صديق الزيلعي

أواصل إعادة نشر مقالات مناقشة دروس انتفاضة 1985 المجيدة. هذه الحلقة تمثل تطابق تام مع وضعنا الراهن، حيث رفض الحزب دعوات وحدة لقوى اليسار وطرح ودعم وحدة قوى الانتفاضة. وهذا يتعارض مع دعوات تحالف التغيير الجذري كبديل لتحالف كل القوى المدنية التي أنجزت ثورة ديسمبر.

هذا نص المقال:

احتفاءا بذكرى انتفاضة مارس أبريل 1985، سأحاول أن استعرض بعض الدروس الذي تعلمناها من تلك الملحمة الجماهيرية العظيمة.

ليس في إطار النظر النوستالجي للماضي، وانما في إطار النظر للماضي لتشكيل المستقبل. لذلك وسأناقش تباعا بعض أهم دروس انتفاضة مارس أبريل، قصدا لمواجهة قضايا وتعقيدات وتحديات المرحلة الانتقالية الراهنة. وهي أخطر مراحل التحول الديمقراطي، التي مرت على بلادتا، لأنها ذات معادلة صفرية: اما تحقيق تحول مدني، أو السقوط في قاع هاوية الحروب الاهلية والتشطي والدكتاتورية. الدرس الثالث الذي تعلمناه ان وحدة قوى الانتفاضة شرط اساسي لإنجاز اهدافها.
ظهرت دعوة بعد انتصار انتفاضة ابريل 1985 تدعو لوحدة قوى اليسار. رفض الحزب الشيوعي نلك الدعوة بقوة ودعا لوحدة قوى الانتفاضة. وكانت للأستاذ محمد ابراهيم نقد مواقف واضحة ضد هذه الدعوة، وكرر، في كل أحاديثه آنذاك، ان المرحلة هي مرحلة كل القوى المعادية لحكم الفرد المطلق، حتى تنجز المهام الجسيمة التي تنتظرها في تصفية آثار الدكتاتورية في كافة مجالات واوجه حياة شعبنا.

أعتقد ان هذا درس هام ومفيد لواقعنا السياسي الراهن. لقد طالبنا وعملنا وانجزنا جبهة عريضة لإسقاط نظام الاسلامويين. وعقدنا تحالف له ميثاق معروف يشمل القضايا الاساسية للمرحلة مثل تحقيق سلام عادل ينهي الحروب ويخاطب جذور المشاكل للتصدي لها وحلها. وتفكيك دولة الحزب وكافة مؤسساتها، بشكل كامل، واقامة دولة المواطنة وحكم القانون. اجراء اصلاح حقيقي في المنظومة العدلية ومراجعة كافة القوانين. واصلاح الوضع الاقتصادي وتحسين معاش الناس. وانتهاج سياسة خارجية بعيدة عن المحاور. وانهاء كافة اشكال الاضطهاد ضد النساء واشراكهم في كافة مؤسسات قيادة الدولة.
هذه مهام جسيمة تحتاج لجهود جبارة وزمن لإنجازها. وقد تعرضت خلال العاميين الماضيين للعديد من اشكال التآمر والمذابح والتلكؤ والتباطؤ، مما يشكل تهديدا لكامل تجربة التحول الديمقراطي الحالية. وأرى ان انجاز هذه المهام هو السبيل الوحيد لوضع بلادنا على اعتاب التحول الديمقراطي الحقيقي والعميق. خلال الفترة الماضية حدثت خلافات عميقة وكبيرة حول العديد من القضايا، وهذا شيء طبيعي في التحالفات الكبيرة والواسعة. ولكننا فشلنا تماما في خلق آلية للتوافق السياسي واحترام برنامج الحد الأدنى الذي يجمعنا. وهو البرنامج الملائم للمرحلة الحالية مرحلة انهاء دكتاتورية الحزب الواحد.

هنا تأتي القضية الاساسية هل التحالف الواسع للقوى التي تؤمن بتلك الاهداف هو الأجدى أم البحث عن اصطفاف جديد برنامج جديد. أومن بان حشد قوى التغيير، بكل خلافاتها، حول برنامج الحد الأدنى الذي توافقت علية في يناير 2019 هو السبيل للأمام. وأهم سبب ان تلك الاهداف لم تنجز بعد، كما ان التناقض الاساسي هو مع الدولة العميقة للاسلامويين وكوادرها في القوات النظامية وكتائب الظل. وهي قوة كبيرة ومنظمة وتملك امكانيات اقتصادية ضخمة. هذه المنظومة الاسلاموية هي العدو الحقيقي لشعبنا وللتحول الديمقراطي وتعمل، بكل السبل، للرجوع للسلطة. لذلك حسم الخلافات الجانبية مع الحلفاء هو الطريق الوحيد للأمام، لان بعثرة قوى التغيير سيضر بتقدم المرحلة الانتقالية. واري ان معالجة اساليب العمل السابقة التي ادت لاحتكار اقلية للمجلس المركزي لقحت ومن ثم الوزارة، كما ان التحالف بين الحركات المسلحة والعسكريين، كلها عوامل غيرت من ميزان القوي. ولكن اتفاق البرهان الحلو يفتح الطريق لمعالجة اخطاء الماضي والرجوع الي منصة التأسيس وتحديد برنامج وآليات تنظيمية محددة وتحسين تركيبة التحالف باشراك لجان المقاومة وبقية قوى الثورة الحية. وكما ان ذلك سيحسم موضوع المجلس التشريعي ليكون معبرا حقيقيا عن قوى الثورة، ومنصة تشريعية حقيقية لها القدرة على مراقبة ومحاسبة الحكومة.

