بلومبيرغ: خطة نتانياهو لاجتياح رفح تواجه معارضة متزايدة في إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
يطالب إسرائيليون حكومتهم بالتراجع عن خططها لتنفيذ اجتياح بري لمدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، بعد ضغوط من الولايات المتحدة، مشددين على أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن يجب أن يكونا الأولوية، حسب ما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
ووفق الوكالة، يرى الإسرائيليون أنه "يمكن في مرحلة لاحقة تحييد حماس عن طريق إغلاق الحدود مع مصر جنوبي القطاع، مما يحرم ما تبقى من الجماعة المسلحة، من الأسلحة التي تعتقد إسرائيل أنها تدخل غزة بهذه الطريقة، وهو ما يساعد أيضا في حماية أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى رفح".
ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على أن الطريقة الوحيدة لهزيمة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، هي إرسال قوات إلى مدينة رفح، إذ تقول الحكومة إن "ما يتراوح بين 5000 إلى 8000 مقاتل، يشكلون 4 كتائب تابعة لحماس، متحصنون هناك، إلى جانب القادة والعديد من الرهائن".
وطرح نتانياهو ومستشاره المقرب، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، هذه القضية أكثر من مرة، بما في ذلك خلال المشاورات المتوترة مع واشنطن هذا الأسبوع، وفق "بلومبيرغ".
غير إنه في أعقاب مقتل 7 من عمال الإغاثة الدوليين في غارة إسرائيلية، وتزايد القلق العالمي بشأن الوفيات بين المدنيين، وانتشار الأمراض في غزة والتحذيرات من المجاعة هناك، فإن الأصوات التي تحث على تغيير هذه الخطط، بدأت تتعالى.
والخميس، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في اتصال هاتفي مع نتانياهو، إنه ما لم تقم إسرائيل بحماية المدنيين بشكل أفضل، فإن الولايات المتحدة ستعيد النظر في دعمها للحرب المستمرة منذ 6 أشهر.
فيما قال متحدث باسم نتانياهو، حسب "بلومبيرغ": "نحن نأخذ في الاعتبار ما ينصح به حلفاؤنا، وسنفعل ما هو في مصلحة إسرائيل".
تحول موقف بايدن تجاه إسرائيل.. كيف تفاعل خصومه ومؤيدوه؟ أثار طلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، من إسرائيل هذا الأسبوع تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة ودعمُه لوقف إطلاق النار انتقادات حادة من حلفائه السياسيين الذين يقولون إن الرئيس لا يبذل ما يكفي من الجهد، ومن الخصوم الذين يقولون إنه بالغ وتجاوز. الأولويةولا يرغب أغلبية الإسرائيليين في رؤية علاقات بلادهم مع واشنطن تتدهور نتيجة للحرب، وفق الوكالة.
وقال عاموس يادلين، المدير السابق للمخابرات العسكرية الذي يقدم المشورة لأعضاء مجلس الوزراء الحربي، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، إنه على الرغم من أهمية هزيمة تلك الكتائب الأربع في رفح، "فإن الأولوية الكبرى هي إغلاق الحدود بين المدينة ومصر".
وأضاف: "يمكن محاصرة هذه الكتائب، وفعل الكثير إذا كنت تريد حقا إنهاء الحرب وإعادة الرهائن"، مشيرا إلى أن هدفي الحرب المتمثلين في إضعاف قدرات حماس حتى لا تستطيع تكرار ما فعلته مرة أخرى، وإعادة كل الرهائن، "يمكن تحقيقهما".
وتابع: "بعد ذلك يمكننا إعلان النصر والبدء في إعادة بناء إسرائيل".
ومن المتوقع أن يجتمع رؤساء المخابرات من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل مرة أخرى في القاهرة، الأسبوع المقبل، للمضي قدما في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، والإفراج عن العديد من الرهائن والسجناء الفلسطينيين وتسليم المزيد من المساعدات إلى غزة.
