تجاذب عوني-قواتي بشأنها.. هل تقع لقاءات بكركي في فخّ المزايدات؟!
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
صحيح أنّ الحوار المسيحي حول "وثيقة بكركي" اقتصر حتى الآن على لقاءٍ بدا "يتيمًا"، وقاطعه تيار "المردة"، لكنّ أيّ إعلان عن توقّفه أو تجميده لم يحصل، بل إنّ ما يتمّ تداوله هو أنّ لقاءات جديدة ستُجدوَل بعد الأعياد لاستكمال البحث ببنود الوثيقة التي سُرّبت مسودّتها، وأنّ ما يؤخّر انعقادها لم تكن سوى "إجازة الأعياد"، ولا سيما عطلة عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي.
لكنّ هذه "الفرصة" التي منحتها عطلة الأعياد للحوار المسيحي لم تَبدُ في صالحه، بل على العكس من ذلك، فتحت الباب أمام "تجاذب متجدّد" بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، حول جوهر الحوار القائم، بدأه رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، بترجيحه أن تكون لقاءات بكركي مجرّد "طبخة بحص"، مشيرًا إلى أنّه لا يستشرف أيّ "جدوى" منها، بل واضعًا مشاركته فيها في خانة "من أجل الكنيسة".
سرعان ما ردّ "التيار" على جعجع، ولو من دون تسميته، وذلك في البيان الذي أصدره بعد الاجتماع الدوري لتكتل "لبنان القوي"، حيث لم يكرّر تأييده للحوار المسيحي فحسب، بل استهجن أيضًا الكلام الذي يشكّك بجدوى الحوار، "لما فيه من إساءة للبطريركية المارونية، وللأفرقاء المشاركين، وللقضايا الوجودية"، وفق تعبيره، فهل سقطت لقاءات بكركي عمليًا في فخّ "المزايدات" بشكل أو بآخر، وهو ما يُخشى أن يؤدّي إلى إجهاضها مرّة أخرى؟!
"التيار" على انفتاحه؟!
بالنسبة إلى "التيار الوطني الحر"، فإنّ الحوار المسيحي لم ينتهِ، بل لا يمكن أن ينتهي، لأنّه أكثر من حاجة وضرورة في ظلّ الظروف الحاليّة، خصوصًا على مستوى الدور المسيحي والشراكة في الدولة، وهي الأمور التي ركّز عليها البطريرك الماروني بشارة الراعي أساسًا في عظة عيد الفصح، والتي يفترض أن تعني جميع القوى المسيحية والوطنية، ولا سيما أنّ البلد يقوم على أساس هذه الشراكة، التي لا يجوز التغاضي عنها بأيّ حال من الأحوال.
تؤكد أوساط "التيار" أنّ الأخير يريد أن ينجح هذا الحوار، وهو يسعى لذلك، وبالتالي فلا يمكنه التفريط به، ولا التشكيك بجدواه، علمًا أنّ مطلب "التيار" الذي طرحه الوزير السابق جبران باسيل كان الذهاب إلى حوار على أعلى المستويات، بين الأقطاب أنفسهم، لمناقشة مختلف القضايا الوجوديّة والإشكالية، إلا أنّ الحوار القائم حاليًا يبقى "أفضل الممكن" في الوقت الحاليّ، وبالنظر إلى تحفّظات واعتراضات بعض القوى.
ومن هنا، تشدّد أوساط "التيار" على أنّ أيّ مواقف رافضة للحوار، أو مشكّكة بجدواه، تشكّل "إساءة" للبطريركية المارونية، بل للقضايا الوجودية المطروحة على جدول أعمال الحوار، مشيرة إلى أنّها تستغرب موقف رئيس حزب "القوات" في هذا الصدد، ولا سيما أنّ الأخير يطرح نفسه "حاميًا للمسيحيّين"، وهو ما لا يعكسه موقفه الأخير، كما أداؤه في ملف الانتخابات الرئاسية، وهو الرافض لأيّ تفاهم يفضي إلى انتخاب رئيس.
