جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@08:16:57 GMT

عزيزي المُحرر.. هل الكتابة عمل شاق؟

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

عزيزي المُحرر.. هل الكتابة عمل شاق؟

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"لا شك في أن ما يختزنه الماضي من أحداث جرت على امتداد المسيرة البشرية، قد تعرض لأمور وضعت الباحث عن الحقيقة في دائرة مضنية، وفي الأحوال جميعها كان الباحث يصل إلى نقاط بحثه بمراكب العسر لا اليسر" د. حيدر قاسم التميمي.

 

 

صديقي العزيز محرر صفحة الرأي..

سأتحدث إليك بصراحة، عن الكتابة، وعما يصول ويجول في مساحاتها في فكر كاتب حتى الآن لم يستوعب أنَّه كاتب صحفي وتنشر مقالاته، قد يكون هذا القول صحيحًا والعكس كذلك، منذ فترة ليست طويلة أصبح مسك القلم أو الضغط على أزرار الكيبورد لكتابة مقال أشبه بعمل شاق، أو ما يُسمى بالأحكام القضائية أعمالا شاقة!

هل لأني مضطر للكتابة؟ لا والله، هل لأني أتكبر على لقمة العيش التي تأتي من ورائها؟ أساسا لا توجد لقمة عيش وراءها، هل لأنَّ كتابتي تعبر عن موقف سياسي قد يُهدد المنافسة على رئاسة مجلس الأمة؟ لا شك أن لا أحد قد فكر مجرد تفكير بذلك.

طيب هل تعتقد أن الصحيفة ستتوقف عن الصدور إن لم ينشر مقالي؟ لا والله؛ بل قد يكون عدم نشر المقال فألًا حسنًا لتوزيع أفضل.. من الآخر هل سيحتار القارئ ويبحث في الصفحات عن اسمي كي يقرأ آخر ما أبدعته في الكتابة؟ يا أخي ولا أحد في المعمورة عنده علم بما تكتب!

إذن ما الذي يحدث، لماذا لا أستمر بالكتابة، وليحدث ما يحدث، يبدو أنني لم أعد أستوعب مخرجات الإعلام الجديد، وتطوراته، والتقدم الذي جعل كتابة مقال بالذكاء الأصطناعي أسهل بمليون مرة من الكتابة التقليدية. على فكرة هل تعتقد أن الذكاء الأصطناعي سيحل مكان الكاتب، هل هو ذكاءً فعلًا أم برنامج كمبيوتري يعمل وفق ما يطلبه المخترعون أو الصانعون، فكرة أخرى: لماذا سمي بالذكاء الاصطناعي، ولم يسمَ بالذكاء الصناعي؟

أعتقد فهم ذلك عميق وله مآرب كثيرة في عقل المترجم أو من وصف ذلك بهذا الوصف.

عزيزي المحرر..

في بداية شهر رمضان المبارك كنت محتارًا ما الذي سأكتبه وأرسله، تمنيت على اثنين من الأصدقاء مساعدتي بفكرة لمقال قادم، وكان الرأي المشترك هو موضوع عن شهر رمضان في الكويت. لكن في الحقيقة لم ترق لي الفكرة بسبب استهلاكها كثيرًا ومن الصعب أن آتي بجديد. ثم قررت التوكل على الله والكتابة عن نفس الفكرة، إنما بجعلها واجهة، ثم الدخول إلى مواضيع جانبية حتى تكتمل طبخة المقال، وأصارحك القول، نعم أصبحت الطبخة كأنها "سمك لبن تمر هندي"، خلطة ما أنزل الله بها من سلطان!

إذن ما الحل؟ تذكرت أن لدي كِتاب يتحدث عن حياة الكُتّاب، وقلت في نفسي وجدتها، وإذا الكتاب يتحدث عن الروائيين، والمثل الكويتي يقول: "حنا وين والجماعة وين!".

وحتى أكون صريحًا معك، فقد قررت إغلاق موضوع الكتابة؛ فالوقت رمضان والضيف كريم وعزيز وخير ما نقرأ القرآن الكريم، وهذا شهر القرآن، لكن تسللت فكرة عن التاريخ، الذي يبدو أنه يجري في العروق مجرى الدم، فقرأت بحثًا مُحكمًا في مجلة "عالم الفكر" عن تحقيب الأزمنة وحوليات التاريخ ومفاهيم التاريخ الجديد للأستاذ الدكتور سيار الجميل، وسبحان الله تذكرت أنَّ القراءة أخت الكتابة، ولفت نظري بداية البحث إذ وضع مقولة لهنري توماس بوكل:   التاريخ الحقيقي للجنس البشري هو تاريخ الاتجاهات المدركة من قبل العقل، لا تاريخ الأحداث المُميزة من قبل الأحاسيس، أعتقد العبارة بليغة وعميقة المعنى!

أعتقد أنَّ القراءة للتاريخ أصبحت أكثر معنى من قراءة روايات وقصص؛ بل هي علم قائم بذاته يحتوي على التحليل والتخمين والتركيز في بنية الأحداث واستخراج المآلات الصعب فهمها وتفكيكها حتى تصل المرحلة لفهم معقول، على اعتبار أن الفهم الكامل للتاريخ صعب جدا كصعوبة الاتفاق حوله!

التاريخ فيه اختلافات أكثر من الاتفاقات، وأعتقد هذا من جمال التاريخ، لذلك ليس من الكياسة أن تفرض معلومتك على معلومتي، أحترم جهدك وأقدره، ولي الحق بالمثل، الخطأ والصواب بالاجتهاد وارد جدًا.

عزيزي المحرر.. يبدو أنني وصلت لنهاية المقال، ولا أعلم هل يصلح للنشر أم لا؟ وأسأل الله أن يتقبل طاعتك وما تقدم من عملك وما تأخر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام

الرياض

الثريد من الأطباق التي كان يفضلها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ورد في كتاب “الأوائل” لأبي هلال العسكري أن أول من صنع الثريد هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما كان جد الرسول، هاشم بن عبد مناف، أول من أطعم أهل مكة هذا الطبق.

وكان جد النبي، الذي كان يدعى عمرو، قد لقب بهاشم لأنه كان يهشم الخبز ويصب عليه المرق ليصنع منه الثريد، وذلك خلال مجاعة أصابت مكة.

وعند وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرًا من مكة، أهدي له ثريد من السمن واللبن، وقد ذكر صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/X2Twitter.com_fUOBvz4rPtgeb14A_852p.mp4

مقالات مشابهة

  • ولادة الدينار الإسلامي.. أول حرب عملات في التاريخ العربي
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي
  • امراة في زمن الحرب تحسب كل “طلقة” عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • علاقة حوادث الكون بحقائق التاريخ!
  • داعية إسلامية تروي قصة «المكيدة التاريخية لإبليس.. أول جريمة قتل في التاريخ» |فيديو
  • أحمد عمر هاشم من الجامع الأزهر: شهر رمضان شهد أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي
  • أحمد عمر هاشم: شهر رمضان شهد أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي
  • معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان.. ومن الذي يوسوس لنا ؟