السودان – حذّرت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) من تفتت كيان الدولة السودانية وانقسامها وتلاشيها كليا في حال استمرت الحرب في البلاد، وأعلنت عن طرح رؤية لإنهاء هذه الحرب.

جاء ذلك في بيان ختامي صدر امس الجمعة عن التنسيقية التي يقودها رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، إثر اجتماعات لهيئتها القيادية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وقال البيان “تفصلنا أيام معدودة على إكمال حرب 15 أبريل عامها الأول، وهي حرب لم ولن تجلب لبلادنا سوى الخراب والانقسام والدمار”.

وذكر أن الحرب أدت لمقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، وشردت الملايين منهم، ودمّرت البنية التحتية والقدرات العسكرية، ومزقت النسيج الاجتماعي.

وأضاف البيان “ها هو شبح المجاعة الآن يطل برأسه مهددا ملايين السودانيين جوعًا”.

وحذر البيان، من أن كل يوم يمر تقترب فيه البلاد من نقطة اللاعودة، فتكاثر المليشيات وانتشار السلاح والانقسامات الاجتماعية الحادة والتدخلات الخارجية السالبة، ستفتت كيان الدولة وتخلق انهيارا وتلاشيا كليا للسودان.

وخلص اجتماع التنسيقية إلى قرارات وتوصيات تتضمن رؤيتها لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية.

وذكر البيان أن من بين التوصيات الضغط على الأطراف المتحاربة لتأمين وفتح المسارات (الطرق) لتوصيل المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للعاملين في مجال العون الإنساني.

وأكد البيان دعم كل الجهود الحثيثة الساعية للوصول إلى وقف العدائيات، على أن يعقبه وقف شامل لإطلاق النار يقود إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام، بالتزامن مع البدء في عملية سياسية تفضي إلى حل سياسي شامل.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت حوالي 13 ألفا و900 قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

وتأتي رؤية “تقدم” لحل الأزمة السودانية بالتزامن مع إعلان النيابة السودانية تدوين بلاغات ضد 17 من قادة التنسيقية وعلى رأسهم عبد الله حمدوك.

والأربعاء، ذكرت وسائل إعلام محلية أن النيابة العامة رفعت دعاوى في مواجهة قادة “تقدم”، تضمنت إثارة الحرب ضد الدولة وتقويض النظام الدستوري، وهي دعاوى تصل العقوبة فيها إلى الإعدام.

وتضم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) أحزابًا ومنظمات مدنية، تكونت بعد اندلاع الحرب.

وفي 2 يناير/كانون الثاني الماضي، وقّعت التنسيقية مع قوات الدعم السريع على إعلان سياسي مشترك يتضمن تفاهمات، بينها تشكيل لجنة مشتركة لإنهاء الحرب.

وفي الـ8 من الشهر ذاته، قالت التنسيقية إنها خاطبت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لعقد لقاء مباشر من أجل التفاوض، بحضور دولي.

المصدر : وكالة الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

هل انهارت خطة واشنطن لإنهاء حرب غزة؟

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن محادثات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس انهارت تقريبًا، في وقت تتصاعد الهجمات التي يشنها «حزب الله» اللبناني عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ما أثار مخاوف أمريكية من نشوب صراع شامل.وأفادت الصحيفة في تقرير لها، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والبيت الأبيض يتبادلان الاتهامات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة أبطأت عمليات تسليم الأسلحة إلى تل أبيب. وقد أعلن بنيامين نتنياهو، أمس (الأحد)، أنه يعارض إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.

ولفتت إلى أن هذه التوترات تسلط الضوء على التحدي الذي يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي يتمثل في تحقيق انتصار على صعيد السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر نوفمبر القادم. وهذا الانتصار يقتضي تفاهمًا سياسيًا بين الأطراف المتحاربة، التي تعمل وفق إطار زمني مختلف للغاية.
ووفقًا للصحيفة، لم يبد زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار اهتمامًا كبيرًا بالتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار، فأدت معارضة نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية إلى تهميش إستراتيجية إدارة بايدن الأوسع نطاقًا للمنطقة، وتشمل تحقيق الاستقرار في غزة في فترة ما بعد الحرب.

وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإن بايدن حاول تحقيق التوازن بين تزويد إسرائيل بالأسلحة، وانتقاد العملية العسكرية التي أودت بحياة نحو 38 ألف فلسطيني في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وذكرت أن حدة الخلاف مع نتنياهو انتقلت إلى العلن، عندما نشر رئيس الوزراء مقطع فيديو تحدث فيه باللغة الإنجليزية وزعم أن الولايات المتحدة تحجب الأسلحة عن إسرائيل.

واستمر نتنياهو في الشكوى في مقابلة نشرها موقع «Punchbowl News»، (الجمعة)، إذ قال: «كان هناك تباطؤ كبير في توفير الذخيرة والأسلحة المهمة».

ورأى مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، أن تصريحات نتنياهو تبدو مدفوعة بـ«حسابات سياسية» إسرائيلية، وأصروا على أن الإدارة الأمريكية لم تؤخر أي شحنات أسلحة، باستثناء شحنة قنابل تزن 2،000 رطل، والتي قال البيت الأبيض إنها قيد المراجعة بسبب مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين في غزة. واعتبر دبلوماسي إسرائيلي سابق أن سلوك رئيس الوزراء يُعد جزءًا من نمط يعتمد على إثارة الخلافات والصدامات مع الإدارة الأمريكية، ليظهر أنه يقف في وجه الولايات المتحدة، مضيفًا: «هذا الأمر مفتعل بنسبة 100%».

مقالات مشابهة

  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه
  • ثقافة الإسكندرية تقدم "شمس في مدينة الظل" بمسرح كامل العدد
  • السودان: إنقاذ ما لم يمكن إنقاذه
  • شاهد بالفيديو.. العرافة ليلى عبد اللطيف تعود بتنبؤات جديدة عن السودان: (جيش البرهان ستكون له الكلمة الأخيرة في الحرب وحكومة مدنية ستحكم البلاد وسينعم السودان بالأمن بفضل هاتين الدولتين)
  • هل انهارت خطة واشنطن لإنهاء حرب غزة؟
  • القوى المضادة للثورة السودانية والذين يقفزون على حبال فرلمتها
  • ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟
  • المجلس الأوروبي يفرض عقوبات على 6 أفراد في الجيش السوداني والدعم السريع
  • وثائق سرية تكشف عن تجنيد الإمارات لمرتزقة يمنيين لمساندة قوات الدعم السريع في السودان
  • فرقة المركز الثقافي بطنطا تقدم "يا عزيز عيني" بمهرجان فرق الأقاليم