"القوات": المشكلة في باسيل!
في المقابل، يرفض المحسوبون على "القوات" التعليق على كلام أوساط "التيار"، المتناغم مع ما جاء في بيان اجتماع تكتل "لبنان القوي"، والذي يضعه هؤلاء في خانة "المزايدات المسيحية" التي يحاول الوزير السابق جبران باسيل أن "يقرع بابها"، لعلّها تنجح في منحه بعضًا من الحيثية والهيبة التي فقدها في الآونة الأخيرة، مشدّدين على أنّ "القوات" ليست من غلّبت مصالحها الشخصية على قضايا المسيحيين، حتى تكون "المتهَمة" بالإساءة لهم.
يشير المؤيدون لوجهة نظر "القوات" إلى أنّ رئيس الحزب لم يقل إنّه لا يؤمن بالحوار المسيحي أو يرفضه، ولكنّ كلّ ما قاله إنّه يشكّك بجدواه، وذلك لأنّه يعتبر أنّ المشكلة تكمن في باسيل تحديدًا، وذلك استنادًا إلى التجربة "المُرّة" معه منذ أيام تفاهم معراب الذي ضربه بعرض الحائط، وصولاً إلى "التقاطع" الذي حصل أخيرًا على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، والذي لا يتوانى باسيل عن إظهار استعداده "للانقلاب عليه" في أيّ لحظة.
يقول هؤلاء إنّ الجلسة الأولى التي عقدت في بكركي تحت عنوان "الحوار المسيحي" أظهرت بوضوح أنّ شيئًا في الأداء لم يتغيّر، وهو ما تجلّى في النقاش حول سلاح "حزب الله"، وهو الأمر الذي أكّد المؤكّد، أنّ "انعطافة" باسيل لم تكن سوى رفضًا لترشيح الحزب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وأنّه لن يتردّد في العودة إلى "أحضان الحزب"، بمجرّد تخلي الأخير عن فرنجية، الأمر الذي يفرغ الحوار أساسًا من مضمونه، برأي هؤلاء.
بمعزل عن استمرار لقاءات بكركي أو لا، فإنّ الثابت وفق العارفين أنّ صراع "القوات" و"التيار" يشكّل في مكانٍ ما، أحد أوجه "الأزمة" التي يواجهها المسيحيون. فإذا كان خلافهما "أمرًا ديمقراطيًا"، قد يمثّل "نعمة" لا "نقمة" في السياق العام، فإن المشكلة الجوهرية تبقى في عدم قدرتهما على تجاوز الخلافات من أجل ما توصف بالقضايا الوجودية، ولو طال أمد الفراغ الرئاسي مثلاً لأشهر، بل لسنوات طويلة! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحوار المسیحی
إقرأ أيضاً:
سلسلة لقاءات في قصر بعبدا... عون: رئيس الجمهورية هو الحكم
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الثامنة صباح اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وعرض معه للأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة في الجنوب في ضوء الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من قرى وبلدات محتلة في الجنوب"، كما تناول البحث شؤونا وزارية وإدارية تتعلق بتصريف الأعمال.
الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات دبلوماسية واقتصادية وقضائية. وفي هذا السياق، تلقى الرئيس عون رسالة خطية من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقلها اليه القائم بأعمال سفارة دولة الامارات في لبنان فهد الكعبي، تضمنت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوة الرئيس عون للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي ستعقد في الامارات خلال الفترة من 11 الى 13 شباط المقبل، ولالقاء كلمة رئيسية في حضور قادة الدول والحكومات وصناع القرار والمفكرين من اكثر من 140 دولة واكثر من 2000 مشارك من مختلف القطاعات من حول العالم.
