مع قرب انتهاء الموسم الدرامي الرمضاني لهذا العام انتقد مصريون تغول مشاهد البلطجة، والقتل، والضرب، والسحل، والصراع الدامي، والسرقة، والنهب، والنصب، والدجل، ومعاقرة الخمر، على أغلب المسلسلات.

وأثار البعض التساؤل، حول أسباب تواصل تلك الظاهرة، وإصرار المنتجين والكتاب والمخرجين وكبار النجوم على تكرارها سنويا، وبل وزيادة جرعاتها بشكل مفزع.



ولفت متحدثون مع "عربي21" إلى أن صناع الدراما من منتجين ومخرجين يسعون لصناعة "الترند" عبر مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة نسب المشاهدة عبر منصات العرض عبر الإنترنت، فيما يسعى الممثلون لأن يكونوا نجوم شباك بالأعمال السينمائية وتحقيق إيرادات كبيرة.

وأشار المتحدثون أيضا، إلى فقدان الدراما دورها التثقيفي والإرشادي، وسط حالة الفقر الشديد لدى كتاب تلك الأعمال، ملمحين إلى أن أضرارها ومخاطرها تنسحب بشكل خطير على المجتمع والأجيال القادمة، وتخلق أشخاصا يمتهنون البلطجة ويسعون للكسب السهل بالسرقة والنصب، واحتراف القتل بأجر.

وفي دراما هذا العام برزت أعمال بها مشاهد مفزعة من البلطجة، وتعج بجرائم القتل، والضرب، والانتقام، والثأر، وما يتبعها من إسالة الدماء بالحارة وبقصور الأثرياء، وذلك برغم غياب الممثل محمد رمضان عن السباق الرمضاني هذا العام، والذي ارتبط اسمه بتلك الأعمال.

هذه المشاهد ظهرت جليا هذا العام بمسلسلات "العتاولة" لأحمد السقا الذي يظهر بدور "حرامي"، و"بيت الرفاعي" لأمير كرارة، و"كوبرا" لمحمد إمام ويؤدي فيه دور "حرامي" أيضا، و"حق عرب" لأحمد العوضي، و"قلع الحجر" لمحمد رياض، و"نعمة الأفوكاتو" لمي عمر، وغيرها.

أبطال معظم تلك الأعمال خارجون عن القانون، يقومون بأعمال مخلة بالشرف مثل السرقة بالإكراه والنصب والقتل والحرق والتجارة في المخدرات والسلاح.

بل إن الممثل أحمد السقا، المعروف بأدوار الأكشن في الأعمال السينمائية، وخلال مسلسله الجديد الذي يقوم فيه بدور "حرامي خزن"، استعاد أحد المشاهد من فليمه المثير للجدل عن البلطجة في الشارع المصري (إبراهيم الأبيض) عام 2009، وقام بضرب عشرات الرجال من حراس أحد الفنادق، وتحطيم كل ما قابله.



بل إن إحدى مشاهد مسلسل العتاولة للسقا، ذهبت إلى حد تصوير مشهد حرق "رزق" ويقوم به طارق لطفي لشقة أخيه "نصار" والذي يشخصه السقا، والتي يتواجد بها طفله الصغير، وذلك في محاولة من الأول لدفع الثاني للعودة إلى أعمال السرقة والبلطجة، ما نال سخط وانتقادات البعض، وذلك إلى جانب مشاهد الرقص والعري وتناول الخمور والمخدرات.

 

وفي النصف الثاني من دراما رمضان وفي إحدى أعمال الـ15 حلقة، دخل الممثل محمد إمام، -نجم الزعيم عادل إمام الذي ابتعد عن الدراما والتمثيل منذ آخر أعماله "فالنتينو"- بقوة ليقدم أشرس معارك البلطجة الدامية والمتواصلة منذ الحلقة الأولى لتجري معركة دامية يوميا يسقط بها جرحى وقتلى، وفي إطار كوميدي يدفع للتعاطف مع البلطجي وجرائمه.