هكذا نصل الي ان درس الانتفاضة بوحدة قوى الانتفاضة مفيد لنا للخروج من عنق الزجاجة الحالي. من المتوقع ان تنبري العناصر المتشائمة بان فات الاوان على اعادة لحمة التحالف، بعد الخلافات العاصفة التي حدثت. واقول ان الوعي السياسي السوداني، واخلاص كوادره السياسية يمكنها ان تنجز ذلك بتأثير مباشر من قوى الثورة الحية خاصة في لجان المقاومة. فالضغط على الاحزاب وقادتها مطلب اساسي لمواجهة مهام المرحلة، والنظر بعمق للتحديات التي تواجه بلادنا. وان يعلو الوطن على الحزب.
فلنجعل من اتفاق الحلو وبرهان فرصة لإعادة زخم الثورة، والرجوع لمنصة التأسيس لمعالجة كل اخطاء الماضي وتخطيها.

الوسومصديق الزيلعي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صديق الزيلعي

إقرأ أيضاً:

حجب قناة الأقصى الفضائية عن الظهور في كافة الأقمار الصناعية

قالت قناة الأقصى الفضائية اليوم الجمعة، 14 مارس 2025 ، إنه وبناء على قرار أمريكي أوروبي مشترك فقد تم حجب ظهور القناة على كافة الأقمار الصناعية.

وأكدت قناة الأقصى في بيان صحفي  أن القرار يتضمن فرض غرامة مالية كبيرة على أي قمر صناعي يستقبل قناة الأقصى.

وأضافت أن القرار يتضمن تهديدًا بتوجيه تهمة "رعاية الارهاب" لإدارات الأقمار الصناعية التي تستضيف القناة.

وأعربت القناة عن إدانتها للقرار، معتبرة إياه أنه خطوة تعكس حجم التواطؤ مع العدوان الإسرائيلي على الصحافة الفلسطينية.

وقالت "ندين بشدة القرار الأمريكي الأوروبي القاضي بحجبها عن كافة الأقمار الصناعية، ونعتبره اعتداءً صارخًا على حرية الصحافة وقمعًا ممنهجًا لصوت الشعب الفلسطيني الذي ينقل للعالم معاناته تحت القصف والحصار".

وأضافت قناة الأقصى في بيانها، أن هذا القرار الجائر لا ينفصل عن الحرب المفتوحة على الإعلام الفلسطيني، "والتي بلغت ذروتها باستهداف الصحفيين بدم بارد، حيث اغتال الاحتلال أكثر من 25 صحفيًا من طاقم القناة، ودمر مقراتها بالكامل في قطاع غزة ، في محاولة بائسة لإسكات الحقيقة وطمس جرائم الاحتلال. واليوم، يأتي القرار الأمريكي الأوروبي ليقدم غطاءً لهذا العدوان، ويمنح الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في حربه ضد الإعلام الفلسطيني دون حسيب أو رقيب".

وأكدت أنها لن تنكسر أمام هذه الحرب المسعورة، "ولن يكون قرار الحجب نهاية الطريق، بل ستبحث عن كل السبل الممكنة لمواصلة رسالتها الإعلامية، ونقل صوت المظلومين في غزة والضفة و القدس إلى العالم. كما تدعو القناة كافة المؤسسات الصحفية والحقوقية إلى رفض هذا القرار وإدانته والتصدي لمحاولات إسكات الإعلام الفلسطيني، الذي يدفع دماء أبنائه ثمنًا للحقيقة".

إدانة واسعة

ورصدت وكالة سوا الإخبارية سلسلة بيانات صادرة عن الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الصحفية التي تدين قرار حجب قناة الأقصى عن كافة الأقمار الصناعية .

وفيما يلي نص البيانات كما وصلت وكالة سوا الإخبارية


تصريح صادر عن المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين


في ظل ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال القمعية، بما فيها حرب الإبادة وتشديد الحصار في قطاع غزة، وعمليات الهدم والتشريد في الضفة المحتلة، تتواتر تقارير بوجود قرار أوروبي وأمريكي مشترك لحجب قناة الأقصى والتهديد بفرض عقوبات على شركات الاستضافة الفضائية، في حصار جديد لحجب الصوت الفلسطيني وخنقه، وحرمان شعبنا من نقل معاناته إلى العالم.


