صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-18@13:25:42 GMT

لا بديل غير الحل الداخلي

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

لا بديل غير الحل الداخلي

بقلم: تاج السر عثمان بابو

(1)
اشرنا سابقا الى التسوية الجارية كما في مشروع اتفاق “المنامة ” الذي يعيد الشراكة بين الدعم السريع والجيش وحركات سلام جوبا. الخ، بحيث يتيح الإفلات من العقاب، والاستمرار في نهب ثروات البلاد، وضمان مصالح الرأسمالية الطفيلية العسكرية والإسلاموية وفي الدعم السريع. الخ، فضلا عن التدخل الخارجي لفرض الاتفاق الذي يحظي بدعم الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات والبحرين.

الخ.
كما الاتفاق يفرض نظاما شموليا لمدة عشر سنوات مع مشاركة شكلية للقوى المدنية.
وبدلا من الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد، لكن المقترح في الاتفاق تكوين جيش من الدعم السريع والجيش الحالي وجيوش الحركات المسلحة ، لحماية شراكة الدم الجديدة.
الاتفاق في جوهره يعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى. في حين أن المطلوب الخروج من الحلقة الشريرة للانقلابات العسكرية، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، والسير قدما في تحقيق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية.

(2)
لا بديل بعد التجارب المريرة السابقة غير الحل الداخلي فقد فشلت الحلول الخارجية كما حدث في ثورة ديسمبر ٢٠١٨ عندما تم التراجع عن “ميثاق قوى الحرية والتغيير” وفرض “الوثيقة الدستورية” بتدخل خارجي إقليمي ودولي التي كرست الشراكة مع العسكر وقننت الدعم السريع دستوريا، خلافا لشعارات الشارع يومئذ “مدنية خيار الشعب” و”العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”، وحتى “الوثيقة الدستورية” تم الانقلاب عليها في ٢٥ أكتوبر 2021.

وعندما فشل الانقلاب بعد المقاومة الواسعة، ولم يستطع حتي تكوين حكومة، تدخلت المحاور الاقليمية والدولية لفرض الاتفاق الإطاري الذي أعاد الشراكة مع العسكر وكرس الدعم السريع واتفاق جوبا، وحدث الخلاف حول مدة دمج قوات الدعم السريع في الجيش الذي أدي للحرب اللعينة الجارية حاليا التي دمرت البنية التحتية ومواقع الخدمات والإنتاج الصناعي رالزراعي، وتضاعفت الماساة الإنسانية كما في قطع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات وشبكة الانترنت، مما يؤدي للمزيد من المعاناة والتبعية للخارج. اضافة لنهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، فضلا عن خطورة اشتداد الصراع الدولي والاقليمي على موارد أفريقيا والسودان، والتنافس على الوجود في البحر الأحمر مما يجعل السودان في قلب الصراع الدولي لنهب الموارد باعتبار أن الحرب الجارية هي امتداد للحرب الروسية – الاوكرانية وحرب غزة لاعادة تقسيم المنطقة وفرض نهج الليبرالية الجديدة في نهب الموارد وتكريس المزيد من التبعية.

الهدف من الحرب كما وضح جليا تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد ومواصلة الاختطاف الاقتصادي لتكريس التبعية بتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي القاسية في رفع الدعم عن السلع الأساسية، وفرض سياسة التحرير الاقتصادي، والخصخصة بتصفية القطاع العام وتشريد العاملين وتخفيض العملة وفرض حرية التجارة للمزيد من نهب ثروات البلاد، تلك الشروط التي جربها شعب السودان لأكثر من ٤٠ عاما وادت لافقار للبلاد.

(3)
بعد حوالي عام من الحرب اللعينة فشلت منابر مثل : جدة، الايغاد، دول الجوار. الخ في وقف الحرب وفتح المسارات لوصول الاغاثات للمتضررين، مع استمرار المزيد من الماسي الإنسانية والخسائر في البنيات التحتية ومواقع الإنتاج والخدمات، حتى أصبح ٢٥ مليون سوداني على حافة المجاعة حسب تقارير الأمم المتحدة.