أما مسلسل "حق عرب" للمثل أحمد العوضي الذي انفصل فنيا هذا العام عن طليقته ياسمين عبدالعزيز، فيعج بمشاهد البلطجة بجانب مشاهد شرب الخمر وتناول المخدرات وحتى لعب القمار، في حي المغربلين الشعبي بالقاهرة.



كما كان مثيرا ومرعبا لكل أسرة مصرية خلال النصف الأول من رمضان، في مسلسل "نعمة الأفوكاتو"، مشهد قتل ودفن "نعمة" التي تقوم بدورها الممثلة الشابة مي عمر، ويخرج العمل زوجها محمد سامي.

وبرغم أن المحامية التي حصلت على 8 ملايين جنيه من كسب قضية رجل ثري، منحت تلك الأموال لزوجها العاطل، إلا أنه تزوج عليها وشارك في قتلها مع زوجته الثانية، بل وقام بدفنها حية، لتتوالى لاحقا جرائم القتل وعمليات الانتقام، التي تهز كيان الأسرة.


ومع ما يقدمه مسلسل "قلع الحجر"، من مشاهد طبيعية بديعة من صعيد مصر، إلا أنه يتناول ظاهرة الثأر وكأنها ظاهرة قائمة الآن ومنتشرة في جنوب مصر وذلك رغم التراجع اللافت لتلك الظاهرة، ليقدم صورة يومية من أعمال القتل والاعتداء على النساء بالشوم، وقتلهن، وسبهن، واتهامهن في عرضهن.

وهي المشاهد التي لم تخل منها أعمال "بيت الرفاعي" لأمير كرارة، و"المعلم" لمصطفى شعبان، و"غالية" لسمية الخشاب، وبالطبع مسلسل "الحشاشين".



بل إن صناع الدراما وكتابها من خلال ورش الكتابة الجماعية قدموا مجموعة من المفردات واللزمات التي يكررها بطل العمل وتصبح تيمة شعبية يتداولها الشباب وبينها قول مي عمر، في "نعمة الأفوكاتو": "يالهوي"، بطريقة ممزوجة بالسخرية والإغراء.

وقول أحد العوضي في حق عرب: "الموت في الكترة سترة"، "الترنداية الجديدة"، بجانب الألفاظ الخادشة للحياء والكلمات النابية والإيحاءات الجنسية والسب والشتم، والتشبيهات بالكلب والبغل وغيرها.



لكنه كان لافتا في مسلسل "خالد نور وولده نور خالد" العمل الكوميدي المعروض بالنصف الثاني من رمضان ظهور شخصية "ميكا" الشاب الذي يتحدث بحديث الشارع وبكلمات غير مفهومة وبجمل خارج السياق، ما اعتبره البعض إسقاطا سياسيا على طريقة حديث رأس النظام عبدالفتاح السيسي.



"توطين متعمد للبلطجة"
وكتب مقدم برنامج "ما وراء الحدث"، الإعلامي فهمي سرحان، منشورا تحت عنوان: "توطين البلطجة في دراما رمضان تجري على قدم وساق"، وأشار فيه إلى أن كتاب ومنتجي الدراما يعتقدون أن (تيمة النجاح) في الكتابة للنجم الأوحد وعن الحارة المصرية والطبقة الشعبية.

وألمح إلى سمات الشخصية التي يقدمونها كبطل هي: "إنسان هامشي لا عمل له، مفتول العضلات، يستخدم قدراته الجسمانية وفلسفته الحنجورية ليتمكن من العمل مع رجل العصابات، أو تاجر المخدرات، والآثار، أو تهريب الذهب والماس".

وأشار إلى أنه هذا العام يأتي مسلسل "حق عرب" للممثل أحمد العوضي، الذي "يعمل عند معلمه الذي يقتل ويحرق ويتاجر في كل شىء، وبينها الآثار، وبنفس تيمة البلطجي الناصح الأمين".

وأوضح كذلك أن مسلسل "بيت الرفاعي"، لأمير كرارة، و"العتاولة" لأحمد السقا، في رمضان هذا العام يغلب عليهما "السرقة والنهب والبلطجة"،وذلك إلى جانب بلطجة سكان شادر السمك بمسلسل "المعلم" لمصطفى شعبان، والذين لا يجدون قانونا يحكمهم ولا وازع ديني يخوفهم كأننا نعيش في غابة متكاملة الأركان لا يحكمها قانون".

