سودانايل:
2025-04-11@07:57:36 GMT

حضيض الإسفاف: البلاغ الأضحوكة ضد قادة (تقدم)!!

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

فضيلي جمّاع
يقول عبد الرحمن الكواكبي (1855-1902م) في مؤلفه الشهير "طبائع الاستبداد" : (الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الإستبداد لا تستحق الحرية.) وقد سبقه في ذات السياق رائد علم الإجتماع ، إبن خلدون بقوله: (الاستبداد يقلب موازين الأخلاق، فيجعل من الفضائل رذائل، ومن الرذائل فضائل.) وهو الشيء الذي أمعن في ممارسته صغار الآلهة عندنا في السودان لأكثر من 32 سنة ، حين سكت أهل الحق في التصدّي للباطل! إنّ 56 عاماً من حكم العسكر في السودان خصماً من 67 سنة هي عمر إستقلال بلادنا قد أغرت عسكر تنظيم الأخوان المسلمين للحلم بالعودة إلى سدة الحكم ولو على جماجم شعب السودان!
قلناها يوم مجزرة الإعتصام بأننا الآن في معسكرين إثنين : معسكر يمثله شعب السودان بكل طوائفه وعشائره.

. هذا الشعب المشرئب بأعناقه إلى شمس الحرية ، شعب قام بتفجير ثورة سلمية أدهشت شعوب العالم الحر.. ومعسكر آخر هو معسكر الأخوان المسلمين بكل مسمياتهم التي لا تحصى ، والذي سطا علي سلطة جاءت بإرادة الشعب وعبر صناديق الإقتراع - سطا عليها عبر فوهة البندقية ومستخدماً كل أساليب الكذب والغش بما في ذلك أدعاؤهم في أول بيان لهم بأنهم ممثلو القوات الشعب المسلحة! يعرف أبناء وبنات شعبنا اليوم وبعد مضي 34 سنة على حكم الكيزان أن الكذب عندهم شيئ مباح ما دام لغرض! وأنهم حولوا مقولة الغاية تبرر الوسيلة سيفاً أجتث رقاب بعضهم كما حدث خلال فترة حكمهم الشؤم!
أقول بأننا اليوم ننقسم إلى معسكرين إثنين: شعب السودان الساعي إلى الإنعتاق من الإستبداد بقيادة شبابه الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل.. ومعسكر الكيزان والدواعش والبلابسة، وهم قوة تسبح عكس مجرى التاريخ. والتاريخ لا يعيد نفسه كما يتوهمون وإن شابهت بعض أفعال البشر ، لأنها وإن تشابهت فإنها تأتي في زمان مختلف وفي دورة أخرى من ديناميات التاريخ! يحاول عسكر الكيزان منذ الإنفجار المدوي لثورة 19 ديسمبر 2018 م أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء - بالقضاء على الثورة ، وهو أمر مستحيل. وهنا تحضرني كلمات الثائر الأممي أرنيستو تشي جيفارا: (لا يزال الأغبياء يتصورون أن الثورة قابلة للهزيمة!!)
لو أنّ للحرب الحالية مغزى واحداً يفيد منه شعبنا فإنّ ذاك المغزى يتلخص في أنها أكدت أننا في معسكرين مختلفين: معسكر الأكثرية وهم شعب السودان المسالم الذي أعلن عليه الكيزان الحرب من يوم انقلابهم المشئوم في يونيو 1989 م - شعب السودان الذي يعرف في حواضره وبواديه معنى التعايش ومجالس الصلح والجودية، لأن الحياة عندنا حق مقدس! أما المعسكر الآخر فهو معسكر الكيزان الذي يرفع أنصاره عقيرتهم منادين باستمرار الحرب ولو على جماجم أبناء وبنات شعبنا. ففي عرفهم أنّ من يدعو إلى وقف هذه الحرب عميل وخائن و.. (بتاع سفارات كمان !!) الغريب في الأمر أن هذه الحرب التي أشعلوها - وهي حرب بينهم وبين الدعم السريع الذي كانوا يجرمون من يرفع أصبعاً ضده - عادت عليهم بالساحق والماحق.. كشفت أنّ الجيش الذي حسبه الكثيرون جيش الوطن وحامي حمى البلاد ، ليس سوى شبح تختفي تحت مظلته مليشيات داعشية هي النخبة التي كانوا يدخرونها للسيطرة على مقاليد الحكم حتى تقوم الساعة كما كانوا يتشدقون!
اليوم - والكيزان في أسوأ حالاتهم من الضعف والهزائم - نراهم عادوا إلى لعبة شق الصف : أذهب أنا مفاوضاً في منبر جدة ، وتعلن أنت الحرب على (تقدم) !! نفس لعبة تبادل الأدوار في انقلاب يونيو 1989م : (إذهب أنت إلى القصر رئيساً وأذهب أنا إلى السجن حبيساً!)
إن مشكلة الأخوان المسلمين هي أنهم يحسبون أن نهر التاريخ بإمكانه تكرار مجراه من نفس نقطة البداية متى أعادوا ترتيب مفاصل اللعبة! وقبل يومين طلعت علينا حكومة بورتسودان - عفواً .. أعني حكومة البرهان التي نسى القائمون عليها أن عاصمة السودان إسمها الخرطوم- طلعت علينا بإعلان لما أسموها (اللجنة الوطنية لجرائم الحرب)، وذلك بفتح بلاغات جنائية في قيادات مدنية لا علاقة لها بالحرب البتة. أستأذن القارئ في الإقتباس من مقال طويل للأستاذ احمد البدوي المحامي يقول في ختامه: ( إننا كقانونيين في قمة الأسف أن يصل المستوى القانوني لهذا الدرك السحيق من اللامبالاة في حقوق الناس! النيابةالتي يجب أن تكون (مستقلة) بدلا من (مستغلة) ومع استغلالها هذا كنا ننشد أن يكون وكيل النيابة أقل جهلاً من هذا الجهل الفاضح بأبجديات القانون)!
إنّ فتح البلاغ الأضحوكة ضدّ قادة تنسيقية الجبهة المدنية العريضة (تقدّم ) لهو الدليل أنّ هتاف شباب وشابات الثورة وهم يرددون: مدنياااااااو - هذا الهتاف يرعب أنصار المدافع والمسيرات ، فهو يعلن عن ديمومة اندفاع تيار الثورة التي يسعون لدفنها. أختم مرة أخرى بكلمات الثائر البوليفي الأممي تشي جيفارا: (لا يزال الأغبياء يتصورون أن الثورة قابلة للهزيمة!!)

