ننشر نص كلمة وزير الأوقاف في احتفالية ليلة القدر
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
وجه د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على تكريم أهل القرآن الكريم وحفظته.
وقال جمعة موجها حديثه للرئيس أتوجه بخالص التهنئة بتوليكم ولاية جديدة مستحقة قال الشعب المصري فيها كلمته بما لم يقله من قبل، سائلاً الله (عز وجل) أن يجعلها ولاية خير وبركة على مصر وأهلها أجمعين، وأن يجزيك خير الجزاء عما قدمت وتقدمُ لخدمة دينك ووطنك، الذي شهدت عمارة بيوت الله (عز وجل) فيه في عهد سيادتكم نهضة غير مسبوقة، نسأل الله (عز وجل) أن تكون في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
كما أهنأكم بفوزكم بالإجماع بجائزة برلمان دول البحر الأبيض المتوسط لعام ألفين وأربعةٍ وعشرين بعنوان: "بطل السلام"، مؤكدا أن أكثر الناس قوة وشجاعة هم القادرون على صنع سلام حقيقي، فالسلام الحقيقي هو الذي له قوة رشيدة تحميه، وهو حال مصرنا العزيزة في ظل قيادتكم الحكيمة.
وأكد وزيرالأوقاف أن الثمرة الحقيقية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته إنما هي في حسن فهمه وتدبره، وحسن العمل به، ومدى التزامنا بأخلاقه وتعاليمه، لذا جعلنا فهم مقاصد ومعاني القرآن الكريم جُزءًا لا يتجزأ من المسابقة العالمية للقرآن الكريم وجميع مسابقاتنا القرآنية.
ولفت جمعة إلى مدى تحقق التقوى التي هي غاية الصيام في نفوسنا، فالصائم الحق لا يكذب ولا يغش ولا يحتكر ولا يستغل ولا يأكل سحتًا، فما صام ولا انتفع بصيام من أمسك عن الطعام والشراب طوال اليوم ولم يمسك عن المال الحرام أو أذى الخلق أو الغيبة أو الكذب، فالدين المعاملة، الدين حسن الخلق، ومن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في الدين.
واختتم وزير الأوقاف قائلا: أقول أبشر -الرئيس - فإننا نستقبل جمهوريتنا الجديدة بافتتاح ما يزيد على أحدَ عشرَ ألفًا وتِسعِمائةِ مسجدٍ إنشاءً وتطويرًا في عهدكم الميمون، وما يزيد على مائةٍ وخمسينَ ألفَ مسجدٍ هيأناها للراكعين والساجدين، عبادةً وتلاوةً وصلاةً على الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، يُذكر فيها اسم الله آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ.
كما نستقبلها بأكثرَ من أربَعمِائةِ إصدارٍ علميٍّ ودعويٍّ وتثقيفيٍّ في خطابٍ تجديديٍّ يجمع بين فهم مقاصد القرآن والسنة ومراعاة فقه الواقع، وبنخبة من الأئمة والواعظات الذين تعهدتَهُم - سيادتك - إكرامًا ومتابعة وتوجيهًا، وغرسنا فيهم تدريبًا وتثقيفًا صحيح الفهم، فملأوا الدنيا علمًا وفقهًا ووسطية داخل مصر وخارجها بشهادة القاصي والداني في العالم كله .
كما أتوجه بالشكر والتقدير على ما أوليتموه للخطاب الديني الرشيد من عناية واهتمام.
