هل الخلاف بين نتنياهو وبايدن حقيقي أم مسرحية جيّدة الإخراج؟ .. خبايا وأسرار لحرب الواقع والمُراوغات
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
سرايا - تضج الكثير من وسائل الإعلام بالحديث وبإسهاب عن “الخلافات المشتعلة” بين الرئيس الأمريكي جون بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على خلفية الحرب الدامية في قطاع غزة، وما خلفته من مجازر وويلات ودمار ومجاعات لا يمكن وصفها وتحملها وأفجعت العالم أجمع.
وسائل الإعلام وقراءات المحللين وتصريحات السياسيين، معظمها ركز في الحديث حول ما تريد واشنطن و”تل أبيب” نشره وتصديره للعالم، وكأن “حرب غزة” أشعلت الخلافات، والقطعية باتت تقترب بين (إسرائيل) وأمريكا، وزمن “الطفلة المدللة” قد ولى والقادم هو أخطر كون أن “أمريكا لا تريد أن ترى دماء وحروب في غزة”.
لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فما يُنقل عبر وسائل الإعلام، عن غضب وتوتر ورسائل تهديد وتجاهل وتحذير.. الخ، لا يعكس حقيقة الواقع تمامًا، فالعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية لم ولن تتضرر بسبب ما يجري في قطاع غزة من مجازر، فلغة وصورة الإعلام معاكسة تمامًا لما يجري في الغرف المغلقة.
الدعم المالي واللوجستي والاستراتيجي مستمر، والتأييد متواصل، وتدفق الأسلحة الأمريكية لـ (إسرائيل) يسير على قدم وساق، ومعارضة كل مشروع قرار دولي ينتقد (إسرائيل) أو يدعو لوقف الحرب على غزة، إضافة إلى المشورات الأمنية في التعامل مع تطورات حرب غزة، وغيرها من المظاهر، تؤكد بأن واشنطن متواطئة بهذه الحرب بنسبة تتساوى كثيرًا مع ما تقترفه أيادي نتنياهو وجيشه.
ولعل آخر ما تناقله الإعلام عن هذا الخلاف، ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”، بأن نتنياهو تلقى أقوى توبيخ من البيت الأبيض منذ بدء الحرب في غزة.
وأفادت الصحيفة، بأن بايدن ضغط على نتنياهو، خلال الاتصال الأخير، أكثر من أي مرة سابقة، من أجل تغيير نوعية العمليات العسكرية في الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة، مشيرة إلى أن التصريح الصادر عن البيت الأبيض عقب المكالمة هو أقوى توبيخ أميركي لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، موضحة أنه يلقي الضوء على امتعاض بايدن المتزايد من نتنياهو.
واستدركت الصحيفة بالإشارة إلى أن البيت الأبيض لم يصل إلى حد القول مباشرة إن الرئيس الأميركي سيوقف تزويد تل أبيب بالأسلحة أو سيفرض شروطاً حول كيفية استخدامها، كما يطالبه بذلك أعضاء حزبه الديمقراطي.
وحسب “نيويورك تايمز”، فإن تهديد بايدن بربط الدعم الأميركي بالسلوك الإسرائيلي جاء تحت ضغط متزايد من حزبه، مشيرة إلى أن بعض أعضاء فريق الرئيس الأسبق باراك أوباما القديم أكثر صراحة في انتقاد بايدن لأنه لم يبذل المزيد من الجهد لكبح جماح نتنياهو.
ويرى محللون إسرائيليون وغربيون، أنه فعليًا لا توجد أي خلفات تُذكر بين بايدن ونتنياهو، وكل ما يُنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة يدور ضمن “المقادير المحدد للطبخة الأمريكية-الإسرائيلية” في حرب غزة، فالدعم الأمريكي المالي والعسكري واللوجستي منذ اللحظة الأولى من بدء الحرب على غزة لم ينقطع بل زادت وتيرته كلما زاد الحديث عن خلافات وأزمات بين نتنياهو وبادين.
