علامات ليلة القدر.. ليلةٌ صافيةٌ لا بردٌ فيها ولا حر ولا عواء
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
علامات لية القدر، تشغل بال كثير من المسلمينَ ، وأكد الفقهاء أن الحِكْمة من إخفاءِ ليلة القدر هي الاجتهادُ في العبادة في سائر الشهر أو في العشر الأواخر منه على الأقل، أو في الخمس الوتريات منه على الاقل، وقيام ليلة القدر يغفر ما تقدم من الذنوب، ومن أصابها فقد أصاب خيرًا كثيرًا لا يُغني عنه قيام العشر الأواخر، أو الشهر كله أو العمر كله.
ووردت في علامات ليلة القدر أنها ليلة مضيئة ساكنة لا شهب فيها ولا نيازك، هادئةٌ لا نباح فيها ولا عواء ومنها أنها ليلةٌ صافيةٌ لا بردٌ فيها ولا حر.
علامات لية القدر في القرآن والسنة
علامات لية القدر في القرآن والسنة ورد في القرآن الكريم من علاماتها أنها ليلة مباركة في قوله تعالى في الآية الثالثة من سورة الدخان: {إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ}، ومنها أنها ليلة تنزل الملائكة والروح فيها في قوله تعالى من سورة القدر: {إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ}، ومنها في السورة نفسها أنها ليلة سلام في قوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، وهي علامات يشعر بها المسلم في إحدى الليالي بالسلام النفسي والطمأنينة والهدوء؛ وأرجح التفسيرات عن كونها سلام حتى مطلع الفجر أن الملائكة التي تتنزل فيها تسلم على المؤمنين سلامًا لا يسمعونه ولا يردون عليه.
ومن علامات ليلة القدر ورد في حديث أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه حيث قال: {اعْتَكَفَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ عَشْرَ الأُوَلِ مِن رَمَضَانَ واعْتَكَفْنَا معهُ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَاعْتَكَفَ العَشْرَ الأوْسَطَ، فَاعْتَكَفْنَا معهُ فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَقَامَ النبيُّ ﷺ خَطِيبًا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ مِن رَمَضَانَ فَقالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مع النبيِّ ﷺ، فَلْيَرْجِعْ، فإنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُهَا، وإنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في وِتْرٍ، وإنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أسْجُدُ في طِينٍ ومَاءٍ وكانَ سَقْفُ المَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ، وما نَرَى في السَّمَاءِ شيئًا، فَجَاءَتْ قَزَعَةٌ، فَأُمْطِرْنَا، فَصَلَّى بنَا النبيُّ ﷺ حتَّى رَأَيْتُ أثَرَ الطِّينِ والمَاءِ علَى جَبْهَةِ رَسولِ اللَّهِ ﷺ وأَرْنَبَتِهِ تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ} (صحيح البخاري)
وعن أُبيّ بن كعب لَمَّا {قِيلَ له إنّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن قامَ السَّنَةَ أصابَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقالَ أُبَيٌّ: واللَّهِ الذي لا إلَهَ إلّا هُوَ، إنّها لَفِي رَمَضانَ، يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي، وواللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ أيُّ لَيْلَةٍ هي، هي اللَّيْلَةُ الَّتي أمَرَنا بها رَسولُ اللهِ ﷺ بقِيامِها، هي لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وعِشْرِينَ، وأَمارَتُها أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِها بَيْضاءَ لا شُعاعَ لَها} (صحيح مسلم.
