سودانايل:
2025-03-06@13:54:04 GMT
من دروس الانتفاضة :4 نقد والرؤية الاقتصادية العقلانية
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
صديق الزيلعي
أواصل إعادة نشر مقالات انتفاضة 1985، وكما ذكرت ندعو للاستفادة من الدروس، لان مياه كثيرة جرت تحت جسر بلادنا. اليوم أقدم هذا المقال وأتمنى من رفاقي الجذريين قراءته بعقل مفتوح.
الي المقال الرابع:
احتفاءا بذكرى انتفاضة مارس أبريل 1985، سأحاول أن استعرض بعض الدروس الذي تعلمناها من تلك الملحمة الجماهيرية العظيمة.
ابتدأ نقد خطابه بطرح المسألة الجوهرية الآتية:" في تناولنا لأمر الميزانية ننطلق من أننا في فترة تتميز بوحدة افكارنا السياسية، انها فترة انقاذ وطني، ومن ثم هناك ضوابط على ما نطرح من برامج وخطوات للسياسة المالية والاقتصادية. وبما اننا في فترة انقاذ وطني، فهناك حقا، أساس موضوعي لبرنامج حد أدنى تتفق وتتوحد حوله قوى اجتماعية، طبقات، فئات متباينة المصالح تعبر عن تلك المصالح في برامجها السياسية. ولكن – على الأقل – لديها وحدة مشتركة ومصلحة مشتركة في برنامج حد أدني تتوحد حوله. نضع في اعتبارنا أيضا انها المرة الثالثة بعد الاستقلال وبعد أكتوبر نواجه التحدي الوطني الكبير في استقرار التجربة الديمقراطية. "
واضاف نقد قائلا: "يدور الصراع والخلاف حول تنفيذ البرنامج. لكن، برغم هذا الخلاف، نضع في اعتبارنا اننا نمر بحالة محددة وملموسة. فالسودان يعاني فيها من مشاكل كبيرة: مشكلة المجاعة وذيولها، ومشكلة الحرب الاهلية، وأعتقد أن أي دولة – بصرف النظر عن نظامها الاجتماعي ونوع السلطة السياسية – إذا ابتلاها الله بهاتين المشكلتين (حرب أهلية ومجاعة) لا بد أن تنو تحت ثقلها. هذه المشاكل إذا وضعت في الاعتبار، فطرق العلاج والحل وطرح المطالب والمطامع والطموحات يمكن أن تتقيد في إطار واقعي ومعقول".
وقدم اعتراضا جوهريا هو " ان الميزانية لم تعكس عمق الأزمة. الأزمة أكبر والحالة أقبح مما صورتها الميزانية. لذلك - بدراسة متأنية وقراءة أولى وثانية وثالثة للميزانية ومقارنة مع الميزانيات السابقة – جاءني الإحساس بأن هناك لمس طفيف أو خفيف، وأحيانا سطحي لمشاكل عميقة وكبيرة لا نطالب فقط، بل نقدم البدائل:
نحن نتحدث في امر محدد جدا، هناك ثلاث سلع اساسية، لو خفضنا اسعارها تصبح مفتاحا لتخفيض اسعار سلع وخدمات اخرى وبدون مجهود. نعطي الحكومة خيارات ولا نطالب فقط، طالما هي اعلنت الخيار المتوسط والبعيد. أعلنت الحكومة انها ستخفض اسعار السكر والدقيق والمواد البترولية، لكن قنوات التوزيع ليس محل اطمئنانها، فما هي قنوات التوزيع هذه؟ ومتي ستنظف؟ هذا سؤال مشروع ويمكن ان يتحول الى شماعة ويمكن ان يتحول الى سخرية في الشارع. الحكومة يجب الا تعرض نفسها لهذا النوع من التعامل السياسي مع الشارع. قنوات التوزيع معروفة وبدون ان يساهم الشعب لن تنظف. ولكي يساهم الشعب يمكن للحكومة ان تأخذ الخيار الاول في هذا الجانب:
بديل أول: تعلن انها ستخفض السلع خلال شهرين، وفي خلال هذه المدة تطلب من الشعب مساعدتها في تنظيف قنوات التوزيع وتضمن هنا ان كان هناك مخزون من هذه السلع في السوق الاسود ينزل لان سعره اصلا سينزل. هذا يساعد النظام المصرفي الذي يمول. وتضمن يقظة المواطنين وتضمن استعداد عدد كبير جدا من الجمعيات التعاونية لتولي المساعدة في توزيع هذه السلع. هذا اسلوب وشكل على الاقل يقربنا من المدى المتوسط إذا لم يكن المدى البعيد.
بديل ثاني: ان تعلن الحكومة عن تخفيض بالتدريج، يعني تخفيض السلع التي تستطيع ان تتحكم في الرقابة على توزيعها. سلع تخفضها في نهاية الشهر والاخرى في الشهر الذي يليه وسلعة ثالثة ... وهذا ايضا يساعد في كل ما ذكرته في الخيار الاول. ويساعد في ان لا تدفن الحكومة رأسها في الرمال. فهنالك تشابك مصالح بين البيروقراطية في جهاز الدولة والسوق. وهناك تشابك مصالح لبن اناس في قمة السلطة وبين السوق. بدون يقظة وبدون هذا الدفع السياسي والقرار ذي الطابع السياسي، ستظل الحكومة تعاني من قنوات التوزيع. فاذا كانت تتحكم أكثر في البترول فلتبدأ به يليه السكر والدقيق.
