جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-27@03:57:05 GMT

تنظيم نشاط الباعة المتجولين

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

تنظيم نشاط الباعة المتجولين

خلفان الطوقي

 

لم أجد أحدًا يُطالب بوقف نشاط الباعة المتجولين كُليًا، لكن هناك مطالب مجتمعية بتنظيمه وتقنينه، وهناك أسباب عديدة ترى أنه حان الوقت لأن تُكمل الحكومة مساعيها، وضرورة تكرار ما تقوم به بلدية مسقط في بعض مناطق العاصمة؛ حيث خصصت مساحات مجهزة للباعة المتجولين، مثل ما هو حاصل في "قرية المشاوي في ولاية العامرات"، أو سوق السيب، وغيرها من المواقع، وأهمها مشروع الموالح الذي سوف يكون مجهزًا بعربات متطورة وأنيقة بها شوايات ومغاسل، وأماكن خاصة لتجهيز الأطمعة، وغيرها من خدمات وكهرباء وماء، وجلسات ومواقف وأماكن مخصصة لألعاب الأطفال، ومماشٍ ومساحات خضراء، ومداخل ومخارج سهلة، وقريبًا سوف يتم الإعلان عن مواقع في الخوير وبوشر والمعبيلة ومطرح وغيرها.

بكل تأكيد أن من يطالب بتنظيم نشاط "المطاعم المتنقلة"- إذا جاز التعبير- سواء الحكومة أو المجتمع، فله أسباب جوهرية وأهمها:

- المنافسة العادلة: فكثير من أصحاب المحلات المُستأجَرة يرون أنهم أمام منافسة غير عادلة مع أصحاب العربات؛ فهم يدفعون الإيجار والتراخيص ومصاريف الصيانة الدورية والضريبة والعمالة المُسجلة قانونيًا، والرسوم الحكومية للإيجار والكهرباء والماء وغيرها من المصاريف الثابتة.

- المنظر الجمالي (الحضاري): إذ إن انتشار هذه العربات أمام الأحياء السكنية والمساجد وفي الحواري يزيد من تشويه المنظر الحضاري والجمالي ويزيد التلوث لأي منطقة، وعدم تنظيم النشاط الآن قد يجعل الأمر مُعقدًا في المستقبل وخارج عن السيطرة، والضرر سيكون أعقد وأعمق للمجتمع مع مرور الأيام.

- الرقابة الصحية: وجود عدد من عربات البيع المتجولة في مكان واحد ومجهز يُسهِّل مهمة الرقابة الصحية حفاظًا على صحة المرتادين، فعلى سبيل المثال في حال- لا سمح الله- حالات تسمم، ستكون هناك مرجعية للمحاسبة؛ سواءً للموظف المختص أو العربة المخالفة للاشتراطات الصحية.

- المطالبات المجتمعية: تجد الأحاديث في المجالس تطالب بأن ترى عُمان أجمل وأرقى وأكثر تطورًا وخالية من التشوُّهات المُزعجة هنا وهناك، وعليه فإنه لن يتأتى ذلك إلا من خلال التنظيم، ومن ضمنها وأهمها نشاط الباعة المتجولين.

-  الإشراف الحكومي: لا نقصد هنا الرقابة الصحية فقط، وإنما الرقابة العمالية والبيئية؛ فتراخيص هذه المهنة هي في الأصل للعُمانيين وباشتراطات مُعينة، ووجود هذه العربات في مواقع مُخصَّصة ومُعيّنة من جهات الاختصاص يسهل مهمة الإشراف عليهم، ومعرفة المطبق للمعايير المطلوبة، والمخالف منهم، ودعم المطبق، وملاحقة المخالف.

- العوامل البيئية: عدم الإشراف ووضع ضوابط من الجهات المختصة قد يُعرض المجتمع للخطر؛ فالعوامل البيئية مثل الغبار والشمس والرطوبة تعرض هذه المنتجات من لحوم أو فواكه أو خضراوات أو المشروبات الساخنة أو الباردة إلى تلف وتلوث، ومعالجة ذلك يكون بالقرارات الوقائية، بنقلهم إلى أماكن نظيفة وصحية آمنة.

- حركة السير: انتشار هذه العربات في الحواري وتطاير الأدخنة منها في  الشوارع المكتظة يزيد من إعاقة حركة السير، مما يزيد من سخط الناس، عليه، فلابُد من تواجد هذه العربات في الأماكن المناسبة.

