علي جمعة يوضح شروط الإنابة في الحج
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
وجه أحد الحاضرين ببرنامج “ نور الدين” الذي يقدمه الدكتور علي جمعة، مفتي الديار السابق، سؤالا له، حول إن الحج يتطلب وجود الجسد العنصري أو الحقيقى، إذن متى يجوز الحج بالإنابة فى ظل هذه الإشكالية؟.
علي جمعة: التبرع بأموال الحج والتصدق بها لا يسقط الفريضة (فيديو) على جمعة: السيلفي والتصوير في الحج والعمرة قلة أدب مع الله (فيديو)
وقال جمعة إن "الحج بالإنابة خلاف الأصل، والأصل في الشريعة إنه مينفعشي أتحمل عنك الصلاة ولا ينفع أتحمل الصيام والزكاة، فيما يخص الحج الرجل مات وبالتالي غير قادر على هذا الفعل، وإحنا بنقول ولد صالح يدعو له، ينفع ابنه يحج بعد أن حج عن نفسه، وبالتالي يحج الإنسان عن نفسه ثم يحج عن المتوفي".
وأضاف: "ومن شروط الإنابة أن يكون المتوفى لم يحج من قبل، والدعاء يكون خلال الحج لمن يريد من الراحلين، الإنابة هنا خلاف الأصل، وفيما يخص المحبوس أو الممنوع من الخروج من البلد، وبالإجماع لا يجوز الإنابة والفكر الفقهي يعمل وفق هذه الرؤية".
حكم برامج المراهنات
وخلال الحلقة أجاب جمعة على سؤال: "انتشر خلال الفترة الماضية بين الشباب الكثير من البرامج التي تعتمد في مكسبها على المراهنات.. بتكون لعبة وفيها رهان واللى بيسكب بياخد الأموال دي.. ما حكم الشرع؟".
وأكد أنه مازال حكم الدين ثابت في إنشاء النفسية السوية.. كل أحكام الدين لا تريد قهرا للنفس البشرية ولا تريد ظلما بين الناس.. عرف العلماء القمار واللى اسمه في اللغة العربية "الميسر".. القمار والميسر في تردد الأمر بين شيئين.. اخوفهم اغلبهم وهذا يعني أن واحد جاءه وركبنا معاه سفينة وبعدين قالي ايه رأيك هرمي الشبكة في المياه.. واللى هيطلع تدفع قصاده 100 جنيه بدون علم اللى هيطلع من المياه وممكن الشبكة دي تطلع فاضية أو أشياء بلا قيمة أو يجيلك 100 كيلو سمك.. في هذه الحالة هناك تردد بين أمرين".
وواصل جم أنه "في الغالب يطلع سمك قليل وهو نفس الأمر.. نلعب لعبة وندفع لو كسبت تاخد الفلوس كلها وبتاعت غيرك فيما يخص التردد بين أمرين.. وعلى حسب عدد الاشتراك في اللعبة.. وبالتالي ممكن تكون المكاسب هائلة ومغرية وبمبالغ مادية كبيرة وهي نفس فكرة سباق الخيل وهذا الأمر على التحريم واللى اختلف بس المساحة والإغراء لكن نفس الفكرة وبالتالي هذا قمار.. وبعيدا عن الخدمة الاجتماعية.. وهذه التطبيقات حرام وهي قمار".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نور الدين علي جمعة الحج الحج بالإنابة الصيام شروط الإنابة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الفتن سببها العبد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه في محاولة للبحث عن المخرج من الفتن التي تحيط بنا، والتي أرى أن سببها الأساسي البعد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ، والاستخفاف بأمر الطعام، ومعاجزة الله في آياته وكونه، وتقديم الإنجاز على الأخلاق.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان نبحث عن النخبة كمحاولة للخروج من الفتن، تلك النخبة التي أرشدنا الله للاستفادة من خبرتها فقال تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) , فالله تعالى أمرنا أن تكون لنا نخبة، فضيعنا النخبة، والنخبة قد تكون طاغية، وقد تكون صاغية.
أما الطاغية فالتي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف وتتجبر في الأرض وتكفر بالله رب العالمين، وأما الصاغية فالتي صغت قلوبها لذكر الله لا تريد علوا في الأرض ولا فسادا، لقد استبدلنا بالصاغية الطاغية، أهلكنا الصاغية وأخرناهم عن القيادة وعن العمل في الحياة الدنيا وقدمنا الطاغية ثم بعد ذلك اختلط الحابل بالنابل، فلا الطاغية بقت ولا الصاغية حلت محلها وأصبح الناس شذر مذر لا ملأ لهم ولا أهل ذكر يرجعون إليهم ويلتقون حولهم.
كان هذا بدعوى الشعبية والديمقراطية، وأن العصر هو عصر تلك السماتالتي تخالف سنن الله في خلقه، ولا يقوم بها المجتمع ولا تستقر بها نفس ، فالتساوي المطلق الذي تدعو إليه الديمقراطية، هو أحد إفرازات النسبية المطلقة، وهو أمر مرفوض.
وأن القضاء على النخبة والدعوة إلى التساوي المطلق، قد تتضمن في طياتها هلاك العالم، وهناك مجموعة من النصوص التي يمكن أن تكون أساسًا لهذا المعنى، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ، وقال تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ) ، فجعل الله للناس رؤوسًا، وجعل ذلك طبقا لكفاءاتهم، ورغبتهم في الإصلاح دون الإفساد، ونعى على ذلك التصور الذي يكون فيه جميع الناس في تساو مطلق فقال : (لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) ، وقال : (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
وعدم التساوي لا يعني أبداً عدم المساواة، فربنا يقول : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً).
وقال النبي ﷺ : (الناس كأسنان المشط) [رواه القضاعي في مسند الشهاب، والديلمي في مسند الفردوس] وقال ﷺ : (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى) [رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير].