4 تعليقات قد تدمر علاقة أطفالك بالطعام
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
معظم الآباء -خاصة من جيل الألفية الذين تلقوا أفكار التسعينيات الغذائية ولا تزال تطاردهم عبارات مثل "أكمل صحنك إذا كنت تريد الحلوى"- ربما لا يدركون خطورة بعض التعليقات التي قد تكون ضارة نفسيا بأطفالهم.
ولأن علاقة الأطفال بالطعام تبدأ من المنزل يوصي الخبراء الآباء عند تربية أطفالهم في هذا العصر بأن يساعدوهم على اتخاذ خيارات غذائية صحية، ولكن من دون توريثهم نفس العُقَد التي ربما يكونون عانوا منها في صغرهم وبقيت معهم حتى مرحلة البلوغ.
ويكون ذلك من خلال "البدء بمعرفة كيفية تقديم الطعام للأطفال، وما لا يجب قوله لهم عند الحديث عن الأكل أو صورة الجسم في المنزل، وما يجب قوله بدلا من ذلك"، وفقا للدكتورة راكيل كاتانجيان أيالا مديرة أحد مراكز علاج اضطرابات الأكل الكندية لصحيفة "هاف بوست" الأميركية.
هذه أخطر 4 تعليقات حذر منها الخبراء: هذا الطعام سيئ جدا بالنسبة لكأشارت أبحاث أجريت عام 2014 إلى "ميل الآباء للضغط على الأطفال لدفعهم إلى تناول أو عدم تناول أطعمة معينة"، لهذا تنصح إيريكا ميلر الطبيبة النفسية المعتمدة في نيويورك بتجنب إصدار الأحكام على طعام الأطفال من خلال وصفه بأنه "جيد" أو "سيئ"، موضحة أن الأطفال الصغار يعيشون في عالم مثالي، ولا يستطيعون استيعاب أن هناك شيئا يجب أن يكون محظورا.
وبدلا من تصنيف الأطعمة بأنها "جيدة" أو "سيئة" توصي ميلر بمحاولة تجنب إصدار الأحكام، والتركيز على القيمة التي يقدمها كل عنصر من الطعام، كالنظر إلى الكربوهيدرات من زاوية أنها تمنح الجسم الطاقة وإلى الدهون على أنها لمساعدة الجسم على امتصاص فيتامينات معينة، وهكذا.
وهو ما تؤكده كاتانجيان أيالا بقولها "إن فهم القيمة الغذائية يساعد على البدء في تغيير أسلوب الحديث مع الأطفال"، فسواء كان الأمر يتعلق بالكربوهيدرات أو الدهون مقابل الفاكهة أو الخضار فإنها مجتمعة توفر لنا التغذية الكافية في نهاية اليوم.
ورغم توصل مراجعات نشرت عام 2020 إلى أن تقييد تناول الطعام قد يزيد إصابة الأطفال باضطراب الأكل وزيادة الوزن فإن اختصاصية التغذية المعتمدة جينيفر أندرسون تقول "إذا كان طفلك لديه ميل لتناول الحلويات مثلا فلا بأس من إخباره أنه سوف يتناولها في يوم آخر، لإعطاء الفرصة لإشارات الجوع لدفعه إلى تناول طعامه حتى يشبع".
لقد أصبح بطنك كبيرا من أكل الحلوىوتقول الدكتورة كاتانجيان "قبل أن تتحدث بشكل سلبي عن صورة جسمك أو جسم طفلك -خاصة في ما يتعلق بالطعام- من المهم أن تأخذ في الاعتبار تأثير ذلك سلبا عليه، خصوصا عندما يصل إلى مرحلة البلوغ ويتغير جسمه".
ليس هذا فحسب، بل وتنصح قائلة "إذا أدلى بالغون آخرون في عالم طفلك بمثل هذه التعليقات بشأن صورة الجسم أو تقييد الطعام فلا بد أن تتدخل وتضع حدا لذلك".
بدورها، تضعنا جينيفر أندرسون أمام "أصل المشكلة"، وهو التحيز الداخلي الكامن تجاه الوزن "وكل ما ينتج عنه من دراما بشأن صورة الجسم".
