سودانايل:
2025-03-06@10:29:07 GMT

عام من الحرب: أداء تقدم: النخبوي الأعور (1)

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

جبير بولاد

.. عام من الخراب و الدمار و التقتيل و التشريد و الإنتهاكات و الاصطفافات الحمقاء.. عام علي سقوط مركزية الدولة السودانية و ما زال الطريق مدلهم و أشطر عرّاف لا يستطيع التكهن بنهاية للحرب، ناهيك عن معرفة كيفية الطريقة، و يظل طرفا الحرب في مكانهما العسير من معرفتهما القاصرة فقط علي الاقتتال و لكن لا مشروع يملكانه سوي المُضي قدما في حرب الانهاك و الاستنزاف ، و النتيجة وطن يتمزق جسده و الضحية إنسانه ، الذي كان كل ذنبه انه توّحد في ثورة عظيمة لها احلامها المشروعة و النبيلة، الإنسان السوداني ضحية الأنظمة التي جربّت معه كل سُبل البطش و التنكيل و الإذلال و الاهانة لسوقه الي قبول سلطتهم الواقعة بواسطة القوة و الجبروت.


..عام علي الحرب، و ما يزال جوقة من النخبويين ذوي العين الواحدة، تراهن في بلادة حس علي أستمرار هذه الحرب المتخلفة في ادواتها و سلوكها و منطلقاتها، نخبة تحلم في غير واقعية علي إنتصار طرف يمثل تطلعاتها في مؤسسات الدولة التي فشلت منذ استقلالها من المستعمر في إدارة هذه التركة بحكمة و إقتدار، بل نظرت الي التنوع كلعنة أو في منحي آخر بمهدد لأصحاب الإمتياز فيها، ففشلوا في الفكر و فشلوا في الممارسة.
.. عام علي الحرب و لم يتعلم(الاعوريون) اي درس مُستفاد غير المُضي قُدما في تيهم و ضلالهم، يتكلمون و يكتبون و يهرجلون أكثر من ذباب الخريف في مكبات النفايات ..الوطن الذي أحالوه الي مكب لنفايات تجاريبهم العاطلة عن اي قيم نبيلة، ما أن يسرج أحدهم صهوة درجته الاكاديمية إلا و يداهمه الأحساس بتفوق كذوب و يجعله يحلم بمكانة له علي دكة الوطن المكلوم، لا يهمه/ يهمهم ، سوي أمر واحد هو أن يكتب التاريخ أنه كان في يوما ما (أعوري) علي أحد أسرجة هذا المكب و الانتفاع بمتعة السرج(الكرسي) اللحظية، المرحلية،العابرة، أنه إمتياز، هو في نهاية المطاف حجز لموقع في التاريخ لعديمي الضمير و الوطنية و الأنسانية .
.. الشعب و قواه الحية، تدرك الطريق تماما، و تقدم التضحيات بأستمرار و لكن حصادها كان دوما هولاء الحفنة التي وسّمت تاريخ الوطن و عمر الدولة بقصعة قرعاء و أحلام قصية .
.. قف حيث أنت و أعوي عواءك و لكن لا تنسي أن الأمس ليس كما اليوم و لا اليوم سيكون مثل الغد .
.. غربالنا، غربال التاريخ سوف يمضي في عمله و سيتساقط كل (الأعوريون) الذي يظنون أن التاريخ السوداني سيقف عند محطة واحدة.
.. الأن الصراع يفرز كيمانه ما بين تركة مسمومة تتقاتل علي جسدنا( جسد الوطن) و بين فتية آمنوا بهذا الجسد و إنسانه و قالوا لا للحرب و وقفوا بحزم يدفعون ثمن هذا الموقف من تجريح يومي و تخوين و آخرها مُمالة لجيش حمل كل ذرات الفساد و الفناء بداخله مع مولود له حمل ملامح كل التشوهات و ان وجد الإعتراف و الشرعية من ذات الجيش الذي يقاتله، لن نراهن علي الرحم و لا علي المولود و لكننا نراهن علي الأنسان(الوطن) الباقي و الذي بقي علي مر التاريخ رغم كل محاولات القتل و البيع و التشظي .
.. الطريق الي التحول المدني الديمقراطي طريق وعر و صعب و لكن ستحمله القوي التي آمنت به، كما حمل المسيح صليبه في درب الآلام مغروز الشوك علي رأسه، فمات من صلبوه و نسيهم التاريخ و بقي المسيح و نوره علي جبين التاريخ يضيء روح الوجود و يذكر البشرية في أحلك اطوارها بأن النور لن يخمد أبدا و ان اعترته سحائب الظلمات و الظلامات .
..نواصل

jebeerb@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

معتصم النهار في “نفس”: أداء استثنائي يجذب الأنظار

إيلي أبو نجم – بتجــرد: بعد عرض ثلاث حلقات فقط من المسلسل الرمضاني “نفس”، يتأكد للجمهور والنقاد أن معتصم النهار يعيش واحدة من أنجح تجاربه الدرامية وأكثرها نضجًا على المستوى الفني. بشخصية غيث، الشاب السوري الذي يحمل في داخله إحساسًا إنسانيًا نادرًا، يقدّم النهار أداءً متكاملًا يجمع بين العمق العاطفي والقوة التعبيرية، ما يجعله واحدًا من أكثر عناصر العمل تأثيرًا.

