عربي21:
2025-02-06@07:50:27 GMT

هل ينجح الجزائر في إنشاء كيان مغاربي جديد؟

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

في لقاء صحفي مؤخرا أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عن عزم بلاده إيجاد كيان مغاربي مشترك، وكان تبون قد عقد اجتماعا على هامش قمة الغاز في مطلع الشهر المنصرم ضم الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، تناول هذا الموضوع، غير أن  ردود فعل من الاطراف المعنية لم تظهر على السطح، باستثناء الموقف الموريتاني.



دعوة تبون يلفها غموض، ذلك أن قمة مغاربية من المفترض أن تعقد في تونس الشهر الجاري، فلماذا كيان مغاربي جديد، والكيان التقليدي ما يزال قائما؟! وكيف يمكن تمرير هذا الكيان الجديد دون إصدار شهادة وفاة المنظمة القائمة وهي الاتحاد المغاربي؟!

غير أن عوامل نجاح تأسيس كيان مغاربي جديد قد لا تكون متوفرة، وأمام الجزائر عقبات كؤود لتمرير خطتها، أهمها قبول الأطراف المغاربية مجتمعة بالفكرة، وهذا ما لا يمكن التسليم به، والبداية كانت من نواكشوط التي تحفظت على الخطة الجزائرية.

الوهن والهزال الذي يصيب الاتحاد المغاربي يدفع للتفكير في البحث في أسباب ضعفه وإخفاقه بل حتى تجاوزه والتفكير في تبني مقاربة مؤسساتية تحقق الأهداف التي تسعى دول المغرب العربي لتحقيقها على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والامنية، غير أن خطة الجزائر لا تأتي في هذا السياق.

ليس من المتوقع أن تشرك الجزائر الرباط في مشاورات أولية لتشكيل كيان مغاربي مشترك كما أطلق عليه تبون، والأسباب معلومة للجميع، بالمقابل، كيف يمكن أن تمرر الجزائر مشروعا مغاربيا مشتركا المغرب ليست طرفا فيه، بل من المتوقع أن تعارضه، ومعلوم الدور الريادي للمغرب في إنشاء وتطوير الاتحاد المغاربي، فمن العسير إقناع المغرب بأن الخطة الجزائرية تخدم مصالح الأطراف المغاربية وتهدف إلى تخطي أسباب إخفاق الاتحاد القائم.

عندما سئل تبون في نفس المقابلة الصحفية عن النزاع حول الصحراء الغربية كرر الموقف التقليدي للجزائر من النزاع، وفي هذا إشارة إلى عدم رغبة الجزائر في تجاوز أحد أهم أسباب فشل الاتحاد المغاربي، وهو الخلاف بين أكبر قطرين مغاربيين، ويستنج من هذا أنه ليس في نية الجزائر إيجاد كيان مغاربي متماسك وفعال بمبادرتها الجديدة.

يمكن القول أن الجزائر تبحث عن منتظم موازي يعزز من الموقف الجزائري من القضايا الإقليمية وغيرها، ويضيف ولو القليل إلى الثقل الجزائري في المنتظم العربي والدولي، ويمكنها من لعب دور أكبر في الأزمتين الليبية والتونسية، وقد تنتهي المبادرة الجزائرية إلى عقد اتفاقية تضم الدول الثلاث تستند على أهداف وأسس ومنطلقات الاتحاد المغاربي ولا توازيه.ما يذهب إليه التفكير في محاولة فهم دافع الرئيس تبون لإنشاء كيان مغاربي جديد هو ربما السعي لتمكين الجزائر من لعب دور أكبر في القضيتين الليبية والتونسية، وإعادة تموضع الجزائري مغاربيا وحتى عربيا وإقليميا من خلال قيادة عدد من الدول المغاربية، ويبدو أن تبون يرى أن الفرصة سانحة والوقت مناسب لتمرير مثل هذا المشروع.

ربما لم يكن اختيار الجزائر أن تكون البداية مع تونس وليبيا عفوية، ذلك أن ظروف البلدين السياسية تجعلهما في موقف ضعف وفي حاجة لدعم الجزائر، فتونس تمر بوضع سياسي واقتصادي شديد التأزيم، وليبيا تعاني من انقسام سياسي وصراع على القرار المالي، وكلاهما يحتاج طرفا إقليميا يتمتع نسبيا بالاستقرار وله وزنه السياسي والاقتصادي في المنطقة.

يفهم من تصريح الرئيس تبون أن حوارا حول مبادرته وقع مع سعيد والمنفي، وعدم تعليق المذكورين على تصريحات تبون يشي بعدم الرغبة في إحراجه والاستعداد لمجاراته تقديرا لمكانة الجزائر والتخوف من خسارتها كطرف إقليمي مساند، لكن لا نستطيع التأكيد أن تونس وطرابلس ستمضيان في مشاركة الجزائر إنشاء كيان مغاربي موازي.

والخلاصة هي أن الجزائر لا تهدف من دعوتها لتونس وليبيا لتكوين جسم مغاربي متماسك مبني على أسس قوية تحقق التعاون المشترك، وقد تكون الغاية هي تحقيق مكاسب فورية عبر تكتيك سريع، وسيكون من العسير على الجزائر إقناع جميع الاطراف المغاربية بجدوى إنشاء جسم مغاربي جديد دون تجاوز الجسم القائم وهو الاتحاد المغاربي، ولو أن الجزائر طرحت مبادرة لإعادة تقييم الاتحاد المغاربي وعرضت أفكارا لتفعيله لكانت مبادرتها أكثر قبولا من الجميع.