وقد كشف تحليل أجراه باحثون في جامعة ييل عام 2018 أن "الآباء المصابين باضطراب الأكل النفسي يُظهرون مخاوف أكبر بشأن وزن أطفالهم ومراقبة أكثر لطريقة تغذيتهم"، لهذا تقول أندرسون "كلما زاد ميل الطفل إلى التفكير في الوزن والاعتقاد بأن النحافة أفضل أصبح تناول الطعام بالنسبة له أشبه بحالة دراماتيكية".
ولمعالجة هذا الأمر توصي أندرسون بالتحدث إلى أفراد الأسرة، وتوضيح أن التعليق على صورة جسم الطفل غير مرحب به، ومواجهة أي تعليقات سلبية بالقول مثلا إن "جميع الأجسام لها أشكال وأحجام مختلفة، وأنت شخص جيد بغض النظر عن حجم جسمك".
سأعطيك الكعك إذا أكلت البروكليتحذر أندرسون من استخدام الطعام كرشوة لأي شيء، وتفند مساومة البروكلي والكعك، قائلة "كأننا نقول للطفل إن البروكلي سيئ جدا لدرجة أننا سنعطيك مكافأة لتتناوله".
إنها نفس فكرة "لو أنهيت طبقك فستأخذ الحلوى"، وغيرها من الأفكار التي نشأت من رغبة الآباء في أن يلتهم الطفل ما يقدم له من قطع الدجاج إلى الخضار، دون إدراك أن الضغط عليه للقيام بذلك مع وعده بمكافأة حلوة ليس هو الحل، لأنه يجعل الطفل يقلل الرغبة الأصلية في تناول الطعام ويزيد رغبته في تناول الحلوى.
وبدلا من ذلك تنصح أندرسون "بتشجيع الأطفال على الاستماع إلى إشارات الشبع لديهم قبل التفكير في تقديم الحلوى مع وجبتهم"، وتوضح أن هذه الطريقة "تساعد على استبعاد الشعور بالحرمان من الحلوى وتجعلها أقل إغراء ومكافأة".
لا يمكنك تناول أي شيء الآن فقد اقترب موعد العشاءتوضح إيريكا ميلر أنه "ليس من الواقعي أن ننتظر من الطفل أن يلتزم بتناول 3 وجبات في اليوم مثل الكبار"، حيث يحرق الأطفال -خاصة من هم أقل من 5 سنوات- سعرات حرارية بشكل أسرع من البالغين ويحتاجون إلى التزود بالطاقة.
ولأنه قد يكون من الصعب عليهم تناول وجبة قريبة جدا من موعد نومهم تقترح ميلر إعطاءهم وجبة خفيفة في فترة ما بعد الظهر أو تقديم موعد العشاء ليتناسب معهم.
نصائح للآباءكاثرين بي بيبر أستاذة مساعدة في طب الأطفال بجامعة ميسوري ومديرة أحد مراكز اضطرابات الأكل تقدم للآباء بعض النصائح لمساعدة الأطفال على اتباع أنماط حياة صحية، مثل:
إبقاء التواصل مفتوحا، وذلك من خلال تشجيع مناقشة الصحة الجيدة وعادات الأكل وصورة الجسم بطريقة إيجابية وغير متسلطة. تجنب ثقافة النظام الغذائي الصارم، والتوقف عن إجبار الأطفال على تناول كل ما في أطباقهم أو الحد من طعامهم، والتركيز على التأكد من أن الطفل قد شبع أم لا يزال جائعا. تجنب تصنيف الأطعمة بأنها "جيدة" أو "سيئة" بما في ذلك الحلويات، ويمكن بدلا من ذلك تضمين جميع الأطعمة في نظام غذائي صحي ومتوازن تتناوله العائلة معا. تشجيع احترام الذات الإيجابي وصورة الجسم الصحية، وذلك بتجنب انتقاد جسم الطفل، والبحث عن صفات أخرى فيه للحديث عنها، مثل ذكائه أو تفوقه أو لطفه، أو أي سمة أخرى غير مظهره للمساعدة في تعزيز احترامه لذاته.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات صورة الجسم
إقرأ أيضاً:
لماذا يجب أن تبدأ إفطارك بالتمر والماء؟
قد تميل إلى تناول وجبة إفطارك الرئيسية فور سماع أذان المغرب، لكنك قد تشعر بعده بالثقل والتعب والخمول، وربما سمعت من الآخرين أنهم يشعرون بالإرهاق بعد الإفطار أكثر مما كانوا عليه خلال الصيام، يعود ذلك غالبًا إلى عدم اتباع الطريقة الصحيحة في تناول الإفطار. تابع القراءة لاكتشاف الأسلوب الأمثل للإفطار في رمضان، ولماذا يُفضَّل أن تبدأ وجبتك بالتمر والماء؟