- القيمة المضافة: وجود ساحات مُنظَّمة ومُتطوِّرة ونظيفة مُجهّزة بما تم ذكره أعلاه، يجعلها قيمة مضافة للمواطنين والمقيمين والسياح ومتنفسًا للعوائل، إضافة إلى افتخار العاملين في هذه العربات بوجودهم في مكان راقٍ وجذاب.

- المنافسة والتكامل فيما بينهم: وجود هذه العربات في أماكن مُوحَّدة يجعلهم في منافسة بعضهم البعض بشكل مستمر لتقديم منتجات مختلفة وذات جودة عالية، وبأسعار تنافسية لصالح المستهلكين، ومن ناحية أخرى يشجعهم على التكامل فيما بينهم ليتمكنوا من جذب مزيدٍ من المستهلكين.

- دعم حكومي إضافي: بجانب تسويقهم لمنتجاتهم ومزاياهم التنافسية، فإن وجودهم في مكان واحد يُمكِّن كل الجهات الحكومية من دعمهم بتسهيل الإجراءات أو التسويق لهم، أو منحهم مزيدًا من الخدمات، خاصةً وأن هذا مطلب مجتمعي وتوجه حكومي، مع العلم بأن بلدية مسقط بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومعهد متخصص يعكفون على إعداد برنامج تخصصي لتدريب هؤلاء الباعة لضمان اتباع أفضل الممارسات لسلامة الغذاء.

بالمختصر.. لا أحد ضد نشاط الباعة المتجولين؛ بل معهم، لكن الجميع مع التنظيم، حال تنظيم نشاط سيارات الأجرة أو نشاط تعليم السياقة؛ فالجميع يريد أن يرى عُمان أجمل وأرقى، واقتصادها صلب وأقوى، وشبابها في تقدم ورخاء، ويعيش نهضة مُتجددة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبراء فرنسيون: يجب إكمال مهمّة القضاء على تنظيم حزب الله

من الصعب اليوم العثور على أسماء كبار القادة لحزب الله اللبناني من الذين ما زالوا على قيد الحياة. وفي حين واجه تنظيم القاعدة صعوبة في التعافي بعد مقتل أبومصعب الزرقاوي عام 2006، ولم يتعافَ تنظيم داعش أبداً بعد القضاء على أبوبكر البغدادي في عام 2019، يُشكك خبراء عسكريون غربيون في مدى انعكاس مصير هذه التنظيمات الإرهابية التي حاولت استعادة قوتها ونفوذها، على حالة حزب الله.

Cessez-le-feu au Liban : pourquoi le Hezbollah n’est pas vaincuhttps://t.co/K1oobFPfbw
par @Le_Figaro

— Jacques-Olivier Martin (@jocjom) November 30, 2024 إكمال المهمّة

ويُحذّر محللون استراتيجيون، من أنّه على الرغم من توجيه الجيش الإسرائيلي ضربات قاسية جداً لحزب الله، إلا أنّ هذه الميليشيا، وبدعم من إيران، لا تزال بعيدة عن القضاء عليها. وعدم إكمال هذه المهمّة يُمكن أن يجعلها تعود بشكل أقوى.

وحسب المحلل السياسي الفرنسي فريدريك بونس، فإنّه حتى مع ضعفه، ورغم تعرّضه في غضون شهرين، لأشدّ الضربات والهجمات تدميراً في تاريخه، وسحق زعيمه في مقرّه تحت الأرض، يظلّ حزب الله أحد أقوى الميليشيات المسلحة في العالم. وهو دوماً في الخدمة الحصرية لإيران، الراعي العسكري والمالي، ومُستعد لحرب شاملة ضد إسرائيل، بأوامر من طهران.

ولكنّ حزب الله مُحطّم معنوياً، كما يرى ديدييه ليروي، المتخصص في الحركات الإسلامية والباحث في المعهد العالي الملكي للدفاع في بروكسل. كما تمّ القضاء على خليفته المُعلن، هاشم صفي الدين، وكذلك على العشرات من كبار أعضاء الحركة.

