واترلو.. معركة أنهت عصر الإمبراطورية النابليونية
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
معركة مفصلية في التاريخ الأوروبي بين القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت وقوات الحلفاء التي تتكون من القوات البريطانية والهولندية والبلجيكية والألمانية، دارت رحاها يوم 18 يونيو/حزيران 1815 قرب قرية واترلو البلجيكية بعد عودة بونابرت من منفاه الأول عام 1814 ورغبة منه في استعادة نفوذه، انتهت المعركة بهزيمة القوات الفرنسية، وآلت نتائجها إلى سيطرة الدول الأوروبية على فرنسا وانتشار أفكار القومية، وأسست لسياسة جديدة في المنطقة.
شهدت أوروبا سلسلة حروب شنتها تحالفات عسكرية أوروبية ضد فرنسا في الفترة بين 1792 و1815، وأدت إلى سيطرة الإمبراطورية الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت على معظم أراضي القارة.
لكن هذه السيطرة بدأت تتراجع عندما قرر نابليون غزو روسيا عام 1812، وأدى هذا الغزو -الذي استمر نصف عام- إلى هزيمة القوات الفرنسية، فمن بين 615 ألف جندي عاد 100 ألف فقط.
عاد نابليون بمن تبقوا من جيشه إلى فرنسا أواخر عام 1812 لإعادة تشكيل قوته العسكرية، لكن الجيوش الروسية لم تكتف بإخراجه من روسيا، بل عبرت الحدود إلى بولندا بهدف إنهاء هيمنته في أوروبا الوسطى.
وبحلول عام 1813 تشكل ما يسمى التحالف السادس الذي عزم على استعادة ألمانيا من قبضة نابليون، وفيه شن المتحالفون معركة لايبزيغ يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 1813 التي أدت إلى تسريع انهيار إمبراطورية نابليون وتنازله عن العرش ثم نفيه إلى جزيرة إلبا عام 1814.
يوم الأول من مارس/آذار 1815 فر نابليون من المنفى ليستعيد السيطرة على إمبراطوريته من يد آل بوربونن وفور وصوله انضم إليه الآلاف من الجنود الفرنسيين المنشقين، وسرعان ما دخل العاصمة باريس وسيطر على الحكم بعد هروب الملك لويس الـ18، بدأ نابليون عهده الثاني المعروف باسم الـ100 يوم.
جزء من الاحتفالات بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لمعركة واترلو "محاكاة لحياة نابليون في واترلو" (غيتي)لم تكن القوى العظمى في أوروبا لتسمح لنابليون بزعزعة التوازن مرة أخرى بعد قضاء عقدين من الزمن في قتال فرنسا الثورية والنابليونية، لذلك وصفته رسميا بأنه خارج عن القانون، وشكلت التحالف السابع يوم 25 مارس/آذار 1815، والذي ضم المملكة المتحدة وبروسيا وروسيا والنمسا، إضافة إلى المملكة المتحدة الهولندية والعديد من الولايات الألمانية، وقد خطط التحالف لحشد 5 جيوش ضد نابليون.
الأسبابتعددت العوامل التي أدت إلى قرار شن المعركة وتمحورت حول العوامل الآتية:
عودة نابليون من المنفى. رغبته في إعادة فرض النفوذ. عدم الاستقرار السياسي في أوروبا. معارضة الحلفاء. يوم المعركةاتخذ دوق ويلينغتون -الذي قاد جيش الحلفاء- موقعا دفاعيا على طول سلسلة جبال مونت سان جان جنوب قرية واترلو البلجيكية مباشرة، وكان الجيش البروسي بقيادة المارشال بلوخر متمركزا في الشرق، وكان التنسيق بين ويلينغتون وبلوخر حاسما بالنسبة للحلفاء.
بدأت المعركة بهجوم فرنسي على هوغومونت، وهي مزرعة تقع على الجانب الأيمن من ويلينغتون، ومزرعة لاهاي سانت على اليسار، وشهد كلا الموقعين قتالا عنيفا طوال اليوم، وشهد موقع هوغومونت صراعا شرسا من أجل السيطرة.