بديل ثالث: وهو ان تقول الحكومة انها ستوفر في ظرف شهرين السلع الثلاث بسعرها موحدا في كل انحاء السودان. سعرها نفسه دون ان ينزل. في هذه الحالة نكون وفرنا تلك السلع لمواطني دارفور وكردفان وجنوب النيل الازرق والنيل الابيض والشرق بسعر أدني. وفي نهاية الشهر الثالث تبدأ بالتخفيض. هناك ايضا شماعة لجان الدراسة التي تكون للسلع الاساسية ولدراسة آثار تخفيض السلع ولتخفيف المعيشة والسلع الاساسية. جائز ان تخرج هذه اللجان بشيء ايجابي، ولكن هذه اللجان مر عليها اربعة أشهر، ويمكن نحتاج لتنظيف القنوات لأربعة أشهر ولن نصل الى نتيجة. لذلك أحسن للحكومة ان تقلع عن هذا الشعار المبهم المعلق في الغيب.
siddigelzailaee@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وشم الشباب .. اختراق شرق اوسطي جديد !
بقلم : حسين الذكر ..
قبل أيام سلم عليّ احدهم بلهفة واكبار متسائلا ..
-: ( أستاذ لقد أكملت بكالوريوس اعلام وأريد الحصول على ( باج ) صحفي ) . فاجبته :
بعد ذاك انتقل الى طرح أسئلة مفاجئة كانه حرق المراحل الطموحة .. فقال ???? هل يسمح لي حمل مسدساً بموجب الباج ؟ هل اسافر به الى أي دولة ؟ هل تقدر تاثر عليهم يسجلون صفتي رئيس تحرير ) . ???? يا بُني عليك ان تقدم اوراقك وربما ي يرجوا لك اختبارا اوليا .. ثم تعمل في الميدان بجدية كي تثبت للناس شخصيتك الصحفية فان الباج وحده لا قيمة له ، فلا تتعجل ولا تقزم طموحاتك بما ليس له صلة بالصحافة ) ..
تعد ظاهرة الوشم بحضارات عالمية متنوعة عادة اجتماعية متوارثة اذ تمثل وسيلة جمالية حرصت النساء عامة على التزيّن بها في ظل انعدام وسائل التجميل الأخرى . فالوشم على الجسد سابقا يتم بعملية بسيطة من خلال غرز الابر بالجسد مع مزج ما يسمى ( بالسخام الأسود ) الذي يوجد بقعر أواني الطهي .
مع انه كان يمثل إرثا اجتماعيا قديما وشكل من أشكال التعبير الجمالي .. الا ان البعض حرمه ، كما كانت الحكومات سابقا لا تتهاون مع من يحمل وشم بسيط على جسده بالنسبة للرجال خاصة .. حتى عده البعض صفة تعبيرية عن الانحراف والشقاوة … سيما في الخدمة العسكرية او بمراكز الشرطة والامن والجوامع والتجمعات الاجتماعية ودوائر الدولة بل يصعب على شاب ان يخطب فتاة وهو يتظاهر بوشم بارز لدلالته السلبية قيميا .
بعد الالفية الجديدة وما بشرنا فيه من شرق اوسطي جديد تغير كل شيء وانفتحت بلاد العرب على مصراعيها تحت اجندة ضاربة واضحة المعالم تجلت أهدافها وانتشرت عبرها سبل الرذيلة والانحطاط بشكل عجيب كأن العالم كله كان يقف متاهب لنا فما ان سقط الجدار حتى انحدر سيل التفاهة يعبث ويؤسس لثقافات جديدة لم تكتف بانتشارها بل تحاول سحق وازاحة كل قيم أخلاقية لا تستسيغها وتعتقد انها تقف حجر عثرة في طريق انتشارها وبث انحطاطها .
في طريقي لعملي اقلتني سيارة اجرة تاكسي فلفت انتباهي وشم على احدى ذراعي السائق بصورة لا تتسق مع وسامته وكياسته .. فمازحته سائلا : ( متى وشمت ولماذا ) ؟ فقال : ( تحديدا عام 2010 وشمت بدوافع مراهقة مع مجموعة من الشباب كنا جميعا نعتقد انها وسيلة جمالية لجذب الفتيات ) .. فسالته : ( والان كيف تنظر للامر ) ؟ فقال : ( اشعر بتأنيب الضمير وجلد الذات مما فعلته بنفسي وابحث عن وسيلة متيسرة للخلاص من ذلك القلق والخجل الدائم ) !.
فقلت : ( هون عليك يا ولدي .. لم تات بجرم عظيم ، فقد كنت تبحث عما يعالج الآمك الروحية ويلبي مطامحك الوجدانية وما حصل طبيعي ويتسق مع جيل الشباب الحالي في ظل انفتاح مؤجند فرض علينا قسرا وهو يضرب أعماق قيمنا الاجتماعية ويطيح باولادنا واجيالنا الواحد بعد الاخر .. ليس جنايتكم بل هي مسؤولية الحكومات والنخب الدينية والاجتماعية والثقافية التي كان يجب ان تأخذ دورها وتنهض بتهيئة إجابات عصرية على شكل ( مودات وصرخات ) تنبع من قيمنا الحضارية المتجذرة وتتناسب مع البيئة العربية كي لا يضطر الشباب للتغرب والبحث عن انموذجية يقتدون بها ويقلدونها كثقافة مستوردة من حضارات لا تتناسب مع بيئتنا ، هنا تكمن علية الامر ومسؤولية اهل الفكر والعقيدة) . حسين الذكر