لماذا أثارت قرارات البنك المركزي بعدن جنون ذراع إيران؟
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
كشفت التصريحات والمواقف الصادرة من قيادات جماعة الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، عن انزعاج كبير من القرارات الأخيرة الصادرة عن قيادة البنك المركزي اليمني في عدن.
انزعاج وصل حد قيام قيادات بارزة في الجماعة بمناشدة السعودية لوقف هذه القرارات وآخرها إمهال البنوك التجارية بنقل مقراتها الرئيسية إلى عدن والتحذير شديد اللهجة الذي أصدره مركزي عدن من التعامل مع العملة المعدنية التي قامت الجماعة الحوثية عبر بنكها المركزي في صنعاء بسكها الأسبوع الماضي.
وما يثير الاستغراب من الموقف المنزعج للجماعة الحوثية هو في أن الحكومة الشرعية والبنك المركزي بعدن سبق وأن طالبا البنوك التجارية بنقل مقراتها الرئيسية إلى عدن أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، كان آخرها منتصف عام 2021م، فما الذي استجد الآن حتى يختلف موقف الجماعة؟
الجديد، كما تقول الشواهد والمعطيات، هو في إدراك الجماعة الحوثية قدرة الحكومة الشرعية والبنك المركزي بعدن في تنفيذ هذا القرار هذه المرة بسبب وجود تأييد دولي وبخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية بعد تغيير موقف الغرب من الجماعة عقب تهديدها للملاحة الدولية.
وجود التأييد الدولي والغربي لخطوات وقرارات البنك المركزي بعدن يزيل العقبة الرئيسية بوجه الحكومة لمواجهة الجماعة الحوثية اقتصادياً كما كان يحصل في الماضي، كما أن التصنيف الأمريكي للجماعة في قوائم الإرهاب يقلل من إمكانية عدم تنفيذه من قبل البنوك التجارية خشية العقوبات.
وتدرك الجماعة الحوثية بأن التأييد الدولي والغربي وبخاصة من أمريكا لخطوات وقرارات البنك المركزي بعدن، يمثل خطوة في طريق التضييق على شبكات التمويل المالية الإيرانية للجماعة، ما يشكل ضربة قوية لصمودها اقتصادياً وعسكرياً.
كما أن أكثر ما تخشاه الجماعة الحوثية من عملية نقل مقرات البنوك التجارية من صنعاء إلى عدن هو توسيع سلطة ورقابة البنك المركزي بعدن على القطاع المصرفي والمالي في اليمن بشكل عام وضبط عملية العرض والطلب على العملة الصعبة التي يتم التلاعب بها حالياً من قبل الجماعة الحوثية على حساب المناطق المحررة.
حيث تسيطر البنوك التجارية حالياً على أهم مصادر العملة الصعبة في اليمن بعد توقف عملية تصدير النفط جراء هجمات مليشيا الحوثي على موانئ التصدير، وهذه المصادر هي تحويلات المغتربين والمساعدات الدولية والتي وصلت إلى 7.7 مليار دولار عام 2022م بحسب تقرير رسمي للبنك المركزي بعدن، بالإضافة إلى ما تتحصل عليه هذه البنوك من المزادات الأسبوعية التي يقوم بها البنك اسبوعياً لبيع العملة الصعبة بنحو 50 مليون دولار.
بالإضافة إلى أن نجاح البنك المركزي بعدن في فرض التعامل بالشبكة الموحدة للتحويلات في المناطق المحررة على البنوك وشبكات التحويل العاملة فيها وفشل المحاولة اليائسة لمنعها من قبل بنك صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية، سيعمل على الحد من عمليات المضاربة بالعملة الصعبة وسحبها من السوق هناك لصالح مناطق سيطرة الجماعة.
إجراءات وقرارات تدرك الجماعة الحوثية بأن نجاح البنك المركزي بعدن في فرضها سيعمل على ضبط قيمة العملة المحلية بالمناطق المحررة وكشف الاستقرار الوهمي الذي تفرضه الجماعة على سعر الصرف بمناطق سيطرتها منذ سنوات، وهو ما سيعمق أزمتها الاقتصادية جراء تلف العملة القديمة المتداولة بمناطقها.