ومع ذلك، فإن الرئيس الأميركي لا يمكنه فعل أي شيء تجاه نتنياهو حاليا، لأن الأخير يمكنه استغلال أدوات الضغط داخل الولايات المتحدة، وخصوصا لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، لضرب بايدن خلال الانتخابات المقبلة.
في حقيقة الأمر، لو أرادت الولايات المتحدة، أن توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنذ الأسبوع الأول، لفعلت ذلك خلال 24 ساعة، بحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، مؤكدًا، أن أميركا مصرة على استمرار هذا العدوان على قطاع غزة، ومصرة على أن تقضي على المقاومة الفلسطينية، وعلى أن تكذب على الرأي العام بكلام معسول ولكن ليس له أي نتيجة.
وأضاف صباغ أن الولايات المتحدة تريد ما هو أبعد من قطاع غزة، تريد تأسيس نظام جديد في الشرق الأوسط يكون تحت الهيمنة والسيطرة الأميركية، وأن تكون (إسرائيل) شريكا للولايات المتحدة في الهيمنة على الإقليم.
وبحسب المحلل السياسي، عصمت منصور، فإن ما يبدو من تناقض في التصريحات بين الرئيس بايدن وبين رئيس حكومة الاحتلال، يشي وعن قصد بخلافات بينهما خاصة حول حل الدولتين وإعلان دولة فلسطين، ولكن الصورة الحقيقة أقرب إلى خلافات حول أفضل الطرق لتحقيق مصالح (إسرائيل)”.
ويضيف منصور، في تصريحات نشرت له: من يملك الصافرة التي تنهي المأساة الإنسانية في غزة هي الولايات المتحدة وتستطيع في أي لحظة، وهي تملك القدرة على إصدار قرار بوقف الحرب ولكنها لا تريد، لأنها لا تريد أن تقع في صدام مع نتنياهو.
وتابع حديثه “لا توجد خلافات بين واشنطن وتل أبيب، ولكن توجد مناورات عبر التصريحات المتناقضة”.
وأمام هذا المشهد المتشابك..
ماذا يريد نتنياهو وبايدن من غزة؟ وما هو الفصل الأخير من مسرحية الخلافات؟ وهل ستتغير مواقف الدول العربية؟
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : لماذا ناقش الكابينيت مرّتيْن زوال الكيان؟ إقرأ أيضاً : رئيس أركان الجيش الإيراني: عُمر (إسرائيل) انتهى إقرأ أيضاً : رئيسة دولة تمثل أمام النيابة العامة بسبب "فضيحة ساعات"
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس الحكومة العالم غزة بايدن الاحتلال غزة بايدن الرئيس بايدن الرئيس بايدن بايدن غزة الرئيس بايدن الرأي الرئيس بايدن رئيس غزة الفصل العالم فلسطين اليوم الحكومة الرأي بايدن غزة الاحتلال الفصل رئيس الرئيس الولایات المتحدة وسائل الإعلام قطاع غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايدن
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تذهب فقط نحو صفقة جزئية واحدة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي تجريها حاليا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن هناك احتمالات كبيرة ألا تبرم صفقة التبادل قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن.
صفقة جزئية محدودةوقال المحلل العسكري للصحيفة رونين بيرغمان إنه حصل على رسالة وجهها مسؤول إسرائيلي كبير من الحكومة اليمينية المتشددة لعائلات الأسرى الإسرائيليين، حذرهم فيها من أن الصفقة ربما لا تشمل أبناءهم، لأنها لن تكون إلا جزئية ومحدودة، وربما لا تتبعها أي مراحل أخرى.
وقال بيرغمان، وهو أيضا صحفي استقصائي يعمل مع صحيفة نيويورك الأميركية، "في الأيام الأخيرة، أرسل مصدر سياسي رفيع المستوى في الائتلاف الحكومي المتشدد سلسلة من الرسائل عبر طرف ثالث إلى عائلات المختطفين الذين لا يفترض أن يتم إدراجهم في الصفقة الإنسانية".
