سودانايل:
2024-07-08@10:31:15 GMT

“ميديوم”: رمضان أمريكا: الحرب ضد شهوة الطعام

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

واشنطن: محمد علي صالح
فى الأسبوع الأول من صيام شهر رمضان المبارك، وانا اتوقع تخفيض وزنى خمسة ارطال، مثلما فى كل رمضان، نشرت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية تقريرا طويلا عن شركات الأدوية الغربية التي تتنافس في صنع وبيع أدوية جديدة تخفض شهوة الاكل، وتخفض الوزن.
اولا، فوجئت بالأرباح الخيالية التي ستحققها هذه الشركات.

حسب "إيكونوميست": "فى سنة 2030، ربما تصل المبيعات السنوية لأدوية تخفيض الوزن إلى 80 مليار دولارا."
ثانيا، شعرت بالحزن بسبب ارتفاع أسعار تلك الأدوية: "تقريبا 16,000 دولار كل سنة."
وكما قالت "ايكونوميست": "يجب ان تكون سمينا غنيا لتخفيض وزنك."
ثم قرأت تقارير عن أغنياء ومشاهير فقدوا مئات الارطال من اوزانهم بعد استخدامهم هذه الادوية:
-- قال إيلون ماسك، صاحب موقع "اكس" ("تويتر" سابقا)، وواحد من أغنى الرجال في العالم، بأن الدواء ساعده فى تخفيض وزنه.
-- قالت كيم كارداشيان، نجمة التلفزيون الواقعى، أنها خفضت وزنها، وصارت قادرة على ارتداء واحد من فساتين الممثلة الراحلة مارلين مونرو.
-- تمتلئ مواقع مثل "تيك توك" و "انستاغرام" و "فيسبوك" بصور نساء قبل وبعد تناولهن حبوب تخفيض الوزن هذه.
قلت لنفسى: "سأصوم رمضان، اذا ليس لاى سبب اخر، لانى ساوفر المال الذي كنت سأشتري به هذه الادوية الغالية الثمن.
بعد نهاية شهر رمضان الماضي، زرت طبيبتى، وعرفت ان وزني انخفض تلك الارطال الخمسة. وان ضغط الدم، وسكر الدم، انخفضا كثيرا.
الطبيبة كبيرة في السن، ووقورة، لكنها ضحكت، وقالت: "اقترح ان تواصل صوم رمضان."
وعندما سألتها عن دور الدين، تحاشت إجابة مباشرة. وقالت: "الصحة بينك وبينى. لكن الدين بينك وبين ربك."
وكررت جملة بسيطة: "الوزن القليل بالاكل القليل."
اعتقد ان الموضوع ليس تقليل شهوة الاكل، كما تفعل الادوية الجديدة. ولكن، استمرار الشهوة، ومواجهتها بالتصميم، وتحمل الجوع.
استيقظ الساعة الخامسة صباحا. وتناول السحور قبل شروق الشمس بساعتين. وهو وجبة كبيرة، فيها لحم كثير، حتى اضمن ان بطنى ستكون ممتلئة خلال اليوم. وايضا، خضروات، وفاكهة، وفنجان قهوة، وحلوى شوكولاته. ثم الادوية، مع الدعاء لله بالشفاء.
فى واشنطن، في هذا الوقت من السنة، تشرق الشمس تقريبا الساعة 7:15. وتغرب تقريبا الساعة 7:15. ويبدأ الفجر تقريبا الساعة 5:15.
لأن السحور قبل طلوع الشمس بساعتين، أصوم 14 ساعة تقريبا. هذا أفضل من رمضان واشنطن فى منتصف الصيف. عندما تشرق الشمس تقريبا الساعة 6:00، وتغرب تقريبا الساعة 8:30. ومع السحور قبل تقريبا الساعة 4:00، أصوم 17 ساعة تقريبًا.
وقت الافطار، البلح ، وشوربة دجاج صافية، وساخنة. وقبل النوم، وجبة خفيفة، مثل الجبن والفاكهة. احس باستمرار الجوع. لكن، اوعد نفسي بسحور كبير.
أكتب هذا، ولا افتخر. وذلك لأن الهدف من صيام رمضان هو الاحساس بجوع الآخرين. وفى هذه الايام، مع انتشار الحروب في السودان، وغزة، واوكرانيا، وغيرها، يوجد ملايين الجوعى.
منذ سنوات، قرأت، وكتبت، عن "مايندفولنيس" (اليقظة الذهنية)، عن التركيز على ما يفعل الشخص، بدون التفكير فى اشياء اخرى. وان كثيرا من الناس يأكلون، او يقودون سياراتهم، او يرتدون ملابسهم، بدون التركيز على ما يفعلون.
ومنذ سنوات، مثل كثير من الناس، حاولت، وفشلت، فى تحقيق هذه "اليقظة الذهنية". تظل مواضيع الحياة تسيطر على العقل الواعى. لكن، خلال صوم رمضان، احس بما يشبه هذه "اليقظة الذهنية". احس بصفاء عقلى اكثر، واميل الى هدوء اكثر، والى صمت أكثر.
