لم تلتفت إليهم عدسات الكاميرا.. قصة أبطال ملحمة إنقاذ حياة أحمد رفعت
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
في واقعة ظل أبطالها خلف الكواليس ولم تلتفت إليهم عدسات الكاميرا رغم أنهم أبطالها، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا بخبر إصابة لاعب نادي فيوتشر أحمد رفعت، بعد سقوطه فجأة خلال مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندري، بسبب توقف عضلة القلب، ونقل على إثرها إلى مستشفى زمزم بمحافظة الإسكندرية، والتي شهدت ملحمة بطولية من أعضاء الفريق الطبي بالمستشفى، لإنقاذ حياة اللاعب، في واقعة وصفها الكثيرون بـ"المعجزة".
جهود إنقاذ اللاعب بدأت باستقباله في قسم الطوارئ بمستشفى زمزم، حيث استقبله د. محمد علاء طبيب العناية المركزة والفريق الطبي بالمستشفى، وأجرى له الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي لمدة ساعتين، حتى عودته للحياة، ودخوله إلى العناية المركزة ووضعه على أجهزة التنفس الصناعي.
"رحلة علاج اللاعب أحمد رفعت داخل مستشفى زمزم استغرقت نحو 16 يوما، تلقى خلالها الرعاية الطبية على أكمل وجه، حتى عاد إلى وعيه بشكل كامل"، يقول استشاري العناية المركزة بمستشفى زمزم أ.د عماد حمدي، مضيفا أن الأطباء في المستشفى اتبعوا البروتوكولات الطبية العالمية في العلاج منذ اللحظة الأولى، حتى تكللت جهودهم بالنجاح في إنقاذ حياة اللاعب.
وأضاف د. عماد حمدي، أن اللاعب أحمد رفعت تم نقله إلى إحدى مستشفيات القاهرة بناء على رغبته وأسرته، بعدما تحسنت صحته، واسترد وعيه بالكامل، وتم فصله من على جهاز التنفس الصناعي، والاطمئنان على حالة القلب التي كانت تعمل بشكل جيد، دون اضطرابات، بفضل من الله سبحانه وتعالى، والفريق الطبي بمستشفى زمزم.
وأشار إلى أن الفريق الطبي المعالج ضم كل من أ.د أحمد المنشاوي استشاري العناية المركزة، وأ.د عماد حمدي استشاري العناية المركزة، ود. تامر سالم مدير العناية المركزة بمستشفى زمزم، وعدد من الأطباء الأخصائيين هم د. محمد علاء الدين منصور، ود. رامي أحمد، ود. محمد الشرقاوي، ود. وسام صلاح، ود. أحمد عبدالرحمن، ود. هيثم مجدي، ود. أحمد غالي، ود. محمد مرتضي، ود. أسماء الأمين، ود. عصام عبد النبي، ود. آمنه أبو بكر، ود. أمنية سيد، بالإضافة إلى طاقم التمريض بالمستشفى.
ووجه نقيب الأطباء د. أسامة عبد الحي، الشكر لجموع أطباء مصر على جهودهم، مؤكدا ضرورة توفير بيئة عمل مناسبة للأطباء، وسرعة إصدار قانون منضبط للمسئولية الطبية، يضمن إجراء التحقيق مع الطبيب بمعرفة لجنة فنية متخصصة، والعقوبات فيه تكون تعويضات للمريض في حالة ثبوت الخطأ وليس الحبس، والتأمين بشكل إجباري ضد أخطاء المهنة، وتغليظ عقوبة الاعتداء على المنشآت الصحية والعاملين فيها، وجعلها جريمة لا يجوز التصالح فيها، وغيرها من المطالب المشروعة.
وتوجه نقيب أطباء الإسكندرية د. عبد المنعم فوزي، بخالص الشكر للفريق الطبي المعالج للاعب أحمد رفعت، والذى استطاع إنقاذ حياته، مشيرا إلى أن الأطباء هم عماد النظام الصحي في مصر، ونموذج يحتذى به في العطاء ويمثلون طاقة أمل خاصة وقت الأزمات، ورغم ذلك يواجهون تحديات عدة يوميا، يجب على الحكومة وكل الجهات المعنية الانتباه لها، والعمل على تذليلها.
وتوجه أمين عام نقابة الأطباء د. محمد فريد حمدي، بتحية شكر وإجلال إلى الفريق الطبي الذي أسعف لاعب نادي فيوتشر أحمد رفعت، وإلى جميع الأطباء وأعضاء الفريق الطبي الذين يبذلون كل ما في وسعهم يوميا لإنقاذ حياة آلاف المرضى، في ظل ظروف عمل الجميع يعلم مدى صعوبتها.
وقال د. محمد فريد حمدي، إن الأطباء يؤدون رسالتهم بكل إخلاص في جميع أقسام المستشفيات المصرية لعلاج المرضى والمصابين وتخفيف آلامهم، ومع ذلك يعانون العديد من المشكلات، لافتا إلى أن حلول هذه المشكلات يعلمها الجميع لكن إرادة اتخاذ القرارات التي من شأنها حل هذه المشكلات غائبة.
وشدد مقرر لجنة الإعلام بالنقابة العامة للأطباء د. أحمد مبروك الشيخ، على ضرورة تحسين بيئة عمل الأطباء داخل المستشفيات، وتوفير الأجهزة والمستلزمات لضمان تقديم رعاية طبية جيدة وآمنة وتحسين أحوال إقامة الاطباء داخل المنشآت (سكن – تغذية)، بالإضافة لرفع رواتب الأطباء المتدنية، وزيادة المعاشات وإقرار صندوق المعاش التكميلي الذي قدمته النقابة.
وأشار إلى ضرورة إزالة مشكلات ومعوقات تراخيص المنشآت الطبية الخاصة المعقدة والباهظة التكاليف، ووضع حلول جذرية لمشاكل تكليف الأطباء حديثي التخرج وتوفير أماكن إقامة لائقة لهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد رفعت نادى فيوتشر أحمد رفعت لاعب فيوتشر الاسكندرية نقيب الأطباء نقيب أطباء الإسكندرية العنایة المرکزة الفریق الطبی إنقاذ حیاة أحمد رفعت
إقرأ أيضاً:
رمضان زمان| حديث الصباح والمساء.. ملحمة درامية مستوحاة من إبداع نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
إذا كنا نتحدث عن الدراما العميقة التي تأسر القلوب، فلا بد أن نذكر "حديث الصباح والمساء"، العمل الذي استطاع أن يترجم عبقرية نجيب محفوظ إلى دراما تليفزيونية أبهرت المشاهدين. المسلسل ليس مجرد قصة عادية، بل هو ملحمة إنسانية تتنقل عبر الأجيال، وتسرد حكايات الحب، الخيانة، الصراع الاجتماعي، والتغيرات السياسية التي أثرت في المجتمع المصري.
يقدم "حديث الصباح والمساء" تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي من خلال ثلاث عائلات، تبدأ من منتصف القرن التاسع عشر وتمتد حتى نهاية القرن العشرين. هذه العائلات هي: عائلة البدري: التي تمثل الطبقة الغنية وأصحاب النفوذ، وعائلة السماحي: التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وتحاول الصعود اجتماعيًا، وعائلة السُرّاج: التي تمثل الطبقة الكادحة والمسحوقة.
تتشابك مصائر الشخصيات عبر الأجيال، حيث تتحول حياة بعضهم من الفقر إلى الثراء، ومن النفوذ إلى الضياع، بينما يظل آخرون عالقين في دوامة الصراعات العائلية والحب المستحيل.
أحد الجوانب العبقرية في المسلسل هو الطريقة غير التقليدية في السرد، حيث يتم تقديم القصة من خلال الأسماء المرتبة أبجديًا، مما يعطي المشاهد إحساسًا بالقدرية ودائرة الحياة التي تتكرر بين الأجيال.
وحقق المسلسل نجاحًا هائلًا عند عرضه لأول مرة في رمضان ٢٠٠١، وكان واحدًا من الأعمال القليلة التي استطاعت أن تحوّل رواية أدبية إلى دراما تليفزيونية بنفس العمق والجمال.
تميز المسلسل بسيناريو محكم وحوارات فلسفية تحمل لمسة نجيب محفوظ، إلى جانب موسيقى تصويرية ساحرة من ألحان الموسيقار ياسر عبد الرحمن، التي أضافت بعدًا عاطفيًا عميقًا للأحداث. وعلاوة على الأداء التمثيلي المذهل من نجوم كبار ، مثل ليلى علوي، أحمد خليل، وأحمد ماهر.
قصة العمل مأخوذة عن رواية نجيب محفوظ، والمعالجة الدرامية والسيناريو محسن زايد، وإخراج أحمد صقر، ومن بطولة ليلى علوي، عبلة كامل، أحمد خليل، دلال عبدالعزيز، خالد النبوي، أحمد ماهر، سوسن بدر، محمود الجندي، وأحمد رزق.
"حديث الصباح والمساء" لم يكن مجرد مسلسل، بل كان رحلة عبر الزمن، حيث تتكرر المصائر، وتتشابك الحكايات، في لوحة فنية بديعة رسمها نجيب محفوظ وأعاد إحياءها صُنّاع المسلسل ببراعة، إنه واحد من أعظم الأعمال الدرامية في تاريخ التليفزيون المصري، وسيظل دائمًا مصدر إلهام لعشاق الدراما الراقية.