عليه يمكن القول أن الجزائر تبحث عن منتظم موازي يعزز من الموقف الجزائري من القضايا الإقليمية وغيرها، ويضيف ولو القليل إلى الثقل الجزائري في المنتظم العربي والدولي، ويمكنها من لعب دور أكبر في الأزمتين الليبية والتونسية، وقد تنتهي المبادرة الجزائرية إلى عقد اتفاقية تضم الدول الثلاث تستند على أهداف وأسس ومنطلقات الاتحاد المغاربي ولا توازيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجزائري الاتحاد المغرب العربي المغرب العربي الجزائر اتحاد رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد المغاربی أن الجزائر

إقرأ أيضاً:

تصريحات تبون حول التطبيع مع إسرائيل.. مناورة سياسية مفضوحة والهدف النيل من المغرب

زنقة 20 | الرباط

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن بلاده مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية كاملة، مؤكدا أن الجزائر لا مشكلة لها مع إسرائيل إلا لكونها دولة احتلال.

تصريحات تبون فاجأت الجزائريين أنفسهم ، وكشفت بحسب مراقبين تناقضات السياسة الخارجية للجارة الشرقية عنوانها الأبرز “التطبيع مع إسرائيل والعداء للمغرب”.

ووفق متتبعين ، فإن هذا التحول الجذي في موقف الجزائر من إسرائيل بعيدا عن الخطاب التقليدي الشعبوي السابق لتبون، يأتي هذا في وقت تصعّد فيه الجزائر عداءها تجاه المغرب، خصوصًا في قضية الصحراء المغربية.

هذا التناقض يثير تساؤلات حول حقيقة توجهات النظام الجزائري، الذي طالما ادّعى دعم القضية الفلسطينية، ليكشف الآن عن أولوياته الحقيقية وهي مواجهة المغرب.

ووفق محللين، فإن تبون يسعى من خلال هذا التصريح إلى تحقيق هدفين رئيسيين وهما التخلص من الشعارات الشعبوية المناهضة لإسرائيل ، حيث يحاول النظام الجزائري، التخلي تدريجيًا عن الخطاب العدائي تجاه إسرائيل، وذلك لتجنب أي ضغوط من اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، خصوصًا بعد عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي.

و استغلال مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل ، حيث يحاول الركوب على ملف التطبيع العلني بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والذي يُعتقد أنه سيؤدي، ولو بشكل صوري، إلى وضع خريطة طريق نحو إقامة دولة فلسطينية في المستقبل القريب.

في هذا السياق، قد يسعى النظام الجزائري إلى فتح قنوات تواصل مع إسرائيل، مدعيًا أمام الرأي العام المحلي أن الجزائر كانت جزءًا من الضغوط التي دفعت تل أبيب إلى قبول حل الدولتين هذه الخطوة قد تشكل بداية لمفاوضات غير معلنة بين الجزائر وإسرائيل، تمهيدًا لمسار تطبيع تدريجي.

أما الهدف الحقيقي من هذا التحول ليست القضية الفلسطينية، بحسب محللين ، فهو الجلوس مع إسرائيل للتفاوض حول ملفات تخص الجزائر، وعلى رأسها المغرب ، بعدما عبرت عن مخاوفها بشأن بعض الصفقات العسكرية بين الرباط وتل أبيب.

و تحاول الجزائر بهذا التصريح ، الضغط على إسرائيل لوقف دعم المغرب دبلوماسيًا في ملف الصحراء المغربية، سواء داخل الولايات المتحدة أو عبر نفوذها في إفريقيا وأوروبا.

تصريحات تبون وفق محللين، كشفت الغطاء عن حربائية النظام الجزائري الذي يقول كلاما في الاعلام و يعمل عكسه في الكواليس ، مؤكدين أن النظام العسكري الجزائري يسعى لتحقيق هدف رئيسي من كل هذا وهو عرقلة المكاسب الدبلوماسية للمغرب، حتى ولو كلفه ذلك تنازلات مفضوحة، تعكس تناقض المواقف الجزائرية بين الخطاب العلني والممارسات الفعلية.

مقالات مشابهة

  • لماذا لم ينجح العراق في إطلاق صندوق سيادي؟
  • الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين
  • الشيخ عكرمة: المحادثات مع الرئيس تبون عكست متانة العلاقة بين الجزائر وفلسطين
  • تصريحات السفراء عقب تسليم أوراق إعتمادهم للرئيس تبون
  •  الرئيس الجزائري: تنظيف النفايات النووية في الجزائر إلزامي على فرنسا
  • الرئيس الجزائري يعلن شروط «التطبيع» مع إسرائيل ويردّ على تصريحات فرنسا المسيئة!
  • تبون: الجزائر مستعدة للتطبيع مع إسرائيل إذا تم إنشاء دولة فلسطينية
  • تبون ومتلازمة الهوس بالمغرب…حوار لوبينيون يكشف عزلة الجزائر وزيف دعم فلسطين
  • تصريحات تبون حول التطبيع مع إسرائيل.. مناورة سياسية مفضوحة والهدف النيل من المغرب
  • تبون يلوح بتسليح البوليساريو لمحاربة المغرب