خبير مصري يتوقع تصعيدا عسكريا في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
سرايا - توقع اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الاستراتيجي المصري، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا جراء الإجراءات العسكرية التي اتخذتها إسرائيل مؤخرا بعد ضرب القنصلية الإيرانية في سوريا.
وأجاب الخبير الاستراتيجي على سؤال حول الإجراءات العسكرية واللوجستية التي اتخذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة بعد استهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، دمشق، قائلا: "هناك بعض الأحداث خلال الفترة السابقة تؤشر على وجود تصعيد، ربما يحدث تصعيد خلال الفترة القادمة، الجبهة الشمالية مشتعلة، ضربات إسرائيلية شبه يومية داخل بيروت تخطت كل الخطوط الحمراء، والوصول إلى مدن بعينها تتجاوز تلك الخطوط الحمراء وتتجاوز قواعد الاشتباك".
وأضاف أن "إسرائيل فرضت قواعد اشتباك جديدة في لبنان مع عدم الرد، ومحاولة "حزب الله" لامتصاص الغضب والاحتواء دون الرد هذا جزء، أما الجزء الثاني، العملية الإسرائيلية التي قامت بها بضرب القنصلية الإيرانية أو مبنى تابع للقنصلية الإيرانية هذا أيضا على الرغم من التصريح بأن الضربة لم تكن موجهة لهدف سياسي يمثل الدولة مثل السفير أو القنصل ولكن ضرب أهداف عسكرية، هذه العملية أيضا تؤشر على احتمال تصعيد يعتمد على ردة الفعل الإيرانية خلال الفترة القادمة، الكل منتظر هل إيران قادرة على أنها تقوم بردود فعل أم لا".
وتابع: "هناك تصريحات إعلامية من قبل مسؤولين إيرانيين، يؤكدون فيها على أنه سيكون هناك رد فعل عنيف ضد إسرائيل لكن حتى الآن لم يحدث".
وأشار إلى أن "إسرائيل متخوفة لهذا وبالتالي يجب أن تعد العدة وهي عملية حشد واستدعاء الاحتياط واستنفار أمني على الجبهة الشمالية لاحتمالات وجود رد فعل إيراني على هذا".
وأردف: "إسرائيل تسعى لتنفيذ عمليات على الجبهة الشمالية، كما تريد أن تدخل في صراع مع إيران ولكن الولايات المتحدة تلجم هذه الدوافع الإسرائيلية لأن هناك قواعد اشتباك معروفة ما بين واشنطن وما بين طهران، هناك تفاهمات استخباراتية ما بين الطرفين على الحفاظ على قواعد الاشتباك بمعنى بألا يكون هناك ضربات داخل العمق الإيراني وألا يكون هناك ضربات إيرانية قوية وثقيلة للولايات المتحدة الأمريكية، وأن يكون الاشتباك من خلال الأذرع المسلحة لإيران في المنطقة".
وقال: "بالتالي الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تربك المنطقة، حيث إن إرباك المنطقة له تأثيرات مدمرة للمصالح الأمريكية في المنطقة، أولا واشنطن تريد هذه المنطقة أن تكون متوترة ولكن بدون تصعيد بمعنى أنها تقلل الاستثمارات أو الطموحات الصينية باستثمارات ضخمة في المنطقة وبالتالي تقوض الطموح الصيني في المنطقة فضلا عن أن الولايات المتحدة تحاول أن تقلل من التواجد الروسي في المنطقة فتستخدم إيران كأداة لتحقيق هذه الأهداف وفقا لإدارة الصراع بمعنى يجب أن تكون طهران منافس للدول العربية ودول الخليج".
وأشار إلى أن "تواجد إيران والتوتر في المنطقة يمنع التواجد الصيني والروسي في المنطقة وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية دائما حريصة على أنها تحد من إسرائيل أو تحد الطموحات الإسرائيلية من عمليات مباشرة مع إيران، ورفع إسرائيل لحالة التأهب في حدود الجولان والحدود الشمالية هذا أمر وارد من خلال النظر على تاريخ إسرائيل بالكامل هو رفع حالة تأهب، وهو أمر ليس بجديد، بلد تعيش في حالة حرب متشككة في كل جيرانها بسبب عزلتها الدولية، فهذا أمر طبيعي، لكن رفع حالة التأهب خلال هذه الأيام يرجع إلى العملية التي ارتكبتها بجوار السفارة أو القنصلية الإيرانية في دمشق وتعهد دمشق بالرد".
