مستشار رابطة المصارف: نجاح مفاوضات ملف المصارف في واشنطن يساهم في حماية النظام المصرفي العراقي من الانهيار
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
توقع مستشار رابطة المصارف الخاصة العراقية سمير النصيري، السبت، ان نجاح ملف مفاوضات القيود الامريكية على 28 مصرفا خاصا مع الخزانة الامريكية في واشنطن تساهم في حماية النظام المصرفي العراقي من الضرر والانهيار.
وقال النصيري في حديث لـ"الاقتصاد نيوز"، إنه "تفصلنا ايام قليلة عن اللقاء المرتقب للسيد رئيس الوزراء مع الرئيس الامريكي والادارة الامريكية تجعل من المهم جدا في هذه المرحلة الحرجة والمعقدة التي يمر بها النظام المصرفي ان تتضمن اجندة اعمال اللقاءات والمفاوضات مع قيادات الادارة الامريكية ووزارة الخزانة والفيدرالي الامريكي ان يتم تحديد المسارات القادمة والواضحة للعلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين والتي تربطهما علاقات واسعة في كافة المجالات".
واوضح أن "من الملفات المهمة التي ستتضمنها المناقشات وبمشاركة البنك المركزي ورابطة المصارف الخاصة العراقية هو موضوع الاصلاح المالي والمصرفي وحماية القطاع المصرفي العراقي من الانهيار بعد صدور العقوبات والتقييدات بحرمان 50%من مجموع القطاع المصرفي الخاص من التعامل بالدولار الامريكي وهو العملة الاجنبية الرئيسية للتعامل المصرفي والتجاري في العراق والعلاقات المصرفية الدولية منذ زمن بعيد".
وأشار إلى أن "مدخلات ومخرجات هذه الزيارة المهمة يجب ان تقنع الجانب الامريكي باعادة النظر بالعقوبات والقيود المفروضة خصوصا وان جميع المصارف المتضررة تخضع حاليا للتدقيق من قبل شركة K2 الدولية وهذا يؤكد حسن نية المصارف بان اسباب الحرمان من التعامل بالدولار الامريكي لم يكن باخطاء جسيمة ومقصودة".
وتابع أن "تاتي اهمية اعادة النشاط وحماية النظام المصرفي الخاص وبضمانة نتائج اعمالها بواسطة المنصة الالكترونية لعام 2023.والتي اكدت سلامتها وشفافيتها".
وختم النصيري حديثه بان "عدم التوصل الى حلول سريعة بهذا الملف سيؤدي الى ارباك السوق التجاري والمصرفي وسيؤثر على توريدات البطاقة التموينية وهي المصدر الغذائي الاساسي للشريحة الواسعة من الشعب العراقي وتضعف خطط واجراءات البنك المركزي والحكومة في الاصلاح المالي والمصرفي وعدم السيطرة على استقرار سعر الصرف للدينار العراقي وتضرر الاقتصاد الوطني".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار النظام المصرفی
إقرأ أيضاً:
هل يدفع العالم ثمنَ غطرسة أمريكا والكيان الإسرائيلي؟ بابُ المندب خطُّ نار عالمي
بقلم ـ عبدالملك محمد عيسى*
تتصاعدُ حدةُ الصراع في المنطقة مع كُـلّ يوم جديد، حَيثُ تتشابك المِلفات السياسية والعسكرية والاقتصادية في معركة إقليمية مفتوحة بين محور المقاومة من جهة وأمريكا والكيان الإسرائيلي وحلفائهما الإقليميين من جهة أُخرى.
وبينما تلوّح واشنطن بالمزيد من التصعيد سواء ضد غزة أَو ضد اليمن، على خلفية استهداف السفن في البحر الأحمر، تبدو المنطقة والعالم بأسره على شفا أزمة اقتصادية غير مسبوقة عنوانها الأبرز: (باب المندب خط نار عالمي).
