سرايا - تضج الكثير من وسائل الإعلام بالحديث وبإسهاب عن “الخلافات المشتعلة” بين الرئيس الأمريكي جون بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على خلفية الحرب الدامية في قطاع غزة، وما خلفته من مجازر وويلات ودمار ومجاعات لا يمكن وصفها وتحملها وأفجعت العالم أجمع.


وسائل الإعلام وقراءات المحللين وتصريحات السياسيين، معظمها ركز في الحديث حول ما تريد واشنطن و”تل أبيب” نشره وتصديره للعالم، وكأن “حرب غزة” أشعلت الخلافات، والقطعية باتت تقترب بين (إسرائيل) وأمريكا، وزمن “الطفلة المدللة” قد ولى والقادم هو أخطر كون أن “أمريكا لا تريد أن ترى دماء وحروب في غزة”.




لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فما يُنقل عبر وسائل الإعلام، عن غضب وتوتر ورسائل تهديد وتجاهل وتحذير.. الخ، لا يعكس حقيقة الواقع تمامًا، فالعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية لم ولن تتضرر بسبب ما يجري في قطاع غزة من مجازر، فلغة وصورة الإعلام معاكسة تمامًا لما يجري في الغرف المغلقة.

الدعم المالي واللوجستي والاستراتيجي مستمر، والتأييد متواصل، وتدفق الأسلحة الأمريكية لـ (إسرائيل) يسير على قدم وساق، ومعارضة كل مشروع قرار دولي ينتقد (إسرائيل) أو يدعو لوقف الحرب على غزة، إضافة إلى المشورات الأمنية في التعامل مع تطورات حرب غزة، وغيرها من المظاهر، تؤكد بأن واشنطن متواطئة بهذه الحرب بنسبة تتساوى كثيرًا مع ما تقترفه أيادي نتنياهو وجيشه.
ولعل آخر ما تناقله الإعلام عن هذا الخلاف، ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”، بأن نتنياهو تلقى أقوى توبيخ من البيت الأبيض منذ بدء الحرب في غزة.


وأفادت الصحيفة، بأن بايدن ضغط على نتنياهو، خلال الاتصال الأخير، أكثر من أي مرة سابقة، من أجل تغيير نوعية العمليات العسكرية في الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة، مشيرة إلى أن التصريح الصادر عن البيت الأبيض عقب المكالمة هو أقوى توبيخ أميركي لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، موضحة أنه يلقي الضوء على امتعاض بايدن المتزايد من نتنياهو.


واستدركت الصحيفة بالإشارة إلى أن البيت الأبيض لم يصل إلى حد القول مباشرة إن الرئيس الأميركي سيوقف تزويد تل أبيب بالأسلحة أو سيفرض شروطاً حول كيفية استخدامها، كما يطالبه بذلك أعضاء حزبه الديمقراطي.


وحسب “نيويورك تايمز”، فإن تهديد بايدن بربط الدعم الأميركي بالسلوك الإسرائيلي جاء تحت ضغط متزايد من حزبه، مشيرة إلى أن بعض أعضاء فريق الرئيس الأسبق باراك أوباما القديم أكثر صراحة في انتقاد بايدن لأنه لم يبذل المزيد من الجهد لكبح جماح نتنياهو.


ويرى محللون إسرائيليون وغربيون، أنه فعليًا لا توجد أي خلفات تُذكر بين بايدن ونتنياهو، وكل ما يُنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة يدور ضمن “المقادير المحدد للطبخة الأمريكية-الإسرائيلية” في حرب غزة، فالدعم الأمريكي المالي والعسكري واللوجستي منذ اللحظة الأولى من بدء الحرب على غزة لم ينقطع بل زادت وتيرته كلما زاد الحديث عن خلافات وأزمات بين نتنياهو وبادين.


ومع ذلك، فإن الرئيس الأميركي لا يمكنه فعل أي شيء تجاه نتنياهو حاليا، لأن الأخير يمكنه استغلال أدوات الضغط داخل الولايات المتحدة، وخصوصا لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، لضرب بايدن خلال الانتخابات المقبلة.


