض الملايين من الأفراد لخطر الجوع نتيجة قطع هذا الطريق الملاحي الهام لجميع الدول المستوردة للغلال والحبوب بجميع أنواعها.
وأكد الباحث الاقتصادي محمد محمود عبدالرحيم، أن هناك نقاط مصالح مشتركة يمكن الالتقاء بها بين الدول الأفريقية وروسيا حيث تسعى روسيا لكسر العقوبات الغربية ضدها منذ الحرب الروسية الأوكرانية، كما تسعى لزيادة التبادل التجاري مع الدول الأفريقية فالاسواق الأفريقية المفتوحة تمثل فرص كبيرة للصادرات الروسية، وبعيدا عن أي شروط سياسية وخصوصًا أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين بلغ نحو 18 مليار دولار تقريبًا خلال عام 2022 وما هو مايؤكد أن هناك فرص كبيرة للتعاون الاقتصادي بين الطرفين .
ولفت الباحث الاقتصادي، إلى إعلان روسيا توريد نحو 10 ملايين طن من الحبوب للدول الأفريقية خلال النصف الأول من العام الجاري، وأن لديها نية لمواصلة تقديم الحبوب «وبشكل مجاني» لبعض دول القارة، حتى وأن تم تعليق تنفيذ اتفاقية الحبوب في البحر الأسود من الجانب الروسي وهو أمر تسبب في ارتفاع سعر الحبوب الغذائية عالميا وهو أمر يزيد من معاناة الدول الأفريقية وتحاول روسيا تقديم رسالة طمأنة للدول الأفريقية بتقديم حلول لضمان تدفق الحبوب وهو أمر يشكل في نفس الوقت زيادة الصادرات الروسية الزراعية وبالتالي يصب في مصلحة الطرف الروسي .
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن روسيا قادرة على تعويض إفريقيا عن الحبوب الأوكرانية، وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم الحبوب لـ6 دول أفريقية دون مقابل خلال الأشهر المقبلة، وبحث تعزيز التعاون التجاري والأمن الغذائي، مؤكدا أن روسسيا نعمل على توفير القمح والحبوب لدول القارة الإفريقية.
وأشار بوتين، إلى أن الغرب استغل اتفاق الحبوب للحصول على احتياجاته وحرم الدول الفقيرة من حقوقها، ووضع العراقيل أمام صادرات الحبوب الروسية، مشيرا إلى أن الغرب وضع العراقيل أمام صادرات الحبوب الروسية.
اقرأ أيضا
تداعيات الخروج الروسى من اتفاق الحبوب
روسيا أوكرانيا روسيا وأوكرانيا اتفاق الحبوب القمة الروسية الأفريقية سان بطرسبوج بوتين الرئيس الروسي الأمن الغذائي واردات القمح روسيا أوكرانياالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين روسيا أوكرانيا روسيا وأوكرانيا اتفاق الحبوب القمة الروسية الأفريقية بوتين الرئيس الروسي الأمن الغذائي روسيا أوكرانيا زي النهاردة الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین القمة الروسیة الأفریقیة الروسیة الأوکرانیة العلاقات الروسیة القارة الإفریقیة الدول الأفریقیة اتفاق الحبوب البحر الأسود دول القارة من اتفاق أن روسیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يشارك في المائدة المستديرة لوزراء الإسكان الأفارقة
شارك الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج في افتتاح المائدة المستديرة لوزراء الإسكان الأفارقة التي عقدت بالمتحف المصري الكبير اليوم 5 نوفمبر على هامش فعاليات المنتدى الحضري العالمي.
تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الدول الافريقيةوأكد عبد العاطي في كلمته على أهمية استثمار هذه النسخة من المنتدى الحضري العالمي، لاسيما وأنها تعقد في إفريقيا، لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الدول الافريقية إتصالاً بموضوع التنمية الحضرية والدفع بالمصالح والأولويات الإفريقية بما يتسق مع أهداف أجندة 2063.
ونوه وزير الخارجية إلى النهضة العمرانية غير المسبوقة التي حققتها مصر خلال العشر سنوات الماضية، مؤكدا حرص مصر على تحقيق التنمية في الدول الإفريقية الشقيقة وتحقيق المصالح الإفريقية، بما يعكس رؤية مصر المشتركة لقارة إفريقية قوية ومزدهرة تتكامل بها دول القارة لتحقيق التقدم والنمو باعتبارهما الركيزة الأساسية لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في القارة.
أولويات القيادة السياسية في مصروفي هذا السياق، أشار وزير الخارجية إلى الأولوية المتقدمة التي توليها القيادة السياسية في مصر لتلك الاعتبارات على الصعيدين القاري والدولي، لاسيما في إطار رئاسة مصر الحالية للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات «نيباد»، وهي الرئاسة التي تسعي مصر من خلالها إلى الدفع بمشروعات البنية التحتية القارية والإقليمية لدفع جهود التنمية والنمو الاقتصادي في كافة دول القارة لتحقيق أهداف التنمية الحضارية الإفريقية.
واختتم عبد العاطي كلمته بالإشارة إلى الدور الهام الذي تضطلع به شركات المقاولات المصرية في دعم مشروعات البنية التحتية وتدشين مشروعات ضخمة بإمكانيات تكنولوجية متقدمة في العديد من الدول الإفريقية الشقيقة، ومن بينها مشروع سد جيوليوس نيريري للطاقة الكهرومائية بتنزانيا ومشروع توسيع وتجهيز الرصيف الرئيسي لميناء جزر القمر وغيرها.
وأكد أنّ مصر لم ولن تدخر جهداً من أجل دعم أشقائها الأفارقة في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي والدفع بالمصالح والأولويات الإفريقية في كل المحافل الدولية.