لابد ان من أسباب ذلك قلة الاكل، وقلة الاعداد، والشراء، والتجهيز، والتنظيف.
لكن، احس ان هناك اسباب اخرى، لا اقدر على تفسيرها.
اصلى اكثر فى رمضان. لكن، لا اقدر على ربط ذلك ربطا علميا بتخفيض الوزن. وتخفيض ضغط الدم، وتخفيض سكر الدم.
لا اعتقد ان السبب هو كبح شهوة الأكل. ولكن، مع استمرار الشهوة، تحمل الجوع. وذلك لانى، قبل غروب الشمس بساعة او ساعتين، أقدر على الذهاب الى مطعم "ماكدونالد" القريب، واتناول اثنين او ثلاثة من ساندوتش "بيق ماك" العملاق.
يقودنى هذا الى موضوع الأدوية الجديدة التى تحارب شهوة الأكل بهدف تخفيض الاكل، وتخفيض الوزن. وآلاف الدولارات التى تكلف الشخص الواحد، وبلايين الدولارات التى تربح منها شركات صناعة وتجارة هذه الادوية. كما جاء فى تقرير مجلة "إيكونوميست".
مثل دوائى "ويقوفى" و "اوزيبمك" الذين تنتجهما شركة "نوفا نورديسك" الدنماركية.
حسب موقع الشركة، "يؤثر الدواء على هرمونات شهوة الاكل، ويجعل صاحبها أقل شهوة، واقل اكلا، واقل وزنا."
لكن، اشار الموقع الى آثار جانبية للدواء، منها: "ورم الغدة الدرقية، بما في ذلك السرطان"، و"التهاب البنكرياس"، و"مشاكل في المرارة"، و"مشاكل في الكلى"، و"الاكتئاب، أو ألتفكير فى الانتحار."
ليس هذا الدواء هو الوحيد الذى له مثل هذه الآثار الجانبية. لكن، له آثار سلبية اخرى:
-- يكلف كثيرا. 16,00 دولار كل سنة (50 دولارا كل يوم تقريبا) للشخص الواحد.
-- يحقن تحت الجلد مرة كل أسبوع.
-- اذا توقف الشخص، يعود اليه الوزن الذى فقده. يعنى هذا تناوله مدى الحياة.
لكن، نقلت تقارير امريكية سعادة كثير من الامريكيين الذين يتناولون هذا الدواء، ويخفضون أوزانهم:
-- تقل تلفزيون "أن بى سى" قول امرأة تتناول الدواء: "احس انه يأمرني ان اتوقف عن الاكل. احس ان شخصا فى عقلى يقول لى: "كفى هذا يا سوزان. توقفي عن الاكل."
-- نقلت صحيفة "واشنطن بوست" قول امرأة اخرى: "قلت شهوة الاكل عندى حتى احس اني اكره الاكل كراهية عمياء. اخاف اني اجوع نفسى، واموت جوعا."
فى نفس الوقت، حذر أطباء من دواء يقلل، أو يقتل، شهوة الأكل. وقال واحد منهم لصحيفة "يو إس توداى": "مثل شخص يتسلق جبلا. يفرح بالصعود الى القمة. لكن، ماذا بعد ذلك؟ ليبقى فى القمة، يجب ان يتناول الدواء الى ما لانهاية. والا، كانه سيسقط من الجبل."
ان شاء الله، مع نهاية رمضان، يوم العيد، سأعود الى طبيبتى.
سينخفض الوزن (ربما تلك الارطال الخمسة). . وايضا، ضغط الدم، وسكر الدم.
ومثل كل سنة، ستضحك الطبيية العجوز الوقورة، وتقترح مواصلة الصيام.
وسنتناقش عن تأثير الدين. وستتحاشى هى ذلك.
وستقول، كما تقول كل سنة: "الصحة بينك وبينى، والدين بينك وبين ربك".
هذه المرة، ساقترح عليها ان اصوم سبعة أيام في شهر يناير القادم. صياما غير ديني. وفقط بهدف تخفيض الوزن. (بعد احتفالات الكرسماس، وعيد الشكر، والسنة الجديدة، حيث يكثر الاكل، والشراب).
اعتقد ان ذلك الصيام لن يكن مثل صيام رمضان. وربما لن اقدر عليه. ولن استمتع به. ولن ينخفض كثيرا الوزن، او سكر الدم، أو ضغط الدم، كما يحدث فى رمضان.
لكن، ساتأكد بأن علاج شهوة الأكل هو بتحمل الجوع، لا بتناول دواء.
ومهما ستكون النتيجة، ساوفر دولارات كثيرة كنت ساصرفها على "اوزمبيك" او "ويقوفى"، وغيرهما
========
MohammadAliSalih@gmail.com
MohammadAliSalih.com
Mohammad Ali Salih /Facebook  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تقریبا الساعة تخفیض الوزن ضغط الدم کل سنة