وأضاف أن "إسرائيل دائما كلما تقوم باغتيال أحد الشخصيات الإيرانية تقوم برفع حالة التأهب في الجيش، وهذا أمر معتاد، ربما يكون هناك رد إيراني".
ونوه إلى أن الرد "قد يكون من خلال الأذرع المسلحة لإيران وليس من خلال إيران نفسها ومن الصعب أن يكون هناك ضربات مباشرة أو تخطي الحدود الحمراء".
وقال الخبير: "إن إيران تعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تدخل على خط المواجهة وستدعم إسرائيل تماما وبالتالي طهران حذرة من هذا".
وختم عبد الواحد أن "إيران تأخذ وقتا في حساباتها وأن الضربة ستكون ضربة رمزية من خلال أذرعها وستصعد على الجبهات الأخرى خصوصا جبهة الحوثي، إذ ممكن من خلاله اشتباكات واسعة، وهي الجبهة التي فيها حرية شديدة جدا ومؤثرة دوليا على مستوى العالم، إيران قالت للعالم كلها إنها تستطيع أن تؤثر على العالم كله (حجم التجارة العالمي) وتستطيع أن تؤثر على (مصاريف التأمين) و"رفع أسعار السلع" في العالم كله وليس في منطقة".
إقرأ أيضاً : المرصد السوري: إطلاق المضادات الجوية تجاه هدفين مشبوهين بريف دمشقإقرأ أيضاً : القسام تستهدف 3 دبابات وتحول 6 جنود صهاينة إلى أشلاء شرق خانيونس إقرأ أيضاً : انفجارات متتالية تهز العاصمة السورية دمشق
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القنصلیة الإیرانیة المتحدة الأمریکیة الولایات المتحدة فی المنطقة یکون هناک من خلال
إقرأ أيضاً:
فرصة تاريخية أمام أمريكا في الشرق الأوسط
ترجمة - نهى مصطفى -
لطالما شكل الشرق الأوسط مقبرةً للطموحات الدبلوماسية الأمريكية، إذ يغادر الرؤساء المتعاقبون السلطة تاركين المنطقة في وضع أكثر تعقيدًا مما سبق.
سعى بيل كلينتون لتحقيق اختراق في عملية السلام، لكن جهوده انتهت باندلاع الانتفاضة الثانية. أطاح جورج دبليو بوش بصدام حسين، فتحول مشروعه إلى مستنقع عزز نفوذ إيران. حاول باراك أوباما استثمار الربيع العربي ووقّع اتفاقًا نوويًّا مع طهران، لكن صعود تنظيم داعش وحرب سوريا عرقلا مساعيه. انسحب دونالد ترامب من الاتفاق النووي وقُتل قاسم سليماني، لكنه ترك إيران أكثر جرأة. أما جو بايدن، فركز على تحقيق الاستقرار، ليجد نفسه في عامه الأخير يواجه تداعيات هجمات 7 أكتوبر 2023 والحرب في غزة.
يجد ترامب نفسه اليوم أمام فرص حقيقية في الشرق الأوسط، قد تمنحه نفوذًا، لكنه في المقابل قد يفاقم أزمات المنطقة، كما بدأ بالفعل عبر خفض المساعدات ودعوته لإخلاء غزة. خلال ولايته، سيعتمد مصير الشرق الأوسط إلى حد كبير على قراراته، بين اغتنام الفرص أو تبديدها باندفاعه.
ترِكة ترامب الأولى تتعلق بإيران، التي كانت لعقود في صميم أزمات الشرق الأوسط. اليوم، تبدو طهران أضعف من أي وقت منذ ثورة 1979، مع محاصرة حماس وحزب الله عسكريًّا، وفشل صواريخها الباليستية في مواجهة الدفاعات الإسرائيلية، وفقدانها السيطرة الفعلية على سوريا، التي باتت تحت تحالف مناهض لها. في حين يعاني اقتصادها من سوء الإدارة والعقوبات وتراجع أسعار النفط.
في ظل هذه الأوضاع، بدأ القادة الإيرانيون يلمحون إلى انفتاح على اتفاق نووي جديد، إذ تبدو البدائل أكثر سوءًا. انتُخب الرئيس مسعود بيزشكيان عام 2024 ببرنامج يركز على تحسين الاقتصاد، وهو هدف لا يمكن تحقيقه دون اتفاق مع واشنطن وتخفيف العقوبات. أما المرشد الأعلى علي خامنئي، فرغم تشدده، يدرك تراجع قدرة إيران على الردع، في مقابل استعداد أمريكي-إسرائيلي متزايد للضربات الهجومية، خاصة في ظل حكومة نتنياهو وترامب غير المتوقعة.
