صدى البلد:
2025-02-22@04:44:09 GMT

نص كلمة شيخ الأزهر في احتفالية ليلة القدر

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

أهدى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الرئيس عبد الفتاح السيسي،  الإصدار الثاني لمجلة الأزهر، وهي أهم حدث علمي وثقافي في عام 2024 خلال احتفالية ليلة القدر في السابع والعشرين من شهر رمضان، التي تنظمها وزارة الأوقاف لتكريم حفظة القرآن الكريم من مصر ومختلف دول العالم،

ودعا شيخ الأزهر خلال كلمته اليوم، إلى ضرورة التنبه إلى مستوى التعامل العربي تجاه ما يحدث في ‏فلسطين، وقال إن "تعاملنا مع قضية فلسطين والقدس ‏الشريف لا يعكس حجم ما أنعم الله به ‏علينا من ثروات بشرية ‏وطبيعية هائلة، ومن طاقات جبارة لا تنفذ، ومن عقول خلاقة في ‏كل ‏ميادين الحياة المعاصرة: العلمية والاجتماعية والسياسية ‏والاقتصادية، وقبل كل ذلك: من إيمان ‏راسخ بالله تعالى وثقة لا ‏تهتز في رحمته بالضعفاء والمستضعفين.

. وأنه بالمرصاد ‏للجبارين ‏والمتكبرين، وأنه ليس بغافل عنهم، وأنه يمهلهم ويمد لهم ‏حتى إذا ما أخذهم فإنه لا يفلتهم".‏


وإلى نص الكلمة الرئيسية لشيخ الأزهر خلال احتفالية ليلة القدر التي نظمتها وزارة الأوقاف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.


كلمـــة فضيلــة الإمــام الأكبـــر
أ.د/ أحــمَد الطَّـيِّــب
شَـيْخُ الأزْهَــر الشَّــريف
رئيس مَجْلِس حُكَمَــاء المسلِمين

بمُناسَـبَةِ: 
الاحتِفَـــال بِلَيْلَـــةِ القَـــدْر


بمركز المَنارة للمُؤتَمرات.. التَّجمُّعِ الخامس. بالقاهرة الجَديدة


أُلْقِيَتْ في: 
                          27 مـن رمضـــان ســـنة 1445ﻫ                                                 
             المـــوافـق: 6 من أبــريــل سـنة 2024 م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على سِيِّدِنا محمَّد، وعلى آلِه وصَحبِه.
سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي - رئيس جمهورية مصر العربية     حفظه الله.
الحَفْــلُ الكَــريم!
السَّلامُ عَليكُم ورحمةُ اللهِ وبركَاته.. وبعد:
فيَطيبُ لي في بدايةِ كلمتي أنْ أتقدَّمَ إليكُم -سيادَة الرَّئيس!- ولشعب مِصْرَ الأبيِّ الكريم، ولعالَمِنا العربيِّ والإسلاميِّ: شُعُوبًا وقادَةً - بأجملِ التَّهاني وأخلَص الأماني بمناسبةِ الاحتِفال بليلةِ القَدْر؛ الليلة التي بدأ فيها نزولُ القُرآن على قلبِ نَبيِّه مُحمَّد ﷺ، نورًا يَهدي به الله مَن يَشاءُ من عبادِه، ويُخرجُهم به من الظلُماتِ إلى النُّورِ، ويَهديهم إلى صِراطٍ مُستقيمٍ.. 
وَصَفَ الله تعالى هذا القُرآنَ بأنَّه: «الكتابُ الحكيم»، وأنَّه: «الكتابُ المبين»، وأنَّه: «الحقُّ»، وأنَّه: «تبيانٌ لكلِّ شيء»، وأنَّه: «هُدًى ورحمة»، وأنَّه: «لا ريبَ فيه»، وأنَّه: الكتاب الذي: ﴿لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فُصِّلَتْ: 42]، أنزله الله «بالحقِّ والميزان ليَحكُمَ بين النَّاس»، إلى صفاتٍ أخرى كثيرةٍ من صفاتِ الجلالِ والجمالِ والكمال التي قدَّمَتْ هذا الكتابَ الكريم للنَّاسِ، وأغرَتْهم بتلاوةِ ألفاظِه وتَدبُّر مَعانيه، وكيف لا! والمتكلِّمُ به هو الله -سُبحانه وتعالى- ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾ [النِّساء: 87]، ▬وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً♂ [النِّساء: 122].. ومُبلِّغُه هو أفصَحُ النَّاس وأَبْلَغَهُم، وأعلمُهم بمَرامِي كلامِه، وأسرارِ فصاحته وبيانه..

