«من الناس للناس» مبادرة نسائية لإحياء تراث تصنيع الكعك اليدوي بمنطقة كرموز بالإسكندرية
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
وسط فرحة عارمة واجواء عائلية دافئة تسود أكبر تجمع لصنع كعك العيد، ٱحتضنت منطقة كوم الشقافة بغرب الإسكندرية مبادرة أطلقها سكانها إلى إحياء تراث صناعة كعك العيد اليدوي تحت عنوان «من الناس للناس» والذي أصبح يفتقده الكثير من الأسر مع انتشار شراء الكعك والبسكويت من المخابز ومحلات الحلويات و أيضا إحياء عادة قديمة كانت تُمارس في الماضي حيث تجمعت نساء و فتيات وأطفال أقباط و مسلمون حول مائدة كبيرة وطبالٍ مستديرة، ليشاركوا في رحلة إبداعية لصنع كعك العيد بدءًا من خلط العجين بمهارة، مرورًا بحشوه بالملبن والعجوة، وصولًا إلى نقشه بأشكال فنية جميلة ووضعه في الصاجات لنسج خيوط الفرح داخل المنطقة العريقة مع حلول ليلة القدر، و اقتراب عيد الفطر المبارك.
و تقول ندي محروس منظمة الفاعلية لموقع الاسبوع إن المبادرة تتم للعام التاسع على التوالي بالمنطقة، و التي تهدف لإدخال الفرحة على الأسر والأهالي، فضلًا عن إحياء التراث حيث إن هناك الكثير من الأطفال والجيل الجديد لا يعرف شيئًا عن عادة صنع الكعك في المنزل، لذلك يشارك في المبادرة العديد من الأطفال والفئات العمرية المختلفة ليتشارك الجميع مع بعضهم البعض في أجواء سعيدة وممتعة لافتا أن المبادرة شهد عدد كبير من المتطوعين من أهالي المنطقة السيدات والفتيات، بالإضافة إلى متطوعين من كل أنحاء الإسكندرية للمشاركة في هذا اليوم، مشيرة إلى أن جميع المشاركات سعداء بالوجود في تجمع كبير يشمل فئات اجتماعية مختلفة تتجمع لعمل كعك العيد والإفطار في أطول مائدة بمنطقة كرموز وكوم الشقافة.
وأضافت أن العمل مستمر من بداية الأسبوع لعمل كميات كبيرة من كعك العيد، مشيرة إلى أنه مع نهاية اليوم سيكون تم تجهيز ما يقرب من 300 كيلو كعك يتم توزيعها على عدد من المتطوعين، والأسر الأولى بالرعاية بمنطقة كوم الشقافة لافته أن الكعك لا يقتصر على كونه طعامًا شهيًا فقط، بل هو رمزٌ غنيٌّ بالمعاني فهو يُمثل رمزًا للخير والعطاء، حيث يُجسد روح الكرم والسخاء بين أفراد المجتمع. كما يُجسد رمزًا للترابط والوحدة، حيث يجتمع الأهالي في جوٍّ من التعاون والمشاركة لصنع الكعك وتوزيعه.
وأشارت أن رحلة صنع الكعك تبدأ بتحضير العجينة بعناية من دقيق والسمن والسكر والبيض، ثم تُشكل بأشكالٍ مُتنوعة تُحاكي رموزًا دينية مثل الهلال والقمر والنجوم. وبعد ذلك، تُزين السيدات الكعك بالمكسرات والسمسم، ثم تُخبزه في الفرن حتى يُصبح ذهبي اللون، ليُصبح جاهزًا لنشر البهجة والسعادة في ليلة القدر لافتا أن الفاعلية حظيت بمشاركة واسعة من السيدات من جميع الفئات العمرية و ايضا مشاركة من إخوتنا الأقباط و الذي يعطي روح الاخوه بيننا، ممّا يدل على حرصهن على إحياء هذا التقليد العريق والحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة. كما ساهم الأهالي في دعم هذه العادة من خلال التبرع بالمواد اللازمة لصنع الكعك، ممّا يُعزز روح التكافل الاجتماعي.
و من جانبها قالت سمر محمد أحدي المشاركات أنها تشارك في المبادرة منذ 6 أعوام منذ مشاركتي لفت انتباهي روح العمل الجماعي التي تسود المكان، والتي تُعكس مشاعر الحب والترابط والتراحم بين جميع المشاركين مؤكده أن هذا الحدث ينمل علي تعزيز الوحدة الوطنية، حيث يلتقي المسلمون والمسيحيون جنبًا إلى جنب، بالإضافة إلى مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية دون أي تمييز و تُعد هذه الفعالية فرصة رائعة للاجتماع في يوم سعيد لتبادل الفرحة ونشر روح البهجة بين جميع أفراد المجتمع.