ويؤكد ليروي، مؤلف دراسة حول التطور الإيديولوجي والبنيوي لحزب الله اللبناني، أنّ هذه المنظمة المسلحة، والتزاماً بِبُنيتها الهرمية، أنشأت ما يُشبه هيئة الأركان العامة حول نعيم قاسم، خليفة نصر الله. لكن لن يكون من السهل رؤية قادة بنوعية ومكانة الأمين العام السابق لدى أعضاء الحزب.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي هيوز مايوت، إنّ "الميليشيا اللبنانية تعرّضت لضربة قوية خلال أشهر من الحرب، عندما حققت إسرائيل أحد أهدافها الرئيسية بإزالة التهديد من حدودها. لكن في لعبة حسابات السياسة والإعلام، فإنّ حزب الله يُواصل حديثه عن النصر المزعوم وسط الأنقاض والتوابيت، رغم أنّ إسرائيل قطعت رأسه، زعيمه الرمزي حسن نصر الله، الذي تولى السلطة منذ أكثر من 30 عاماً، وهو ما يُمثّل أعظم إنجاز لجيشها".

Même affaibli, le Hezbollah reste l’une des plus puissantes milices armées du monde. Au service de l’Iran, son parrain militaire et financier. Prêt à la guerre totale contre Israël, sur ordre de Téhéran.
Le récit de @fre_pons pour le @Figaro_Histoire ➡️
https://t.co/1RRdzs5CUJ

— Le Figaro Histoire (@Figaro_Histoire) December 4, 2024 قوة بشرية

وبالإضافة إلى قادته، فقد حزب الله أيضاً من قوته البشرية أكثر مما خسره في أيّ حرب أخرى. كان لدى الحزب ما بين 45 إلى 50 ألف مقاتل. ووفقاً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فقد حزب الله في حربه الأخيرة حوالي 4 آلاف مُقاتل، بينما قدّر معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب خسائر حزب الله بحوالي 2500 رجل.

ومهما كانت الأرقام، يؤكد العقيد ميشيل غويا، المؤرخ الفرنسي والمتخصص في تحليل المخاطر العسكرية، أنّ الخسائر أعلى بكثير مما كانت عليه خلال الحرب الإسرائيلية اللبنانية الأخيرة عام 2006، والتي خسر خلالها حزب الله ما بين 600 و800 مُقاتل بحسب تل أبيب.

ولكنّ هذه الخسائر لا تُمثّل في نهاية المطاف سوى 5 إلى 10% من قوات حزب الله. وعلى سبيل المُقارنة، فإنّه تمّ إضعاف حركة حماس كثيراً، حيث تبلغ نسبة خسائرها البشرية حوالي 65%. وعلاوة على ذلك، فإنّ حزب الله لن يُواجه بلا شك صعوبة في تجديد أعداده، إذ أنّ "الانخراط داخل حزب الله غالباً ما يكون شأناً عائلياً"، كما يحلل الخبير الاستراتيجي ديدييه ليروي بقوله "هناك الكثير من فرق إدارة الشباب، لذا لن يكون التجنيد مشكلة"، خاصة وأن الدمار الهائل الذي أحدثه القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وبيروت سيكون قوة دافعة للانتقام.

L’Iran imprime sa marque sur la recomposition du Hezbollahhttps://t.co/9hdzNcvuYo

— Le Figaro (@Le_Figaro) October 21, 2024 ترسانة كبيرة

وقبل الحرب، كان لدى الميليشيا اللبنانية ما بين 120 ألف إلى 200 ألف قذيفة صاروخية، وفقاً لمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث أمريكي. وهذا المخزون الهائل، لم يستخدم حزب الله سوى جزء صغير منه ضدّ إسرائيل، نحو 15 ألفاً، بحسب تقديرات معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب. بالإضافة إلى ذلك، "يُقدر أنّ الجيش الإسرائيلي دمّر نحو 75 ألف قذيفة" خلال عمليته البرية.

وبالتأكيد كانت الضربات الإسرائيلية عنيفة، ولكنّها ليست قاتلة بالنسبة لحزب الله، الذي ما زال يحتفظ بما يتراوح بين 30 و100 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك معظم أسلحته الأكثر تطوراً. وفي هذا الموضوع، نقل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن القائد السابق للبرنامج الصاروخي الإيراني حسن مقدم قوله: "في جنوب لبنان، المسافة التي تفصلنا عن تل أبيب وحيفا لا تتجاوز 150 كيلومتراً. لماذا نضرب إسرائيل بصواريخ باهظة الثمن يصل مداها إلى 2000 كيلومتر؟".