الحَفْلُ الكَــريم!
لَعَلَّ الأحداثَ القاسية التي نعيشُها صباحَ مساءَ، تُثبت -دون أدنى ريب- أنَّ الإنسانيَّة لم تكُن في عصرٍ من عصورِها بحاجةٍ إلى هَدْي القُرآن الكريم، وهَدْي أمثاله، من الكُتُبِ المنزَّلة - بمِثل ما هي عليه اليوم، فقد أصبح واضِحًا أنَّ عالمنا المعاصر فَقَدَ القيادةَ الرَّشيدة الحكيمة، وراح يَخبِطُ خبطَ عشواء، بلا عقلٍ ولا حِكْمَة ولا قانون دولي، وباتَ يَندفعُ -بلا كوابحَ- نحوَ هاويةٍ لا يَعرِف التَّاريخ لها مَثيلًا من قَبلُ. 
وأنَّنا، بعدَ عُقودٍ من علاقاتِ الحوار الحضاريِّ بين الأُمَم والشُّعُوب، استبدلنا بها -وعلى نحوٍ مُتسارعٍ غريب- علاقاتِ الصِّدام والصِّراع، وسُرعانَ ما تحوَّل هذا الوضع البائس إلى علاقاتِ حروبٍ جائرةٍ وظالمة، ثم ما لبثت هذه الحروب أنِ اتَّخذت صورة بالغة الغرابة والشُّذوذ في تاريخ الحروب.. أبطالُ هذه الصورة قادَةٌ سياسيِّون وعسكريِّون، مِن ذوي القُلُوب الغليظة التي نَزَعَ اللهُ الرَّحمة من جميع أقطارها، يقودونَ فيها جيشًا مُدجَّجًا بأحدثِ ما تقذفُ به مصانعُ أوروبا وأمريكا من أسلحةِ القتل والدَّمار الشَّامل، ويُواجِهونَ به شعبًا مَدنيًّا أعزل، لا عهدَ له بقتالٍ، ولا بسَفْكِ دماءٍ بريئة، ولا بمرأى جُثَثِ الأطفال والنِّساء والرِّجال والمرضى، وهي مُلقاةٌ على قَوارعِ الطُّرقات أو مُغيَّبةٌ تحتَ أنقاضٍ ومَبانٍ مهدَّمة في الأزقَّةِ والحواري.. وكلُّ ما يَعرِفُه شعبُ غزَّةَ البريءُ البسيط، هو أنَّ أقدارَه شاءت أنْ يَلْقَى رَبَّه شهيدًا، وشاهِدًا على جرائمِ الإبادة والمحرقة الجماعيَّة، مِن طُغاةِ القرنِ الواحد والعشرين بعد الميلاد، والذي بشَّرونا بأنه: قرنُ العلم والتقدُّم والرُّقي، وقرنُ الأخلاقِ الإنسانية والحريَّة والديموقراطيَّة وحقوق الإنسان، وغير ذلك من الأكاذيبِ والأباطيل التي انطلَتْ على كثيرين مِنَّا، وحسِبوها حقائقَ ثابتةً مِن حقائق الأذهان والأعيان؛ فإذا هي اليوم، وكما يقولُ القرآنُ الكريم: ▬كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا♂ [النور: 39].
وثالثةُ الأثافي: أنَّ المؤسَّساتِ الدوليَّةَ والمواثيقَ العالميَّةَ، وفي مُقدِّمتِها: مؤسَّسةُ الأُمم المتَّحِدَة، والإعلانُ العالمي لحقوقِ الإنسان، وغيرُهما من المنَظَّمات التي تتَعهَّد موادها الأولى بحفظ السَّلام والأمن الدوليِّين، ومبدأ المساواة بين الدول الأعضاء، وتحريم استخدام القُوَّة، بل تحريم مُجرَّدِ التَّهديد بها في العلاقاتِ الدوليَّة، والامتناعِ التَّام عن التَّدخُّل في الشؤون الداخليَّة للدول.. هذه