ومما جاء في الرسالة: "على مدى العقد الماضي، ركزت القمة على أهمية الشراكات التنموية الفاعلة ومشاركة افضل الممارسات التي تسهم في مواصلة التقدم والازدهار للجميع، وذلك من خلال استضافة قادة الدول والحكومات والعقول المبدعة وصناع القرار من جميع انحاء العالم.
إن مشاركة فخامتكم تجسد التزامنا المستمر بالعمل لما فيه مصلحة البلدين وترسيخ العلاقات الثنائية، وتحقيق الرؤى المشتركة لصياغة مستقبل افضل للبشرية.
يسعدني الترحيب بكم اخاً عزيزاً علينا في دولة الامارات العربية المتحدة".
وكان القائم بالأعمال نقل إلى الرئيس عون في مستهل اللقاء تحيات رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ونائب رئيس الدولة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والقيادة الإماراتية، بانتخابه رئيساً للجمهورية والرغبة في "تعزيز العلاقات بين لبنان والإمارات في المجالات كافة".
وأشار القائم بالأعمال إلى ما "يربط بين الشعبين اللبناني والإماراتي من أواصرالاخوة والتعاون".
ورد الرئيس عون شاكراً التهاني، مشيرا إلى الاتصال الذي اجراه معه رئيس الدولة بعيد انتخابه والعاطفة التي أبداها تجاهه وتجاه اللبنانيين والتي ترجمت بالاستجابة الفورية لطلب الرئيس عون بإعادة فتح السفارة الإماراتية في لبنان.
وحمل الرئيس عون القائم بالأعمال تحياته إلى القيادة الإماراتية وتطلعاته إلى "تطوير العلاقات بين البلدين وعودة الإماراتيين إلى زيارة الربوع اللبنانية كما كان يحصل في الماضي". وشكر الدعوة التي وجهها إليه رئيس الدولة، مشيدا بما "تحققه دولة الإمارات من تقدم وتطور في المجالات كافة إضافة إلى رعايتها اللبنانيين المقيمين فيها".
جمعية المصارف
واستقبل الرئيس عون رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير على رأس وفد من الجمعية، هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية، وضم، الدكتور فادي خلف، الدكتور جوزف طربيه، الوزيرة السابقة ريا الحسن، سعد الازهري، نديم قصار، وليد روفايل، تنال صباح، غسان عساف، عبد الرزاق عاشور، الان ونّا، خليل الدبس، جورج صغبيني وروجيه داغر.
في مستهل اللقاء، القى صفير كلمة، اعتبر فيها ان "انتخاب الرئيس عون شكل أملا لكل اللبنانيين ببدء مرحلة جديدة تعيد بناء الوطن وتعزز الثقة محليا ودوليا"، وقال: "لقد عانى القطاع المصرفي خلال الأعوام الماضية، مثلما عانى غيره من القطاعات نتيجة الأزمة النظامية التي عصفت بالبلاد. إلا أن قطاعنا المصرفي استهدف اكثر من غيره لانه، ربما، على تماس مباشر مع المواطنين، فنال حصة كبيرة من التشكيك والتجريح على نحو غير مسبوق، والقيت عليه التهم ومنها التصرف بأموال المودعين، في وقت يعرف الجميع اين هي هذه الاموال ومن تصرف بها".
أضاف: "لقد استخلص الجميع العبر مما حصل، وقد سرنا ما ورد في خطاب القسم من تمسككم "بالحفاظ على الإقتصاد الحر"، اقتصاد تنتظم فيه المصارف تحت سقف الحوكمة والشفافية. كما اسعدنا تعهدكم بحماية اموال المودعين، وهم بالنتيجة، اهلنا وزبائننا وعلة وجود مصارفنا. واننا اذ نرحب بما تعهدتم به، نضع ملف القطاع المصرفي بين يديكم، مع استعدادنا للتعاون في إطار الشراكة الحقيقية المنتجة، لان لا حل لملف المودعين، ولا إصلاح للقطاع المصرفي، إلا من خلال عمل مشترك ينتج رؤية اصلاحية موحدة، تضع الحلول الواقعية التي تؤمن عودة المصارف إلى لعب دورها الأساسي في تمويل الإقتصاد المنتج وتحفظ حقوق المودعين".
وختم متمنيا، "أن تدعو إلى طاولة حوار بناء وموضوعي يكرس الشراكة ويبدد المخاوف، ويحقق الإصلاحات المنشودة لإنقاذ الإقتصاد وبالتالي إنقاذ لبنان".
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على "أهمية تضافر الجهود بين المصارف والدولة والمودعين لحل الازمة القائمة"، مشيدا بـ"أهمية الدور الذي لعبته المصارف في الاقتصاد اللبناني قبل الحرب"، وقال: "كل ازمة ولها حل، لكن الحل العادل لا يتم التوصل اليه من خلال طرف واحد بل بتضافر الجهود بين كل الافرقاء".
وأوضح الرئيس عون ان "الدول تضع شرطا أساسيا لمساعدة لبنان يتمثل بتشكيل حكومة والبدء بإصلاحات اقتصادية ومالية وغيرها من الإصلاحات، ما يشكل المدخل لاعادة بناء جسور الثقة بين لبنان والخارج وعودة الاستثمار الى ربوعه"، وقال: "ما لم نقم نحن بالإصلاحات في الداخل لن يأتي الخارج الى لبنان، والكرة اليوم هي في ملعبنا. ان لبنان يتمتع بالامكانات والطاقات الفكرية، والحلول موجودة اذا ما صفت النوايا تجاه المصلحة العامة وتم الترفع عن المصالح الطائفية والمذهبية والحزبية والشخصية".
واعرب رئيس الجمهورية عن الامل في "تعاون جمعية المصارف لايجاد الحلول لما فيه خير المصلحة العامة ومصلحة لبنان"، وشدد على ان رئيس الجمهورية "هو الحكم"، ولفت الى انه يتعاطى مع مختلف القضايا من "فوق الطاولة".
وجدد تأكيده ان همه الأساسي "هو بناء دولة، فكفى لبنان ما تحمله وهو الذي يصدر طاقاته وامكاناته الى الخارج"، واعرب عن الامل "في تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن وإقرار بيانها الوزاري، على ان تكون الأولويات اجراء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بالتوازي مع الإصلاحات"، وشدد على "أهمية تعزيز الثقة بالدولة".
وعن مسألة الـ"يورو بوندز"، قال الرئيس عون: "لبنان سيعمل على تطوير تصنيفه المالي لا البقاء على تصنيفه الراهن، وسأسعى لمعالجة الأمور العالقة وفق إمكاناتي والجدول الزمني المرتبط بها، واسترداد الثقة بالمصارف اللبنانية".
السفير الإيراني
واستقبل الرئيس عون سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى اماني ووفد ضم، نائب السفير توفيق صمدي والسكرتير الثاني في السفارة بهنام خسروي والسيد علي شرف الدين.
ونقل السفير اماني التهاني للرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وبدء انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، معتبرا ان "انتخاب رئيس الجمهورية اتى نتيجة توافق وطني عريض يبعث على الثقة والاعتزاز"، وشدد على "العلاقات المتينة التي تجمع بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرص الذي تبديه القيادة الإيرانية على تعزيز هذه العلاقات وتقديم المساعدات للبنان في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية والعسكرية والصحية والاعمارية".
وشكر الرئيس عون السفير الإيراني على تهانيه، مؤكدا "استمرار العمل على تطوير العلاقات بين البلدين".
المدعي العام التمييزي
وكان الرئيس عون استقبل صباحا المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار وعرض معه للأوضاع القضائية وعمل النيابات العامة التمييزية.
ممثلة الامين العام للامم المتحدة
واستقبل الرئيس عون ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في كوسوفو السفيرة كارولين زيادة التي اطلعته على عمل البعثة التي ترأسها في كوسوفو.