أبدى ترامب اهتمامًا بالاتفاق، وقد يدفعه المشهد الاستراتيجي الجديد للحصول على تنازلات إيرانية غير متوقعة، تشمل قيودًا مشددة على التخصيب النووي، وضوابط دائمة، وحدودًا على الصواريخ الباليستية والتدخل الإقليمي.
رغم ذلك، تبقى حدود للتنازلات الإيرانية، وقد يتجاوز ترامب السقف المطلوب. لكن إبرام اتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي ويحدّ من نفوذها الإقليمي يبدو أكثر واقعية من أي وقت مضى. وإذا نجح ترامب في هذا، فسيتمكن من التباهي بـ«صفقة أفضل» من اتفاق أوباما، وبيعها للكونجرس.
الفرصة الثانية المتاحة لترامب في المنطقة هي إنهاء حرب غزة، التي تُعد أكبر انتكاسة للسلام والاستقرار منذ حرب العراق، وبدء عملية تحقيق الاستقرار في «اليوم التالي». فمنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وردّ إسرائيل العنيف، غرقت غزة في مأساة غير مسبوقة. لكن وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن، الذي تم التوصل إليه في 15 يناير بعد محاولات فاشلة وبمساعدة فريق ترامب القادم، قد يوفر مسارًا لإنهاء الحرب. وبعد 15 شهرًا من الدمار، أوقفت إسرائيل العمليات الكبرى، وبدأت حماس بإطلاق سراح الرهائن، وبدأ سكان غزة بالعودة إلى ديارهم.
المرحلة الأولى من الاتفاق محدودة زمنيًّا، ولا ضمان لاستمراريتها. ويعتمد الانتقال إلى المرحلة الثانية على قرارات صعبة بشأن إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين، والسجناء الفلسطينيين، ومصير حماس. كانت صور الرهائن الهزيلين الذين أُطلق سراحهم في 8 فبراير تذكيرًا لإسرائيل بضرورة التوصل لاتفاق جديد قبل وقوع المزيد من الوفيات. وفي المقابل، تدرك حماس أن رفض الصفقة قد يكون مكلفًا، خاصة بعد تهديد ترامب بـ«الجحيم» وغياب أي دعم مرتقب من إيران أو حزب الله، مما دفعها أساسًا للموافقة على الاتفاق. إذا تمكن ترامب من تمديد الهدنة أو منع استئناف القتال، فسيكون أمامه فرصة لوضع أسس استقرار جزئي في غزة والضفة، وتمهيد الطريق لاتفاق «التطبيع» بين إسرائيل والسعودية، وتوسيع اتفاقيات أبراهام. غير أن هذا يتطلب إنهاء الحرب، إلى جانب التزام إسرائيلي بمسار يقود إلى دولة فلسطينية، وهو أمر مستبعد مع الحكومة الحالية، لكنه قد يصبح ممكنًا تحت ضغط ترامب، خاصة إذا رأى فيه فرصة للفوز بجائزة نوبل للسلام.
ورث ترامب أيضًا فرصًا في لبنان، حيث كانت آفاق البلاد قاتمة حتى قبل حرب غزة، لكنها ازدادت سوءًا مع اندلاع المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، ما أسفر عن آلاف الضحايا ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين. عانى لبنان لعقود، وتفاقمت أزمته منذ 2011 مع تدفق أكثر من مليون لاجئ سوري. غير أن إضعاف حزب الله منح البلاد أخيرًا فرصة للتحرر من النفوذ الإيراني وبناء دولة أكثر استقرارًا وسيادة.
جاءت هذه الفرصة نتيجة للخسائر الفادحة التي تكبدها حزب الله منذ أن أخطأ في الانخراط بالحرب مع إسرائيل عقب هجمات 7 أكتوبر. رغم دعوات بعض المسؤولين الإسرائيليين لعملية عسكرية كبرى ضد الحزب، تردد نتنياهو في البداية تحت ضغط إدارة بايدن لتجنب التصعيد الإقليمي. وبحلول أواخر 2024، صعّدت إسرائيل ضرباتها ضد حزب الله، مستهدفة قادته ومقاتليه عبر عمليات اغتيال دقيقة، بما في ذلك مقتل حسن نصر الله، إضافة إلى غارات جوية دمرت بنيته التحتية العسكرية. وفي نوفمبر 2024 وافق حزب الله على وقف إطلاق النار دون شرط إنهاء حرب غزة، وسحب قواته إلى شمال الليطاني، ما أتاح انتشار آلاف الجنود اللبنانيين في منطقة عازلة بالجنوب.