المؤسَّساتُ تَقِفُ اليوم عاجِزةً، بل مشلولةً شللًا رباعيًّا أقعدَها عن تنفيذِ بندٍ واحدٍ مِمَّا تتعهَّد بتنفيذِه، ولطالما غُلِبَتْ على أمرِها، وعلى إرادتِها وقَراراتِها التي تَحْظَى بأغلبيَّةٍ ساحِقةٍ مِن الدولِ الأعضاء، بعدما تُجهضها تدخُّلاتٌ سافرةٌ من قُوًى مُستَبِدَّةٍ، مُدرَّبةٍ على كتمانِ الحقِّ حينًا، وإلباسِه ثوبَ الباطل حينًا آخَر، والغَطرسَةِ والجفوةِ والعجرفةِ أحيانًا كثيرة.. 
والأَدْهَى من ذلك والأشدُّ مرارةً أنَّ تَدْخل القُوى الكُبرى شريكًا داعمًا بمالِه الوفير وأسلحتِه الفَتَّاكة لقُوَّةٍ غاشِمَةٍ، وهي تَعْلَمُ علمَ اليَقين أنَّها ستَسحَقُ به الضُّعفاء والمستَضْعَفِين من الرِّجالِ والنِّساءِ والأطفال والمرضى، وتُجيعهم، وتُحيطهم بضغوطٍ لا قبلَ لهم بها، حتى إذا ما خرجوا من ديارِهم وأموالهم، وهاموا على وجوهِهم في الطُّرقات صَبُّوا فوق رؤوسهم من عذاب الجحيم ما سيكتبه التاريخ بالدَّمِ وبالدمع في أسود صفحاته وأحلكها ظلمًا وظلامًا.    
 الحَفْلُ الكَــريم!
إنَّ حالة التَّنازُع والتَّفرُّق التي درجَ عليها أبناءُ أُمَّتنا العربيَّة منذُ أمدٍ بعيد، قد أصابَتْ الجميع بما يُشْبِه حالةَ «فُقدانِ التَّوازن» وهو يَتصدَّى لعظائم الأُمور، وأَعجَزته عن مُواجَهةِ أزماتهم المتلاحقة مُواجَهةً دقيقةً، ومَن يُدقِّقِ النَّظَرَ في خارطة وطَنِنا العربي والإسلامي؛ يَأسَى كثيرًا وطويلًا، لما آلَ إليه الحالُ في فلسطينَ، وغيرِها من دولٍ عزيزةٍ على قلوبِنا، وسرعانَ ما يخلصُ إلى يقينٍ لا يقبل النقيضَ، هو: أنَّنا لن نستعيدَ قُدرتَنا على النُّهوضِ والتقدُّم ومُواجَهة أزماتنا مواجهةً مسؤولةً، وتجاوزِها إلَّا بتحقيقِ وَحْدةِ العرب، وتطبيقِ سياسة التكامُل الاقتصادي، وتغليبِ المصالح العامَّة، والاتِّفاقِ على رُؤًى مُستقبليَّة، وخططٍ مُشتركةٍ مدروسة وقابلةٍ للتنفيذ.  
ويَنبَغي أنْ نتنبَّه إلى أنَّ تعامُلَنا مع قضية فلسطين والقُدْس الشَّريف لا يَعكِس حجمَ ما أَنعمَ اللهُ به علينا من ثَرواتٍ بَشريَّةٍ وطبيعيةٍ هائلةٍ، ومِن طاقاتٍ جَبَّارة لا تَنفَذ، ومن عقولٍ خلَّاقة في كلِّ ميادين الحياة المعاصرة: العِلميَّةِ والاجتماعيَّةِ والسِّياسيَّةِ والاقتصاديَّةِ، وقبل كل ذلك: مِن إيمانٍ راسخٍ باللهِ تعالى وثقةٍ لا تهتزُّ في رحمتِه بالضُّعفاءِ والمستَضعَفِين.. وأنَّه بالمرصاد للجباَّرينَ والمتكبِّرين، وأنَّه ليس بغافلٍ عنهم، وأنَّه يُمهلهم ويُمِدُّ لهم حتى إذا ما أخذهم فإنه لا يُفلتهم..  