فضيلي جمّاع
05/04/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: شعب السودان

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يفصل قادة كبارا ومئات من جنود الاحتياط دعوا لإنهاء الحرب

#سواليف

صدّق رئيس الأركان الإسرائيلي #إيال_زامير -اليوم الخميس- على قرار فصل #قادة_كبار ونحو ألف #جندي احتياط من الخدمة، وذلك بعد توقيعهم على رسالة تدعو لإنهاء #حرب #غزة.

وأكد زامير أن توقيع هؤلاء الجنود على العريضة يُعتبر أمرا خطيرا، مشيرا إلى أنه لا يمكن للمجندين في القواعد العسكرية التوقيع على رسائل ضد الحرب ثم العودة إلى الخدمة.

ونشر 970 من جنود الاحتياط الحاليين والسابقين في سلاح الجو رسالة تدعو إلى إعادة جميع #الأسرى الإسرائيليين من غزة، حتى لو على حساب #إنهاء_الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام.

مقالات ذات صلة الاحتلال يهدم منازل بالخليل وطولكرم ويفرغ شاحنة خنازير شرق طولكرم / فيديو 2025/04/10

ووفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) فإن هذه الرسالة أثارت عاصفة في المستويات العليا للقوات الجوية.

ورفض وزير الدفاع يسرائيل كاتس “بشدة” رسالة أفراد الاحتياط بسلاح الجو، معتبرا أنها محاولة للمس بشرعية الحرب التي وصفها بـ”العادلة”.


قادة كبار

أفادت القناة الإسرائيلية بأن من بين الموقعين على الرسالة القائد السابق للأركان الفريق احتياط دان حلوتس، والقائد السابق لسلاح الجو اللواء احتياط نمرود شيفر، والرئيس السابق لسلطة الطيران المدني العقيد متقاعد نيري يركوني.

وقد تصدرت رسالة هؤلاء العسكريين جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما فيها هيئة البث، في وقت تواصل فيه إسرائيل -بدعم أميركي- شن حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكتب العسكريون في رسالتهم “نحن مقاتلي الطاقم الجوي في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بعودة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) إلى ديارهم دون تأخير، حتى على حساب الوقف الفوري للأعمال العدائية” أي الحرب.

وأضاف الموقعون أنه في الوقت الحالي، تخدم الحرب بشكل أساسي المصالح السياسية والشخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وليس المصالح الأمنية.

وأكدوا أن استمرار الحرب لا يسهم في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وسيؤدي إلى قتل الأسرى وجنود الجيش والمدنيين، فضلا عن استنزاف قوات الاحتياط.