بالتالي مهم ان ننطلق من الحلول الداخلية باعتبارها العامل الحاسم التي للحركة السياسية والجماهيرية السودانية تجربة واسعة حولها مثل: الإجماع على استقلال السودان في أول يناير 1956 بعيدا عن مصر وبريطانيا اولأحلاف العسكرية التي كانت سائدة وقتها، إضافة للوحدة في ثورة أكتوبر 1964م وانتفاضة مارس أبريل ١٩٨٥ وثورة ديسمبر ٢٠١٨.

مما يتطلب الاستفادة من تلك التجارب بالسير قدما نحو ترسيخ التحالف الجماهيري القاعدي لوقف الحرب واسترداد الثورة، و تنفيذ ميثاق الفترة الانتقالية، وتحقيق برنامجها حتى عقد المؤتمر الدستوري الذي يقرر شكل الحكم، ويتم فيه التوافق علي دستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية، فثورة ديسمبر عميقة الجذور، وعصية على التصفية.

الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: ثروات البلاد الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

38 قتيلا بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب عنف جنسي

أسفر هجوم شنته قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة عن 38 قتيلا على الأقل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان لتنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" ارتفاع حصيلة قتلى "مجزرة" حي أولاد الريف بالفاشر إلى 38 منذ وقوع الهجوم في وقت متأخر السبت.

وكانت التنسيقية قالت في بيان سابق "قصفت طائرة مسيرة إستراتيجية تابعة للمليشيا، ليلة أمس، حي أولاد الريف وسط المدينة بـ4 صواريخ شديدة الانفجار"، معلنة مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة.

وترزح مدينة الفاشر منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، كما تشهد اشتباكات توصف بالأكثر عنفا، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور.

ومساء الجمعة، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما آخر بطائرة مسيّرة على مستشفى رئيسي في الفاشر، وفقا لوزارة الصحة التابعة للحكومة السودانية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 9 أشخاص قُتلوا وأصيب 20 بجروح في هذا الهجوم، في حين أفاد طبيب بأن المنشأة اضطرت إلى التوقف عن العمل.

من جانب آخر، أورد إعلام مجلس السيادة الانتقالي تصريحات لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن "العالم غير مهتم بما يجري في السودان"، مشيرا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك الحصار عن الفاشر، والتي لم يتم تنفيذها بجانب استمرار إمداد المليشيا بالسلاح".

إعلان

وخلال تفقده مواقع للجيش بمنطقة البطانة، أفاد البرهان بأن ما سماها "معركة الكرامة" مستمرة بفضل الإسناد الشعبي، مؤكدا أنه "لا تفاوض ولا هدنة" مع المتمردين.

"عنف جنسي"

من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة" معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.

وأكّدت المنظمة -في تقرير نشرته الاثنين- أن "عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي في ولاية جنوب كردفان".

وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن أو أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.

واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي -أثناء زيارة للسودان- من "وباء عنف جنسي" تتعرض له النساء، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات "غير مقبول".

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة"، في حين أوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.

وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان".

وأضاف عثمان، الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في أبريل/نيسان 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".

إعلان

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • شبكة أطباء السودان: ندعو المجتمع الدولي للضغط على قوات الدعم السريع
  • مفاوضات غزة – تفاصيل الاتفاق الذي سينفذ على 3 مراحل
  • اتهام جديد من الدعم السريع للقوات المشتركة بشأن معسكر زمزم
  • رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب عنف جنسي في السودان
  • مستشار لقائد الدعم السريع يرحب بالمبادرة التركية وفق شروط محددة
  • "كلهم اغتصبوني.. كانوا ستة"! شهادات مروعة عن جرائم قوات الدعم السريع في السودان
  • "رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان  
  • 38 قتيلا بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب عنف جنسي
  • ارتفاع حصيلة هجوم لقوات الدعم السريع بغرب السودان إلى 38 قتيلًا
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته