أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن "مصر شهدت نهضة غير مسبوقة في المساجد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونشكره على اهتمامه بعمارة المساجد بصفة عامة ومساجد آل البيت بصفة خاصة، تلك النهضة غير المسبوقة في عمارة بيوت الله (عز وجل) إنشاءً وتطويرا، سائلا الله (عز وجل) أن يوفقه لكل ما يحبه ويرضاه وأن يجزيه عن ذلك خير الجزاء.

وقال وزير الأوقاف، خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر وتكريم الفائزين في المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم وجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على تكريم أهل القرآن الكريم وحفظته.

وفي هذا التقرير نبرز النص الكامل لكلمة وزير الأوقاف في احتفالية ليلة القدر.

وهذا نص كلمته:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. 
سيادةَ الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسِ الجمهورية
الحضور الكريم
استهلالاً يشرفني ــ سيادة الرئيس ــ أن أتوجه لسيادتكم بخالص التهنئة بتولي سيادتكم ولاية جديدة مستحقة قال الشعب المصري فيها كلمته بما لم يقله من قبل، سائلاً الله (عز وجل) أن يجعلها ولاية خير وبركة على مصر وأهلها أجمعين، وأن يجزيك خير الجزاء عما قدمت وتقدمُ لخدمة دينك ووطنك، الذي شهدت عمارة بيوت الله (عز وجل) فيه في عهد سيادتكم نهضة غير مسبوقة، نسأل الله (عز وجل) أن تكون في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
كما يسرني أن أهنئ سيادتكم بفوزكم بالإجماع بجائزة برلمان دول البحر الأبيض المتوسط لعام ألفين وأربعةٍ وعشرين بعنوان: "بطل السلام"، مؤكدا أن أكثر الناس قوة وشجاعة هم القادرون على صنع سلام حقيقي، فالسلام الحقيقي هو الذي له قوة رشيدة تحميه، وهو حال مصرنا العزيزة في ظل قيادتكم الحكيمة.
وبعد : 
فألخص حديثي في نقطتين :
الأولى: عن القرآن الكريم، ذلكم الكتابُ العزيز الذي أنزله الحق سبحانه على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في ليلة القدر، يقول سبحانه: "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"، ويقول سبحانه: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ".
مع بيان أن الثمرة الحقيقية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته إنما هي في حسن فهمه وتدبره، وحسن العمل به، ومدى التزامنا بأخلاقه وتعاليمه، حيث يقول الحق سبحانه: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"، ويقول سبحانه: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".
لذا جعلنا فهم مقاصد ومعاني القرآن الكريم جُزءًا لا يتجزأ من المسابقة العالمية للقرآن الكريم وجميع مسابقاتنا القرآنية.
أما النقطة الثانية: فعن مدى تحقق التقوى التي هي غاية الصيام في نفوسنا، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، فالصائم الحق لا يكذب ولا يغش ولا يحتكر ولا يستغل ولا يأكل سحتًا، فما صام ولا انتفع بصيام من أمسك عن الطعام والشراب طوال اليوم ولم يمسك عن المال الحرام أو أذى الخلق أو الغيبة أو الكذب، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ"، فالدين المعاملة، الدين حسن الخلق، ومن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في الدين.
وختامًا : أقول أبشر - سيادة الرئيس - فإننا نستقبل جمهوريتنا الجديدة بافتتاح ما يزيد على أحدَ عشرَ ألفًا وتِسعِمائةِ مسجدٍ إنشاءً وتطويرًا في عهدكم الميمون، وما يزيد على مائةٍ وخمسينَ ألفَ مسجدٍ هيأناها للراكعين والساجدين، عبادةً وتلاوةً وصلاةً على الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، يُذكر فيها اسم الله آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ.
كما نستقبلها بأكثرَ من أربَعمِائةِ إصدارٍ علميٍّ ودعويٍّ وتثقيفيٍّ في خطابٍ تجديديٍّ يجمع بين فهم مقاصد القرآن والسنة ومراعاة فقه الواقع، وبنخبة من الأئمة والواعظات الذين تعهدتَهُم - سيادتك - إكرامًا ومتابعة وتوجيهًا، وغرسنا فيهم تدريبًا وتثقيفًا صحيح الفهم، فملأوا الدنيا علمًا وفقهًا ووسطية داخل مصر وخارجها بشهادة القاصي والداني في العالم كله. 
وإذا كان الشاعرُ الأموي الفرزدقُ قد قال :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فلكَ سيادَةَ الرئيسِ أن تفخَرَ بما صَنعْتَ وقدمت وأن يقولَ لسانُ حالِكُم :
أولئك أبنائي - أبناءُ مِصرَ ومنهم أئمتها وواعظاتها - فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامِعُ
فلسيادتكم كلُّ الشكر والتقدير على ما أوليتموه للخطاب الديني الرشيد من عناية واهتمام.
واسمحوا لي سيادة الرئيس أن أشرف بإهدائكم نسخةً من "موسوعة رؤية" التي تصدر بالتعاون بين وَزارة الأوقاف والهيئة المصرية العامة للكتاب والتي تلخص جانبًا من إصداراتنا في مجال تجديد الخطاب الديني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الاوقاف مصر المساجد الرئيس عبد الفتاح السيسي عمارة بيوت الله المسابقة العالمية صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم وزیر الأوقاف عز وجل

إقرأ أيضاً:

أوحيدة: القرآن الكريم سر صمود اللغة العربية

أكد الصحفي الليبي المقيم ببروكسيل في بلجيكا، علي أوحيدة، أن القرآن الكريم سر صمود اللغة العربية.

وقال أوحيدة، في تغريدة عبر «إكس»: “في يوم اللغة العربية: سر صمود اللغة العربية هي أنها لغة القرآن”.

وأضاف “جميع اللغات الأفريقية والأسيوية وغيرها تمكن المستعمرون من القضاء عليها لصالح اللغات الأوروبية. العربية وحدها صمدت من المحيط إلى الخليج”.

الوسومأوحيدة القرآن اللغة العربية ليبيا

مقالات مشابهة

  • التوفيق: وزارة الأوقاف تعمل حاليا على ترجمة معانى القرآن الكريم إلى الأمازيغية
  • «الأوقاف» تكرم 300 من حفظة القرآن الكريم في محافظة مطروح
  • فضل مصر وكم مرة ذكرت في القرآن الكريم وكيف وصفها سيدنا نوح؟
  • وكيل «أوقاف مطروح» يفتتح أول كُتّاب القرآن بمشروع المائة حافظ
  • الرقيب جل جلاله
  • الأوقاف تبين أهم محطاتها للعناية بالقرآن الكريم وأهله في 2024
  • جهود وزارة الأوقاف في العناية بالقرآن الكريم وأهله في 2024
  • جهود وزارة الأوقاف في العناية بالقرآن الكريم وأهله خلال العام
  • وزارة الأوقاف.. إنجازات بارزة في العناية بالقرآن الكريم وأهله خلال 2024
  • أوحيدة: القرآن الكريم سر صمود اللغة العربية