وتحدث فهمي عن وجود مؤامرة بقوله: "توطين البلطجة ونشر القبح في الدراما المصرية، متعمد، ومن خطوات الصهيونية العالمية لتوطين كل ماهو شاذ والقضاء على كل الفضائل، لأنهم يعلمون أن الشعب المصري صعب اختراقه، فدخلوا عليه من منظور الفن الهابط".

وبينما يرى بعض صناع الدراما أن البلطجة وأعمال العنف والقتل في الأعمال الدارمية تعبر عن واقع مجتمعي قائم، بينما يرى آخرون أن المبالغة في عرض تلك الأعمال وغلبتها على ما يقدم من مسلسلات وأفلام قد يصنع من المجتمع صورة أسوأ منها تمثل خطرا كبيرا.

"لا تتحمل موبقات المجتمع"
قال الناقد الفني طارق الشناوي: "لست مع تحميل الدراما أكثر مما تحتمل؛ لأن هذا الموضوع منتشر في العالم كله، ويزداد أهمية، ولكنا هنا نسارع بتوجيه الاتهام في عالمنا العربي".

الشناوي، تساءل في حديثه لـ"عربي21": "هل عندما تم تقديم قصة (ريا وسكينة) وهما من أكثر الشخصيات التي لها ظل من الحقيقة، في أعمال درامية خلال 3 أفلام وأكثر من مسرحية ومسلسل وبأسماء كبيرة مثل شادية وسهير البابلي، هل تحولت النساء في مصر إلى ريا وسكينة؟".

وعاد للقول: "لا أريد تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، صحيح أن هناك من يستثمر الشخصيات المنحرفة للرواج التجاري، وهذا موجود، ولكن في الجانب الآخر من الصورة لا نمنع هذه الأعمال".

ويرى أنه "لو أن هناك عمل فني أشعر أن درجة العنف به غير مبررة دراميا هنا يمكن للدولة أن تتدخل في (التصنيف العمري)، لكن ليس بالحذف فأنا ضد الحذف والمنع". وأوضح أن "هناك تصنيف عمري يوضع على الحلقات معناه أن العصمة بيد الجمهور، وهنا تقول للناس إن هذا العمل (فوق 18)، لأنه ينطوي على مشاهد عنف أو المشاهد التي دأبنا على وصفها بالجريئة، وهكذا".

وأكد أنه ليس مع "تحميل الدراما موبقات المجتمع"، مضيفا: "أنا ضد ذلك تماما، وهناك أسباب اقتصادية واجتماعية وسيكلوجية، أدت لما نراه بالشارع من عنف، وليست الدراما". وختم بالقول: "وعندما يُقدم الشارع في عمل فني يتم تقديمه أنه عنيف لأنه بالفعل عنيف، وإذا قدمنا شارع بلا عنف وبلا تجاوزات فلن يكون هناك واقع ولا مصداقية بالعمل".

"إفلاس الكُتاب"
وفي رؤية أحد صناع العمل الفني في مصر المنتج محمد يوسف، قال: "هناك صعوبة لدى البعض في متابعة مسلسلات رمضان، لسببين، أولهما: ظاهرة البلطجة والشخصيات العجيبة التي أرى أنها لا تمت بأي صلة لعموم الشخصيات المصرية، وثانيهما: كثافة الإعلانات التي لا تُتيح لأحد متابعة تلك الأعمال".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "البلطجة جزء من واقع مجتمعنا؛ ولكن تناولها بهذه الكثافة بحيث تطغى على جميع قضايا المجتمع يعبر عن إفلاس الكُتاب بالدرجة الأولى"، متوقعا أن "تختفي هذه الظاهرة عندما ينضج الكُتاب ويتناولوا قضايا المجتمع الجوهرية بشكل عميق".