أسرار التمر والماءيعتقد بعض المؤرخين أن التمور من أقدم الفواكه المزروعة في التاريخ، وقد أوضح خبراء التغذية أن كسر الصيام بالتمر والماء هو الخيار الأمثل صحيًا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قطة تخطف الأضواء في صلاة التراويح بالجزائر وتعيد ذكريات رمضان قبل الماضيlist 2 of 2الإفطار بالماء.. رمضان يحل على اليمنيين وسط أزمات غير مسبوقةend of listيعود ذلك إلى كون التمر مصدرًا فريدا للسكر، مما يجعله وسيلة فعالة وسريعة لتعويض الطاقة التي يفقدها الجسم خلال ساعات الصيام الطويلة. لا حاجة لتناول كميات كبيرة، فتمرة واحدة أو اثنتان تكفيان لتحقيق الفائدة المرجوة.
توفّر حبتان من التمر المجفف:
1 غرام من البروتين 3 غرامات من الألياف 27 غرامًا من السكر 31 غراما من الكربوهيدراتكما يُعد التمر المجفف مصدرا غنيا بالعديد من المعادن والعناصر الغذائية الأساسية، مثل المغنيسيوم والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم.
يعد التمر مصدرا غنيا بالحديد، وهو عنصر أساسي، خاصة لمن يعانون من نقصه، إذ قد يؤدي انخفاض مستوياته في الجسم إلى الشعور المستمر بالإرهاق. وبفضل ما يحتويه التمر من الحديد والكربوهيدرات، فإنه يوفر طاقة سريعة للجسم، مما يساعد على تقليل الشعور بالتعب والخمول بعد الإفطار.
إعلانالتمور المجففة غنية أيضًا بالبوليفينول، وهي مجموعة من المركبات الكيميائية التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، والتي تتمتع بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، بدءًا من تحسين عملية الهضم، ومرورًا بإدارة مرض السكري ووصولًا إلى الوقاية من الإصابة بمرض السرطان.
بشكل عام، تحمي مضادات الأكسدة خلايا الجسم من الضرر الذي قد تسببه الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة قد تسبب تفاعلات ضارة في الجسم وتؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض. صحيح أن العديد من الفواكه المجففة تحتوي على نسبة عالية من البوليفينول، لكن التمور المجففة هي المصدر الأكثر ثراءً بهذه المركبات.
يُعد التمر مصدرًا جيدا للألياف التي تلعب دورًا مهما بعد فترة الصيام الطويلة. تساعد الألياف في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، حيث تساهم في الوقاية من الإمساك الذي قد يحدث نتيجة الامتناع عن الطعام لساعات طويلة. كما أنها تدعم انتظام حركة الأمعاء من خلال تحسين تكوين البراز.
إلى جانب ذلك، تسهم الألياف الموجودة في التمر في تنظيم مستويات السكر في الدم، إذ تعمل على إبطاء عملية الهضم، مما يقلل من خطر ارتفاع السكر بشكل مفاجئ بعد تناول وجبة الإفطار. وهذا يجعل التمر خيارًا مثاليا لتحقيق توازن صحي بعد يوم من الصيام.
أما الماء فيلعب دورا أساسيا في ترطيب الجسم بعد ساعات طويلة من الصيام، حيث يساعد في استعادة توازن السوائل وتعويض ما فقده الجسم خلال اليوم. كما أنه يحافظ على توازن الإلكتروليتات، وهي المعادن والأملاح ذات الشحنة الكهربائية التي تلعب دورًا مهمًا في دعم وظائف الجسم الحيوية.