ورغم أن إسرائيل فتحت هذا الأسبوع معابر حدودية جديدة لدخول المساعدات إلى غزة، فإن اجتياح رفح من المحتم أن يؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، بغض النظر عن مدى الدقة التي ستتم بها العملية، وفق "بلومبيرغ".
وقالت إسرائيل منذ أسابيع، إنها تعمل على إيجاد طريقة تسمح للمدنيين بمغادرة المدينة قبل وقوع أي هجوم. بينما رفض المسؤولون الأميركيون الخطة باعتبارها "غير كافية".
وقد يكون غانتس، الذي يتقدم بفارق كبير عن نتانياهو في استطلاعات الرأي، من بين المسؤولين الذين يؤيدون عدم الدخول إلى رفح.
ودعا غانتس هذا الأسبوع، إلى إجراء الانتخابات في سبتمبر المقبل بدلا من عام 2026، وهو الاقتراح الذي رفضه نتانياهو بسرعة.
وكتب المحلل السياسي المخضرم في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوسي فيرتر، الجمعة، أنه "من اللافت للنظر أن غانتس لم يذكر رفح عند دعوته لإجراء انتخابات".
وتابع: "لقد تخطى رفح لكنه ذكر أهمية اتفاقيات إبراهيم، التي تتوافق تماما مع الموقف الأميركي". واتفاقيات إبراهيم أدت إلى إقامة علاقات دبلوماسية بوساطة الولايات المتحدة، بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
ولم يستجب المتحدث باسم غانتس لطلب التعليق للوكالة.
"واقعية أم مستحيلة؟.. خطة إجلاء إسرائيل لسكان رفح وجدل "النقب وسيناء" أصبحت العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها في مدينة رفح واحدة من أكثر القضايا "المثيرة للجدل" بين أميركا وإسرائيل حول الحرب في قطاع غزة، ويكشف مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" عن مدى واقعية خطة إسرائيل لإجلاء سكان المدينة الجنوبية المكتظة بالسكان، وما المناطق التي يمكن نقل النازحين الفلسطينيين إليها. ضغوط الاحتجاجاتوإلى جانب المخاوف الأميركية، يواجه نتانياهو أيضا ضغوطا من الاحتجاجات الإسرائيلية التي شارك فيها ما يقرب من 100 ألف شخص، في نهاية الأسبوع الماضي، من بينهم عائلات الرهائن، الذين دعوا إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين، معتبرين أنه يجب أن "يأخذ الأولوية القصوى بدلا من الحرب".
وحسب الوكالة الأميركية، فإن العديد من الإسرائيليين "فقدوا الثقة في نتانياهو، ويشعرون بالقلق من أنه يطيل أمد الحرب للبقاء في السلطة، حيث سيواجه التحقيق والانتخابات، ومن غير المرجح أن يحقق نتائج جيدة".
وأشارت بلومبيرغ إلى أنه "حتى لو تخلى غانتس وآيزنكوت عن حكومة الحرب الإسرائيلية، فإن نتانياهو لديه ائتلاف حاكم قوي مع شركاء من اليمين، الذين يريدون تنفيذ الهجوم على رفح، ويمكن أن يهددوا الحكومة إذا استجاب نتانياهو إلى واشنطن بشأن تغيير السياسة".
وأضافت أن العملية العسكرية في رفح "ما زالت مرجحة أكثر من عدمها، لكن الخطاب الذي تقوده الولايات المتحدة بدأ يتغير".
واندلعت الحرب في غزة إثر هجمات حماس (المصنفة إرهابية داخل الولايات المتحدة ودول أخرى)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
في المقابل، قتل نحو 33 ألف شخص في قطاع غزة، أغلبهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة، إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة، فيما نزح مئات الآلاف من منازلهم متجهين إلى جنوبي القطاع، هربا من القتال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة هذا الأسبوع فی غزة
إقرأ أيضاً:
مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب
مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية في ولاية الجديدة، يعود الجدل الذي صاحب سياساته في فترته الأولى، حيث يواجه مجموعة من التحديات الملحة التي تعصف بالساحة الدولية.