"هدم مفهوم الدولة"
وفي رؤيته، قال الإعلامي المصري محمد السطوحي: "كمشاهد متقطع لبعض الأعمال، أعتقد أن البلطجة أصبحت (ترند) وخصوصا مع بعض الممثلين المشهورين كمحمد رمضان، وهو ما يجعلها تحظى بالمتابعة والانتشار والتأثير".

السطوحي، أكد لـ"عربي21"، أن "هذه ظاهرة قديمة لكن ربما تكون زادت مؤخرا"، مشيرا إلى أن "خطورتها أنها تهدم مفهوم الدولة ذاته، بحيث تشعر أن المجتمع ليس فيه قانون أو مؤسسات قائمة على تنفيذه".

وأضاف: "وتجد مواجهات مسلحة وتفجيرات أقرب للحرب وسط غياب كامل للشرطة أو قوات الأمن، بحيث تترك فراغا هائلا يجعل المشاهد يشعر بأن عليه استخدام ذراعيه والبلطجة لحماية نفسه، خصوصا أنها يتم تقديمها بشكل جذاب يثير تعاطف الناس مع النجم البلطجي".

وخلص للقول: "وبما أن الدراما الآن شبه مُحتكَرة من شركة واحدة تابعة لأجهزة الدولة؛ فهذا يلقى عليها مسئولية كبيرة لحماية المجتمع وتماسكه وثقافته وقيمه من التأثير السلبي لهذه الأعمال".

وختم مؤكدا على ضرورة "ألا يكون رواجها ونجاحها الجماهيري سببا فى الاستسهال والمضي في إنتاج أعمال مشابهة، فالحفاظ على الدولة ليس مجرد شعار نردده، لكنه ينبغي أن يكون سياسة شاملة تستند لرؤية وطنية واضحة".

"انحرفت لأهداف تجارية"
من جانبه، أعرب الكاتب الصحفي والأديب المصري أسامة الألفي، عن شديد أسفه من أن "الدراما انحرفت عن الهدف النبيل بعد تحولها عن هدفها التثقيفي إلى أهداف تجارية".

الألفي، وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح أنه "قديما عالجت الدراما مشكلات المجتمع، مثلما فعل الفنان فريد شوقي في فيلمي (جعلوني مجرما)، و(الموظفون في الأرض)، والفنانة فاتن حمامة في فيلمي (أفواه وأرانب) و(أريد حلا)".

وواصل رصده مؤكدا أنه لاحقا "ظهرت هوجة الممثل عادل إمام، ليبدأ الإسفاف بتقديم مسرحية (مدرسة المشاغبين)، مرورا بأفلامه المروجة للجنس، مثل أفلام (عنتر شايل سيفه) و(كراكون في الشارع" و(الأفوكاتو)، وغيرها".

ولفت إلى مجيء "جيل الممثل محمد رمضان، ليقدم دراما العنف والمخدرات، ويُظهر مجتمعنا على غير حقيقته، كمجتمع بلطجة ومخدرات وجنس".

وأشار إلى أنه "في غياب دور الدولة يروج منتجون مثل (العدل) و(السبكي) لمثل هذه النوعية من الدراما، وهي موجهة للجمهور معين هو الصنايعية، ومعظمهم من غير المتعلمين، لكنهم يملكون المال الذي يريده المنتجون، بعدما تدهور الدور الثقافي والقيادي للطبقة الوسطى نتيجة تدني ظروفها المعيشية".

وفي نهاية حديثه توقع الكاتب المصري، أن "يظل هذا الإسفاف ما لم تعود الطبقة الوسطى إلى ممارسة دورها الفاعل في ريادة المجتمع، وهو دور مرهون بتحسين ظروفها المعيشية الصعبة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصريون محمد رمضان السيسي مصر السيسي محمد رمضان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صناع الدراما تلک الأعمال هذا العام حق عرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

اغتنمها لزيادة الأجر.. هذه أفضل الأعمال المستحبة في رجب وشعبان

أوضح الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن شهري رجب وشعبان،  من أشهر البركة والرحمة، ويجب استغلالهما بشكل كامل لزيادة الأجر والثواب.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له: "شهر رجب وشهر شعبان يمثلان بداية استعدادنا لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث يُعتبران مثلث البركة والرحمة الذي يتوج بشهر رمضان".