شن سلاح الفرسان الفرنسي هجمات عدة ضد خطوط الحلفاء، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة، وقد لعب سلاح الفرسان البريطاني وسلاح الفرسان المتحالف -بمن في ذلك الفرسان الأسكتلنديون- دورا حاسما في صد الهجمات الفرنسية.
جزء من الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لمعركة واترلو في لندن (غيتي)كان نابليون يأمل في هزيمة ويلينغتون قبل وصول البروسيين، ومع ذلك اشتبكت قوات بلوخر مع الفرنسيين في معركة ليجني باليوم نفسه، وعلى الرغم من تكبدهم الخسائر فإن البروسيين تمكنوا من الحفاظ على قدرتهم القتالية وبدؤوا في السير لدعم ويلينغتون.
دافع دوق ويلينغتون بمهارة عن موقفه مستخدما التلال لصالحه، ثم صد الهجمات الفرنسية -بما في ذلك هجمات المشاة وقصف المدفعية- من قبل قوات الحلفاء المنضبطة والمتمركزة بشكل جيد.
في فترة ما بعد الظهر وصل الجيش البروسي بقيادة بلوخر لتعزيز الجناح الأيمن للحلفاء، وكان لهذا التدخل غير المتوقع تأثير كبير على سير المعركة.
وبينما كان البروسيون يضغطون على الجناح الأيمن الفرنسي شن نابليون هجوما أخيرا كبيرا مع حرسه الإمبراطوري، لكن الهجوم قوبل بمقاومة حازمة من البريطانيين وحلفائهم، ونفذت قوات الحلفاء هجوما مضادا، مما أدى إلى انهيار الجيش الفرنسي.
انتهت المعركة الدموية بعد سقوط ما يقارب 60 ألف قتيل، وبعد 4 أيام تنازل نابليون عن العرش للمرة الأخيرة وأُرسل إلى المنفى الدائم في سانت هيلينا، حيث توفي عام 1821.
كانت معركة واترلو بمثابة نهاية للحروب النابليونية وبشرت بتوازن جديد للقوى، إذ ساهمت في فترة من السلام النسبي بالقارة.
النتائج السياسيةلم تكن معركة واترلو مجرد صراع عسكري عابر، بل كانت حدثا تاريخيا غيّر مسار أوروبا بشكل جذري، وأعادت رسم خارطة القارة وتأسيس نظام سياسي جديد.
نهاية العصر النابليونيكانت هذه المعركة بمثابة الهزيمة النهائية لنابليون بونابرت، وأنهت حكمه للفرنسيين، فبعد هزيمته تنازل عن العرش للمرة الثانية، ونفي إلى جزيرة سانت هيلينا النائية في جنوب المحيط الأطلسي.
جيوش التحالف السابع هزمت الجيش الفرنسي في معركة واترلو (غيتي) استعادة ملكية البوربون في فرنساعاد لويس الـ18 -الذي فر خلال عودة عهد نابليون- إلى العرش، ومع ذلك لم تكن تلك الفترة خالية من التحديات، إذ تميزت حقبة ما بعد نابليون بالاضطرابات السياسية والصراع بين الملكيين والليبراليين.
مؤتمر فييناسبق معركة واترلو مؤتمر فيينا (1814-1815)، حيث اجتمعت القوى الأوروبية لإعادة رسم خريطة أوروبا وإقامة توازن القوى لمنع الصراعات المستقبلية، وأكدت هزيمة نابليون في واترلو القرارات التي اتخذت بمؤتمر فيينا وعززت مبادئ المحافظة والوفاق الأوروبي.
الاستقرار الأوروبيكان الهدف من هزيمة نابليون ومؤتمر فيينا اللاحق هو إعادة الاستقرار إلى أوروبا بعد سنوات من الحرب، إذ سعت القوى الأوروبية الكبرى -بما فيها النمسا وروسيا وبروسيا وبريطانيا العظمى- إلى إقامة توازن للقوى والحفاظ على الوضع السائد لمنع عودة المثل الثورية والنابليونية.