وحول علامات ليلة القدر في مسند الإمام أحمد فإنها تدور حول حديثين شريفين بروايات مختلفة الاول: حديث أبي بن كعب الشهير: {قُلْتُ لأُبَيِّ بنِ كَعبٍ: أبا المُنذِرِ، أخبِرْني عن ليلةِ القَدرِ، فذكَرَ الحديثَ، [أيْ حَديثَ: يَرحَمُ اللهُ أبا عبدِ الرحمنِ، أما واللهِ لقد علِمَ أنّها في رَمضانَ، ولكنْ أحبَّ ألّا يَتَّكِلوا، وإنّها ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ لم يَستَثْنِ، قُلْتُ: أبا المُنذِرِ، أنّى علِمْتَ ذلك؟ قال: بالآيةِ التي قال لنا رسولُ اللهِ ﷺ: صَبيحةَ ليلةِ القَدرِ تَطلُعُ الشَّمسُ لا شُعاعَ لها، كأنّها طَسْتٌ حتى تَرتفِعَ]، قال: فقُلْتُ: يا أبا المُنذِرِ، أنّى علِمْتَ ذلك؟ قال: بالآيةِ التي أخبَرَنا رسولُ اللهِ ﷺ} (مسند أحمد)
وحديث عبادة بن الصامت عن النبي ﷺ قال: {لَيلةُ القَدْرِ في العَشْرِ البَواقي، مَن قامهنَّ ابتِغاءَ حِسبتِهنَّ، فإنّ اللهَ يَغفِرُ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه وما تَأخَّرَ، وهي لَيلةٌ وِترٌ: تِسعٌ، أو سَبعٌ، أو خامسةٌ، أو ثالثةٌ، أو آخِرُ لَيلةٍ، وقال رسولُ اللهِ ﷺ: إنّ أمارةَ لَيلةِ القَدْرِ أنّها صافيةٌ بَلْجةٌ، كأنّ فيها قَمرًا ساطعًا، ساكنةٌ ساجيةٌ لا بَرْدَ فيها ولا حَرَّ، ولا يَحِلُّ لكَوكبٍ أنْ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإنّ أمارتَها أنّ الشَّمسَ صَبيحتَها تَخرُجُ مُستَويةً ليس لها شُعاعٌ، مِثلَ القَمرِ لَيلةَ البَدرِ، لا يَحِلُّ للشَّيطانِ أنْ يَخرُجَ معها يومئذ} (مسند أحمد) والمحدثون يصححون الشطر الأول من الحديث فقط الخاص بأنها في العشر الأواخر وأن من قامها يغفر ما تقدم من ذنبه. أما القول بأنها لا برد فيها ولا حر فمردود، لأن الأيام تتغير من الصيف إلى الشتاء، وكثيرًا ما جاءت ليلة القدر في أشد الأيام برودة وأكثرها حرًّا .
علامات ليلة القدر
ليلة القدر تعد إحدى ليالي شهر رمضان المبارك وهي ليلة عظيمة تتميز بالخيرات والفضائل، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى علامات ليلة القدر ومنها تكون ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، وخاصة في الليالي الفردية كلها.
وفيما يلي علامات ليلة القدر
1- تكون الأجواء في هذه الليلة مهيئة للعبادة، حيث تكون الأجواء هادئة وتميل النفوس إلى الخير.
2- تكون السماء صافية بدرجة عالية من الصفاء، وتكون النجوم متلألئة بشكل ملحوظ.
3- تشعر النفوس بالطمأنينة والراحة، وتتدفق النعمة والبركة في هذه الليلة.
4- تكثر الأعمال الصالحة والعبادات في هذه الليلة، حيث يستغل المسلمون هذه الفرصة للتقرب إلى الله تعالى.
5- تشهد هذه الليلة زيادة في الرحمة والمغفرة من الله تعالى، وينزل فيها الملائكة ويسلمون على المؤمنين.
6- تكون الدعوات والأذكار والتلاوة في هذه الليلة متعددة ومتنوعة، ويحرص المسلمون على الالتزام بها وتطبيقها.
7- يكون الجو مليئاً بالتواضع والخشوع، ويشعر المؤمنون بالذل والتواضع أمام الله تعالى في هذه الليلة العظيمة.
8- تشهد هذه الليلة زيادة في العطاء والإحسان، حيث يحرص المؤمنون على إطعام الطعام وإغاثة المحتاجين وتحقيق الخيرات في هذه الليلة العظيمة.
ليلة القدر في القرآن الكريم
ليلة القدر في القرآن الكريم هي إحدى الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهي ليلةٌ عظيمةٌ ومباركةٌ جداً في الإسلام.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ليلة القدر في سورة القدر في القرآن الكريم، حيث قال:"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"
تعني هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم في ليلة القدر، وأن هذه الليلة خيرٌ من ألف شهر، وأن الملائكة تنزل فيها بإذن الله سبحانه وتعالى، وأنها ليلةٌ مليئةٌ بالسلام والبركة حتى طلوع الفجر، وتعد ليلة القدر فرصةٌ للتوبة والاستغفار والتذكير بالله سبحانه وتعالى، كما أنها ليلةٌ يتنزل فيها الرزق والبركة والخيرات، ولذلك يحثُّ الإسلامُ على إحياء ليلة القدر بالعبادة والذكر والدعاء.