ففي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتهديد ترامب المباشر لحركة حماس بإجبارها على إطلاق الأسرى الصهاينة لديها بالقوة، جاءت الضربة اليمنية الحاسمة بإسقاط طائرة أمريكية من طراز MQ-9 في أجواء الحديدة بأسلحة محلية الصنع لتؤكّـدَ أن اليدَ اليمنية باتت على الزناد في البحر والجو معاً، ولم يكن هذا التطور منفصلاً عن السياق العام، بل جاء في ضوء زيارة وزير الدفاع السعوديّ خالد بن سلمان إلى واشنطن، حَيثُ بحث مع نظيره الأمريكي بيت هيغسيث سبل تعزيز التعاون الدفاعي والتطورات الإقليمية، هذا التنسيقَ العسكري السعوديّ الأمريكي في ظل استهداف اليمن وتصنيفه “إرهابياً”، يعكس بوضوح أن واشنطن تفكّر في مغامرة عسكرية ضد صنعاء بمباركة الرياض.
الرسالة اليمنية واضحة إما وقف العدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة ورفع اليد الأمريكية عن اليمن أَو دخول العالم في أزمة اقتصادية كبرى تبدأ من باب المندب، هذا المضيق الاستراتيجي الذي يمر عبره نحو 12 % من حجم التجارة العالمية وتحمل مياهُه إمدَاداتِ الطاقة والبضائع نحو أُورُوبا وآسيا وأمريكا؛ فإغلاق باب المندب -ولو مؤقتاً- يعني ارتفاعًا صاروخيًّا في أسعار النفط والغاز وقفزة جنونية في تكاليف الشحن البحري؛ ما سيؤدي إلى موجة تضخُّم عالمية غير مسبوقة، وخَاصَّة أن الاقتصاد العالمي أصلاً هشٌّ بعد سلسلة من الأزمات، منها العقوبات الأمريكية على روسيا والصين وأُورُوبا وكندا والمكسيك والحرب في أوكرانيا، وتداعياتها على الطاقة والغذاء واضطراب سلاسل التوريد منذ أزمة كورونا.
أزمة باب المندب إذَا انفجرت ستضع الاقتصاد العالمي أمام سيناريو ركود تضخمي كارثي، حَيثُ ترتفع الأسعار بينما تتراجع معدلات النمو والإنتاج، وهذا يعني زيادة كلفة الطاقة على الصناعات في أُورُوبا وآسيا وارتفاع أسعار الغذاء والنقل والشحن عالميًّا وانخفاض القدرة الشرائية لدى المستهلكين واضطراب أسواق المال وتهاوي العملات.
ما لا تدركُه واشنطن أن سلاح العقوبات الذي تستخدمه ضد الصين وروسيا واليمن وإيران وغيرها يرتد عليها اليوم بشكل أقسى؛ إذ لم يعد العالم أحادي القطبية خاضعاً بالكامل للإملاءات الأمريكية، بل أصبحنا أمام تعددية قطبية اقتصادية تلعب فيها المقاومةُ دوراً جديدًا، لا يقتصرُ على الرد العسكري بل يمتد إلى الردع الاقتصادي عبر التحكم بمفاصل التجارة العالمية.
أي تصعيد أمريكي إضافي ضد غزة أَو اليمن، سيؤدي إلى خلط الأوراق في الاقتصاد العالمي وإجبار الأسواق على دفع ثمن غطرسة واشنطن وحمايتها المطلقة لجرائم الكيان الإسرائيلي، وَإذَا كانت الإدارة الأمريكية تعتقد أن اليمن دولة معزولة ضعيفةٌ فَــإنَّ باب المندب وحدَه كفيلٌ بإثبات العكس، وبأن اليد التي أسقطت MQ-9 قادرة على إغلاق المضيق وتحويله إلى ساحة لهب عالمي، وقد تم تجريبه طوال عام كامل.
بين صراع السياسة وصراع الاقتصاد سيدرك العالم أن الهيمنة الأمريكية باتت تهديداً مباشراً لاستقرار التجارة والاقتصاد الدوليين، وأن مشروع المقاومة الذي يدافع عن سيادة الشعوب وكرامتها أصبح صمامَ الأمان الحقيقي لاستقرار المنطقة والعالم لا العكس.
* أُستاذ عِلم الاجتماع السياسي المشارك جامعة صنعاء