الإكثار من الأعمال الصالحة

وأضاف: "أهم ما يمكن أن نفعله في هذين الشهرين هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والاستعداد للقاء الله في رمضان، وفي هذا السياق، يُستحب زيادة الأعمال الصالحة، وأهمها ليس فقط الصيام، بل كثرة النوافل والصلوات، وكذلك الذكر".

وتابع: "في شهر رجب، يمكن للمرء أن يكثر من النوافل والتضرع إلى الله، خاصة أن رجب هو الشهر الذي حدث فيه الإسراء والمعراج، مما يجعله وقتًا مباركًا للتقرب إلى الله بالنوافل، كما يُستحب الإكثار من الذكر في هذه الفترة، فالصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وهي أفضل وسيلة للتقرب إلى الله".

أفضل الأعمال في رجب وشعبان

وأضاف: "من الأعمال التي تزيد الأجر في هذين الشهرين: صلة الأرحام، والإحسان إلى الناس، والإكثار من الصدقات، في هذه الأشهر، يُضاعف الثواب، وكلما أحسنت إلى الناس، كلما زادت البركة والنور في حياتك".

وأكد أن الصدقات، وخاصة إطعام الطعام، تُعتبر من أهم الأعمال التي يمكن أن يؤديها المسلم في هذه الفترة، فهي من أعظم القربات إلى الله، لافتا إلى أن الصدقة في هذه الأيام لها أهمية كبيرة، لأنها تمثل نوعًا من الوفاء لله سبحانه وتعالى على نعمه، كما قال الله تعالى: 'هل جزاء الإحسان إلا الإحسان".

إمساكية شهر رمضان 2025 وموعد السحور والإفطار أول يومرسميًا.. السبت 1 مارس أول أيام شهر رمضان 2025 وفقا للحسابات الفلكيةكيف نستعد في شهر رجب لاستقبال شعبان ورمضان؟ 

جعل العلماء شهر رجب بداية الاستعداد الخاص لشهر رمضا ، كأن السنة شجرة، تظهر أوراقها في شهر رجب، وتثمر في شهر شعبان، ويأخذ الناس من ثمارها في شهر رمضان، فعلى الإنسان أن يستعد بالأعمال الصالحة في رجب، وأن يتعاهدها بالتجويد والإتقان في شعبان، لكي يستطيع الإتيان بها على أكمل الوجوه في رمضان، فشهر رجب شهر يضاعف الله فيه الحسنات، وشعبان شهر تكفر فيه السيئات، ورمضان شهر تنتظر فيه الكرامات.

 قال الشيخ أحمد عادل، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن شهر رجب من الأشهر الأربعة الحرم التي اختصها الله بالذكر في القرآن، قال- سبحانه-: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)».

كيف نستعد في رجب لاستقبال شهري شعبان ورمضان؟

وأضاف في فيديو خاص لـ«صدى البلد»ـ أن شهر رجب له من الفضائل والأسماء الكثيرة، منها أنه شهر رجب الأصب ففيه تتنزل الرحمات، وهو الشهر الأصم الذي لم يكن يسمع فيه صوت السيوف، وهو شهر الله المعظم، موضحًا أنه اشتق من الترجيب أي التعظيم، وقيل في معناه أن شهر التهيؤ والاستعداد، فشهر رجب يأتي من بعده شهر شعبان وفي عقبهما شهر رمضان، فكأن الإنسان يتهيأ لشهر رفع الأعمال (شعبان) بأن يتوقف عند حدود الله فلا يظلم نفسه حتى إذا دخل شعبان ترفع أعماله وفيها الخيرات، وكذا الأمر في شهر رمضان بأن يدخل الشهر المبارك وقد ابتعد عن المعاصي والآثام.

ولفت إلى إن الأشهر الحرم أربعة، بين عددها رب العالمين وفصلها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، مستدلًا بقول الحق سبحانه وتعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)».