وينصح المسلمون بالتعبد في هذه الليلة بالصلاة والتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن الكريم وإعطاء الصدقات والصيام والدعاء، لأهمية هذه الليلة وفضلها وثوابها وتحريها طوال العشر الاواخر من شهر رمضان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علامات ليلة القدر ليلة القدر في القرآن الكريم الله سبحانه وتعالى علامات لیلة القدر فی القرآن الکریم القدر فی القرآن العشر الأواخر فی هذه اللیلة لیلة القدر فی فیها ولا ح شهر رمضان أنها لیلة الق د ر
إقرأ أيضاً:
معنى التعتعة في حديث "والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه "
أوضحت دار الإفتاء المصرية، معنى التعتعة عند قراءة القرآن الكريم، وهي عدم الإجادةِ في القراءة وحصولُ المشقة والتردُّد عندها، والمتعتعُ في القراءة له أجران، حثًّا له وتحريضًا على تحصيل القراءة، ومع ذلك فالماهر أفضل؛ لأنه يكون في مصَافِّ المقربين من عباد الله الصالحين، وقد أكد العلماءُ هذا المعنى وقرروه.
الإفتاء توضح معنى التعتعةوأضافت الإفتاء أن التعتعةُ عند قراءة القرآن الكريم والتي وَرَدَ أحد مشتقَّاتِها في الحديثِ السَّابق وهو قوله: «يَتَتَعْتَعُ» -وهو المسؤول عنه- فمعناه أن الشخص يتردَّد في قراءتِهِ، ويَتَبَلَّد فيها لسانُه؛ كما فسَّره ابنُ الأثير في "النهاية" 1/ 190، ط. المكتبة العلمية.
جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ» رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
التعتعة
وقالت الإفتاء إن الحديثُ دل على أنَّ الذي يقرأ القرآن الكريم وهو ماهرٌ به ودقيقٌ في قراءته مندرجٌ في سلك الملائكة الكرام عليهم السلام مع المقربين من عباد الله الصالحين، أما الذي لا يُجيد قراءته، ويتردَّد أثناء القراءة، وهو ما يُطلق عليه أنه "ضعيفٌ في قراءتِهِ" له أجران: أجرٌ للقراءة، وأجرٌ للمحاولة مع المشقَّةِ.
ويدلُّ على هذا التأويل: ما ورد في رواية مسلم من طريق وكيع قال: وَالَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ.
قال الإمام الكرماني في "شرح مصابيح السنة" (3/ 10، ط. إدارة الثقافة الإسلامية): [يُقال: تعتع لسانه: إذا توقف في الكلمات وعَثَرَ؛ أي: لا يُطيعه لسانه في القراءة] اهـ.
وقال الإمام السيوطي في "شرح صحيح مسلم" (2/ 397، ط. دار ابن عفان): [هو الذي يتَرَدَّد فِي تلاوته؛ لضعف حفظِهِ] اهـ.
وقال العلامة مُلَّا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/ 1455، ط. دار الفكر): [التَّعْتَعَةُ في الكلام التردُّد فيه من حَصْرٍ أو عِيٍّ، يقال: تعتع لسانه إذا توقف في الكلام ولم يُطِعْهُ لسانه] اهـ.
قال الإمام ابنُ المَلَك الكرماني الحنفي في "شرح المصابيح" (3/ 11): [هذا تحريضٌ على القراءة، وليس معناه أن أجرَه أكثرُ من أجر الماهر، فكيف ذلك وهو مع السَّفَرة الكِرَام البَرَرَة؟!] اهـ.
وقال الإمام أبو العباس القرطبي المالكي في "المُفهم" (2/ 425، ط. دار ابن كثير): [ودرجاتُ الماهر فوق ذلك كله؛ لأنه قد كان القرآن مُتعتعًا عليه، ثم ترقَّى عن ذلك إلى أن شُبِّه بالملائكة] اهـ.
وقال الإمام محيي الدين النووي الشافعي في "شرح مُسلم" (6/ 85، ط. دار إحياء التراث العربي): [ليس معناه الذي يتتعتع عليه -له من الأجر أكثرُ من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجرًا؛ لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة] اهـ.
وقال الإمام أبو الفرج ابنُ الجَوْزِي الحنبلي في "كشف المُشكِل" (4/ 365، ط. دار الوطن): [ربَّما تخايل السامع في قوله: «لَهُ أَجْرَانِ» أنه يزيد على الماهر، وليس كذلك؛ لأن المضاعفة للماهر لا تُحصر، فإن الحسنة قد تضاعف إلى سبعمائة وأكثر، فإنما الأجر شيء مقدر، فالحسنة لها ثوابٌ معلوم، وفاعلها يعطى ذلك الثواب مضاعفًا إلى عشر مرات، ولهذا المقصر منه أجران] اهـ.