إسرائيل وإيران ولعبة القط والفأر….!
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
آخر تحديث: 6 أبريل 2024 - 11:38 صبقلم:عبد الجبار الجبوري هل إقتربت ساعة الحرب العالمية الثالثة،هذا السؤال تردّد كثيراً ومنذ سنوات،ولا إجابة عليه، فالمنطقة العربية غارقة في أزماتها ومشاكلها الداخلية والخارجية، والعالم كله على صفيح ساخن وساخن جداً،فالحرب بين روسيا وأوكرانيا على أشدّها، وحرب غزة في توسع خطيرمن باب المندب، الى خليج عدن ومن العراق وسوريا ،الى مدن إسرائيل ،ساحة حرب واحدة يسمونها(وحدة الساحات)،والعراق بؤرة الحرب مفتاحها ومنطلقها وساحتها،وللإجابة على سؤال هل اقتربت سعة الحرب ، نقول أن الجواب الأكيد نعم اقتربت،وتفجيرات دمشق هي الجواب الحقيقي والحاسم ،على إنتهاء (شهر العسل)، بين الطرفين،وأقصد بهما إسرائيل وإيران، وبدء صفحة أخرى من لعبة القط والفأر،فالطرفان لايريدان التصادم المباشر،وإنما الحرب بالإنابة، فإسرائيل بعد فشلها في القضاء على حماس وجماعتها في حرب غزة ،تبحث عن (ضحية أخرى)، تداري بها فشلها العسكري والإستخباري، فتقصف مدن جنوب لبنان، وتستفز حزب الله، لتوريطه في الدخول بحرب مفتوحة معه، كما ورّطت طهران حماس وجماعتها بحرب مع إسرائيل، ودفعت حماس ثمناً، لايمكن تخيله من الشهداء والمهجرين، ودماركامل المدن الفلسطينية، التي كانت تضاهي مدن فرنسا في التطوروالأناقة،وإسرائيل مدعومة أمريكياً وأوروبياً بشكل كبير جداً،وتقصف في العراق وسوريا ،مواقع ومعسكرات لفصائل ولائية وحزب الله والحرس الثوري،وتغتال قادة عسكريين داخل إيران، دون ردٍّ من إيران كما تعلن في كل مرة وتبلع الطعم ،فيما تقصف أمريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا الحوثيين في الحديدة ومينائها وباب المندب وخليج عدن وغيرها،فإسرائيل متغولة في الشرق الأوسط ، تقصف وتقتل من تشاء،لأنها أمنت العقاب ،بوجود أمريكا خلفها، أما إيران فهي تقاتل بفصائلها في العراق وسوريا ،وبحزب الله والحوثيين في عموم المنطقة، معتمدة على تزويد هؤلاء بالصواريخ والطائرات المسيرة ،والرادارات والسلاح الخفيف والمدفعية، واللوجستيات العسكرية الاخرى،وقد إستنفدت إيران كل أساليبها، في مواجهة أمريكا في العراق وسوريا، دون أن تستطيع تحقيق هدفها وحلمها،في طرد امريكا وجيشها من العراق والمنطقة لتستفرد هي وتحقق مشروع امبراطوريتها وتوسعها القومي والديني،وفشلت في التأثير على اسرائيل والانتصار عليها ،بفصائلها المسلحة وأذرعها في المنطقة،ولم يبق لديها إلاّ النزول بنفسها الى ساحة الحرب،لمواجهة إسرائيل وأمريكا في المنطقة،فكانت تفجيرات دمشق، وإستهداف سفارتها وقنصليتها ،بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال،وسبب لإشعال شرارة الحرب،فقيام المرشد الإيراني الأعلى علي الخامنئي، بإطلاق تصريح ناري، يهددّ إسرائيل (بردٍّ قاسٍ ومزلزل)،هو تصريح غير مسبوق، وهذا مايؤكد أن إيران ستردّ هذه المرة بكل تأكيد،بالرغم من أن المرشد الاعلى ،أردف في تصريحه (أن إيران لاتريد الحرب مع أمريكا)، عكس تصريحاتها السابقة باغتيال العالم النووي زادة وسليماني، وأخيراً قادة الحرس الثوري في قنصليتها بدمشق محمد زاهدي وجماعته،ولكن كيف سيكون الّردّ الإيراني، هذا هو السؤال الذي يقلق المنطقة كلها، هل ستطلق العنان لفصائلها، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان بالردّ، وتكتفي بردهم بالصواريخ والمسيرات كبديل عن ردّها، ام يكون الرّد الإيراني مباشراً ،وتكون هناك حرب غير تقليدية، أي ليست بالصواريخ الباليستية والمسيرات فقط،وهذا الأمر لايمكن لأحد التكهّن به، فإيران تمتلك السلاح النووي والكيماوي، والبايولجي والجرثومي المحرّم دولياً، وتستطيع إستخدامه متى شاءت، لاسيما وهي على خلاف شديد مع وكالة الطاقة الذرية الدولية، ومطرودة الوكالة من الدخول الى إيران ومفاعلات ايران النووية العسكرية،وجيشها وحرسها الثوري متواجد ،وجاهز كل الجهوزية في الخليج العربي، وباب المندب ومضيق هرمز، وله اليدّ الطولى في المضائق والبحارفي عموم المنطقة، خاصة وأن إيران تمتلك الأسطول البحري الأقوى في المنطقة،بقيادة حرسها الثوري، وهي من يسيطر على كل المضائق والخلجان عسكرياً وبحرياً،إذن شكل الحرب لايمكن تخيله، خاصة والأساطيل والفرقاطات وحاملات الطائرات الامريكية والبريطانية والفرنسية والالمانية وغيرها، من التحالف الامريكي العسكري،تحتشد في المتوسط والخليج العربي وباب المندب، وهرمز والسواحل البحرية والمحيطات ، وتتأهب لاي طاريء ،وقد جهزت كل شيء لحرب طويلة ومتوحة مع إيران وفصائلها،إذن نحن امام مرحلة مابعد تفجيرات دمشق، لاتشبه أبداً مرحلة ماقبلها،فماهو السيناريو الاقرب للحرب،الذي تعتمد عليه إدارة الرئيس بايدن ، ولم تطلع أحد عليه سوى غرف البنتاغون والسي آي أي،وهو القصف التدميري للمفاعلات النووية الايرانية ،وتدميرسيبراني لمعسكرات الحرس الثوري، ومقرات الفصائل بعد القيام بإغتيالات لزعماء كبار في الفصائل في العراق واليمن ولبنان ،وتكثيف الطيران الحربي بحاملات الطائرات إيزنهاور والفرقاطات البريطانية والفرنسية على مواقع ذات الحساسية العسكرية العالية داخل الاراضي الايرانية،فنعتقد ان السيناريو الامريكي والاسرائيلي هو اولاً قصقصة أجنحة الفصائل في اليمن وسوريا والعراق ،ومن ثم الإنتقال الى العمق الايراني،إذا بدأت طهران الحرب أولاً على القواعد الامريكية في العراق وسوريا وباشرت هي في اعلان الحرب ، كما تزعم وتهدد هي وفصائلها في أخذ ثأر (قادتها )، الذي اغتالتهم امريكا واسرائيل في العراق وسوريا،ونعتقد ايضاً أن ايران جادة رغم تخوفها من توسعة الحرب،في تنفيذ تهديداتها القديمة والجديدة،معتمدة أولاً على أذرعها الولائية المسلحة (كما دعتهم اليوم على لسان وزير دفاعها)،وهم رهن إشارتها،كما أعلنت بعض الفصائل العراقية، كالنجباء وكتائب حزب الله العراقي،إذن مشهد الحرب يقترب من الإنطلاق،في أية لحظة، نحو أهداف إسرائيلية وأمريكية بالغة الأهمية والدقة،فنتائج الحرب كما تعلمناها في الجيش، بحرب الثمان سنوات،هي لمن يبدأ الضربة الاولى، ويأخذ زمام المبادرة،ويشتّت جهد عدوه ،ويؤثر على معنويات جنده العسكرية،فالجميع الآن لديه جاهزية قصوى،لإستقبال الضربة الأولى سواء كانت إسرائيل أو أمريكا أو طهران وأذرعها كلها،الجميع ينتظر الإشارة،والجميع متخوّف منها ولايريدها،لآنها إذا اشتعلت فلن يستطع أحد إيقافها، قبل أن يدفع ثمنها الجميع ، وأولها العراق وسوريا ولبنان، بوصفها ساحات حرب ،إذن لعبة القط والفأر بين إسرائيل وحلفائها، وإيران وحلفائها وأذرعها، في أوج الإستحضارات العسكرية ،والصاروخية والطائرات المسيرة، التي تعتقد ستتعدى إستخدامها في المعركة، فإذا ما أندلعت حرب عالمية ثالثة،ستدخل جميع أنواع الاسلحة والطائرات والصواريخ والجيوش ،والفرقاطات وحاملات الطائرات والتوماهوك في المعركة، ولن تكون حرباً تقليدية ، كما يعتقد البعض، كالتي حصلت في حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران، وإنمّا ستشهد إستخدام حتى الأسلحة المحرّمة دولياً عند الضرورة ، كما إستخدمتها إدارة المجرم بوش في حربها على العراق،ولكن مانعتقده أن إيران عاجزة عن المواجهة، وستنفذ ضربات محدودة ، للثأر من عملية إغتيال سليماني وقادة الحرس، في قنصليتها بدمشق، بل ستعتمد على فصائلها الولائية في العراق ،وأذرعها في لبنان واليمن وسوريا ،لن تكون هناك عمليات عسكرية على الارض، بين إسرائيل وإيران،بل ستقوم طهران كأقصى حد لعملياتها ( في البحر، عن طريق الاسطول البحري للحرس الثوري)، وفي إطلاق الصواريخ الباليستية على مدن اسرائيل ،وقواعد وسفارة أمريكا في بغداد وأربيل والأنبار، وهكذا ستنفذ تهديدها مع أمريكا وإسرائيل،بلعبة القط والفأر،دون أن تدخل في مواجهة عسكرية برية، قد تدفع ثمنها إسقاط نظامها في طهران.