نعلن إدانتنا الشديدة لهذه الجهود الآثمة التي تأتي في إطار كتم الصوت الفلسطيني والتغطية على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنها ضد شعبنا الفلسطيني.
إن هذا الإجراء ليس إلا محاولة واضحة لتضييق المجال الإعلامي ونيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في التعبير عن معاناته، وهو ما يتنافى مع أبسط مبادئ الحرية وحقوق الإنسان. 


إننا وإذ نعبر عن تضامننا الكامل مع قناة الأقصى وكوادرها ومع كل الجهات والأصوات التي تسعى لإيصال الحقيقة وإبراز مظالم شعبنا، فإننا ندعو جميع المؤسسات الإعلامية إلى الوقوف صفاً واحداً ضد هذه المحاولات الظالمة، والتأكيد على ضرورة دعم الإعلام الفلسطيني في وجه كل محاولة لقمعه.

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تصريح صحفي:

نستنكر القرار الأمريكي الأوروبي المشترك القاضي بحجب قناة الأقصى الفضائية عن كافة الأقمار الصناعية، ونعده اعتداءً صارخًا على الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، وقمعًا ممنهجًا للرواية الفلسطينية وكل صوت يسعى لنقل مظلومية شعبنا الفلسطيني في ظل الحصار والقصف والتدمير الذي يمارسه الاحتلال.

نستهجن أن يأتي القرار المجحف بحق وسيلة إعلام فلسطينية بدواعي وحجج واهية لا تنطلي على أحد، في حين ي فتح المجال واسعا أمام وسائل إعلام الاحتلال التي تقطر عنصرية وكراهية وتحريض.
 
نرى في هذا القرار الجائر تماهيا مع حرب الاحتلال المفتوحة على الإعلام الفلسطيني عامة، وفضائية الأقصى خاصة، والتي بلغت ذروتها بقتل الصحفيين بدم بارد، وتدمير المقرات الإعلامية وإصابة واعتقال عشرات الصحفيين، حيث اغتالت قوات الاحتلال 205 صحفي، من بينهم نحو 24 صحفيًا من طواقم فضائية الأقصى، ودمر الاحتلال جميع مقراتها في قطاع غزة، في محاولة مستميتة لمنعها من أداء رسالتها المهنية وواجبها الوطني.

يشكل هذا القرار مكافأة لإجرام الاحتلال ضد الإعلاميين، ويشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، فبدلا من محاسبة مجرمي الحرب على جرائمهم بحق وسائل الإعلام ومن بينها الأقصى، يأتي هذا القرار ليعاقب الضحية وليثبت أن متخذيه ينظرون بعين واحدة هي عين إرضاء الاحتلال المجرم، وليس عين الحقيقة أو العدالة والموضوعية. 

نقف إلى جانب فضائية الأقصى ونطالب بالتراجع عن هذا القرار المخالف للقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، والمنتهك لحرية الرأي والتعبير، ونثق أن هذا القرار لن ينهي رسالة الفضائية وصوتها النابض بالحق الفلسطيني، وأنها لن تعدم الوسيلة في سبيل مواصلة رسالتها المهنية.

ندعو مقرر حرية الرأي والتعبير والمؤسسات الحقوقية والمؤسسات المعنية بحرية الرأي والتعبير، ومنظمات حرية ممارسة العمل الصحفي إلى رفض هذا القرار الظالم والضغط على متخذيه للتراجع عنه، وعدم الكيل بمكيالين فيما يخص وسائل الإعلام.

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تفاصيل بنود مقترح ويتكوف والوسطاء ورد حماس وإسرائيل عليه وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة الأغذية العالمي : لم نتمكن من نقل أي إمدادات غذائية لغزة منذ 2 مارس الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم السبت 08 مارس طقس فلسطين: ارتفاع على درجات الحرارة اليوم محدث: 3 شهداء جراء استهداف مُسيّرة إسرائيلية لمواطنين شرق مدينة رفح محدث: صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حجب قناة الأقصى الفضائية عن الظهور في كافة الأقمار الصناعية
  • كرتونة رمضان في مصر تواجه أزمة غير مسبوقة بعد ارتفاع أسعارها 100%
  • زعيم الأقلية بالحزب الديمقراطي يدعم مشروع قانون الإنفاق الجمهوري
  • نصر دبلوماسي هام لوحدة السودان
  • معهد أبحاث صهيوني : الإجراءات التي اتخذها التحالف الدولي لم تنجح في ردع اليمنيين
  • الحزب الديمقراطي يفوز في الانتخابات البرلمانية بغرينلاند
  • بدء مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم بين المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
  • لجنة الطفولة بأسقفية الشباب تنظم أولى ملتقيات الخدام السنوية لمهرجان الكرازة المرقسية
  • الحزب الديمقراطي يحقق فوز مفاجئ في غرينلاند وسط تهديدات ترامب
  • الحزب الديمقراطي يفوز بانتخابات غرينلاند وتقدم للقوميين