كما فتح الاتفاق الباب أمام تغييرات سياسية كبرى، حيث تم انتخاب قائد الجيش السابق جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، والفقيه نواف سلام رئيسًا للوزراء، وكلاهما ملتزم بتحسين الحكم وتعزيز استقلال لبنان. لا يزال حزب الله مؤثرًا في السياسة اللبنانية، لكن نفوذه تراجع بشكل ملحوظ، لا سيما مع تزايد سخط اللبنانيين من قيادته. كما أن قدرة إيران على دعمه ضعفت بفقدانها لنفوذها في سوريا. في ظل هذه الظروف، قد تحصل الحكومة اللبنانية الجديدة على دعم سياسي واقتصادي وعسكري دولي، بما في ذلك من الولايات المتحدة. وإذا تمكن ترامب من تجاوز معارضته التقليدية للمساعدات الخارجية، فستكون لديه فرصة لتعزيز قدرات الحكومة والجيش اللبنانيين، ما قد يسهم في مزيد من تهميش حزب الله والحد من النفوذ الإيراني في لبنان.
وأخيرًا، تأتي الفرصة الأكثر إثارة للدهشة في سوريا، التي كانت واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في الشرق الأوسط على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية. فبعد سنوات من محاولات عزل بشار الأسد أو الإطاحة به، بحلول عام 2020، كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد تقبلوا إلى حد كبير واقع استمرار حكمه. لكن مع انشغال العالم بأزمة غزة، ومع إضعاف إيران وروسيا بسبب صراعاتهما مع إسرائيل وأوكرانيا، وجدت المعارضة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، فرصة للتحرك. ولم يكن من قبيل المصادفة أن تشن الهيئة هجومها العسكري مباشرة بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، الذي منع الجماعة اللبنانية من التدخل لإنقاذ الأسد كما فعلت عام 2011 عندما كان نظامه على وشك الانهيار.
المفاجئ بنفس القدر أن هيئة تحرير الشام، التي لا تزال مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، أعلنت التزامها بحقوق الإنسان واحترام الأقليات، ونأت بنفسها عن ماضيها المتشدد. فجأة، اختفى النظام السوري الذي كان حجر الزاوية لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وشريان الدعم لحزب الله، ومستضيفًا للقوات الروسية، ومصدرًا رئيسيًّا لتجارة المخدرات، ليحل محله احتمال قيام سوريا جديدة. ولا يزال على الرئيس الجديد، أحمد الشرع، إثبات التزامه بتحقيق تغيير حقيقي، لكن مجرد وصوله إلى الحكم كان أمرًا لا يمكن تصوره قبل أشهر فقط.
ورغم أن السياسة الأمريكية لن تكون العامل الحاسم في تحديد نجاح أو فشل الوضع في سوريا، فإن واشنطن قادرة على التأثير. فقد يقرر ترامب رفع تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية في مقابل التزامها بالحكم الرشيد والتعاون في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الإبقاء على وجود عسكري أمريكي متفق عليه في الشمال الشرقي لمنع عودة تنظيم داعش. كما قد يخفف العقوبات ويدعم الاقتصاد السوري إذا التزمت الحكومة الجديدة بإغلاق القواعد البحرية الروسية. وقد يساعد سوريا في إيجاد بدائل للحبوب والنفط لتعويض خسارة الإمدادات الروسية والإيرانية. إضافة إلى ذلك، قد يستخدم ترامب نفوذ واشنطن لدى تركيا والأكراد السوريين لتسهيل اتفاق سياسي بينهم وبين النظام الجديد في دمشق.
لا تزال التحديات والمخاطر في الشرق الأوسط هائلة، بدءًا من الحكومات الضعيفة والصراعات العرقية والطائفية، وصولًا إلى التداعيات المستمرة لحرب غزة. لكن سيكون من الخطأ تجاهل الفرص التي خلقها المشهد الاستراتيجي الجديد، والتي بدت قبل عام أو حتى بضعة أشهر فقط بعيدة المنال. ولا شك أن ترامب سيرغب في تحقيق نجاح حيث فشل غيره من الرؤساء الأمريكيين، وهو ما يجعل أي شخص مهتم بالمنطقة يأمل في أن يتمكن من اغتنام هذه الفرصة.
فيليب جوردون دبلوماسي أمريكي وباحث في العلاقات الدولية.
نشر المقال في Foreign Affairs