ولم تكن غالبية هذه الأسلحة بعيدة المدى، خاصة الصواريخ الباليستية، موجودة في جنوب لبنان، الذي دمّره الجيش الإسرائيلي إلى حدّ كبير. بل في شرق البلاد، في سهل البقاع ، المعقل الحقيقي لحزب الله. ويعتقد ميشيل غويا أنّ "جزءاً من الأسلحة قد يكون قد تم نقله أيضاً إلى سوريا، أو ربما إلى العراق".

كما ولا يزال من الممكن نقل الأسلحة من إيران للحزب عبر هذه البلدان. ورغم أنّه تمّ تدمير بعض طرق النقل المميزة من سوريا، وسيعمل الجيش اللبناني على مراقبة مطار وميناء بيروت عن كثب، إلا أنّ "حزب الله سيجد دائماً طريقة لتهريب الأسلحة، حتى لو كانت أكثر صعوبة"، كما يرى ديدييه ليروي.

«L’avenir du Hezbollah dépend désormais de la stabilité et de la pérennité de la République islamique d’Iran»https://t.co/jiXxmnZ2QO

— Frédéric Pons (@fre_pons) December 4, 2024 القضاء على حزب الله مؤجل

وأدّى التدمير الدقيق للأنفاق في جنوب لبنان في البداية، إلى احتواء التهديد تحت الأرض الذي كان يُثقل كاهل القرى والقواعد العسكرية الإسرائيلية على الحدود. ومن خلال الهجوم على أجهزة النداء، تمّ تدمير وسائل الاتصال الخاصة بحزب الله وإخراج الكثير من قادته من التهديد.

ولكن إذا كانت الخسائر فادحة لحزب الله، فهي بالتأكيد غير مميتة. يرى هيوز مايوت أنّ الجيش الإسرائيلي أراد القضاء على الحزب باعتباره تهديداً، لكن بالكاد تمكّن من تطهير الحدود. لقد تسببت تل أبيب بالفعل في خسائر كبيرة له ولكنّها ليست حاسمة. ولذلك سوف تكون الميليشيا اللبنانية قادرة على الاستفادة من وقف إطلاق النار لإعادة التفكير في انتشارها وتكوين بنيتها التحتية. ويُمكن أن يحفزها ما حصل لتعود أقوى.

وفي هذا الصدد، يقول أيضاً العقيد الفرنسي غويا "كان الجيش الإسرائيلي يكتفي بِجزّ العشب، لكنّ العشب سينمو من جديد"، مُحذّراً "إذا قُمت بمهاجمة هذا النوع من المنظمات قليلاً، فإنّ ذلك يحفزها للنمو"، وبالتالي برأيه فإنّه "يجب القضاء عليها".

Les Libanais déplacés retournent chez eux après la trêve entre Israël et le Hezbollah
➡️ https://t.co/yatVybN4qk pic.twitter.com/oqliqLqXlx

— FRANCE 24 Français (@France24_fr) November 27, 2024

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يتابع تسليم المحال المخصصة لنقل الباعة الجائلين إلى سوق العاشر الحضاري
  • محافظ القاهرة يتابع تسليم المحلات المخصصة لنقل الباعة الجائلين إلى سوق العاشر الحضاري
  • حكومة أخنوش تعلن عن زيادة في الحد الأدنى للأجور في القطاعات الفلاحية وغيرها
  • خبراء فرنسيون: يجب إكمال مهمّة القضاء على تنظيم حزب الله
  • محافظ القاهرة: تطوير الأسواق العشوائية من أهم المشروعات القومية للتصدي لظاهرة الباعة الجائلين
  • القاهرة تستقبل سوقاً حضارياً جديداً.. تحول جذري في حياة الباعة وسكان العاشر
  • بدء تسليم المحلات المخصصة لنقل الباعة الجائلين من سوق العاشر العشوائي إلى الحضاري
  • دعوة للتمرد المسلح.. إفتاء الغرياني تدعو “الثوار” في ليبيا وغيرها للتنظيم والتدريب لاسترداد الكرامة
  • تكثيف حملات الإشغالات وتعديات الباعة الجائلين بمركز ديروط فى أسيوط
  • ضربة أمريكية تقتل 2 من تنظيم الدولة بسوريا