وأشارت أن أهمية مشاركة الأطفال في هذا الحدث، حيث يُتيح لهم فرصة التعرف على تقاليدهم وثقافتهم، ويُنمي لديهم روح التعاون والعمل الجماعي وترى أن هذه المشاركة تُنعش ذكريات جميلة من الماضي، حيث كان عمل كعك العيد تقليدًا عائليًا يجمع أفراد الأسرة، بينما أصبح الآن شراء الكعك الجاهز هو الممارسة السائدة ولكن الكعك اليدوي لايعلي عليه معربه عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية في عامها التاسع، والتي أعادت لها ذكريات الماضي وجعلتها تشعر بروح العائلة والمجتمع.
ومن جانبها قالت هند علي أحدي المشاركات إن تشارك هي الأخري في تلك المبادرة منذ 8 سنوات مع أشقائها وصديقتها، حيث تُضفي هذه المشاركة أجواءً من البهجة والفرحة على الجميع وترى أن هذه الفعالية تُتيح فرصة رائعة للتواصل الاجتماعي وتعلم مهارات جديدة من خلال تبادل الخبرات بين المشاركين مشيره أن الأجواء في هذا الحدث مميزة للغاية، حيث يسودها التعاون والتآخي بين جميع الحاضرين مؤكده أن أهمية مشاركة الأطفال في هذا الحدث، حيث يُساعدهم على اكتساب مهارات جديدة ويُنمي لديهم روح الإبداع وتُعرب عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية، والتي تُعد تجربة مميزة تُثري حياتها وتُنعش ذكريات الماضي.
و تقول ماري شنودة أحدي المشاركات أنها مشاركتها في تلك المبادرة جاءت بعد ابلغتها أحدي صديقتها أن مع اخر جمعة في شهر رمضان تجتمع مع سيدات المنطقة و يصنعان الكعك البسكويت اليدوي وسط أجواء مبهجه منذ تلك اللحظة قررت المشاركة في هذه المبادرة منذ 4 سنوات و حتي الان لافته أن هذه الفعالية تُساهم في الحفاظ على التقاليد والعادات العربية الأصيلة، ونقلها إلى الأجيال القادمة و تُعرب عن أملها في استمرار هذه الفعالية وتوسعها في أغلب المناطق لتشمل المزيد من المشاركين من مختلف أنحاء المجتمع مؤكده على أهمية مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية في هذا الحدث، حيث يُعزز الشعور بالمساواة والترابط بين جميع أفراد المجتمع.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية كعك العيد هذه الفعالیة فی هذا الحدث کعک العید بین جمیع فی هذه
إقرأ أيضاً:
انطلاق مبادرة "إحياء العمارة" في متحف عُمان عبر الزمان.. الأربعاء
◄ المبادرة تأتي استكمالًا لمسيرة جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري
◄ المبادرة تهدف لتعزيز الوعي بقيمة العمارة كأحد مكونات الهوية الوطنية
◄ مناقشة 4 محاور رئيسية لضمان إعادة إحياء الفن المعماري العُماني
مسقط- الرؤية
تنطلق مساء يوم الأربعاء المقبل مُبادرة إحياء العمارة، التي ينظمها مكتب صاحب السموّ السيّد بلعرب بن هيثم آل سعيد، وتستمر خلال الفترة من 19 حتى 22 من فبراير الجاري بمتحف عُمان عبر الزمان بولاية منح.
وتأتي مبادرة إحياء العمارة استكمالاً لمسيرة جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري بدورتيها الأولى والثانية، ومسابقة تصميم جناح سلطنة عُمان في إكسبو اليابان 2025 في إثراء المجال المعماري في سلطنة عُمان، وتستهدف المبادرة مختلف فئات المجتمع المهتمة بالتصميم المعماري ومحبيه من المتخصصين والخبراء والطلبة الدارسين لهذا المجال.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي بقيمة العمارة كأحد مكونات الهوية الوطنية وتحفيز المجتمع على استكشاف العمارة العُمانية وفهم تأثيرها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وإبراز الابتكار في العمارة من خلال استعراض الأساليب التي استخدمها العُمانيون خلال مختلف الأزمنة والتقنيات المتقدمة في التصميم والبناء وتشجيع استخدامها؛ بما يعزز الإرث المعماري ويقدم نماذج ناجحة تجمع الابتكار مع الإرث، كما تهدف المبادرة إلى إشراك فئات المجتمع المختلفة في الحوارات والنقاشات حول العمارة وتوفير بيئة داعمة للإبداع والريادة، إضافةً إلى تعزيز فرص الكادر المعماري في سوق العمل العُماني.
وستناقش المبادرة على مدار 3 أيام 3 محاور رئيسية تصب في خدمة المجال المعماري وإعادة إحيائه في سلطنة عُمان، وتتمثل هذه المحاور في محور التعليم المستمر، ومحور الابتكار، ومحور جاهزية السوق.
وستُتاح للمهتمين بمجال التصميم المعماري، إمكانية الحضور والاستفادة من فعاليات مبادرة إحياء العمارة، بدءًا من يوم الخميس بتاريخ 20 من فبراير 2025.