ويَقيني -أيُّها السَّادةُ الأفاضل!- إنَّ ما تَعجُّ به مَنطقتُنا اليوم من مآسٍ وآلام وأحزانٍ ومشاعر سوداءَ -يجب أنْ يُمثِّلَ نُقطةَ تحوُّلٍ حاسم بين عهدٍ عربيٍّ مَضى، وعهدٍ جديد تأخذ فيه الأُمَّةُ العربيَّة والإسلاميَّة بأسباب القُوَّة والمنعة المدعومة بالإيمانِ باللهِ تعالى، وبقِيَم الإسلام والأديان الإلهيَّة؛ وذلك كيما تستحقَّ مكانتَها اللائقة بتاريخِها وحضارتِها.. 
ولا أسأَمُ من تكرار ما سمعتموهـ كثيرًا، مِن أنَّ الخُطوة الأولى الصحيحة على هذا الطَّريق هي قوله تعالى:  ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46]، ومعنى: (فَتَفْشَلُوا) أي: «تَجْبُنوا»، ومعنى: (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) أي: «تخورَ قُواكم وتَذْهبَ دُولكم، وتَبيدَ حضاراتكم». 
وأختمُ برجاءٍ، أتوجَّهُ به إلى سادتِنا عُلماءِ الأُمَّة، هو: أنْ يَنْهَضُوا -في غير إبطاءٍ- لتحقيق وحدةٍ عُلمائيَّة تجمعُ رموز الإسلام من سُنَّةٍ وشيعةٍ وإباضيَّة وغيرهم مِمَّن هُم مِن أهلِ القِبْلَة، يجتمعونَ بقلوبِهم ومَشاعرهم -قبلَ عقولِهم وعلومهم- على مائدةٍ واحدةٍ؛ لوضعِ حدودٍ فاصلةٍ بين ما يجبُ الاتِّفاق عليه وما يصحُّ الاختلاف فيه، وأنْ نقتديَ في اختلافاتِنا باختلافِ الصَّحابة والتَّابعينَ، ذلكم الاختلافُ الذي أَثْرى العلومَ الإسلاميَّة، وحوَّلها إلى معينٍ لا ينضب من اليسر واللطف والرحمة، وأن نُوصدَ البابَ في وجهِ اختلافاتنا المعاصرة، التي أورثَتْنا الكثيرَ من الشِّقاقِ والنِّزاعِ والضَّغائن والأحقاد، وقدَّمَتْنا لُقمةً سائغة للأعداءِ والمتربِّصين.
وإنِّي لعَلَى ثقةٍ مِن أنَّ اتِّفاقَ عُلماء الأُمَّة سوف يُثْمِرُ بالضَّرورةِ اتِّفاقَ قادتها، وسوف يدفعُهم إلى تحقيقِ المصالح القُطْرِيَّة في إطارِ المصلحة العربيَّة والإسلاميَّة، وهُم قادرون على ذلك بفضلِ الله تعالى وعَوْنِه..
شُكْرًا -سيادةَ الرَّئيس!- وتهنئةً من الأزهر الشَّريف بتوليكم المسؤوليَّة لفترةٍ رئاسيَّةٍ جديدةٍ، ودُعاءً من الأعماقِ بالتَّوفيقِ والسَّدادِ والرَّشاد في كُلِّ جُهدٍ تَبذُلونَه من أجلِ رِفعةِ شعب مصر الطَّيِّب الأصيل. 
شُكرًا لِحُسنِ استماعكم، وكُــلُّ¬ عامٍ وأنتُم بِخَير. 
والسَّلامُ عليكُم ورَحمـة الله وبركاته؛
تحريرًا بمَشيخَةِ الأزهَر الشَّريف في:
                                       26 من رمضان   سـنة 1445هـ                                                                 شـــيخُ الأزهــــر  
      المــــــوافـق:           5  من   أبريــل  ســـنة 2024 م                       أحمــــد الطــيب

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الرئيس عبد الفتاح السيسي ليلة القدر الأوقاف القرآن شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

ليلة الجمعة بدأت منذ ساعات.. الإفتاء: اغتنموا ما تبقى منها بهذا الذكر

ليلة الجمعة بدأت منذ 9 ساعات مع أذان المغرب، وحيث إنها من أهم الليالي المباركة، التي أوصى رسول الله باغتنام فضلها بصالح الأعمال والدعاء ، وهو ما يجعل خبر أن ليلة الجمعة بدأت بالحدث الجلل، حيث يعد دعاء ليلة الجمعة من أهم الأدعية المستجابة ومن ثم فهو بوابة تحقيق الأمنيات المستحيلة، لذا فإنه بنبغي الانتباه لهذا الحدث وهو أن ليلة الجمعة بدأت دون تضييع ثانية بها، كما أنه ينبغي اغتنامها بالأذكار وأفضل العبادات وكذلك دون الاستهانة أو تفويت دعاء ليلة الجمعة والذي قد يضع نهاية لأثقل الهموم والكروب ، فهو بوابة الفرج وفرصة ذهبية لاغتنام أكبر حاجاتك الدنيوية، ولا عاقل يتكاسل إذا علم أن ليلة الجمعة بدأت أيًا كانت الظروف.

سورة تقرأ في العشر الأواخر من شعبان.. تغير حياتك 180 درجة للأفضلسورة قبل النوم.. ثوابها يعادل قراءة القرآن كله 10 مرات فاغتنمهاليلة الجمعة بدأت

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه وقد بدأت ليلة الجمعة ينبغي الإكثار من الصلاة على سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ، منوهة بأن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة ويوم الجمعة من أفضل الذكر .

وأوصت “الإفتاء”، قائلة: ليلة الجمعة بدأت فلنكثر فيها من الصلاة على الحبيب وآله وصحبه وسلم، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد.

واستشهدت بما قال الله تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الآية 56 من سورة الأحزاب ، مشيرة إلى أن من صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّة رد الله عليه بعشرة أمثالها، وما من عبد يصلي على النبي الأمين إلّا صلت عليه الملائكة، فإن أكثر من الصلاة أو أقل منها كانت صلاة الملائكة عليه بقدر صلاته على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وأوضحت أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تنفي عن المسلم صفة البخل، وكذلك قُرب منزلة المؤمن من النبي -صلى الله عليه وسلم- بحسب صلاته عليه، فالصلاة على النبي تعرض عليه كل يوم جمعة، فمن كانت صلاته أكثر كانت منزلته إلى النبي الكريم أقرب.

الصلاة على النبي ليلة الجمعة

ذكر أهل العلم أنّ أفضل صيغة الصلاة على النبي ليلة الجمعة الكريم هي الصلاة الإبراهيمية: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم..."، والدليل على ذلك أنّ الصحابة الكرام وهم أحرص الناس على معرفة أفضل صيغ الصلاة على النبي حبًا واقتداءً حين سألوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لهم:(قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). ولو كانت هناك صيغة أفضل من هذه الصيغة لعلّمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، وذكر أهل العلم أيضًا لو أن شخصًا أقسم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل صلاة، يجزئه أن يصلي عليه بالصلاة الإبراهيمية.

صيغ الصلاة على النبي

وردت صيغ وأحاديث كثيرة في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، منها:

عن كعب بن عجرة قال: (قِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكيفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).

عن أبي سعيد الخدريِّ -رضي الله عنه- قال: قلنا: يا رسُول الله هذا السّلام عليك فكيف نصلّي؟ قال: (قولوا اللَّهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهِيم وآل إبراهيم).