واعتبر الموقعون أن التوصل إلى اتفاق وحده كفيل بإعادة الأسرى، بينما يؤدي الضغط العسكري بالأساس إلى قتلهم وتعريض حياة الجنود للخطر.

ودعا الموقعون على الرسالة “جميع مواطني إسرائيل” إلى المطالبة، في كل مكان وبكل الطرق، بإيقاف الحرب لإعادة الأسرى.


خطوة غير مؤثرة

وفي تعليقه على سؤال حول تأثير العريضة على الجيش الإسرائيلي، أشار أسامة خالد المختص في الشؤون الأمنية والعسكرية -في حديث مع الجزيرة نت- إلى أن توقيع الجنود عليها لن يؤثر على استمرار الحرب أو تغيير أهدافها.

وأوضح أن القيادة العسكرية الإسرائيلية قادرة على معالجة الموقف ومعاقبة المخالفين، مشيرا إلى أن الغضب داخل الجيش بسبب الحرب المستمرة لم يصل بعد إلى مستوى كبير يؤثر على مسار الحرب.

وأضاف أن الأصوات المعارضة داخل الجيش ليست جديدة ويتم التعامل معها عبر الأنظمة العسكرية، ولكنها تعكس الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، مما يؤثر على مؤسستي الأمن والجيش.
عسكري لقوات اللواء 401 بجيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة بزعم توسيع منطقة التأمين الدفاعية وتدمير البنى التحتية المسلحة لحماس. (تصوير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التي عممها للاستعمال الحر لوسائل الإعلام)
الموقعون على الرسالة طالبوا بعودة الأسرى وإن تطلّب الأمر وقف الحرب (إعلام إسرائيلي)
مزيد من العسكريين

ولا يستبعد سلاح الجو الإسرائيلي انضمام عشرات من جنود الاحتياط العاملين إلى الموقعين على الرسالة التي تدعو إلى إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرا.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن هذه الرسالة أثارت قلق كبار مسؤولي الجيش والدولة حتى قبل نشرها “نظرا لطبيعتها السياسية”.

وأوضحت أنه التقى قائد سلاح الجو اللواء تومر بار بعدد من كبار ضباط الاحتياط، وبينهم قادة القوات الجوية السابقون إليعازر شقيدي ودان حالوتس وعيدو نحوشتان، بحضور رئيس الأركان زمير، في محاولة لإقناعهم بعدم نشر الرسالة.

غير أن هذه الرسالة نُشرت صباح الخميس، وتناولتها كافة وسائل الإعلام، بما فيها هيئة البث (رسمية).

ووفق الجيش، فإن 10% من الموقعين على الرسالة من جنود الاحتياط العاملين ومعظمهم من المتطوعين- والبقية سابقون أو متقاعدون، حسب الصحيفة.
الموقعون على الرسالة اعتبروا أن الحرب الحالية تخدم بشكل أساسي مصالح نتنياهو الشخصية والسياسية (الأناضول)
نتنياهو يدعم القرار

في الاثناء، أعلن رئيس الوزراء دعمه قرار الجيش فصل جنود احتياط بسلاح الجو.

وقال مكتب نتنياهو إن رئيس الحكومة يدعم وزير الدفاع ورئيس الأركان في قرارهما بفصل الموقعين على الرسالة.

واعتبر مكتب رئيس الوزراء أن التصريحات التي من شأنها إضعاف الجيش “وتقوية أعدائنا زمن الحرب لا تغتفر”.

وتقدر إسرائيل وجود 59 أسيرا محتجزا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 166 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع المدمر مرحلة المجاعة جراء إغلاق المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

وفي الأول من مارس/آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف النار وتبادل أسرى بين حماس إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، وقد التزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام إسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • راشد عبد الرحيم: الثورة الضائعة
  • جيش الاحتلال يفصل قادة كبارا ومئات من جنود الاحتياط دعوا لإنهاء الحرب
  • الكيزان والحرب: مشروع التمكين الدموي وتجارة المأساة في السودان
  • استباحة العقائديون “الكيزان” لمتحف السودان القومي
  • من ضياء إلى دقلو
  • تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها
  • البرفيسور عبد اللطيف البوني: من ضياء إلى دقلو
  • لافروف: روسيا تحاول إيقاظ الغرب في الكفاح ضد محاولات إعادة كتابة التاريخ
  • إفلاس!!
  • رقم صادم لبلاغات القتل العمد في السودان والشرطة تكشف التفاصيل