وواصل: إن رسولنا صلى الله عليه وسلم فصلها حينما جلس مع أصحابه رضوان الله عليهم فقال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قلْنَا: اللَّه ورسُولُهُ أَعْلَم، فَسكَتَ حَتَّى ظنَنَّا أَنَّهُ سَيُسمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَليْس ذَا الْحِجَّةِ؟» قُلْنَا: بلَى، قَالَ: فأَيُّ بلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّه وَرسُولُهُ أَعلمُ، فَسَكَتَ حتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سيُسمِّيهِ بغَيْر اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ الْبَلْدةَ؟ قُلْنا: بلَى، قَالَ: فَأَيُّ يَومٍ هذَا؟ قُلْنَا: اللَّه ورسُولُهُ أَعْلمُ، فَسكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّه سيُسمِّيهِ بِغيْر اسمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْر؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فإِنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ عَلَيْكُمْ حرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذا، في شَهْرِكم هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ ربَّكُم فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلا فَلا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فلَعلَّ بعْضَ مَنْ يَبْلغُه أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَه مِن بَعْضِ مَنْ سَمِعه، ثُمَّ قال: أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلا هَلْ بلَّغْتُ؟ قُلْنا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ».

سبب تسمية الأشهر الحرم

أوضح أن الأشهر الحرم سميت بذلك لأن الله عزوجل حرم فيها القتال يقول جل شأنه : «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)».

واختم: «ينبغي على الإنسان أن يعظم شهر رجب وسائر الأشهر الحرم، لأن الله عزوجل عظمها، ومن ذلك التعظيم ألا يرتكب فيه إثمًا أو يفعل خطيئة، أو يظلم فيها نفسه يقول تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ»، أي لا تظلموها بتحميلها من الآثام والأوزار ما لا تطيق فالظلم ظلمات يوم القيامة.

 شهر رجب بداية الاستعداد لرمضان 
 

تعددت عبارات العلماء في التعبير عن هذا المعنى، ومن تلك العبارات:

قيل: رجب لترك الجفاء، وشعبان للعمل والوفاء، ورمضان للصدق والصفاء.

رجب شهر التوبة، شعبان شهر المحبة، رمضان شهر القربة.

رجب شهر الحرمة، شعبان شهر الخدمة، رمضان شهر النعمة.

رجب شهر العبادة، شعبان شهر الزهادة، رمضان شهر الزيادة.

رجب شهر يضاعف الله فيه الحسنات، شعبان شهر تكفر فيه السيئات، رمضان شهر تنتظر فيه الكرامات.

رجب شهر السابقين، شعبان شهر المقتصدين، رمضان شهر العاصين.

وقال ذو النون المصري - رحمه الله -: رجب لترك الآفات، وشعبان لاستعمال الطاعات، ورمضان لانتظار الكرامات، فمن لم يترك الآفات، ولم يستعمل الطاعات، ولم ينتظر الكرامات، فهو من أهل الترهات.

وقال أيضًا - رحمه الله -: رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد، وكل يحصد ما زرع، ويُجزى ما صنع، ومن ضيع الزراعة ندم يوم حصاده، وأخلف ظنه مع سوء معاده.

وقال بعض الصالحين: السنة شجرة، رجب أيام إيراقها، وشعبان أيام إثمارها، ورمضان أيام قطافها.

أفضل العبادات في شهر رجب

يُوصي العلماء والدعاة باستغلال هذا الشهر في التقرب إلى الله من خلال مجموعة من العبادات والطاعات، أبرزها:

1. الإكثار من ذكر الله: الذكر هو عبادة عظيمة تحيي القلوب وتطهر النفوس. ينصح العلماء بالمواظبة على "الباقيات الصالحات"، وهي: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله.


2. الصيام: الصيام في شهر رجب من الأعمال المستحبة، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في الأشهر الحرم.


3. قيام الليل: صلاة الليل والدعاء في الأسحار من العبادات التي تقرب العبد من ربه، خاصة في شهر يحمل هذه الفضائل.