يشهد العالم تغيرات عميقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة رؤية واضحة واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الملفات الحساسة.
1. العلاقات الأمريكية الصينية: صراع القوى العظمىمن أبرز القضايا التي تواجه إدارة ترامب هي العلاقة مع الصين، التي شهدت توترات كبيرة خلال ولايته الأولى. الحرب التجارية التي اشتعلت بين البلدين، إلى جانب الاتهامات المتبادلة بشأن قضايا الأمن السيبراني وحقوق الإنسان، زادت من تعقيد المشهد.
من المتوقع أن تكون المواجهة مع الصين حاضرة بقوة خلال هذه الولاية، حيث تسعى واشنطن للحد من نفوذ بكين في آسيا والمحيط الهادئ ومنعها من توسيع هيمنتها الاقتصادية عالمياً.
التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع اعتماد العديد من الشركات الأمريكية على الأسواق الصينية.
2. الصراع الروسي الأوكراني: اختبار للسياسة الخارجية
يشكل الصراع الروسي الأوكراني تحدياً مباشراً لإدارة ترامب، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا.
خلال فترة حكمه السابقة، تعرض ترامب لانتقادات بسبب موقفه المتساهل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الآن، يجد نفسه في موقف معقد، حيث يجب أن يقدم دعماً قويًا لأوكرانيا، وهو ما يتطلب استمرار تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية، دون تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.
هذه القضية لا تمثل فقط تحدياً جيوسياسياً، بل اختباراً لتحالفات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين الذين يعتمدون على دور أمريكا في مواجهة روسيا.
3. التهديد النووي الإيراني: العودة إلى المواجهة
في ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، مما أدى إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. عودته إلى البيت الأبيض تعني العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"، التي قد تشمل عقوبات اقتصادية جديدة أو حتى مواجهة عسكرية.
التحدي هنا يكمن في إدارة هذا الملف بحكمة، خاصة أن إيران زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم، مما يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل. يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستختار الدبلوماسية أو ستواصل التصعيد.
4. التغير المناخي: بين الضغوط الدولية والرؤية المحلية
لطالما كان ترامب متشككًا في قضايا التغير المناخي، حيث انسحب من اتفاقية باريس خلال ولايته الأولى. ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية والمحلية قد تدفعه إلى مراجعة مواقفه، خاصة في ظل تزايد الكوارث الطبيعية التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
يواجه ترامب تحدياً كبيراً يتمثل في التوفيق بين رؤيته الاقتصادية التي تعتمد على الوقود الأحفوري والضغوط البيئية العالمية التي تطالب بالتحول إلى مصادر طاقة نظيفة.
5. الاقتصاد العالمي بعد الأزمات
تأتي ولاية ترامب الجديدة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، ارتفاع معدلات التضخم، واضطرابات سلاسل التوريد.
داخلياً، يواجه ترامب تحديات تتعلق بتوفير فرص العمل، خفض الديون الوطنية، وتحقيق وعوده بزيادة النمو الاقتصادي.
على المستوى الدولي، ستكون واشنطن مطالبة بتنسيق الجهود مع الدول الكبرى لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، خاصة في ظل صعود دول مثل الصين والهند كقوى اقتصادية منافسة.
6. التكنولوجيا والأمن السيبراني
يشهد العالم ثورة تقنية هائلة، مما يفرض تحديات جديدة على إدارة ترامب، خاصة في قضايا الأمن السيبراني. الهجمات الإلكترونية التي تنفذها دول معادية، تهدد الأمن القومي الأمريكي.
كما أن تطور الذكاء الاصطناعي يفرض على الإدارة وضع سياسات تحكم هذا القطاع المتنامي لضمان تفوق الولايات المتحدة تقنياً.