وما يعمق من أزمة الجماعة الحوثية من تلف العملة بمناطقها هو المواقف الدولية القوية الصادرة خلال الساعات الماضية المؤيدة لخطوات البنك المركزي بعدن ورفض خطوتها الأخيرة بسك العملة المعدنية ورفض الاعتراف بها، وهو ما شكل صدمة لدى الجماعة التي كانت قد هددت بطباعة عملة ورقية خلال الأسابيع القادمة.
وتنظر الجماعة الحوثية لمحاولة طباعة عملة محلية خاصة بها كخطوة استباقية لمعالجة أزمة السيولة التي تعرقل عملية صرف المرتبات بموجب خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة، في حالة التوقيع عليها، وهروباً من تنفيذ بنودها التي تنص أيضاً على عملية معالجة للملف الاقتصادي وتوحيد إدارة البنك المركزي والعملة المحلية.
حيث ترى الجماعة أن طباعة عملة خاصة بها وفرضها كأمر واقع سيمنع أي محاولة لفرض خيار القبول بالعملة المطبوعة من قبل البنك المركزي بعدن لمعالجة أزمة السيولة بمناطقها، إلا أن ذلك بات مستحيلاً بعد المواقف الدولية الصارمة برفض خطوتها سك عملة معدنية من فئة الـ100 ريال.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: البنک المرکزی بعدن البنوک التجاریة الجماعة الحوثیة العملة الصعبة من قبل
إقرأ أيضاً:
مصدر إيراني يوضح لـبغداد اليوم: لماذا ردت إيران على رسالة ترامب عبر عٌمان وليس الإمارات
بغداد اليوم - طهران
كشف مصدر مقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، مساء اليوم الجمعة (28 آذار 2025)، إن طهران فضلت الرد على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال سلطنة عمان، رغم أن الرسالة وصلت إلى طهران عبر الإمارات في 7 من مارس الجاري.
وأضاف المصدر في حديثه لـ"بغداد اليوم" عن تلك الأسباب "يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه العلاقات بين إيران والإمارات توترات بسبب الروابط القوية بين أبوظبي وإسرائيل، وهو ما دفع طهران لرفض دور الإمارات في التوسط في المفاوضات مع واشنطن".
وأوضح ان "إيران أكدت في رسالتها أنها لن تخوض مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة طالما استمرت السياسة الأمريكية في فرض العقوبات والضغوط، ولكنها شددت في الوقت نفسه على أن المفاوضات غير المباشرة ستظل مفتوحة، وأن الهدف الأساسي من الرد الإيراني هو اختبار نوايا ترامب وحسن استعداده للمفاوضات، إذا كانت الإجابة إيجابية من واشنطن، فإن إيران ستكون مستعدة للانتقال إلى مفاوضات مباشرة".
وأشار المصدر الإيراني "يعتقد البعض أن إيران ردّت على جميع النقاط التي طرحها ترامب في رسالته بشكل مزدوج، حيث رحبت بالنقاط الإيجابية، بينما قدمت رداً متبادلاً على التهديدات التي وردت في الرسالة".
وتابع "تشير التوقعات إلى أن دور الوسيط في هذه المرحلة سيكون حاسماً في تقريب وجهات النظر بين البلدين، حيث يُحتمل أن تلعب سلطنة عمان وروسيا دور الوساطة في هذا الملف".
وأعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران قد أرسلت ردها الرسمي على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلطنة عمان.
وأوضح عراقجي أن الرد الإيراني تم إرساله الأربعاء وشمل توضيحاً كاملاً للموقف الإيراني بشأن الوضع الحالي والمحتوى الوارد في رسالة ترامب".
وأضاف أن السياسة الإيرانية تظل ثابتة على عدم التفاوض المباشر في ظل استمرار "الضغط الأقصى والتهديدات العسكرية" من قبل الولايات المتحدة، إلا أنه أكد أن المفاوضات غير المباشرة، مثل تلك التي جرت في عهد حكومتي حسن روحاني وإبراهيم رئيسي، قد تستمر.
وكان ترامب قد أعلن في 7 مارس 2025 خلال مقابلة مع شبكة "فوكسبزنس" عن إرسال رسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، مشيراً إلى رغبة واشنطن في التفاوض مع طهران والتوصل إلى اتفاق مختلف عن اتفاقية "الاتفاق النووي".
يُذكر أن الرسالة الأمريكية كانت قد تم تسليمها إلى المسؤولين الإيرانيين عبر أنور قرقاش، مستشار رئيس الإمارات للشؤون الدبلوماسية، قبل أن يتم الرد عليها من خلال عمان.