4. إخراج الصدقات: الإنفاق في سبيل الله له أجر مضاعف في شهر رجب، ويُعتبر وسيلة عظيمة لتفريج كرب المحتاجين وتطهير النفس من الشح.


5. الدعاء والمناجاة: الدعاء هو العبادة، وشهر رجب يُعد فرصة ذهبية للإكثار من الدعاء بما يرضي الله ويفتح أبواب الخير في الدنيا والآخرة.


6. قراءة القرآن: تعظيمًا لفضل هذا الشهر، يُوصى بزيادة قراءة القرآن أو الاستماع إليه بتدبر لمن لا يستطيع القراءة.

نصائح العلماء لاستثمار شهر رجب

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن شهر رجب يُمثل بداية للتقرب إلى الله ومراجعة النفس. ودعا إلى ثلاث عبادات أساسية تساعد المسلم على تحسين علاقته بربه:

1. الذكر المستمر: حيث يربط العبد بربه ويزيد من نور قلبه.


2. الدعاء والمناجاة: لما فيهما من تجديد العهد مع الله وتحقيق الطمأنينة.


3. القرآن الكريم: قراءته أو الاستماع إليه بتدبر يسهم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان.

ومع بداية شهر رجب، يُفتح باب الرحمة لكل مسلم يريد أن يقترب من ربه ويستعد لشهر رمضان المبارك، فهو  شهر مليء بالبركات والفرص التي يجب أن يغتنمها كل مؤمن لينال رضا الله -سبحانه وتعالى- ويضاعف حسناته في ظل هذا الفضل العظيم.

كيفية الاستعداد لشهر رمضان

6 أمور للاستعداد لشهر رمضان، وهي: أولًا: التوبة الصادقة، وهي واجبة في كل وقت، لكن بما أنه سيقدم على شهر عظيم مبارك فإن من الأحرى له أن يسارع بالتوبة مما بينه وبين ربه من ذنوب، ومما بينه وبين الناس من حقوق، ليدخل عليه الشهر المبارك فينشغل بالطاعات والعبادات بسلامة صدر، وطمأنينة قلب، قال تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (سورة النور: من الآية 31)، وعَنْ الأَغَرَّ بن يسار رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ» رواه مسلم (2702).

ثانيًا: الإكثار من صيام التطوع، صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، فعَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». رواه النسائي (2357)، وفي حديث صحيح أخرجه مسلم، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ رسول الله قال: «تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا»، كما ثبت أنّ النبي صلى الله وعليه وسلم أن وُلِد يوم الاثنين؛ وحين سئل عن صيام الأثنين قال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ».

ثالثًا: الإقلاع عن التدخين، وذلك يكون بالنية المُسبقة قبلَ صوم رمضان بترك التدخين رغبةً من الشخص التقرُب من الله والتوبة، بالإضافة إلى رغبته في الحصول على صحة أفضل ولحماية الأشخاص من حوله من خطر الدُخان الصادر منهُ، ويمثل رمضان فرصة مناسبة للراغبين في الإقلاع عن التدخين، لأن ساعات الصوم الطويلة تعطي فرصة مهمة للمدخنين من أجل ترك السجائر.

رابعًا: قراءة القرآن وختمه عدة مرات، قراءة القرآن الكريم وتلاوته لها فضل كبير فقد قال جل وعلا: «إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ» حيث فيها أجر مضاعف والشفاعة في الآخرة، والقرآن الكريم عظيم نورٌ يضيء دروبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإنّ لقارئ القرآن الأجر العظيم من عند الرحمن، كما ورد في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». أخرجه البخارى.

خامسًا: تعلم أحكام الصيام، فشرَع الله لنا صيام رمضان، وجعَلَه أحدَ أركان الإسلام، فكان لزامًا على كل مسلم أن يتعلَّم من الأحكام ما يتعلَّق بالصيام؛ حتى يعبدَ الله - تعالى - على بصيرة، وليؤدي الواجب عليه عن عِلمٍ ومعرفة، وفَرْقٌ بين مَن يتعبَّد الله - تعالى - عن علْمٍ وإدراك، فيتَّبع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحسنَ اتِّباع، وبين مَن يبني عبادته على مشاهدة الناس، وما يتناقله العوام أو يدعونه.