وبعد انتهاء الكلمة أهدى وزير الأوقاف الرئيسعبدالفتاحالسيسي نسخةً من "موسوعة رؤية" التي تصدر بالتعاون بين وَزارة الأوقاف والهيئة المصرية العامة للكتاب والتي تلخص جانبًا من إصداراتنا في مجال تجديد الخطاب الديني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزیر الأوقاف
إقرأ أيضاً:
ليلة القدر.. فضلها وعلاماتها وأهمية إحيائها
خالد الهاشمي: لها مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي وتُحيى بالقيام وقراءة القرآن
وقال الشيخ خالد بن عايش الهاشمي المشرف التعليمي بمركز الكامل والوافي القرآني: إن ليلة القدر تُعد من أعظم الليالي وأشرفها، لما لها من فضل كبير ومكانة رفيعة في الإسلام، فهي ليلة تتضاعف فيها الأجور وتتزاحم فيها الملائكة، هي ليلة نزلت فيها الأنوار القرآنية وقد خصّها الله تعالى بالأجر العظيم والمغفرة، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
وأوضح الهاشمي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد المسلمين إلى تحرّي هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان، وتحديدًا في الليالي الوترية، أي ليلة 21 و23 و25 و27 و29، قائلًا: "والتمسوها في كل وتر"، مضيفًا أن بعض الأحاديث تشير إلى أن ليلة القدر قد تكون في ليلة السابع والعشرين من رمضان، إلا أن الحكمة من إخفائها هي دفع المسلمين للاجتهاد في العبادة طوال العشر الأواخر.
وعن علاماتها، ذكر الهاشمي أنها تتسم بالسكينة والطمأنينة، ويعم فيها السلام والأمان، كما ورد في القرآن الكريم: (سلام هي حتى مطلع الفجر)، كما أن النفوس فيها تكون صافية والأرواح خفيفة وتغمر المسلم والمسلمة طمأنينة ونقاء واشتياق للخير والثواب.
وأشار الهاشمي إلى أن الله تعالى عظّم هذه الليلة في القرآن الكريم، حيث أنزل سورة كاملة تُبيّن فضلها ومكانتها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان طلبًا لهذه الليلة المباركة، كما كان يحييها بالصلاة والذكر وقراءة القرآن. وأضاف أن الصحابة والسلف الصالح كانوا يجتهدون في العبادة طوال الليل، وذلك لما لهذه الليلة من أهمية في ميزان الأعمال، فهي ليلة تُغفر فيها الذنوب، وتتنزل فيها الرحمات.
وأكد الشيخ الهاشمي أن لليلة القدر مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحثّ عليها ويبين فضلها، كما حرص الخلفاء والصحابة على إحيائها. وأضاف: "أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس لقيام رمضان ويطيلون فيه، ومنذ ذلك الحين، ظلت هذه السنة قائمة في بلاد المسلمين، حيث تُحيى الليلة بالقيام وقراءة القرآن، خاصة في الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى المبارك، واعتنى بها الحكام والأمراء وصار المسلمون يختمون فيها القرآن الكريم تحريا لفضلها وبركتها".
وحول الأعمال الصالحة التي ينبغي القيام بها في ليلة القدر، أوضح الهاشمي أن المسلم يُستحب له الاجتهاد في الصلاة، وخاصة التراويح والتهجد، وكذلك الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وحسن تلاوته، والصدقة، وصلة الأرحام، والاعتكاف في المساجد، والإلحاح في الدعاء، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سألته السيدة عائشة رضي الله عنها ماذا تدعو في هذه الليلة، فقال لها: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني".
وفيما يتعلق بالطقوس والعادات المرتبطة بهذه الليلة، ذكر الهاشمي أن المسلمين يجتمعون في المساجد لصلاة التراويح والتهجد وصلاة السحر قبل الفجر، وتكون المساجد والجوامع غاصة بالمعتكفين، حيث يقضون الليل في العبادة والدعاء إحياءً لهذه الشعيرة الربانية والسنة النبوية.
وأشار الهاشمي إلى أن غير المسلمين يمكنهم استشعار أهمية هذه الليلة من خلال مشاركتهم للمسلمين في بعض شعائرهم مثل حضور موائد الإفطار أو الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم والأصوات الحسنة وهي ترتل القرآن الكريم، فإن نفوسهم ترقّ وأرواحهم تقترب من الله ولعل الله يمن عليهم بالهداية، مشددًا على أن ديننا دين السماحة والتعايش والألفة والسكينة.
وأكد الهاشمي أن ليلة القدر تترك أثرًا عظيمًا في حياة المسلم، إذ تتنزل فيها البركات، وتوزع فيها الأقدار، وتبقى آثارها في النفوس طوال العام، بما تجلبه من طمأنينة وسكينة وقرب من الله.