في حقيقة الأمر، لو أرادت الولايات المتحدة، أن توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنذ الأسبوع الأول، لفعلت ذلك خلال 24 ساعة، بحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، مؤكدًا، أن أميركا مصرة على استمرار هذا العدوان على قطاع غزة، ومصرة على أن تقضي على المقاومة الفلسطينية، وعلى أن تكذب على الرأي العام بكلام معسول ولكن ليس له أي نتيجة.


وأضاف صباغ أن الولايات المتحدة تريد ما هو أبعد من قطاع غزة، تريد تأسيس نظام جديد في الشرق الأوسط يكون تحت الهيمنة والسيطرة الأميركية، وأن تكون (إسرائيل) شريكا للولايات المتحدة في الهيمنة على الإقليم.


وبحسب المحلل السياسي، عصمت منصور، فإن ما يبدو من تناقض في التصريحات بين الرئيس بايدن وبين رئيس حكومة الاحتلال، يشي وعن قصد بخلافات بينهما خاصة حول حل الدولتين وإعلان دولة فلسطين، ولكن الصورة الحقيقة أقرب إلى خلافات حول أفضل الطرق لتحقيق مصالح (إسرائيل)”.


ويضيف منصور، في تصريحات نشرت له: من يملك الصافرة التي تنهي المأساة الإنسانية في غزة هي الولايات المتحدة وتستطيع في أي لحظة، وهي تملك القدرة على إصدار قرار بوقف الحرب ولكنها لا تريد، لأنها لا تريد أن تقع في صدام مع نتنياهو.


وتابع حديثه “لا توجد خلافات بين واشنطن وتل أبيب، ولكن توجد مناورات عبر التصريحات المتناقضة”.
وأمام هذا المشهد المتشابك..

ماذا يريد نتنياهو وبايدن من غزة؟ وما هو الفصل الأخير من مسرحية الخلافات؟ وهل ستتغير مواقف الدول العربية؟

رأي اليوم 
إقرأ أيضاً : لماذا ناقش الكابينيت مرّتيْن زوال الكيان؟ إقرأ أيضاً : رئيس أركان الجيش الإيراني: عُمر (إسرائيل) انتهى إقرأ أيضاً : رئيسة دولة تمثل أمام النيابة العامة بسبب "فضيحة ساعات"


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الرئيس الحكومة العالم غزة بايدن الاحتلال غزة بايدن الرئيس بايدن الرئيس بايدن بايدن غزة الرئيس بايدن الرأي الرئيس بايدن رئيس غزة الفصل العالم فلسطين اليوم الحكومة الرأي بايدن غزة الاحتلال الفصل رئيس الرئيس الولایات المتحدة وسائل الإعلام قطاع غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

ليس إلّا مرور الكرام

 

 

 

صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد

 

كان يومي لا يحتمل أي إضافات حين وجدتُ نفسي فيما يُسمى بـ"مجموعة أدبية واتسابية"، وعدد من المشاركين في هذه المجموعة لا صلة لهم بالأدب من قريب أو بعيد، كما إنَّ بعض المشاركين بالمداخلات والتساؤلات والنقاشات حركتهم الواتسابية مُفرِطة، وكأنَّ هذا المُشارك يُريد أن يُثبت حضوره ليقول "أنا هنا"، وهو غير معروف لا هنا أو هناك!

البعض لديه من الفراغ الشيء الكثير، ولا يعرف كيف يملأه، فيدلق ما لديه ويستمر مُنشغلًا دلقًا لما في جعبته إلى ما لا نهاية. والبعض يتداخل في كل صغيرة وكبيرة، وكل شاردة وواردة، حتى حفظنا اسمه ونحن لا نعرف من هو، أهوَ هُوَ، أو هُوَ غيره؟!

وكنتُ وما زلتُ أعيش حياتي بتنوعٍ جميلٍ يُسعدني بعيدًا عن المُنغِّصات طوال الأسبوع، منغلقاً عن كل ما يُفسد يومي ويُغيِّر مزاجي ويُقلق راحتي وينتهك عالمي المُختار المُتنوِّع النشط الذي شيَّدته عبر الوقت.