عن أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه- أنهم قالوا يا رسول اللَّه، كيف نصلِّي عليك؟ (قَالَ: قُولوا: اللَّهمّ صلِّ على محمّد وأزْواجه وذرِّيّته، كما صلَّيْت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وأزواجه وذرّيّته، كما باركت على آلِ إبراهِيم، إنَّك حمِيدٌ مجِيدٌ).

وقت الصلاة على النبي ليلة الجمعة

لا شك أن الصلاة على النبي من أفضل الذكر ، لذا يستحب المداومة عليها في كل وقت وكل حين ، حيث ورد أن الله سبحانه وتعالى يقبلها حتى من الكافر، كما أن فضل الصلاة على النبي يحصل في كل وقت وعلى أية حال ، وإن جاء الأمر النبوي بالإكثار من الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم -على وجه الخصوص في وقتين، وهما وقت الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنية ليلة الجمعة يكون بعد مغيب شمس يوم الخميس، حيث تبدأ أحكام ليلة الجمعة ويوم الجمعة بعد مغيب شمس يوم الخميس. وقت الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنية صباح يوم الجمعة يكون من بعد الأذان الثاني، من فجر يوم الجمعة، فاليوم الكامل يكون يوماً وليلة، وهو من غروب شمس يوم الخميس، إلى غروب شمس يوم الجمعة.

دعاء ليلة الجمعة

ورد من دعاء ليلة الجمعة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه وصية نبوية شريفة، حيث حثنا على إحسان الظن بالله تعالى، ونهانا عن اليأس والقنوط من رحمة الله عز وجل وألا يستسلمَ الإنسان وأن يؤمن أنّ كل أمره خير وأنّ القضاءَ والقدرَ بيدَ الله ربّ العالمين، وأن يلجأَ إلى الدعاء لاستعادة تلك النِعم، ولا خير من دعاء ليلة الجمعة تحقيق الأمنيات، وقد حرص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على ترديد ثلاثة أدعية في كل وقت، وهي : «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَى كُلِّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ».

وورد في المستدرك للحاكم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَى كُلِّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ».

دعاء ليلة الجمعة لقضاء الدين

1-من دعاء ليلة الجمعة لقضاء الدين : «اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي».

2- «اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ».

3- ومن دعاء ليلة الجمعة لقضاء الدين: «اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين».

4-كذلك من دعاء ليلة الجمعة لقضاء الدين: اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

5- اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك ما يمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك يا رب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، وتنجيني مما يخيفني، أنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي أبدًا ما أبقيتني.

6- أيضًا من دعاء ليلة الجمعة : «اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ».

فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة

ورد فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة ، بنصوص الكتاب والسُنة النبوية الشريفة ، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، من أحب الأذكار إلى الله سبحانه وتعالى ، التي أمر بها في نصوص القرآن الكريم ، وهذا ما يعطي أهمية كبيرة للبحث عن فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة ، ومنه:

يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.يكفي الله العبد المصلي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أهمّه.تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.تنقذ المسلم من صفة البخل.سبب من أسباب طرح البركة.سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.التقرّب إلى الله تعالى.نيل المراد في الدنيا والآخرة.سبب في فتح أبواب الرحمة.دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.سببٌ لدفع الفقر.تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.سببٌ لإحياء قلب المسلم.التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.

مقالات مشابهة

  • دعاء ليلة 23 شعبان.. 10 كلمات تعوضك عن كل شيء أحببته وخسرته
  • من يَحذرُ القدر؟
  • رمضـان علـى الأبـواب.. فمـا أشبـه اليـوم بالبارحـة!
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة
  • حاجة المؤمنين إلى مغفرة رب العالمين
  • ليلة الجمعة بدأت منذ ساعات.. الإفتاء: اغتنموا ما تبقى منها بهذا الذكر
  • رئيس الوزراء يلقي كلمة خلال احتفالية النيابة العامة المصرية بإطلاق "الاستراتيجية العامة للتدريب".. مدبولى: تهدف بالأساس لإعلاء قيمة العلم والتدريب والتطوير
  • هل الإيذاء من الأقارب يبيح قطيعة الرحم.. الإفتاء توضح