تشكيل التحالف المقدسشكلت روسيا والنمسا وبروسيا التحالف المقدس عام 1815 في أعقاب الحروب النابليونية، كان التحالف القائم على مبادئ المحافظة والقيم المسيحية يهدف إلى الحفاظ على النظام القائم وقمع الحركات الثورية، ومع ذلك لم تكن فعالة للغاية على المدى الطويل.
صعود القومية الأوروبيةساهمت هزيمة نابليون ومؤتمر فيينا اللاحق في صعود القومية بأجزاء مختلفة من أوروبا، وأدى فرض القوى العظمى سياسات محافظة إلى تأجيج المشاعر القومية، حيث ارتفعت دعوات لتقرير المصير والاستقلال.
معركة واترلو حطمت مخططات نابليون بونابرت بإعادة السيطرة من جديد وساهمت بهزيمته (مواقع التواصل الاجتماعي) التأثير على بريطانياعززت معركة واترلو مكانة بريطانيا باعتبارها قوة أوروبية كبرى، وساهمت في الاستقرار السياسي للبلاد.
وعزز النصر الحياة السياسية للدوق ويلينغتون الذي لعب دورا حاسما في المعركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات نابلیون بونابرت لم تکن
إقرأ أيضاً:
إدارة بايدن بين دعم كييف ومحدودية الموارد: معركة اللحظات الأخيرة
نوفمبر 24, 2024آخر تحديث: نوفمبر 24, 2024
المستقلة/- مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، تواجه إدارته تحديات كبيرة في دعم أوكرانيا، وفقًا لتقرير وكالة بلومبيرغ. فعلى الرغم من رغبة الإدارة في تكثيف المساعدات لكييف، إلا أن القيود السياسية والعسكرية تجعل هذا الأمر صعب المنال.
قيود التمويل والقدرة الدفاعية
تشير التقارير إلى أن معظم التمويلات المخصصة لدعم أوكرانيا تغطي فقط الأسلحة الموجودة بالفعل في مستودعات البنتاغون. ولا تستطيع الإدارة الأمريكية إرسال المزيد من الأسلحة والذخائر دون التأثير على القدرات الدفاعية للقوات الأمريكية نفسها، مما يضع بايدن في مأزق سياسي وعسكري.
سباق ضد الزمن
في أقل من شهرين قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تسعى إدارة بايدن إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الدعم لكييف. وتهدف هذه الجهود إلى خلق انطباع بأن أوكرانيا قادرة على مواجهة روسيا، رغم القيود الحالية. ومع ذلك، فإن هذه المساعي قد لا تكون كافية لتغيير ديناميكيات الصراع في المدى القريب.
دعم غير مسبوق لكييف
قدمت إدارة بايدن دعمًا كبيرًا لأوكرانيا، يشمل مساعدات عسكرية ومالية وإنسانية بلغت عشرات مليارات الدولارات. كما تم توفير أسلحة متقدمة وبرامج تدريب للقوات الأوكرانية، مما جعل كييف واحدة من أكبر المستفيدين من الدعم الأمريكي في السنوات الأخيرة.
رد روسيا: عزم لا يتزعزع
من جانبها، أكدت السلطات الروسية أن ضخ الأسلحة الغربية لن يضعف عزيمتها أو يغير مسار عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وترى موسكو أن استمرار التدخل الغربي يطيل أمد الصراع دون تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
مستقبل غامض للدعم الأمريكي
مع تغير القيادة الأمريكية واحتمالية تراجع إدارة ترامب المنتخبة عن دعم أوكرانيا بنفس الوتيرة، يبقى مستقبل المساعدات الأمريكية لكييف مجهولًا. وقد يؤدي ذلك إلى تغيير كبير في توازن القوى داخل الصراع الأوكراني الروسي.