سادسًا: أن تنوي فعل الأعمال الصالحة في رمضان، ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر الآتي:
1- نية ختم القرآن لعدة مرات مع التدبر.
2- نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة.
3- نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله.
4- نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب.
5- نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس.
6- نية وضع برنامج ملي بالعبادة والطاعة والجدية بالالتزام به.

كيفية الاستعداد لشهر رمضان 

1. استعد لرمضان بالصيام
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ». متفق عليه

2. استعد لرمضان بالقيام
عن عبد الله بن أبي قيس، قال: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، «فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَذَرُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدًا». سنن أبي داود

3. استعد لرمضان بالصدقات
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ، أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهُمَّ، أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا". متفق عليه

4. استعد لرمضان بالقرآن
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ" صحيح مسلم5. الاستعد لرمضان بصلة الرحم
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا». صحيح البخاري6. استعد لرمضان بالمحافظة على الصلوات
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: "مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ. صحيح ابن حبان7. استعد لرمضان بالخلق الحسن
عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ». سنن أبي داود8. استعد لرمضان بالنية الصادقة
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ». متفق عليه9. الاستعداد لرمضان بحب الخير للآخرين
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». متفق عليه10. الاستعداد لرمضان بإصلاح القلوب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ". متفق عليه11. الاستعداد لرمضان بتجديد التوبة
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا». صحيح مسلم12. الاستعداد لرمضان بالرفق بالأهل
عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ». مسند أحمد

13. الاستعداد لرمضان بمساعدة الآخرين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ". صحيح مسلم

14. الاستعداد لرمضان بإزالة الشحناء والخصومات
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ». صحيح ابن حبان

15. الاستعداد لرمضان بالإكثار من الاستغفار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً". صحيح البخاري

16. الاستعداد لرمضان بالإكثار من النوافل
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ". صحيح البخاري

17. الاستعداد لرمضان بتحديد الهدف
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ". متفق عليه

18. الاستعداد لرمضان بتنظيم الوقت
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ". صحيح البخاري

19. الاستعداد لرمضان بتعهد الأهل ورعايتهم
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". متفق عليه

20. الاستعداد لرمضان بالتسامح في البيع والشراء
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى». صحيح البخاري

21. الاستعداد لرمضان بطلب العون والتوفيق من الله عز وجل
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ». صحيح مسلم

22. الاستعداد لرمضان بالصحبة الصالحة
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " اِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ اِمَّا اَنْ يُحْذِيَكَ وَاِمَّا اَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَاِمَّا اَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ اِمَّا اَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَاِمَّا اَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ". متفق عليه

23. الاستعداد لرمضان بإتقان العمل
عَنْ أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ». مسند أبي يعلى

24. الاستعداد لرمضان بلزوم الاستقامة
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ -قَالَ: " قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، فَاسْتَقِمْ ". صحيح مسلم

مقالات مشابهة

  • اغتنمها لزيادة الأجر.. هذه أفضل الأعمال المستحبة في رجب وشعبان
  • د.حماد عبدالله يكتب: ظاهرة" البلطجة " بالشارع المصرى !!
  • نجوم سنة أولى مسلسلات قصيرة خلال رمضان 2025.. مكي أبرزهم
  • سميحة أيوب: لم أندم على أي عمل رفضته.. وجميع أعمالي قريبة لقلبي
  • فبراير القادم.. عرض مسرحية وحيد في المنزل في دبي
  • منذر رياحنه يطرح برومو مسلسل سيوف العرب من انتاج المؤسسة القطرية للإعلام
  • تمنيت حذف مشاهدي.. لماذا ندمت علا غانم على فيلم «أحاسيس»؟
  • الدراما الصعيدية تتنافس بـ «فهد البطل» و«حكيم باشا»
  • فنانون يتطلعون للنهوض بالدراما السورية بعد سقوط الأسد
  • منصة واتش ات تكشف عن صور عدد من مسلسلات رمضان 2025