إقرأ أيضاً:

“مؤتمر القاهرة” يطالب بوقف الحرب فورا في السودان

أكد البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي استضافته القاهرة، يوم السبت، على ضرورة الوقف الفوري الحرب، ووقف العدائيات وضرورة الالتزام بإعلان جدة الموقع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ودان البيان الانتهاكات التي ارتكبت في الحرب، ودعا النظر الي الوضع الإنساني ودعم جهود المجتمع الدولي والمحلي والالتزام بتعهداتهم

اقرأ أيضاًالعالمبايدن وزوجته يبحثان القرار المصيري في “معسكر مغلق”

نص البيان:

نحن القوى السياسية والمدنية السودانية التي توافقت على هذا البيان، اجتمعنا بدعوةٍ كريمةٍ من حكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة بعاصمتها القاهرة تحت شعار (معاً من أجل وقف الحرب)، وتداولنا الرؤى ووجهات النظر، في لحظة حرجة من تاريخ بلادنا، تهدد استقرارها واستقلالها ووحدة أراضيها وهددت بقاءها كدولةٍ لشعبٍ له إرثه الحضاري الأصيل والمُشرف، وتسببت في كارثةٍ إنسانيةٍ مريعة، وعصفت بملايين الأسر إلى المجهول، وفى هذه الساعة التي نتداول فيها، يعانون من ويلات الحرب، ومآسي النزوح والتشرد واللجوء والموت جوعاً، والافتقار لأبسطِ مقومات الرعاية الطبية، وينتظرهم شبحِ الأميةِ المُتوحش ، تاركاً أمتنا فريسةً لأجيالٍ من ضياعِ العقول والجهلِ والتطرف.
لقد استجبنا للدعوة الكريمة التي بادرت بها جمهورية مصر العربية لجمع السودانيين، وبحُضورٍ مُقدرٍ من دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية بغرض التشاور والاتفاق على الحدِ المطلوب للعمل المشترك من أجل وقف الحرب وإنهاء الأسباب التي أفضت إليها، والمسارعة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وعلى رأسها الغذاء والدواء والتعليم، أملاً في أن تتكلل هذه الجهود بإسكات صوت المدافع وتحقيق أمان المدنيين واخراس أصوات العنف والكراهية والدعاية السالبة، والسعي معاً من أجلِ إعادة الإعمار للمرافق الأساسية التي تجعل حياة السودانيين مُمكنة في بلادهم وتهيئة الدولة لضمانِ الأمنِ والسلام لعودتهم إلى بيوتهم ومُزاولةِ حياتهم الطبيعية.
لقد اتفق المؤتمرون على أن الحرب التي اجتاحت بلادنا وقتلت وشردت وأذلت شعبنا ومزقت نسيج بلادنا الاجتماعي، صبيحة الخامس عشر من أبريل 2023، لا تمثل فقط علامةً فارقةً، ولكنها تاريخٍ جديدٍ يُلزم كل سوداني وسودانية بالنظرِ والمراجعةِ الدقيقةِ لمواقِفنا كافة. إننا ندين كل الانتهاكات التي ارتكبت في هذه الحرب، ونؤكد أنّ الحربَ مُؤشر حيوي للتفكير في إعادة التأسيس الشامل للدولة السودانية على أسس العدالة والحرية والسلام، وهو الأمر الذي يتطلب قناعة كل السودانيين به، ولهذا فإن اجتماعنا اليوم يتوجه تِلقاء المستقبل المُعافى ولأجيالنا المُقبلة في وطنٍ يكتنِفه السلام والعدالة والنهضة والحرية وسيادة حكم القانون، مستفيدين من تجاربنا وخبرات شعوب العالم في تجاوز الحرب وأهوالها نحو المصالحة الوطنية الشاملة والعدالة الانتقالية.
شمل النقاش والتداول ضرورة الوقف الفوري للحرب بما يشمل آليات وسبل ومراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار ووقف العدائيات. كما أكد المؤتمرون ضرورةالالتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب. وتوجه المؤتمرون بالدعوة والمناشدة إلى الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب بأيٍ من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر، للتوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب في السودان.
