ملعقة من هذا المشروب تخفض الوزن والسكر والكوليسترول والدهون
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
خلصت دراسة حديثة إلى أن تناول خل التفاح بشكل يومي يمكن أن يساهم في خسارة الوزن وخفض مستويات السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
وجاء في الدراسة، التي نشرت مؤخرا في مجلة "بي إم جي" للتغذية والوقاية والصحة، أن تناول ما يصل لملعقة كبيرة من خل التفاح يوميا لمدة 12 أسبوعا ساهم في فقدان الوزن بنحو خمسة كيلوغرامات لدى الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، ومعظمهم من الشباب.
وبالإضافة إلى ذلك، ساهم خل التفاح في خفض مستويات السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، وفقا للدراسة.
يشار إلى أن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يتناول تأثيرات خل التفاح على فقدان الوزن لدى الأفراد الأصغر سنا على وجه التحديد.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة روني أبو خليل، وهو رئيس قسم الأحياء والكيمياء الحيوية في جامعة الروح القدس اللبنانية، أن النتائج يمكن أن تسهم في الحصول على علاجات طبيعية لإنقاص الوزن وتوفير بدائل آمنة وفعالة للتدخلات التقليدية".
وهدفت الدراسة إلى معالجة نقص الأبحاث حول تأثيرات خل التفاح على الأفراد الأصغر سنا ومنع المضاعفات الصحية طويلة المدى المرتبطة بالسمنة.
وشارك في الدراسة 120 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 25 عاما جرى تقسيمهم لأربع مجموعات، ثلاثة منها اعتمدت استهلاك 5 و 10 و15 ملليلترا من خل التفاح كل صباح، في حين تلقت المجموعة الرابعة دواء وهميا.
على مدى فترة 12 أسبوعا، لاحظ المشاركون في مجموعات خل التفاح فقدانا للوزن، حيث أظهرت المجموعة التي تناولت 15 مليلترا يوميا الانخفاض الأكثر أهمية.
فقدت هذه المجموعة ما متوسطه حوالي 188 كيلوغرامات، بينما فقدت المجموعتان الأخريتان حوالي 6 كيلوغرامات و 4 كيلوغرامات على التوالي.
كما انخفض محيط الخصر والورك وكذلك مؤشر كتلة الجسم في جميع مجموعات خل التفاح الثلاث.
وفيما يتعلق بتأثير خل التفاح على فقدان الوزن، أشار أبو خليل إلى أن "إحدى الآليات المقترحة هي أن خل التفاح قد يساعد في زيادة الشعور بالشبع، مما يؤدي إلى تقليل تناول السعرات الحرارية".
"بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن خل التفاح يؤثر على عملية التمثيل الغذائي وحساسية الأنسولين، مما قد يساهم في أكسدة الدهون وتقليل تخزين الدهون."
ومع ذلك رأى أبو خليل أن هناك ضرورة لتوخي الحذر وإجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج واستكشاف إمكانية تطبيقها على مجموعات سكانية متنوعة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: خل التفاح
إقرأ أيضاً:
الأكثر حلاوة على الإطلاق.. كيف يسبب مشروب دايت صودا الإدمان؟
المشروبات الغازية المعروفة بـ"دايت"، أو المشروبات الخالية من السكر والسعرات الحرارية، هي مشروبات منخفضة السعرات تحتوي على محليات صناعية بدلا من السكر. عادة ما توجه هذه المنتجات إلى مرضى السكري أو الأشخاص الذين يسعون لتقليل استهلاكهم من السكر أو السعرات الحرارية.
يُعد مشروب "دايت كوك" أحد أشهر هذه المشروبات، وقد طُرح لأول مرة في عام 1982 كأول مشروب صودا "دايت" في العالم. سرعان ما حقق نجاحا كبيرا، ليصبح المشروب الغازي الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة بحلول عام 1983، واستمرت مبيعاته في النمو خلال العقود التالية. اكتسب "دايت كوك" شعبية واسعة، لا سيما بين أولئك الذين يرغبون في فقدان الوزن وتحسين مظهرهم، مدعوما بحملات تسويقية تروج للنحافة والجاذبية.
