شيخ الأزهر: جيش الاحتلال يواجه بأسلحة الدمار الشامل شعبا أعزلا لا يدري ما القتل ولا القتال
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
تقدم فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ولشعب مصر الأبي الكريم، ولعالمنا العربي والإسلامي بأجمل التهاني وأخلص الأماني بمناسبة الاحتفال بليلة القدر؛ الليلة التي بدأ فيها نزول القرآن على قلب نبينا محمد ﷺ، نورا يهدي به الله من يشاء من عباده، ويخرجهم به من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم.
وقال شيخ الأزهر خلال كلمته اليوم السبت باحتفالية ليلة القدر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إن الله تعالى وصف القرآن بأنه: «الكتابُ الحكيم»، وأنَّه: «الكتابُ المبين»، وأنَّه: «الحقُّ»، وأنَّه: «تبيانٌ لكلِّ شيء»، وأنَّه: «هُدًى ورحمة»، وأنَّه: «لا ريبَ فيه»، وأنَّه: الكتاب الذي: ﴿لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فُصِّلَتْ: 42]، أنزله الله «بالحقِّ والميزان ليَحكُمَ بين النَّاس»، إلى صفات أخرى كثيرة من صفات الجلال والجمال والكمال التي قدمت هذا الكتاب الكريم للناس، وأغرتهم بتلاوة ألفاظه وتدبر معانيه، وكيف لا! والمتكلم به هو الله -سبحانه وتعالى- ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾ [النِّساء: 87]، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً﴾، ومبلغه هو أفصح الناس وأبلغهم، وأعلمهم بمرامي كلامه، وأسرار فصاحته وبيانه..
وأكد فضيلته أن الأحداث القاسية التي نعيشها صباح مساء، تثبت -دون أدنى ريب- أن الإنسانية لم تكن في عصر من عصورها بحاجة إلى هدي القرآن الكريم، وهدي أمثاله، من الكتب المنزلة- بمثل ما هي عليه اليوم، فقد أصبح واضحًا أن عالمنا المعاصر فقد القيادة الرشيدة الحكيمة، وراح يخبط خبط عشواء، بلا عقل ولا حكمة ولا قانون دولي، وبات يندفع -بلا كوابح- نحو هاوية لا يعرف التاريخ لها مثيلا من قبل.
وتحدث شيخ الأزهر عن عقود من علاقات الحوار الحضاري بين الأمم والشعوب، وأنه من المؤسف أننا استبدلنا بها -وعلى نحو متسارع غريب- علاقات الصدام والصراع، وسرعان ما تحول هذا الوضع البائس إلى علاقات صراع مسلح تطور أخيرًا إلى صورة بالغة الغرابة والشذوذ في تاريخ الحروب والصراعات المسلحة.. أبطال هذه الصورة قادة سياسيون وعسكريون، من ذوي القلوب الغليظة التي نزع الله الرحمة من جميع أقطارها، يقودون فيها جيشًا مدججًا بأحدث ما تقذف به مصانع أوروبا وأمريكا من أسلحة القتل والدمار الشامل، ويواجهون به شعبًا مدنيًّا أعزل، لا يدري ما القتل ولا القتال، وليس له عهد من قبل بسفك الدماء، ولا بمرأى جثث الأطفال والنساء والرجال والمرضى، وهي ملقاة على قوارع الطرقات أو مغيبة تحت أنقاض ومبان مهدمة في الأزقة والحواري.
وتابع فضيلته أن كل ما يعرفه شعب غزة البريء البسيط، هو أن أقداره شاءت أن يلقى ربه شهيدا، وشاهدا على جرائم الإبادة والمحرقة الجماعية، من طغاة القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد، والذي بشرونا بأنه: قرن العلم والتقدم والرقي، وقرن الأخلاق الإنسانية والحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وغير ذلك من الأكاذيب والأباطيل التي انطلت على كثيرين منا، وحسبوها حقائق ثابتة من حقائق الأذهان والأعيان؛ فإذا هي اليوم، وكما يقول القرآن الكريم: ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ [النور: 39].
ورأى شيخ الأزهر أن ثالثة الأثافي تتمثل في أن المؤسسات الدولية والمواثيق العالمية، وفي مقدمتها: مؤسسة الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وغيرهما من المنظمات التي تتعهد موادها الأولى في قوانينها ومواثيقها بحفظ السلام والأمن الدوليين، ومبدأ المساواة بين الدول الأعضاء، وتحريم استخدام القوة، بل تحريم مجرد التهديد بها في العلاقات الدولية، والامتناع التام عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول.. هذه المؤسسات تقف اليوم عاجزة، بل مشلولة شللا رباعيا أقعدها عن تنفيذ بند واحد مما تعهدت بتنفيذه، ولطالما غلبت على أمرها، وعلى إرادتها وقراراتها التي تحظى بأغلبية ساحقة من الدول الأعضاء، بعدما تجهضها تدخلات سافرة من قوى مستبدة، مدربة على كتمان الحق حينا، وإلباسه ثوب الباطل حينا آخر، والغطرسة والجفوة والعجرفة أحيانا كثيرة.
واستنكر شيخ الأزهر ما قال إنَّ الأدهى من ذلك والأشد مرارة وهو تدخل القوى الكبرى شريكًا داعمًا بمالها الوفير وأسلحتها الفتاكة لقوة غاشمة، وهي تعلم علم اليقين أنها ستسحق به الضعفاء والمستضعفين من الرجال والنساء والأطفال والمرضى، وتجيعهم وتحيطهم بضغوط لا قبل لهم بها، حتى إذا ما خرجوا من ديارهم وأموالهم، وهاموا على وجوههم في الطرقات صبوا فوق رؤوسهم من عذاب الجحيم ما سيكتبه التاريخ دمًا ودموعًا في أسود صفحاته وأحلكها ظلما وظلاما.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الرئيس السيسي الاحتفال بذكرى ليلة القدر شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
أزهر الإسماعيلية يكرم السابعة جمهوريا في حفظ القرآن الكريم
نظمت الإدارة المركزية لمنطقة الإسماعيليّة الأزهرية احتفالا لتكريم الطالبة هدير رضوان بالصف الثالث الإعدادي بمعهد ابو خليفة الأزهري بالإسماعيلية الحاصلة على المركز السابع على مستوى الجمهورية في مسابقة حفظ وتجويد القرآن الكريم، والذي حضره الشيخ ممدوح عبد الجواد رئيس المنطقة الأزهرية واقيم بمجمع معاهد أبو خليفة الإعدادي الثانوي بقرية ابو خليفة بالإسماعيلية.
وشهدت الاحتفالية تكريم الطالبة واسرتها وأسرة المدرسة على المجهود الذي بذل لتتمكن الطالبة من اجتياز المراحل التصعيدية للمسابقة واقتناصها المركز السابع في المسابقة التي اقامها الأزهر الشريف.
وقالت والدة الطالبة لبوابة الوفد الإلكترونية أن هدير بدأت حفظ القرآن الكريم داخل المنزل منذ كانت في الثالثة من عمرها وأن والداها كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في مساعدتها وتشجيعها على حفظ كتاب الله .حيث تمكنت من ختم القرآن حفظا في الثالثة عشر من عمرها .وقالت ان ابنتها شاركت في المسابقة منذ عامين وحصلت على المركز التاسع جمهوريا وهو ما دفعها للجد والاجتهاد لتتلحق بالمسابقة في السنوات اللاحقة لتحقق مركز متقدم جديد .
وأكدت أن ابنتها تسعى دائما لتكون قدوة للفتيات من جيلها وانها تهتم بدراستها وحفظها لكتاب الله .وقالت ان إدارة المعهد كان لهم الفضل في أن تكتسب هدير الثقة بالنفس وتشارك في المسابقات الرسمية لحفظ القرآن وتواصل استذاكارها لدروسها بمعاونة الإدارة وأعضاء هيئة التدريس.
وقدم رئيس المنطقة الأزهرية التهنئة للطالبة لتميزها وحصولها على هذا المركز المتقدم، كما قدم الشكر لأسرة الطالبة وأسرة رعاية الطلاب وأسرة المعهد، وطالب فضيلته جميع الطالبات بضرورة الاجتهاد وتحقيق التميز في جميع الأنشطة والمجالات العلمية والعملية.
وقد حضر التكريم علي الزر، مدير إدارة رعاية الطلاب، و عبد الحميد حسن، مسؤول أمن المنطقة، والشيخ عبدالله الشرقاوي، مدير إدارة القنطرة غرب، والشيخ خليل تعيلب، شيخ معهد أبو خليفة الابتدائي، والشيخ أحمد حماد، شيخ معهد أبو خليفة الإعدادي الثانوي.