جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-30@17:54:42 GMT

مأزق العدو في غزة (1- 2)

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

مأزق العدو في غزة (1- 2)

 

محمد بن سالم البطاشي

 

الحرب هي السياسة ولكن بشكل آخر، وتُشن الحروب عادة لتحقيق أهداف سياسية تكتيكية واستراتيجية عندما تخفق الوسائل الدبلوماسية في تحقيق تلك الغايات، ثم تأتي الدبلوماسية لتثبت نتائج الحرب ومخرجاتها، وحين تتوافق الدول على الذهاب للتفاوض بدون الحرب فهذا يعني أنَّ القوي قد حصل على ما يريد بدون اختبار لقوته، والضعيف قد أعطى ما يستطيع دون إلغاء لذاته.

ولو نظرنا إلى أحداث طوفان الأقصى، فإننا نجد أن هذا الحدث الضخم قد جاء نتيجة لتعنت الاحتلال وتماديه في الغطرسة معتمدا على قوته التي توهم إنها الحصين الحصين له، ولقد تبارى زعماء الكيان في تبني المواقف الموغلة في التطرف والتوحش والعنصرية والاستهتار بكل القيم والمبادئ والقوانين والمواثيق التي تضبط دور الاحتلال في المناطق المحتلة، وذهب به التمادي والغرور والصلف إلى منتهاه من فرض وتشديد الحصار الطويل على قطاع غزة والتنكيل بالسجناء والموقوفين بدون وجه حق وتدنيس الأماكن المقدسة وعلى رأسها المسجد الأقصى دون رادع، مستغلًا الغطاء القانوي والسياسي والاقتصادي والعسكري الذي توفره الولايات المتحدة والغرب والمتواطئون معهما. ورغم كل الدلائل وكل التحذيرات التي أطلقها المفكرون والعقلاء من عواقب هذا السلوك المشين إلّا أن الغرور قد أعمى بصر وبصيرة قادة العدو سواء من كان منهم في الحكم أو في المعارضة.

ومع انطلاق الثورة في السابع من أكتوبر 2023. وما أحدثته من صدمة زلزلت الاحتلال بكل أركانه وكادت أن تسوي به الأرض لولا هرولة واشنطن وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي لإنقاذ ربيبتهم وقاعدتهم المتقدمة على وجه السرعة، ومع بدايات استفاقة العدو من هول الكارثة التي حلت بساحته وتوعده ووعيده وإطلاق حملته العسكرية أملا في استعادة زمام المبادرة وشيء من هيبته التي سقطت وصدور البيان العسكري لأهداف الحرب التي أراد منها حفظ ماء وجهه المسكوب والظهور بمظهر المتماسك أمام قطعان المستوطنين والعالم، والتي تتمثل في القضاء على حركة المقاومة حماس وباقي فصائل المقاومة واستعادة الأسرى لدى المقاومة.

بعد ستة أشهر من القتال الشرس لم يستطع العدو تحقيق أيٍ من أهدافه أو حتى الاقتراب من تحقيقها؛ فبالرغم من التدمير الممنهج للبنى التحتية للقطاع واستهداف البشر والحيوان والحجر يقف الاحتلال عاجزًا وفاغرًا فاهه أمام عظمة صمود المقاومة واستبسالها؛ حيث أظهرت المعارك حقائق ومعطيات ميدانية جديدة في مواجهة الروايات والتصريحات الإسرائيلية التعاقبة؛ سواء في أعداد قتلى العدو وجرحاه، أو من خلال المشاهد المصورة التي حرصت المقاومة على نشرها وحملت عناوين متعددة مثل الأنفاق والمسافة صفر والياسين 105 والميركافا والنمر وغيرها، إضافة إلى ذلك ما يواجهه جيش الاحتلال من انتقادات واسعة من بعض أعضاء حكومة الاحتلال وفي أوساط الجمهور الإسرائيلي، سواء بسبب فشله في منع الهجوم الصاعق أو في طريقة أدائه على ميادين المعارك أو فشله في تحقيق أي من أهداف هذه الحرب.

ويمكن تلخيص أبرز نقاط المأزق الذي تلبس الاحتلال وقادته في نقاط منها:

1- الفشل الذريع في إدارة الحرب وتعاظم أعداد القتلى وتفاقم أعداد الجرحى ذوي العاهات المستدامة.

2- طول مدة الحرب وما رافقها من دمار وخسائر بدون نتائج حتى الآن.

3- الفشل في تحقيق أي من نتائج الحرب المعلنة أو حتى الاقتراب منها.

4- تصاعد الغضب الشعبي وتفاقمه من قبل عائلات الأسرى ومناصريهم بحيث بات يهدد بانقسام داخلي عميق.

5- عدم رضوخ نتياهو للمطالب الشعبية العارمة بالاستقالة والذهاب الى انتخابات مبكرة تأتي بحكومة تستطيع التفاوض وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب.

6- استمرار النزيف الاقتصادي نتيجة التهجير القسري الذي مارسته المقاومة في نطاق مغتصبات غلاف غزة والتهجير الآخر الذي فرضته المقاومة على المغتصبات والمغتصبين في شمال فلسطين المحتلة في مناطق الجليل الأعلى، حيث إن تلك المغتصبات هي الرئة الاقتصادية للكيان، وما يفرضه التهجير وإسكان النازحين والمهجرين من تكاليف اقتصادية ونفسية وتعويضات هائلة.

7- هذا الصراع الداخلي الذي نشهد تصاعده بين العلمانيبن والحرديم على خلفية قانون التجنيد الإجباري الجديد الذي لا يفرق بين المتدينين والعلمانيين في التجنيد، والذي تراه الجماعات الدينية بمثابة تهديد وجودي لها، وتفضل الموت على القبول به.

8- التراجع الواضع في مكانة وسمعة الكيان على الصعيد العالمي وتنامي الانتقادات العالمية لتصرفاته الهمجية التي فاقت كل وصف في مواجهة المدنيين العزل وارتكابه جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية وتنامي الغضب الدولي في أوساط الكتاب وقادة الرأي والمفكرين والفنانين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي.

وللحديث بقية..

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سلسلة غارات وحشية على ضاحية بيروت وحزب الله يدك مواقع عسكرية في المستعمرات الصهيونية بصواريخ «فادي1»

الثورة  / متابعات

شن جيش الاحتلال الصهيوني مساء أمس سلسلة غارات وحشية على ضاحية بيروت الجنوبية، وذلك بعد دقائق من خطاب الإرهابي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك والذي أكد فيه مواصلة عدوانه على لبنان.

وتأتي هذه الغارات في اليوم الخامس لـ”أعنف” عدوان صهيوني على لبنان منذ 8 أكتوبر الماضي وفقا لتقارير إعلامية.

وكان وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أعلن في وقت سابق أمس أن 25 شخصا استشهدوا بغارات إسرائيلية على لبنان منذ الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة.

وقال الأبيض في مؤتمر صحفي بالعاصمة بيروت، إنه تم تسجيل “25 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على لبنان.

وطالب المجتمع الدولي بـ”الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها العشوائية على المدنيين”.

إلى ذلك أعلنت المقاومة الإسلاميّة في لبنان- حزب الله، أمس، عن قصف مستعمرة «كريات آتا» بصلية من ‏صواريخ «فادي 1».‏

وقالت المقاومة الإسلامية، في بيان لها: قصف ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية أمس الجمعة، مستعمرة «كريات آتا» بصلية من ‏صواريخ «فادي 1».‏

وأوضح بيان حزب الله أنّ هذا الهجوم جاء «دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا ‏عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الصهيونية للمدن والقرى والمدنيين».

من جهة أخرى أطلقت سلطات العدو الصهيوني صفارات الإنذار صباح أمس، في حيفا المحتلة، عقب إطلاق صواريخ من لبنان.