وإذ تُمثل الازمةُ الإنسانية السودانية المأساة الأكبر في العالم، كما أنها تأتى في رأس الأولويات التي تستوجب التصدي لها من قبل السودانيين والقوى السياسية والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، حيث إن وصولِ المساعدات هو أمر واجب لإنقاذ حياة ملايين السودانيين. وقد دعا المؤتمرون إلى حماية العاملين في المجال الإنساني وتجنيبهم التعرض للخطر والملاحقة والتعويق من قبل أطراف الحرب وفقاً للقانون الدولي والانساني، ومواصلة دعم جهود المجتمع المحلى والدولي للاستمرار في استقطاب الدعم من المانحين وضمان وصوله للمحتاجين. كما ناشد المؤتمرون المجتمع الاقليمي والدولي الايفاء بالتزاماتهم.
أما المسار السياسي لحل الأزمة فقد أجمع المؤتمرون على المحافظة على السودان وطناً موحداً، على أسس المواطنة والحقوق المتساوية والدولة المدنية الديمقراطية الفدرالية. ان اجتماع القاهرة يمثل فرصةً قيمةً إذ جمعت لأول مرة منذ الحرب الفرقاء المدنيين في الساحة السياسية، كما جمعت طيفاً مُقدراً من الشخصيات الوطنية وممثلي المجتمع المدني، توافقوا جميعاً على العمل لوقف الحرب باعتبار أن ذلك هو سؤال سائر السودانيين ومطلبهم الأساس. وأكدوا على تجنيب المرحلة التأسيسية لما بعد الحرب كل الاسباب التي ادت الي افشال الفترات الانتقالية السابقة، وصولاً الي تأسيس الدولة السودانية.
توافق المؤتمرون على تشكيل لجنة لتطوير النقاشات ومتابعة هذا المجهود من اجل الوصول الي سلام دائم.
في الختام نتوجه بالشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ولحكومة وشعب جمهورية مصر العربية الشقيقة. لوقفتهم إلى جانب الشعب السوداني في محنته الراهنة.
ودعت مصر إلى مؤتمر يجمع القوى السياسية السودانية بهدف “الوصول لتوافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني – سوداني يتأسس على رؤية سودانية خالصة”، وذلك “بالتعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدولي”.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً داخلية بين الجيش وقوات الدعم السريع، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت نحو 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الحوثي يوجه تهديدات شديدة للسعودية ويحذر من “عواقب وخيمة” لتورطها مع أمريكا و”إسرائيل”
  • “إكرام” تقدم خدماتها لـ 5 ملايين زائر
  • معاريف: “إسرائيل” خسرت منذ اللحظات الأولى للحرب.. عجز لا ينتهي
  • أوروغواي تتخطى البرازيل وتتأهل لنصف نهائي “كوبا أمريكا”
  • تعرف على الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات التي تساعدك في إنقاص وزنك
  • “كوبا أمريكا”: أوروغواي وكولومبيا تزيحان البرازيل وبنما من طريقهما نحو المربع الذهبي
  • “مؤتمر القاهرة” يطالب بوقف الحرب فورا في السودان
  • أمريكا ستكمل غداً سحب قواتها من “القاعدة الجوية 101” في النيجر
  • محمد رمضان يطرح أغنيته الجديدة “بمزاجي”
  • وجبة الإفطار وكيفية مساعدتها فى دعم الصحة والتخلص من الوزن الزائد