مشروب "دايت كوك" طُرح لأول مرة في عام 1982 كأول مشروب صودا "دايت" في العالم (بيكسابي)ولكن وفقا لما صرح به خبراء لموقع "إنفيرس"، فإن هذا المشروب قد يسبب الإدمان، حيث يؤثر على قدرتنا على التوقف عن تناوله بطريقة لا تضاهيها أي أطعمة أو مشروبات أخرى. حتى أن أدمغتنا تصبح مدربة على الاستجابة للمحفزات المرتبطة به، مثل صوت فتح الغطاء أو فوران المشروب عند فتح العلبة.
السر وراء الطعم الشديد الحلاوةرغم أن الحملات الدعائية لمنتجي "دايت كوك" عززت فكرة ارتباطه بثقافة الحمية الغذائية، حتى وإن لم يُكتب على العبوة أنه يساعد في فقدان الوزن، إلا أن العديد من الدراسات التي أجريت بعد إطلاق المشروب أظهرت أنه "رغم خلوه من السعرات الحرارية، لم يثبت فعاليته في مساعدة الناس على فقدان الوزن".
إعلانوبالتالي، فإن "دايت كوك" ليس مشروبا لإنقاص الوزن، ولم تعد فكرة فقدان الوزن هي السبب الرئيسي الذي يدفعنا لتفضيله. السر يكمن في عوامل أخرى أكثر تأثيرا من الدعاية، مثل "مذاقه الحلو للغاية، ومحتواه من الكافيين"، وهي عناصر تؤثر مباشرة على استجاباتنا العصبية والنفسية، مما يجعلنا نعود إليه مرارا دون وعي، بحثا عن عبوة جديدة.
ذلك لأن حب الطعم الحلو يعتبر إحدى الرغبات الأساسية للبشر. كما توضح آشلي غيرهاردت، أستاذة علم النفس في جامعة ميشيغان، فإن "الميل إلى الحلاوة أمر فطري لدى الجميع. نحن نولد مهيئين لتفضيل الطعم الحلو، وهذا الشعور يبدأ منذ لحظة خروجنا إلى العالم".
كيف يحدث الإدمان؟توضح الأبحاث أن "مجرد تذوق الطعم الحلو يحفز إطلاق الدوبامين"، وهو ناقل عصبي مسؤول عن الشعور بالمكافأة والمتعة، كما يلعب دورا أساسيا في تحفيزنا لتناول الطعام والشراب. وفقا للدكتورة آشلي غيرهاردت، كلما زودنا أجسامنا بالسعرات الحرارية، أغرقت أدمغتنا بمزيد من الدوبامين.
لكن ما يميز تلك المشروبات الغازية هو استخدام المحليات صناعية، مثل الأسبارتام، الذي يُعد أكثر حلاوة من السكر بحوالي 200 مرة، كما تؤكد هيئة سلامة الأغذية الأوروبية. هذا الطعم الشديد الحلاوة يجعل المشروب يخترق أدمغتنا بفعالية، مقدما تجربة لا يمكن العثور عليها في الطبيعة.
المشروبات الغازية التي تحمل تصنيف "دايت" تعد أكثر حلاوة من السكر بحوالي 200 مرة (غيتي إيميجز)عندما نتناول مثل هذه المركبات شديدة الحلاوة، فإنها تزيد من رغبتنا في تناول السكريات، كما تشير كاثلين هولتون، عالمة الأعصاب الغذائية في الجامعة الأميركية بواشنطن. وتشرح أن مجرد تذوق الطعم الحلو يدفع الجسم لإطلاق الإنسولين بشكل استباقي تحضيرا لاستقبال السكريات. يؤدي ذلك إلى استهلاك الخلايا لأي سكر موجود في الدم، مما يخفض مستواه ويحفز الدماغ على طلب المزيد من السكر. وهكذا يدخل الجسم في حلقة مفرغة من الرغبة المتزايدة في تناول المزيد من السعرات الحرارية.
إعلانقد يتساءل البعض: "لكن مشروبات الدايت صودا خالية من السعرات الحرارية، فكيف تسبب هذا التأثير؟". تجيب كيريلي بورسي، أستاذة التغذية في جامعة نيوكاسل بأستراليا، بأن هذه المشروبات تحتوي على تركيبة فريدة لا توجد في الطبيعة، تجمع بين الحلاوة الشديدة والكافيين، مما يجعل الدماغ يفسرها على أنها "مشروب لذيذ غني بالطاقة".
الحلاوة والكافيين.. وصفة الإدمانتشرح غيرهاردت أن "المزيج بين الحلاوة الشديدة والكافيين يمثل تركيبة غير مألوفة لأدمغتنا، إذ لم تُصمم للتعامل مع هذه الدرجة من التنبيه". ولكن، بفضل الإبداع البشري، أصبح بالإمكان تجاوز توقعات الجسم للسعرات الحرارية، حيث توفر تلك الجرعة الكبيرة من الحلاوة والكافيين إحساسا بالإشباع البديل. وتحتوي علبة واحدة من "دايت كوك" على 46 مليغراما من الكافيين، أي ما يعادل نصف الكمية الموجودة في كوب قهوة عادي، بينما تحتوي علبة الكولا العادية على 34 مليغراما فقط.
وتضيف كيريلي بورسي أن "الكافيين، باعتباره منبها خفيفا، ينشط مسارات المكافأة في الدماغ على غرار المواد المسببة للإدمان. وكلما زاد استهلاك الكافيين، زاد اعتماد الجسم عليه". وكغيره من المواد الإدمانية، يتسبب الكافيين في أعراض انسحاب مثل الصداع، النعاس، تقلب المزاج، وصعوبة التركيز. لذا، إذا كنت معتادا على تناول "دايت كوك" بانتظام، فإن جسمك سيبحث باستمرار عن مصدر لهذه الحلاوة والكافيين.
"نقطة النعيم"ترى بورسي أن "دايت كوك" قد يمثل مثالا نموذجيا لما يُعرف بـ"نقطة النعيم" أو الذروة التي تجعل تناول الطعام والشراب تجربة لا تُقاوم. هذه النقطة، التي تجمع بين المذاق المثالي والقوام والرائحة، تعتمد على تركيبة متوازنة من المكونات مثل السكر، الملح، والدهون. صُممت هذه الفكرة لجعل الأطعمة والمشروبات مغرية إلى درجة يصعب مقاومتها، وهي فكرة طورها عالم النفس وخبير صناعة الأغذية هوارد موسكوفيتز، وتناولت تفاصيلها كتاب "الملح والسكر والدهون: كيف أغوتنا شركات الأغذية العملاقة؟" للكاتب مايكل موس، أحد أكثر الكتب مبيعا لعام 2013.
إعلانوعندما يُطرح التساؤل عن دور "نقطة النعيم" في الإدمان، تجيب غيرهاردت بأن "أدمغتنا تبدأ بالارتباط بالإشارات الحسية المرتبطة بالمشروب، مثل صوت فتح غطاء العبوة أو فوران المشروب، وهو ما يحفز إطلاق الدوبامين حتى قبل تناول المشروب". وتضيف أن هذه الإشارات تصبح مرتبطة بعملية الاستهلاك، مما يجعل الإدمان يتعلق بالتفاعل مع تلك الإشارات بقدر ما يتعلق بالمشروب نفسه.
هذا التفاعل يفسره مفهوم "التحفيز الحسي للإدمان". ووفقا لهذه النظرية، قد ينخرط الناس في سلوكيات متكررة رغم معرفتهم بمخاطرها، لأن الإشارات الحسية وحدها تكفي لتحفيز رغبتهم.
تختم بورسي بالقول إن "دايت كوك" مشروب مصمم بعناية لاستهداف خلايانا العصبية، وضغط جميع الأزرار البيولوجية التي تجعلنا نرغب فيه. وهذا يجعله يتفوق على الأطعمة والمشروبات الطبيعية في القدرة على جذب المستهلكين، وهو ما يضمن بقاءه جزءا من حياتنا لفترة طويلة قادمة.