إلى جانب ذلك، يُعد الماء عنصرًا ضروريا لحدوث التفاعلات الكيميائية داخل الجسم، كما يسهم في امتصاص العناصر الغذائية والوقاية من الإمساك.
إعلانرغم إمكانية الحصول على السوائل من العصائر والحساء وحتى الفواكه والخضروات، فإن الماء يتميز بكونه الخيار الأمثل نظرًا لعدم احتوائه على سعرات حرارية، مما يجعله الأفضل لتعويض السوائل المفقودة أثناء الصيام.
وعند الإفطار، يُفضل شرب الماء الفاتر بدلًا من الماء البارد، إذ يساعد ذلك في تحسين عملية الهضم وتعزيز امتصاص العناصر الغذائية بفعالية أكبر.
تقول نظيمة قريشي، أخصائية التغذية المسجلة في تورنتو والمؤلفة المشاركة لكتاب "دليل رمضان الصحي"، إن الخطأ الصحي الذي يرتكبه كثير من الناس خلال شهر رمضان هو عدم شرب كمية كافية من الماء، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث مشكلات في الجهاز الهضمي والمعاناة من الجفاف والشعور بالتعب، الذي قد يشمل الدوار والصداع والخمول.
تؤكد الدكتورة لمى نزال، أخصائية أمراض الكلى وأستاذة مشاركة في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، أن عدم شرب كمية كافية من الماء يمكن أن يؤدي مع مرور الوقت إلى تراجع وظائف الكلى. لذا تنصح بالبدء في شرب الماء فور الإفطار، والاستمرار في ترطيب الجسم بشكل منتظم حتى وقت السحور لضمان الحفاظ على صحة الكلى وتجنب الجفاف.
من جهة أخرى، قد يؤدي كسر الصيام بتناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات إلى صعوبة في هضمها، مما يسبب الشعور بالانتفاخ والثقل والخمول وعدم الارتياح.
بعد الإفطار على التمر والماء، يُفضل تجنب التسرع في تناول الوجبة الرئيسية. خذ بضع دقائق لأداء الصلاة، ثم ابدأ وجبتك بالحساء، حيث يساعد على تهيئة المعدة للطعام ويمنح شعورًا بالشبع، مما يقلل من تناول كميات زائدة من الطعام. أثناء تناول وجبتك، احرص على الأكل ببطء والمضغ الجيد لتعزيز الهضم وتجنب أي اضطرابات معوية.
إعلانلضمان توازن غذائي صحي، يجب أن تتضمن وجبة الإفطار الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة، والخضروات الغنية بالألياف، ومصادر البروتين مثل اللحوم أو الأسماك، بالإضافة إلى الدهون الصحية. يساهم هذا التنوع في تزويد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة بعد ساعات طويلة من الصيام، مما يعزز النشاط ويحافظ على صحة الجسم.
لضمان توازن وجبتك الغذائية واحتوائها على العناصر الأساسية، يمكنك تقسيم طبقك إلى نصفين. اجعل النصف الأول مخصصًا للخضروات غير النشوية أو السلطة، حيث توفر الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم. ثم خصص ربع الطبق لمصادر الكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف مثل الكينوا أو البطاطس.
يمكنك أيضًا اختيار الأرز أو المعكرونة، ويفضل استخدام الأرز البني نظرًا لاحتوائه على نسبة أعلى من الألياف مقارنة بالأرز الأبيض. أما الربع الأخير من الطبق، فاجعله مخصصًا للبروتين، مثل الدجاج ولحم البقر أو الأسماك، لضمان حصول جسمك على ما يحتاجه من الأحماض الأمينية الضرورية.
بالإضافة إلى ذلك، حاول الحد من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والمشروبات المحلاة. وخلال شهر رمضان، نظرًا لقصر الفترة المتاحة لتناول الطعام، احرص على تزويد جسمك بجميع العناصر الغذائية الأساسية والسوائل الكافية للحفاظ على صحتك ونشاطك طوال اليوم.