حضور طاغٍ وبناء شخصية متقن

منذ ظهوره الأول، استطاع معتصم النهار أن يلفت الأنظار بأداء مفعم بالمشاعر الصادقة، حيث تناغمت لغته الجسدية مع تعابير وجهه ونبرة صوته ليقدّم شخصية غيث بواقعية لافتة. فليس مجرد بطل رومانسي، بل هو شخصية تحمل بُعدًا إنسانيًا قويًا، يتعامل مع الحياة بعفوية وإحساس مرهف، مما جعله نقطة الأمل في حياة البطلة روح، التي وجدت فيه ملاذًا من معاناتها.

تحدٍّ آخر يواجهه النهار في “نفس” هو كيفية نقل الصراعات الداخلية لغيث، فهو ليس مجرد رجل عاشق، بل شخص يواجه رفضًا مجتمعيًا، وعراقيل تضعه أمام معركة حقيقية لإثبات ذاته وحماية مشاعره. هذا التوازن بين القوة والضعف، وبين الثبات والانكسار، هو ما جعل شخصية غيث تحمل طابعًا مميزًا، لا يقتصر على كونه بطلًا تقليديًا، بل إنسانًا يعيش صراعاته بجاذبية تُبقي الجمهور متعلّقًا بتطورات قصته.

تناغم رائع مع فريق العمل

إلى جانب قوة الأداء الفردي، يتميّز معتصم النهار في هذا العمل بتقديم مشاهد تفاعلية مؤثرة، خاصة في مشاهده مع البطلة، حيث ينعكس بينهما تناغم درامي عالٍ، جعل العلاقة بين غيث وروح تبدو واقعية وحقيقية بعيدًا عن الابتذال أو المبالغة. الكيمياء الحاضرة بينهما أضفت على القصة بُعدًا أكثر عمقًا، ما ساهم في تعزيز الأثر العاطفي للمسلسل.

“نفس”: دراما مشوّقة تعزّز مكانة معتصم النهار كنجم أول

يقدّم مسلسل “نفس” تجربة درامية غنية بالأحداث والصراعات، مما جعله واحدًا من أكثر الأعمال الرمضانية جذبًا للأنظار هذا العام. ومع تصاعد التوتر في الحلقات المقبلة، يترقّب الجمهور كيف سيتعامل غيث مع التحديات التي تواجهه، وما إذا كان سيتمكن من تحقيق حلمه العاطفي رغم كل العوائق.

ومع كل حلقة، يرسّخ معتصم النهار مكانته كنجم درامي من الطراز الأول، حيث يواصل تقديم أداء استثنائي يضيف إلى رصيده الفني، ويؤكد أنه لم يعد مجرد وجه وسيم على الشاشة، بل ممثل قادر على تقديم شخصيات معقّدة وعميقة تترك بصمتها في ذاكرة المشاهدين.

View this post on Instagram

A post shared by معتصم (@moatasemalnahar)

View this post on Instagram

A post shared by معتصم (@moatasemalnahar)

View this post on Instagram

A post shared by CAP – Sabbah Brothers (@cedarsart)

View this post on Instagram

A post shared by CAP – Sabbah Brothers (@cedarsart)

main 2025-03-03Bitajarod

مقالات مشابهة

  • الشيباني: يجب تفتيت السلطة المركزية حتى نقطع الطريق على مؤامرة تحاك ضد الوطن
  • ستالين والحرب العالمية الثانية .. قائد غير مجرى التاريخ
  • أول استخدام للطائرات الحربية في التاريخ .. كيف غيّرت المعارك إلى الأبد؟
  • تركيا تقدم درسًا لأوروبا في الاستقلال الدفاعي
  • مرقص في إفطار تكريمي لإعلاميين شاركوا في تغطية العدوان: شجاعتكم وسام على صدر الوطن
  • معتصم النهار في “نفس”: أداء استثنائي يجذب الأنظار
  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • ويستمر العطاء.. إدارة التجنيد والتعبئة تقدم التيسيرات التجنيدية لأبناء الوطن من ذوى الهمم وكبار السن بعدد من المحافظات.. شاهد