وأضاف -نقلا عن عائلات الأسرى- أن هذه الرسائل "مخيفة ومقلقة للغاية".
وأشار المحلل العسكري إلى أن هذه المعلومات تتزامن مع معلومات واردة من مصادر عديدة تفيد بأن إسرائيل تحاول فصل مرحلة الاتفاق الإنساني من الصفقة عن أي اتفاق من شأنه إنهاء الحرب، فضلا عن أن التزام الوسطاء بمواصلة المفاوضات بعد هذه المرحلة يضعف أيضا.
إعلانوحسب بيرغمان، فإن المخطط التفصيلي للصفقة -التي استؤنفت المفاوضات بشأنها الشهر الماضي- يتضمن إطلاق سراح النساء (بما في ذلك المجندات) والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما ضمن الاتفاق الإنساني (المرحلة الأولى)، في حين تعتبر حماس جميع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما "جنودا"، وأن الجدل لا يزال قائما بين الطرفين حول أي من هؤلاء الرجال سيتم تعريفه على أنه مريض وسيتم إدراجه في إطار الاتفاق الإنساني.
وعلق بيرغمان على مضمون رسالة المسؤول الكبير، بالقول "لا يوجد الآن سوى اتفاق جزئي واحد، لن يتضمن أي التزام صريح أو آلية واضحة حول كيفية مواصلة المفاوضات من أجل الإفراج عن البقية".
وأضاف: "وفقا للرسائل، فإن الصفقة ليست في الأفق بعد، ولا توجد فرصة لمعرفة ما سيحدث هذا العام، ومن المحتمل جدا ألا يحدث حتى في الوقت القصير المتبقي من عهدة الإدارة الأميركية الحالية بعد عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة".
وفي حين أكد أن الأطراف المتفاوضة منخرطة في صياغة إطار الهيكل التفصيلي للصفقة، فقد أشار إلى أن الخطوط العريضة لها "تشير فقط إلى بضع جمل وبطريقة غامضة للغاية إلى صفقة ثانية".
نتنياهو لا يوافق على إنهاء الحرب
ونقل المحلل العسكري عن رسالة المسؤول الكبير لعائلات الأسرى، التي دعتهم للضغط رفضا لتوجه الحكومة للذهاب نحو صفقة واحدة للجميع.
وفي حين أبدى بيرغمان تشككه في الهدف من توجيه هذه الرسالة، فقد أشار إلى اتساع دائرة تأييد الصفقة إلى أهالي الأسرى من معسكر اليمين والمستوطنين، الذين أسسوا أيضا مجموعات مختلفة مثل منتدى تكفا وغيرها.
ولفت إلى تغيير في موقف جزء من قاعدة الجزء اليميني المتطرف في ائتلاف نتنياهو لصالح الصفقة، بما في ذلك تأييد صفقة كاملة من شأنها أن تضمن عودة جميع المختطفين، أحياء وأمواتا، وتؤدي إلى إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
إعلانكما أشار أيضا إلى أن مسؤولين كبارا جدا في الجيش الإسرائيلي والشاباك يدعمون صفقة واحدة، لكنهم يفهمون أيضا أن المستوى السياسي لن يوافق عليها بأي شكل من الأشكال.
وقال بيرغمان إن المفاوضات في السابق كانت تجري على أساس أن تضمن الدول الوسيطة استمرار وقف إطلاق النار خلال المفاوضات لإنجاز المرحلة الثانية، ولكن هذا الالتزام المحدود قد تقلص أيضا، "لدرجة أنه يكاد يكون معدوما".
وختم بالقول إن عائلات الأسرى تخشى من أن أبناءها سيتركون لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد أن يعود نتنياهو إلى القتال، ويرفض شروط حماس لإنهاء الحرب.