وزير الأوقاف يعلن رفع قيمة جائزة الأسرة القرآنية إلى 750 ألف جنيه
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رفع قيمة جائزة الأسرة القرآنية إلى 750 ألف جنيه بواقع 250 ألفا لكل واحد من الأشقاء الثلاثة، بناء على توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وذلك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدرووجه وزير الأوقاف الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على تكريم أهل القرآن الكريم وحفظته، خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر وتكريم الفائزين في المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم.
وقال وزير الأوقاف في كلمته «استهلالاً يشرفني ــ سيادة الرئيس ــ أن أتوجه لسيادتكم بخالص التهنئة بتولي سيادتكم ولاية جديدة مستحقة قال الشعب المصري فيها كلمته بما لم يقله من قبل، سائلاً الله (عز وجل) أن يجعلها ولاية خير وبركة على مصر وأهلها أجمعين، وأن يجزيك خير الجزاء عما قدمت وتقدمُ لخدمة دينك ووطنك، الذي شهدت عمارة بيوت الله (عز وجل) فيه في عهد سيادتكم نهضة غير مسبوقة، نسأل الله (عز وجل) أن تكون في ميزان حسناتكم يوم القيامة».
وتابع كما يسرني أن أهنئ سيادتكم بفوزكم بالإجماع بجائزة برلمان دول البحر الأبيض المتوسط لعام ألفين وأربعةٍ وعشرين بعنوان: "بطل السلام"، مؤكدا أن أكثر الناس قوة وشجاعة هم القادرون على صنع سلام حقيقي، فالسلام الحقيقي هو الذي له قوة رشيدة تحميه، وهو حال مصرنا العزيزة في ظل قيادتكم الحكيمة.
كلمة وزير الأوقافوأضاف ألخص حديثي في نقطتين :
الأولى: عن القرآن الكريم، ذلكم الكتابُ العزيز الذي أنزله الحق سبحانه على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في ليلة القدر، يقول سبحانه: "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"، ويقول سبحانه: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ".
مع بيان أن الثمرة الحقيقية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته إنما هي في حسن فهمه وتدبره، وحسن العمل به، ومدى التزامنا بأخلاقه وتعاليمه، حيث يقول الحق سبحانه: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"، ويقول سبحانه: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".
لذا جعلنا فهم مقاصد ومعاني القرآن الكريم جُزءًا لا يتجزأ من المسابقة العالمية للقرآن الكريم وجميع مسابقاتنا القرآنية.
أما النقطة الثانية: فعن مدى تحقق التقوى التي هي غاية الصيام في نفوسنا، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، فالصائم الحق لا يكذب ولا يغش ولا يحتكر ولا يستغل ولا يأكل سحتًا، فما صام ولا انتفع بصيام من أمسك عن الطعام والشراب طوال اليوم ولم يمسك عن المال الحرام أو أذى الخلق أو الغيبة أو الكذب، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ"، فالدين المعاملة، الدين حسن الخلق، ومن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في الدين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزير الأوقاف رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي القرآن الکریم وزیر الأوقاف
إقرأ أيضاً:
فن القيادة القرآنية
}فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{، تختصر هذه الآية الكريمة من وجهة نظري أسلوب القيادة الذي تنادي به العديد من مدارس القيادة الحديثة، مثل ما قرأناه في كتاب «العادات السبع» لستيفن كوفي.
تعكس الآية التعاطف بأسمى معانيه «فبما رحمة من الله لنت لهم»، لقد لامست قلبي كلمة «لنت لهم» لما فيها من مرونة، وعطف، ونزول القائد إلى مستوى من هم أصغر وأضعف منه، فكل من تحت القائد يحتاج إلى الرحمة، لأن القائد يملك قوة السلطة التي قد تكون مهيمنة، لكن هذا اللين والرحمة هما من أهم متطلبات النفس البشرية.
الإنسان مجبول على الرغبة في الحب والاحتواء مهما تقدم به العمر أو تقلد من مناصب، يظل بداخله ذلك الطفل المتعطش للحب والاهتمام، لذلك نتجنب الفظاظة والغلظة من القادة، والأصحاب، وحتى الوالدين، قد ننصاع لهم خوفًا من بطشهم، لكنهم لن يكسبوا قلوبنا، ولن يكون عطاؤنا لهم مخلصًا.
العفو هو شيمة القادة الرحماء فيه تعاطف وتفهم لطبيعة النفس البشرية التي خُلقت خطاءة، الأخطاء واردة ولا يمكن تجنبها، لكن القائد الحكيم يستغل هذه الأخطاء لصالح المؤسسة، سواء كانت أسرية أو عملية، القائد المتسم بالإنسانية والتعاطف، الذي يعرف ربه ويقدر ذاته، يدرك حاجته هو نفسه للمغفرة، لذلك، يستغفر لأتباعه، مؤمنًا بأن المغفرة تطهر النفوس وتجلب البركة للمؤسسة.
القائد الفعّال يؤمن بقوة الجماعة، يعرف أن تعدد المهارات والكفاءات واختلاف الآراء يكشف زوايا جديدة للمشكلات، يد الله مع الجماعة، والشورى منهجه.
الشورى تبعث الثقة في أعضاء الفريق وتشعرهم بقيمتهم، القائد الحقيقي يتوكل على الله ويؤمن بأن الله حسبه، لا يتعامل مع القضايا بمنطق «الأنا» المتعجرفة بل يقتدي بمنهج النبي سليمان عليه السلام، الذي أعاد الفضل إلى صاحبه ولم يقل «إنما أوتيته على علم مني».
بهذا التواضع والتفويض، يبارك الله في عمل القائد وعمل مؤسسته، وينعكس ذلك على الجميع.
حمدة الشامسية، كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية