جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-30@06:46:24 GMT

عزيزي المُحرر.. هل الكتابة عمل شاق؟

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

عزيزي المُحرر.. هل الكتابة عمل شاق؟

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"لا شك في أن ما يختزنه الماضي من أحداث جرت على امتداد المسيرة البشرية، قد تعرض لأمور وضعت الباحث عن الحقيقة في دائرة مضنية، وفي الأحوال جميعها كان الباحث يصل إلى نقاط بحثه بمراكب العسر لا اليسر" د. حيدر قاسم التميمي.

 

 

صديقي العزيز محرر صفحة الرأي..

سأتحدث إليك بصراحة، عن الكتابة، وعما يصول ويجول في مساحاتها في فكر كاتب حتى الآن لم يستوعب أنَّه كاتب صحفي وتنشر مقالاته، قد يكون هذا القول صحيحًا والعكس كذلك، منذ فترة ليست طويلة أصبح مسك القلم أو الضغط على أزرار الكيبورد لكتابة مقال أشبه بعمل شاق، أو ما يُسمى بالأحكام القضائية أعمالا شاقة!

هل لأني مضطر للكتابة؟ لا والله، هل لأني أتكبر على لقمة العيش التي تأتي من ورائها؟ أساسا لا توجد لقمة عيش وراءها، هل لأنَّ كتابتي تعبر عن موقف سياسي قد يُهدد المنافسة على رئاسة مجلس الأمة؟ لا شك أن لا أحد قد فكر مجرد تفكير بذلك.

طيب هل تعتقد أن الصحيفة ستتوقف عن الصدور إن لم ينشر مقالي؟ لا والله؛ بل قد يكون عدم نشر المقال فألًا حسنًا لتوزيع أفضل.. من الآخر هل سيحتار القارئ ويبحث في الصفحات عن اسمي كي يقرأ آخر ما أبدعته في الكتابة؟ يا أخي ولا أحد في المعمورة عنده علم بما تكتب!

إذن ما الذي يحدث، لماذا لا أستمر بالكتابة، وليحدث ما يحدث، يبدو أنني لم أعد أستوعب مخرجات الإعلام الجديد، وتطوراته، والتقدم الذي جعل كتابة مقال بالذكاء الأصطناعي أسهل بمليون مرة من الكتابة التقليدية. على فكرة هل تعتقد أن الذكاء الأصطناعي سيحل مكان الكاتب، هل هو ذكاءً فعلًا أم برنامج كمبيوتري يعمل وفق ما يطلبه المخترعون أو الصانعون، فكرة أخرى: لماذا سمي بالذكاء الاصطناعي، ولم يسمَ بالذكاء الصناعي؟

أعتقد فهم ذلك عميق وله مآرب كثيرة في عقل المترجم أو من وصف ذلك بهذا الوصف.

عزيزي المحرر..

في بداية شهر رمضان المبارك كنت محتارًا ما الذي سأكتبه وأرسله، تمنيت على اثنين من الأصدقاء مساعدتي بفكرة لمقال قادم، وكان الرأي المشترك هو موضوع عن شهر رمضان في الكويت. لكن في الحقيقة لم ترق لي الفكرة بسبب استهلاكها كثيرًا ومن الصعب أن آتي بجديد. ثم قررت التوكل على الله والكتابة عن نفس الفكرة، إنما بجعلها واجهة، ثم الدخول إلى مواضيع جانبية حتى تكتمل طبخة المقال، وأصارحك القول، نعم أصبحت الطبخة كأنها "سمك لبن تمر هندي"، خلطة ما أنزل الله بها من سلطان!

إذن ما الحل؟ تذكرت أن لدي كِتاب يتحدث عن حياة الكُتّاب، وقلت في نفسي وجدتها، وإذا الكتاب يتحدث عن الروائيين، والمثل الكويتي يقول: "حنا وين والجماعة وين!".

