مفتي الجمهورية لـ «الأسبوع»: يجوز جمع الصلاة قبل وقت العمل.. والتفرغ لـ العبادة أمر لم يفعله النبي
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
ما حكم ترك العمل في رمضان أو حتى اقتطاع جزء من وقت العمل لأداء الصلاة (خاصة صلاة التراويح) أو الانشغال بقراءة القرآن بحجة أن رمضان هو شهر العبادة؟ وهل هناك وزر على الإنسان الذي لا يستطيع أداء صلاة التراويح لتعارض وقتها مع أوقات عمله؟
حكم ترك العمل والتفرغ لـ العبادةفضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قال في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»: إنه لم يَرِد أن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو المسلمين كانوا يتركون أعمالهم وأمور معاشهم في شهر رمضان ويتفرغون للعبادة، سواء كانت الصيام أو القيام، بل يجمعون بين ذلك كله في توازن وانسجام وفق نظام مُحكم يضمن أداء العبد ما افترضه الله تعالى من عبادات، مع استقرار العمل واستمرار الإنتاج وسلامته، بطريقة وسطى لا إفراط فيها ولا تفريط.
وتابع فضيلة المفتي: كما أن الصوم يرتقي بطبع الصائم -الذي قد يكون عاملًا أو صاحب جهة عمل- إلى جماع الكمالات المحمودة كمراقبة الله تعالى، وانضباط الباطن كما هو في الظاهر، والحلم، والعدل، والعفو والصفح، وحسن المعاملة، وجميل العِشرة، والوقار، والأمانة، بل استجابة الدعوة فضلًا عن تحقيق مظاهر احترام الآخر، والمحافظة على الوقت، مما يفيد إنجاز الأعمال وشيوع الحب والاحترام بين جميع العاملين، لأن الصوم الحقيقي هو الـمُـحَلَّى بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التي تحمل المسلم على مجانبة اللغو والكلام فيما لا يفيد والفحش من القول ومنكر العمل.
حكم جمع الصلواتوأكد مفتي الجمهورية، في تصريحاته لـ «الأسبوع»، أنه إذا تعارض فرض كالعمل مع فرض كالصلاة فيجوز جمع الصلوات في بداية الوقت، أو جمعها جمع تأخير، وإذا كان العمل لا يجوز تأخيره لأنَّ أداءه مطلوب على الفور، والصلاة وقتها متَّسع فعليه المواءمة بين الأمرين، حيث إن إتقان العمل المكلَّف به الموظف وأداءه فرض، والتقصير فيه يجعل الموظف آثمًا عند الله حتى لو كان في حال طاعة، وعلى المسلم الموازنة بين النوافل والفروض.
وأوضح مفتي الديار المصرية: أما بالنسبة للانشغال بقراءة القرآن خلال وقت العمل، فيجب أن يكون هذا ضمن حدود المعقول بحيث لا يؤثر على الإنتاجية والمسؤوليات الوظيفية. ويُفضل تخصيص أوقات الفراغ أو الاستراحات لمثل هذه العبادات، بما يحقق التوازن بين العبادات والواجبات الدنيوية.
عدم أداء صلاة التراويح لتعارض وقتها مع أوقات عملهوفي إجابته على سؤال: هل هناك وزر على الإنسان الذي لا يستطيع أداء صلاة التراويح لتعارض وقتها مع أوقات عمله؟ أكد فضيلة الدكتور شوقي علام، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن الإسلام دين يسر وليس عسر، ويأخذ بعين الاعتبار ظروف الناس المختلفة، وصلاة التراويح تُعتبر من السنن المؤكدة في شهر رمضان وليست فرضًا، وهي تُعدّ من النوافل التي يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها إذا كان لديه عذر شرعي.
وأشار فضيلة المفتي، إلى أنه إذا كان الشخص يعمل في أوقات تتعارض مع صلاة التراويح ولا يستطيع أداءها في وقتها، فلا يُعد ذلك وزرًا عليه، بل يُنظر إليه على أنه عذر شرعي يمنعه من أداء هذه النافلة. والأهم في الإسلام هو النية والمحافظة على الفرائض، والله تعالى يعلم ما في القلوب ويجزي على النيات، بل يمكن للمسلم أن يصلي التراويح في منزله بعد انتهاء عمله.
حوار المفتي مع «الأسبوع»تأتي هذه التصريحات الخاصة، ضمن حوار أجراه «الأسبوع» مع فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يُنشر بعد عيد الفطر المبارك.
تناولنا في هذا الحوار العديد من القضايا الدينية التي تشغل الرأي العام في مصر والعالمين العربي والإسلامي، مثل: حكم تأجير الأرحام، وهل يحق للمرأة تولي منصب الإفتاء؟ وحكم فوائد البنوك وجميع المعاملات المصرفية، ومدى إمكانية تعاون علماء الدين الإسلامي المعاصرين لإنتاج مذهب فقهي خامس يجيبون فيه على كل القضايا المستحدثة، وحكم هدم المقابر ونقل رفات الموتى إلى مقابر أخرى للتوسعة على الأحياء.. .وغيرها من القضايا الهامة التي تطالعونها بالتفصيل في نص حوارنا مع فضيلة مفتي الديار المصرية.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية لـ «الأسبوع»: إخراج زكاة الفطر نقودا أوفق لمصالح الناس
مفتي الجمهورية يروي لـ «الأسبوع» كيف كان يقضي رمضان في مسقط رأسه بـ البحيرة (خاص)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأسبوع الدكتور شوقي علام حكم جمع الصلوات مفتي الجمهورية مفتی الجمهوریة صلاة التراویح
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الإعلام شريك أساسي في بناء الوعي ومواجهة التطرف
عقد فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، جلسة حوارية مع الصحفيين بمقر دار الإفتاء المصرية، حيث استعرض استراتيجية الدار المستقبلية وأولوياتها على المستويات المحلية والدولية.
أكد المفتي على أهمية الإعلام كأداة لنقل صحيح الدين وبناء الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى أنه مسؤولية عظيمة يُؤجر عليها الإعلاميون.
ودعا إلى تقديم إعلام صادق يواجه التزييف الذي يهدد استقرار المنطقة.
كما شدد على ضرورة تعزيز الشراكات بين المؤسسات الدينية مثل الأزهر ووزارة الأوقاف والكنيسة لتحقيق أهداف وطنية مشتركة.
وأشار المفتي إلى جهود دار الإفتاء في مواجهة التطرف من خلال مركز "سلام"، الذي يعمل على رصد الخطاب المتطرف وإعداد برامج تدريبية لمحاصرته.
كما أعلن عن التحضير لأول ندوة دولية بعنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمقرر عقدها يومي 15 و16 ديسمبر الجاري.
وأوضح فضيلته أن الدار تعمل على تطوير منظومة القيم الأخلاقية، وتعزيز استخدام الفضاء الرقمي للتواصل مع الشباب، مشيرًا إلى أن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمثل تحديًا حقيقيًا.
وفي إطار تنظيم الفتوى، أكد المفتي على التنسيق مع الأزهر والأوقاف لوضع قانون يجرّم إصدار الفتاوى من غير المختصين.
واختتم اللقاء بالتأكيد على دور الإعلام في مواجهة التحديات، معربًا عن تطلعه لاستمرار التعاون لبناء وعي مجتمعي سليم.