وتداول الإعلام الصهيوني، صورة يظهر بها دخان يتصاعد بفعل سقوط صاروخ في ميناء حيفا.

وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان، حزب الله، عرضت أمس الأول مشاهد من استهدافها في وقت سابق مطار مجيدو وقاعدة عاموس ومصنع زخرون التابعة جميعها لجيش العدو الصهيوني شمال فلسطين المحتلة 48 .

وقصفت طائرات العدو الصهيوني الحربية في وقت سابق منزلا من ثلاث طبقات في بلدة شبعا جنوب لبنان ما أدى إلى استشهاد عائلة من تسعة أشخاص.

وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، استشهاد 14 شخصا، فيما أصيب 38 آخرين بجروح، في الساعات الـ24 الماضية، حسب وزارة الصحة العامة اللبنانية.

واشتدت وتيرة عدوان الاحتلال بعد منتصف الليل وحتى الصباح، على مدن وقرى القطاعين الغربي والأوسط، حيث أغار طيران الاحتلال الحربي على بلدات: دير قانون النهر، والحلوسية، ودبعال، والبازورية، والشهابية، والعباسية، ومنطقة قدموس، وجل البحر، ومدخل صور الشرقي ومعركة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابات.

وواصل جيش العدو الصهيوني غاراته المكثفة على مختلف القرى والبلدات الواقعة جنوبي لبنان.

وقالت مصادر ميدانية، أن الطائرات الحربية الصهيونية استهدفت ظهر أمس بلدات: البازورية، و مجدلزون، وأطراف الغازية، وأطراف النجارية، والمحمودية، والنبطية، والشرقية، و عيتا الشعب، وقبريخا، وتول، وكونين، والحوش، والنبي ايلا، والمنطقة بين كفردونين، والشهابية، ومرتفعات الريحان، وخربة سلم، وبرج قلاويه، وفرون، ومجدل سلم، ومعروب، وصريفا، وعبا، وباريش، وحداثا، ورشاف، وزبدين.

ويتعرض لبنان لاعتداءات صهيونية على مختلف المحافظات والمناطق اللبنانية، لا سيما قرى وبلدات جنوبي لبنان، ما أدى إلى استشهاد وإصابة ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص، فيما اندفع سكان المناطق المستهدفة في موجة نزوح واسعة.

في سياق متصل استهدفت المقاومة الإسلامية في العراق، أمس، بالطيران المسيّر، الجولان المحتل، وذلك استمرارا بنهجها في مقاومة العدو، ونُصرةً لأهل فلسطين ولبنان، وردا على مجازر الاحتلال بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.

وأكدت المقاومة الإسلامية، استمرار عملياتها في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة.

يذكر أن المقاومة العراقية نفّذت هجوماً جوياً بالطيران المسيّر ضدّ هدف حيوي تابع للعدو الصهيوني في «إيلات» (أم الرشراش المحتلة) جنوب فلسطين المحتلة.

مقالات مشابهة

  • فضل الله: معركتنا هي منع العدو من تحقيق أهدافه
  • مواطن تلقى إتّصالاً من العدوّ الإسرائيليّ... ما الذي طلبه منه؟
  • تظاهرات وتنديدات عربية وإقليمية بجرائم العدو الصهيوني في لبنان واغتيال أمين عام حزب الله
  • "الجهاد": العدوان على اليمن سلسة من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعوب
  • سكان تلقوا إتّصالاً من العدوّ الإسرائيليّ... ما الذي طلبه منهم؟
  • الحرب سجال.. والقتل والتدمير لن يزيلا أثر الطوفان
  • صحيفة لبنانية: إسرائيل قفزت مرة واحدة إلى الحرب الشاملة
  • منير شفيق: الاغتيالات لا تحسم الحرب
  • سلسلة غارات وحشية على ضاحية بيروت وحزب الله يدك مواقع عسكرية في المستعمرات الصهيونية بصواريخ «فادي1»
  • فصائل تعقب على قصف الضاحية الجنوبية