انتخابات كردستان ضمن أجندة السوداني في واشنطن.. هل يتكرر سيناريو التيار الصدري مع البارتي؟ - عاجل
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
بغداد اليوم - أربيل
اتهم استاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين سيروان عثمان، اليوم السبت (6 نيسان 2024)، ايران بالسعي لإبعاد الحزب الديمقراطي الكردستاني عن الساحة السياسية وإضعافه، لغرض السيطرة كليا على الإقليم في تكرار لسيناريو ما حصل مع التيار الصدري، مرجحا طرح ملف الإقليم خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء الى واشنطن.
وقال عثمان في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "هناك أطرافا تريد إبعاد الديمقراطي وإضعافه، وأغلب هذه القرارات التي صدرت من بغداد، كان هدفها واضحا لإضعاف الحزب الديمقراطي".
وأضاف عثمان، أن "أمريكا والمجتمع الدولي ضغطوا بهدف تعديل قرار الديمقراطي و عدوله عن مقاطعة الانتخابات"، مرجحا "اخذها حيزا في مناقشات زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن"، مستدركا بالقول، ان "هناك عدم رضا أمريكي من الضغط الذي مورس في المرحلة الماضية ضد الكرد".
وأشار إلى أن "إيران تريد إبعاد الديمقراطي عن الساحة السياسية وإضعافه، لغرض السيطرة كليا على الإقليم، كما جرى في تشكيل الحكومة العراقية عندما تم إبعاد التيار الصدري عن المشهد السياسي".
واكد عثمان أن "أمريكا والمجتمع الدولي سيواصل الضغط، لغرض عودة الديمقراطي للمشاركة، لكن الأمر سيتأخر ولن يتحقق دون تنفيذ شروط الحزب".
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد اعلن في وقت سابق، "عدم الاشتراك في الانتخابات الخاصة باقليم كردستان والمقررة في 10 حزيران المقبل".
وبرّر الحزب قراره بأنه لا يريد "إضفاء الشرعية على انتخاب غير دستوري وغير ديمقراطي"، منتقداً "جميع الخروقات الدستورية التي تمارس من قبل المحكمة الاتحادية ضد إقليم كردستان ومؤسساته الدستورية عامة".
وانتقد "التعديلات غير الدستورية لقانون انتخاب الدورة السادسة لبرلمان كردستان"، لا سيما "في المواد الخاصة بتحديد نظام الدوائر الانتخابية وكوتا (حصص) المكونات وعدد المقاعد والجهة المشرفة على الانتخاب والجهة المختصة بالبت في الطعون الانتخابية".
وهدد الحزب الديمقراطي الكردستاني كذلك بالانسحاب من العملية السياسية في بغداد ما لم يتم "تطبيق الدستور".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی
إقرأ أيضاً:
القدسية وأثرها على نقسامات بيت الميرغني
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن السياسة التربوية التي كان قد أتبعها السيد على الميرغني في تربية أبنائه لها أثر كبير في الصراع الدائر الآن في بيت السيد محمد عثمان الميرغني بين ابنائه، من يكون له الأحقية في قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.. رفض السيد على الميرغني أن يدرس أبنائه في المدارس الحكومية و أيضا الأهلية.. و من قبل كانت المدارس الحكومية هي الأفضل و الأحسن و يتنافس على دخولها الطلاب ، و الذين لم يوفقوا يذهبوا إلي المدارس الأهلية.. و أسس لهم مدرسة خاصة تسمى " مدرسة الأشراف" و درس فيها كل من السيد محمد عثمان الميرغني و السيد أحمد الميرغني و السيد محمد سرالختم الميرغني و عدد من أبناء خلفاء الطريقة الختمية.. و الهدف من ذلك إبتعاد الأبناء عن الاختلاط بالعامة، في اعتقاد أنه سوف يمنحهم القدسية التي تجعلهم ينجزوا حاجياتهم من خلالها.. رغم أن القدسية ليست هي التي تمنح أحقية القيادة السياسية.. أنما القدسية تجعل ولاء آهل الطريقة لبيت الميرغني..
كان السيد على الميرغني راغبا أن يكون السيد محمد عثمان راعيا لسجادة الطريقة الختمية، و السيد أحمد الميرغني ينخرج في العمل السياسي، و قد وضح ذلك جليا في الحوار الذي جرى في 1967م من أجل وحدة الحزبين " الوطني الاتحادي و الشعب الديمقراطي" حيث أختار كل حزب سبعة أشخاص من عضويته لقيادة الحوار، و كان بين مجموعة حزب الشعب الديمقراطي السيد أحمد الميرغني.. و ظل السيد أحمد يحضر اجتماعات قيادة الحزب الجديد " الاتحادي الديمقراطي " حتى وقع انقلاب الشيوعيين و القوميين العرب في مايو 1969م، حيث بعث راعي الطريق الختمية السيد محمد عثمان الميرغني برقية تأييد للإنقلاب بأسم الطريقة و ليس الحزب.. و ظل يبعث برقيات باستمرار في كل المناسبة بأسم الطريقة، و كان قد احصاهم الدكتور منصور خالد في كتابه " النخبة السودانية و إدمان الفشل" حيث بلغوا 21 برقية.. و عندما كون النظام "الاتحاد الإشتراكي" تم تعين أحمد الميرغني في قيادته و ظل السيد محمد عثمان بعيدا عن السياسة، و أصبح أحمد الميرغني يباشر عمل الشأن السياسي..