وحتى أكون صريحًا معك، فقد قررت إغلاق موضوع الكتابة؛ فالوقت رمضان والضيف كريم وعزيز وخير ما نقرأ القرآن الكريم، وهذا شهر القرآن، لكن تسللت فكرة عن التاريخ، الذي يبدو أنه يجري في العروق مجرى الدم، فقرأت بحثًا مُحكمًا في مجلة "عالم الفكر" عن تحقيب الأزمنة وحوليات التاريخ ومفاهيم التاريخ الجديد للأستاذ الدكتور سيار الجميل، وسبحان الله تذكرت أنَّ القراءة أخت الكتابة، ولفت نظري بداية البحث إذ وضع مقولة لهنري توماس بوكل:   التاريخ الحقيقي للجنس البشري هو تاريخ الاتجاهات المدركة من قبل العقل، لا تاريخ الأحداث المُميزة من قبل الأحاسيس، أعتقد العبارة بليغة وعميقة المعنى!

أعتقد أنَّ القراءة للتاريخ أصبحت أكثر معنى من قراءة روايات وقصص؛ بل هي علم قائم بذاته يحتوي على التحليل والتخمين والتركيز في بنية الأحداث واستخراج المآلات الصعب فهمها وتفكيكها حتى تصل المرحلة لفهم معقول، على اعتبار أن الفهم الكامل للتاريخ صعب جدا كصعوبة الاتفاق حوله!

التاريخ فيه اختلافات أكثر من الاتفاقات، وأعتقد هذا من جمال التاريخ، لذلك ليس من الكياسة أن تفرض معلومتك على معلومتي، أحترم جهدك وأقدره، ولي الحق بالمثل، الخطأ والصواب بالاجتهاد وارد جدًا.

عزيزي المحرر.. يبدو أنني وصلت لنهاية المقال، ولا أعلم هل يصلح للنشر أم لا؟ وأسأل الله أن يتقبل طاعتك وما تقدم من عملك وما تأخر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ورشة حول الكتابة الصحفية بالجامعة القاسمية

نظّمت كلية الاتصال بالجامعة القاسمية، ورشة تدريبية بعنوان «الكتابة للمجلات المتخصصة.. مجلة مرامي أنموذجاً»، استضافت فيها صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وفريق عمل المجلة، بحضور الدكتور هشام عباس، عميد الكلية، وجميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
هدفت الورشة إلى تعزيز مهارات الطلبة في فنون الكتابة الصحفية، بتسليط الضوء على تجربة مجلة مرامي كمثال عملي، وتمكينهم من الأدوات الفنية في الاتصال الحكومي ودعمهم والمساهمة في بناء قدراتهم مستقبلاً.
وتمحورت الورشة حول التربية الإعلامية وتوعية الطلاب وتعزيز قدراتهم الإعلامية وترسيخ المعايير اللازمة لديهم للتمكن من التفريق بين الشائعات والأخبار المغلوطة والصادقة الموثوق بها. وفي ختام الورشة، كرّم الدكتور هشام عباس، صالحة غابش وفريق عمل المجلة، تقديراً لمساهمتهم الفعّالة في إثراء معارف الطلبة وتطوير مهاراتهم في مجال الكتابة الصحفية.

مقالات مشابهة

  • يعيد كتابة التاريخ.. ما هو السيديريت الذي تم اكتشافه على المريخ؟
  • مرة تغلبني الكتابة
  • قراءة نقدية لمقال المجتمع الدولي والسودان
  • ورشة حول الكتابة الصحفية بالجامعة القاسمية
  • أمير مكة: الدعم السخي الذي يلقاه القطاع غير الربحي من القيادة يؤكد حرصها على تلمّس حاجات المواطن وتوفير متطلباته
  • رمضان عبد المعز: الجنة منحة من الله وليست استحقاقا حتى للمتقين
  • نيويرك تايمز: تركيا تقاوم الاستبداد في ظل صمت عالمي
  • دعاء الذي يقال عند بلوغ سن الاربعين
  • نتنياهو: إقامة دولة فلسطينية فكرة سخيفة
  • ابن كيران: لو نقلنا التداول على الهواء لانتهت حملة 2026 ومداخلة بووانو كادت أن تقلب كل شيء ونجت الأزمي من مكر التاريخ