، تماما كما حصل مع العراق…!!!!!
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق وسوریا القط والفأر أن إیران
إقرأ أيضاً:
الاستهداف في أي لحظة.. خبير عراقي: الكيان لا يمكنه ضرب العراق دون ضوء أمريكي
بغداد اليوم - بغداد
اكد الخبير في الشؤون الأمنية احمد التميمي، اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني 2024)، أن الكيان الصهيوني لا يمكنه ضرب العمق العراقي دون ضوء اخضر امريكي.
وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "تسريبات الاعلام الغربي والصهيوني عن توجيه بوصلة عمليات الاستهداف الى فصائل المقاومة في العراق ما هي الا رسائل لما يعد له الكيان"، مؤكدا بان "الاستهداف قد يأتي في اي لحظة ولكن واشنطن تدرك حساسية هكذا خيارات على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة".
وأضاف، أنه "لا يمكن لتل ابيب ضرب العمق العراقي دون ضوء اخضر امريكي وبيان ماهي ردود الأفعال خاصة في ظل وجود قواعد عسكرية ومصالح اقتصادية وشركات بالإضافة الى ان الاتفاقية الاستراتيجية تحتم على واشنطن دعم بغداد في مواجهة أي عدوان خارجي وبالتالي فأن اي موقف داعم للكيان ضد العراق سيكون له ثمن".
وأشار التميمي الى، أن "اجتماع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الأمني يوم امس يدلل على قلق حكومي من تعرض بغداد الى عمليات استهداف مباشرة تدفع الى المزيد من التوتر وقد تقود الى ردود أفعال تزيد من الصراع في الشرق الأوسط، لافتا الى أن شرارة الحرب لن تنتهِ في المنطقة ما دامت ماكنة الموت مستمرة في قتل الأبرياء في فلسطين ولبنان وواشنطن تدرك الامر جيدا".
وبين الخبير الأمني، أن "أي عمليات استهداف قد تحصل ربما تنحصر في اغتيالات ولن تمس الأهداف الاقتصادية المهمة لان اي توجه بهذا المسار سيعني انفجار كبير، مؤكدا" ان أمريكا هي المعنية الآن بمنع الصراع من الانتقال الى مستوى مختلف اذا ما اعطت للكيان الصهيوني باستهداف العراق لان قواعدها ستؤمن تحليق الطائرات وتقديم كل المعطيات الفنية كما حدث في استهداف طهران قبل أسابيع اي ستكون شريكة في العدوان.
وردّ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم أمس الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024)، على تقديم إسرائيل رسالةً إلى مجلس الأمن الدولي لوضع إجراءات فورية للهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة، بالقول إن ذلك يمثل "ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق"، وفيما أكد رفض "هذه التهديدات والدخول في الحرب"، شدد على أن "قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية".
وقال السوداني في إطار ترؤسه الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، إن "الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني الى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة".
وشدد على أن "العراق يرفض هذه التهديدات، وأن قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق"، لافتاً إلى "رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني.