سواليف:
2025-03-14@20:42:35 GMT

#تأملات_رمضانية

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

#تأملات_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى: “فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ” [المائدة:52].
لعل من معاني هذه الآية ما نراه في هذا الزمان، من هرولة منافقي الأمة الى التطبيع مع العدو، وتبريرهم لفعلهم الشنيع هذا الذي يدركون مدى بشاعته هو: (نخشى أن تصيبنا دائرة)!.


في زمن نزول هذه الآية لم تكن موازين القوى لصالح المسلمين، بل كانت لصالح أعدائهم وبشكل بائن، وبالحسابات المادية الصرفة، كانت هزيمتهم مؤكدة، إذ تشكل أول حلف من أهل الكتاب والمشركين، ليحقق اجتثاث الدعوة الى منهج الله في مهدها كونهم رأوا في تطبيق منهج الله خطرا على مصالحهم، لكن الله حمى تلك الفئة الضعيفة، ونصرهم على القوة الغاشمة، لأنه أراد لهذه الدعوة أن تصل الى كل البشر، وكان ما أراده.
هذا التحالف لم ييأس، بل ظل يعاود محاولاته في عصر وزمان، لهذا ما زال هذا الصراع قائما الى اليوم وسيبقى الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هذه سنة الله في خلقه، فهو تعالى يسخر الصراعات، كواحدة من آليات الابتلاء لعباده، وتمحيص الصادق منهم من المنافق، ويجتبي إليه المخلصين ويتخذ منهم شهداء، وفي الوقت نفسه فإن صراع الحق مع الباطل يقوي أهل الحق ويمرسهم في تحمل الشدائد، كما يؤدب بهم العصاة والكفار، ويشفي بنصره أهل الحق صدور المؤمنين ويعزز إيمانهم، فتزداد عزيمتهم مضاء وهمتهم في فعل الخيرات ارتقاء.
من بين أفراد الأمة من هم ضعيفو الإيمان أو طامعون في المغانم الدنيوية، فهم غير صادقي العهد مع الله بأنهم شروا أنفسهم وأموالهم ابتغاء مرضاته، ويريدون العاجلة ولا يبتغون الآجلة، فهؤلاء الفئة: “مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ”، ويتمثل هؤلاء في كل العصور بالإنهزاميين والمتخاذلين من بين حكام المسلمين، يريدون البقاء في الحكم، ولا يعدون العدة والتجهز لمقاتلة المعتدين لما في ذلك من كلف عالية، لذلك لا يريدون المجازفة والمواجهة مع العدو، خاصة وأنهم لضعف إيمانهم أصلا لا يؤمنون بأن النصر من عند الله، وأن معاييره مادية فقط.
هؤلاء يسعون لمسالمة العدو، فيرضخون لشروطه مقابل أن يبقيهم في الحكم، ومسماهم المعاصر: المطبعون.
هذه الآية الكريمة هي مبشرة فتطمئن الصادقين، ومنذرة تتوعد المنافقين الذين هرولوا الى موالاة اليهود طمعا في نجاتهم وأهليهم من بطش قوى الأحزاب العاتية التي كانت تحاصر المدينة وتتهيأ لدخولها، وقد ثبتت مصداقيتها، فلم تتوقف عند إنجاء المسلمين ورد المعتدين خاسئين، بل تعدهم بإحد أمرين يمثلان أقصى طموحات وآمال المسلمين في ذلك الوقت: الفتح أو إهلاك أعدائهم.
وحدث كلاهما، وتعلم المسلمون من يومها أن وعد الله حق، وأن الحسابات الإيمانية أصدق من الحسابات المادية المجردة، فقد قدر الله أن ينقض المشركون عهد الحديبية بعد سنتين، ليكون ذلك دافعا لغزو مكة، ولم يكن المسلمون يأملون آنذاك أن قلعة الشرك تلك ستسقط، لكن الله أوقع في قلوب المشركين الرعب، فانهارت عزائمهم واستسلموا بلا قتال.
هكذا صدق الله وعده، وعندها أسقط في أيدي المنافقون، وخابت رهاناتهم.
نتعلم من ذلك أن لا نستبق الأحداث ولا نستعجل تحقيق وعد الله، فهو محقق لا محالة، لأن الأمر كله بيده، ففرعون توعده الله بالهلاك في عز جبروته، وكان البدء بتحقيق الوعد يوم أن ولد موسى، وكل ما جرى منذ ذلك كانت مقدرة مرتبة لتحقيق ذلك الوعد، صحيح أن معاناة طويلة وأحداثا جسيمة حدثت، لكن في النهاية تحقق الوعد.
كذلك وعد الله بدخول المسلمين الأقصى المحتل، سيكون بإذن الله كما دخلوه أول مرة، تسليما واستلاما، إثر انهيار الكيان اللقيط، وقد بدأت إمارات تحقق ذلك الوعد بمعركة الطوفان، وانسحاب الأحزاب المعاصرة خاسئة، ثم الانطلاق بعدها الى القدس للفتح المبين.
صحيح أن معاناة المجاهدين كانت طويلة، لكن ذلك لكي ينكشف كل المنافقين الذين تراكضوا الى تقديم الولاء للعدو خوفا ان تدور الدائرة عليهم، لكنهم حينما يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده، سيطالهم الندم كثيرا على أنهم كشفوا عن نواياهم

مقالات ذات صلة ليلة القدر ليلة الجبر..اللهم اجبر فيها خاطرنا 2024/04/05

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

في أي عام هجري فرض الصيام على المسلمين ؟

مقالات مشابهة وصفة من النبي (ص) لتخفيف الوزن.. مجربة وصحية

26/06/2023

فتاة رأت علامة البلوغ في رمضان ولم تُخبر أهلها .. والأزهر يُعلق !!

06/05/2021

إذا شعر الصائم المُدخن بالصداع في نهار رمضان هل يجوز له الفطر بدخان؟ داعية سعودي شهير يفجر مفاجأة بشأنه.. شاهد ماذا قال؟ (فيديو)

21/04/2021

مفتي مصر يفاجئ الجميع: التدخين والخمر والحشيش والفعل الحرام لا يفسد الصيام.. وهذا هو الدليل! (فيديو)

19/04/2021

هل تريد تجنب العطش أثناء الصيام؟.. إليك أهم النصائح على السحور

14/04/2021

عصائر طبيعية موجودة في كل منزل احرِص على تناولها في السحور لتجنبك العطش في نهار رمضان

13/04/2021

فُرض الصيام على المسلمين في شهر شعبان، ليصبح ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام الخمسة، حيث فرض في السنة الثانية من الهجرة كحدث مهم في تاريخ الإسلام، وجاء هذا التشريع الإلهي في الآية الكريمة:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).

وكان فرض الصيام خطوة مهمة في بناء الهوية الدينية للمجتمع الإسلامي الناشئ في المدينة المنورة، حيث أصبح هذا الشهر فرصة لتعزيز التقوى، والتقرب إلى الله، وممارسة الانضباط الذاتي.

كيف كان الصيام في بدايته؟

عند فرض الصيام أول مرة، كان للمسلمين خيار بين الصيام أو دفع فدية بإطعام مسكين، كما قال الله تعالى:

“وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ” (البقرة: 184).

لكن بعد ذلك أصبح الصيام فرضًا على كل مسلم بالغ قادر، مع استثناءات للمرضى والمسافرين، الذين يُسمح لهم بالفطر مع قضاء الأيام التي أفطروها بعد رمضان.

يهمك أيضا: هل تريد تجنب العطش أثناء الصيام؟.. إليك أهم النصائح على السحور

أثر الصيام على المجتمع الإسلامي

كان فرض الصيام خطوة لتعزيز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، حيث يشعر الأغنياء بمعاناة الفقراء، مما يزيد من روح المساعدة والرحمة بين أفراد المجتمع. كما أن الصيام أصبح فرصة لتطهير النفس وتقوية الإرادة، إذ يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

استمرار فرض الصيام عبر التاريخ

منذ ذلك الوقت، ظل صيام شهر رمضان شعيرة إسلامية ثابتة، يمارسها المسلمون في جميع أنحاء العالم سنويًا، حيث يجتمعون على العبادة والطاعة، ويحيون لياليه بالصلاة وقراءة القرآن، مما يجعل رمضان شهرًا مميزًا روحانيًا واجتماعيًا.

ذات صلة

الوسومالصيام بداية الصيام عام فرض الصيام

السابق شاهد ما حدث في موكب عيدروس الزبيدي وأشعل غضب الجميع في جنوب اليمناترك تعليقاً إلغاء الرد

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

آخر الأخبار في أي عام هجري فرض الصيام على المسلمين ؟ ‏دقيقتان مضت شاهد ما حدث في موكب عيدروس الزبيدي وأشعل غضب الجميع في جنوب اليمن ‏16 ساعة مضت أرقام فلكية.. كم هي رواتب العليمي والزبيدي وطارق صالح ! ‏20 ساعة مضت بشرى سارة.. علماء يطورون أول عقار لعلاج السرطان ‏20 ساعة مضت اجابة سؤال الحلقة 12 من طائر السعيدة 2025 وطريقة الاشتراك ‏23 ساعة مضت من حلم إلى حقيقة.. مقيم يمني يفوز بـ100 ألف ريال سعودي في لحظة غير متوقعة! ‏يومين مضت ما هو الاسم القديم لمدينة إب؟ إجابة سؤال الحلقة 11 من “طائر السعيدة” ‏يومين مضت إعلان هام من البنك المركزي اليمني ‏3 أيام مضت اجابة سؤال الحلقة العاشرة من برنامج “طائر السعيدة 7” – رمضان 2025 ‏3 أيام مضت ليست إيران.. البنتاغون الامريكي يعلن العثور على أخطر مصادر تمويل الحوثيين بالترسانة العسكرية ‏4 أيام مضت أول دولة خليجية تشيد بموقف اليمن بمهلة 4 أيام ‏4 أيام مضت الكشف عن حدث تاريخي في المسجد الحرام ‏4 أيام مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   لموقع الميدان اليمني

مقالات مشابهة

  • تأملات في الكتابة عن العبقرية
  • في أي عام هجري فرض الصيام على المسلمين ؟
  • ما دور المسلمين الجدد بالغرب في نشر الإسلام؟
  • خواطر رمضانية
  • وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط يشهد ليلة رمضانية بمسجد آل عابدين بقرية موشا
  • مفتي الجمهورية: تنوع مصادر الدين يضمن المرونة والتيسير على المسلمين
  • قصة قصيرة من وحي واقع السودان السرويالي بعنوان (الوعد والوعيد)
  • “تأملات تحليلية” حول حالة سوريا ما بعد الأسد
  • وزارة الشباب تنظم أمسية رمضانية لموظفيها والجهات التابعة
  • صنعاء.. أمسية رمضانية في مديرية جحانة