أجلس لحالي مكتفيًا مع من معي وبما لديَّ، لا أتدخلُ في شؤون أحد، ولا أريدُ من أحد شيئًا أو اطمع في شيء، ولا أسعى لبهرجة أو إبهار أو شهرة أو إثبات وجود؛ فكل ما أريده حصلت عليه، وكل ما سعيتُ له وجدته عبر السنين، ووصلتُ مرحلةً من الإثراء الشخصي الباذخ، والاقتناع والرضا من كل النواحي.

وجاءت هذه المجموعة الواتسابية تتسلَّل إلى مُحيطي بهرجها ومرجها، تُشتِّت الانتباه، وتضيع التركيز، فما يتغذى عليه الدماغ من أفكار متداولة يوميًا دون تقنين، له الأثر الواضح على الفكر والمشاعر، وبالتالي الحالة المزاجية للفرد. وكيف لا، وبعض تعليقات المجموعة ثقيلة الدم ضحلة الفكر ضعيفة المستوى سخيفة المحتوى، فتود لو لم تقع عيناك عليها ولم تقرأها.

مجموعة واتسابية غير متوافِقة وقِيل عنها "مجموعة أدبية"، وهي تبتعد عن الإبداع الأدبي إلّا قليلًا. والأدباء فيها قلة ومدعو الأدب أكثر، ومن لا علاقة له بهذه المجموعة الأدبية أكثر وأكثر!!

تجد في المجموعة المُرَوِّج والمُغرِّد والمُخرِج والمُذيع والمَسرَحي والتشكيلي والمحامي والمُحلِّل السياسي وأستاذ الجامعة وصاحب المكتبة والمُعلِّق الرياضي، وغيرهم مما لا يخطر على بال، والبعض يخوض مع الخائضين في مواضيع خارج الإطار في المذاهب الدينية والسياسة والفلسفة، والشأن العام، وفي الشيء واللا شيء، والمهم واللا مهم، والضروري واللا ضروري.

وهؤلاء نحترم تجاربهم في مجالهم، لكن لا علاقة لهم بالأدب، ومكانهم في مجموعات أخرى تتوافق مع تخصصاتهم وانشغالاتهم.

وإنما أيضًا تتواجد في هذه المجموعة، قامات أدبية وشخصيات رزينة معروفة، نحترمها، ولها مسيرة ثقافية حافلة. لكنها وجدت نفسها هنا ضمن المجموعة بعد إضافتهم إليها، ولم يرغبوا في الخروج لُطفًا وتأدُّبًا، فآثروا الصمت، ولكن طبيعي هذا يحدث حين يختلط الحابل بالنابل، فما يتغذى عليه الدماغ من أفكار متداولة يوميًا دون تقنين له الأثر الواضح على المشاعر والتأثير على المزاج، ولذا أظُنُّهم اتبعوا نفس الخطوة التي خطوتُها حتى لا يتشتت انتباههم، ويُستفز إدراكهم الحسي اليقظ؛ فلا يفتحون رسائل هذه المجموعة الأدبية إلّا بعد أن تزدحم متجاوزةً المائة أو المائتي رسالة، ثم في دقائق يمرون عليها مرور الكرام!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إسرائيل.. موكب نتنياهو يتعرض لحادث سير في القدس
  • نهاية مفتوحة| نتنياهو يحدد أكتوبر كحد أقصى لحرب غزة وسط مفاوضات عديدة.. وخبير يكشف المشهد
  • نتنياهو يخطط لإنهاء حرب غزة بحلول أكتوبر المقبل.. فما الحقيقة؟
  • 3 رسائل عن قصف الضاحية.. ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟
  • وزير الإعلام الباكستاني: على الهند التراجع عن هيستيريا الحرب
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: إسرائيل تريد إلحاق أكبر قدر من الدمار بقطاع غزة
  • الكوارث الطبيعية والحروب وتأثيرها على عمل الإعلام في السودان
  • عراقجي: توهم إسرائيل بأنها قادرة على إملاء سياسة إيران بعيد عن الواقع
  • سوليفان يكشف تجاهل نتنياهو مسألة الأسرى الإسرائيليين لأشهر خلال مفاوضات عهد بايدن
  • ليس إلّا مرور الكرام