عندما سقط نظام مايو بإنتفاضة في إبريل 1985م ،ذهب السيد محمد عثمان الميرغني إلي سنكات و ظل فيها ثلاثة شهور بيعيدا عن أعين الناس و الشعارات التي كانت مرفوعة محاسبة " سدنة النظام السابق" حتى ضربت بين القيادة الاتحادية عطر منشمي، و تفرقت بينهم السبل و كانوا ثلاثة مجموعات رئيسية " الأولى بقيادة الشريف زين العابدين الهندي و محمد الحسن عبد الله يسن و آخرين، و الثانية بقيادة علي محمود حسنين و طيفور الشايب و أخرين، و الثالثة بقيادة الحاج مضوي و محي الدين عثمان آخرين.. و تخوف كل من زين العابدين الهندي و محمد الحسن عبد الله يسن أن تتحالف المجموعتان ضدهم، لذلك بادرا بحضور السيد محمد عثمان الذي استطاع أن يدخل عددا كبيرا من المريدين له في المكتب السياسي الذي أرتفعت عضويته من ستين إلي مائة و خمسين شخصا، الأمر الذي مكنه على السيطرة على الحزب تماما.. و لكنه لم يدخل مع الاتحاديين في أية صراع، كان يستطيع أن يمرر القرارات التي يريدها بالأغلبية.. و بعد الانتخابات ظل الميرغني قابضا على السجادة و تم تعن السيد أحمد الميرغني رئيسا لمجموعة رأس الدولة، و بعد الانقلاب الجبهة الإسلامية القومية لم ياشر الميرغني العمل لمدة سنتين، أصبح الاتحادي الديمقراطي عضوا في تحالف المعارضة "التجمع الوطني الديمقراطي" يقوده كل من محمد الحسن عبد الله يسن و محمد سرالختم الميرغني و الدكتور أحمد السيد حمد.. و عندما حضر الميرغني أقال الثلاثة أبتعد محمد الحسن عبد الله يسن و محمد سرالختم الميرغني عن العملية السياسيةن و جاء الميرغني للقيادة بآهل الولاء حيران الطريقة و البيت، و هؤلاء كانوا قليلي الخبرة و حتى أنهم لم يمارسوا العمل السياسي الطلابي في المؤسسات التعليمية.. و كان الميرغني يقرب و يبعد العناصر الاتحادية وفقا للحاجة و الضرورة الت يقتضيها الصراع السياسي.. لذلك كان دور الحزب ضعيفا جدا في العملية السياسية.. كان الميرغني رئيسا " للتجمع الوطني الديمقراطي" و لكن كانت الفاعلية للحركة الشعبية و الدكتور جو قرنق.ز لذلك عندما وقعت اتفاقية نيفاشا " 2005" كان نصيب التحالف في توزيع الكيكة 14% فقط مما يؤكد الدور الضعيف للحزب...
سلك السيد محمد عثمان الميرغني ذات طريق والده في تربية أولاده، أن لا يدرسوا مع الطلاب السودانيين، الهدف لكي يحتفظوا بالقدسية التي تجعل الآخرين أن يقدموا فروض الولاء و الطاعة.. و لكن هذه التربية افقدتهم المعرفة بخصائص المجتمع و أبجديات العمل السياسي الذي يؤسس على التفاعل مع المجتمع و الجماهير.. لذلك لم يمارسوا العمل السياسي بالصورة التي توسع مقدراتهم و خبرتهم.. و الآن بدأت تظهر عيوب هذه التربية تماما من خلال الانقسام الحاد في بيت السيد محمد عثمان الميرغني حيث هناك ثلاثة إخوة متصارعين على قيادة الحزب، و ملتفين حولهم آهل الولاء و ليست قيادات سياسية ذات خبرات تستطيع أن تجعل القطار في المجرى الرئيس لكي يتحرك.. أن المجموعة التي تلتف حول هؤلاء هي مجموعة واحدة متنقلة من الحسن إلي جعفر و من جعفر إلي عبد الله المحجوب، لأنها مجموعة مغلقة في تصوراتها تبحث عن مصالحها الذاتية، و الذي يبحث عن مصالحه؛ لا يصادم بالصورة التي يتطلبها الصراع حتى لا يخسر.. و دلالة أن الحزب غائب تمام عن الدور الفعل الذي يجعله يصنع الأحداث في البلاد، أو يقدم أية رؤى تدفع الآخرين للحوار.. و مع الأجيال الجديدة أن القدسية لها أثرا سالبا في العملية السياسية من قراءة التجارب السياسية، لذلك لابد من أحداث تغييرا جوهريا في هذه المنظومة السياسية، أن يتم كما فعل الحسن من قبل إقالة كل هذه المجموعات و الذهاب إلي الأجيال الجديدة.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com